لم تتمالك الزوجة الثلاثينية نفسها عندما شاهدت زوجها فى أحضان رجل مثله داخل منزلهما وعلى سرير غرفة نومها، وقفت فى حالة ذهول من هول المنظر لم تتخيل يومًا أن يكون سبب هروب زوجها منها، أنه مريض بالشذوذ. داخل محكمة الأسرة بمدينة نصر، جلست الزوجة المكلومة تتذكر زغاريد أمها التى رجت أركان منزلهم البسيط، والفرحة التى ارتسمت على وجوه أشقائها، وتذكرت أيضًا حزنها وكسرة قلبها بعدما قرر والدها أن يسلمها لرجل يكبرها بالعمر بسنوات كل مؤهلاته أنه ميسور الحال، لم تستطيع الرفض أمام إصرار أسرتها الذين اعتبروا أن ذلك العريس سينقذهم من الفقر الذى يعانون منه، لم يفكروا سوى فى أنفسهم. بدأت الزوجة تروى مأساتها، تقول «نهى» زوجى رجل ثرى ولديه من الأموال ما يجعل والديّ يوافقان عليه دون أن يتحروا سيرته أو يسألوا عن سبب عدم زواجه حتى سن الأربعين، وخلال شهر واحد تمت مراسم الزفاف ووجدت نفسى داخل منزل أشعر بأننى غريبة فيه، ولكن سرعان ما تخليت عن ذلك الشعور، لكى اعيش بسلام فى حياتى الجديدة. تابعت الزوجة، فى ليلة الزفاف التى تنتظرها كل فتاة ذقت مرارة الألم والحسرة، بعدما أخبرنى زوجى بأن جسده منهك ويريد أن ينام، وخلال دقائق كان خلد إلى النوم بعد أن أدار لى ظهره، فى البداية لم أبالِ لما حدث، ولكن مع مرور الأيام توالت محاولات هروبه منى، وقتها أدركت أنه يعانى من شىء ما، وأخبرت أسرته بما حدث، فلم يبدوا أى اهتمام ولم تظهر عليهم أى علامات للقلق أو الاندهاش أو الغضب من تصرفات نجلهم، وكأنهم يعلمون بحالته، فالتزمت الصمت خوفًا من كلام الناس وبطش أهلى إذا طلبت الطلاق. وأضافت الزوجة وهى تحاول إخفاء دموعها، «عشت فى عذاب لم يستطع أحد أن يتحمله بعدما اعتاد زوجى السهر خارج المنزل لساعات متأخرة من الليل، ثم يعود منهكا ومجهدا، استمر الحال كذلك حتى اكتشفت السر وراء هروبه من المنزل والذى يعلمه جميع من حوله إلا أنا، حيث أخبرنى بأنه يستقبل أحد أصدقائه فى المنزل وطلب منى الذهاب إلى منزل أسرتى، ولا اعود حتى يأذن لى فاستجبت لطلبه». تبكى «نهى» وهى تسرد تفاصيل الليلة المشؤومة، «بعدما ذهبت لمنزل أسرتى شعرت بأن شيئا ما يحدث داخل بيتى، فرجعت إلى المنزل لعلى أجد إجابات عن تساؤلاتى، وبمجرد أن دخلت إلى المنزل سمعت أصواتا غريبة تصدر من الغرفة التى يجلس بها زوجى مع صديقه، فاقتربت من الغرفة بهدوء ونظرت من ثقب الباب بحذر، وهنا كانت الصدمة التى وقعت عليّ كالصاعقة، شاهدت زوجى يمارس الشذوذ مع صديقه، كدت أن افقد الوعى من هول ما رأيته وعلمت حينها لماذا زوجى كان دايما يتهرب منى، فخرجت وعدت إلى منزل أسرتى وجلست افكر ماذا أفعل فحينها كنت أشعر أن عقارب الساعة توقفت عن الدوران، وبعد ساعتين اتصل بى وأخبرنى أن اعود إلى المنزل، وهنا قررت مواجهته ولكن المفاجأة أنه لم ينكر ما رأيته واعترف أنه شاذ، وكان يريد أن يتزوج من رجل مثله وأنه تزوجنى فقط منعا لكلام الناس وإرضاء لأسرته، حينها تركت المنزل وذهبت إلى بيت أسرتى واقمت دعوى خلع ضده، وكل ما اتمناه الآن أن ينصفنى القضاء وأن احصل على فرصة عمل ترحمنى من سيطرة أهلى عليّ ومتاجرتهم بى.