كتبت - أسماء خالد: لم تتخيل «سمر»، الزوجة الثلاثينية، يومًا أن تنتهى حياتها الزوجية داخل أروقة المحاكم، وأن تكون تلك النهاية على يد صديقة عمرها التى اعتبرتها بمثابة شقيقتها.. لم تنس الزوجة المكلومة اللحظة التى اكتشفت فيها خيانة زوجها وصديقتها التى وضعت كل ثقتها فيها. تقول سمر: فتحت عينى على الدنيا وجدت «إيمان» أمامى تقاسمنى حياتى.. نفعل كل شىء سويًا.. نأكل.. نشرب.. نذهب إلى المدرسة.. لم نفارق بعض طوال اليوم سوى على النوم فقط.. لا أستطيع فعل أى شىء دونها وهى أيضًا.. مرت السنوات وكبرنا وكبرت معانا أحلامنا تعاهدنا ألا يفرقنا عن بعض سوى الموت.. إلى أن تعرفت على «أحمد»، الشاب الوسيم ذو الأخلاق الحسنة والسمعة الطيبة.. نشأت بيننا قصة حب شهد لها الجميع وسرعان ما تقدم لخطبتى ووافقت أسرتى بعد السؤال عنه. وتابعت سمر: لم يمر على خطوبتى من «أحمد» سوى عدة أشهر شاركتنى «إيمان» فى شراء متطلبات الزواج وكأنها شقيقتى التى لم تلدها أمى.. كانت خلال تلك الأشهر تتعامل مع خطيبى وكأنه شقيقها لم أشك لحظة فى غير ذلك.. وبعد أن انتهيت من تجهيز عش الزوجية، حدد والدى موعد الزفاف شعرت حينها بأننى ملكت الدنيا وما فيها، فقد تحقق حلمى بالزواج من الشخص الذى أحببته وسيجمعنا بيت واحد.. وفى اليوم الثانى من زواجى حضرت أسرتى للمباركة، وبرفقتهم «إيمان».. وكانت المفاجأة عندما لاحظت نظرات مشبوهة بين صديقتى وزوجى لفتت انتباهى.. ولكنى لم أبال للأمر، فأنا أثق فى زوجى لدرجة كبيرة وأثق أيضًا فى صديقتى. وأضافت سمر: وكانت الأشهر الأولى لزواجى من أجمل أيام حياتى.. عشت سعادة هادئة واستقراراً لم أشعر بهما من قبل واكتملت سعادتنا بعد حملى فى طفلى الأول شاركت فى تلك الفرحة صديقة عمرى. وتتابع الزوجة: «لم تدم سعادتى كثيرًاً فسرعان ما تبدل الحال بى.. مع إنجابى مولودى الأول وبدأ شكل جسمى يتغير، لم أعد الفتاة الجميلة ذات القوام الممشوق التى أحبها «أحمد»، فقد تدهور شكل جسدى بسبب الحمل والولادة، وتغير زوجى معى فأصبح يبتعد عنى، وأصبح يعاملنى معاملة سيئة، شعرت بأنه لم يحبنى منذ البداية، وأنه كان يبحث عن الشكل والجسد فقط، حينها انعدمت ثقتى فى نفسى وبدأت حالتى النفسية تسوء خاصة بعدما طلب منى أكثر من مرة أن أذهب للطبيب واتباع نظام غذائى حتى أعود كما كنت قبل الزواج. وتابعت الزوجة: بدأت المشاكل تعصف بعش الزوجية بسبب إهانة زوجى الدائمة لى، نشبت بيننا خلافات كثيرة، وفى تلك الفترة زادت زيارات إيمان أيضًا، لاحظت خلالها بتبادل النظرات بينها وبين زوجى ويتبادلان أطراف الحديث لساعات طويلة فى الهاتف، إلى أن أخبرتنى أحد جيرانى بأن صديقتى تأتى إلى شقتى أثناء وجودى فى منزل أسرتى.. وقع الخبر علىّ كالصاعقة، ولم أصدق ما سمعته من هول الصدمة، فكيف تخوننى صديقة عمرى. تسكت سمر قليلًا وتدخل فى نوبة من البكاء عندما تتذكر ما فعلته بها صديقة عمرها وزوجها.. ثم تغالب دموعها وتستكمل حديثها قائلة: «بعد سماع حديث جارتى فكرت فى طريقة للتأكد من كلامها حتى لا أظلم زوجى وصديقتى أعز ما أملك فى الحياة.. وفى صباح اليوم التالى حزمت حقيبتى ومتطلبات طفلى وأخبرت زوجى بأننى أريد الذهاب لمنزل أسرتى للاطمئنان عليهم، لكنى لم أخرج وانتظرت مع نجلى داخل غرفته وداخلى صوت يقول لى إن كل ما أخبرتنى به جارتى ليس له أى أساس من الصحة، فأنا أثق ثقة عمياء فى صديقتى وزوجى، ولكن انتابتنى حالة من الخوف الشديد والقلق خوفًا من أن يتحول الشك إلى يقين.. ودعوت الله كثيرًا أن يخيب ظنى فيهما، إلى أن حدثت الفاجعة فبعد انتظار ساعة كاملة داخل غرفة نجلى حضرت صديقتى إلى المنزل وكان زوجى فى انتظارها بعدما عاد من عمله مبكرًا، ثم دخلت غرفة نومى، وبعدها بدقائق اقتحمت عليهما الغرفة، وحدث ما لم أتوقعه فى حياتى.. شاهدت صديقة عمرى فى أحضان زوجى، لم أصدق نفسى من هول المنظر ألجم لسانى، ولم أتحدث معهما وخرجت أنا وابنى إلى منزل أهلى وأخبرتهم بما حدث. واختتمت سمر حديثها قائلة: رفضت كل محاولات الصلح وصممت على الطلاق فرفض زوجى وأخبر أسرتى بأنه ما زال يحبنى ويريد أن يتربى طفلى بيننا، فرفضت ذلك وقررت اللجوء لمحكمة الأسرة لإقامة دعوى خلع ضده والآن أنتظر حكم المحكمة للفصل فى قضيتى وأتمنى من الله أن ينصفنى القاضى وأن يخلصنى من تلك الزوج الخائن، فقد عانيت كثيرًا بسبب خيانته لى، فقد اكتشفت فيما بعد أنه لم يخنّى مع صديقتى فقط، بل كانت علاقاته النسائية متعددة.. وأنه اعتاد على ذلك منذ زمن.. كيف استطاع أن يوقع بصديقتى فى شباكه.. صدمتى فيها لا توصف. إنها خيانة عمرى كله.