عندما تمر أمام المقابر تنتابك حالة من الحزن الشديد على من سبقوك، ولا يخطر على بالك أن يتواجد أحد من الأحياء، ويتخذ من تلك المقابر سكنه فى الدنيا إلا من كان قلبه ميتًا.. ما يحدث فى بعض مقابر الإسكندرية يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن البعض الذين يعيشون وسط هذه المقابر ماتت قلوبهم، بل وفقدوا عقولهم وآثروا الحياة الدنيا، فهؤلاء لم يعتبروا ويتعظوا من مصير أسلافهم وارتكبوا كل أنواع الجرائم من أعمال منافية للآداب والتمثيل بجثث الموتى وتعاطى المخدرات.. كل هذه الجرائم ترتكب فى الليل والنهار. الوفد تقدم هذا التقرير إلى من يهمه الأمر لإنقاذ حرمات الموتى ومحاسبة هؤلاء الذين ماتت ضمائرهم. الإحصائيات كشفت أيضاً عن كارثة مفزعة، وهى أن هناك أكثر من 22% من القبور على مستوى الجمهورية تم نبشها خلال فترات ما بعد ثور يناير، فضلًا عن انتشار مافيا تجارة الأعضاء البشرية والمجرمين الذين يتخذون من تلك الأماكن وكرًا لهم من أجل تجارة المواد المخدرة. «أسرار نبش القبور» حالة من الجدل تعيشها محافظة الإسكندرية بعد انتشار عمليات نبش القبور، والاستيلاء على الجثث وسرقتها من داخل المقابر المختلفة أو حتى معرفة هؤلاء الأشخاص بهذا الأمر، لتكشف عن حالة الغضب التى يعيشها المواطنون داخل تلك المحافظة بسبب تلك الأعمال التى انتشرت فى العديد من المحافظات دون معرفة مرتكبيها أو الأشخاص الذين يفعلون هذا الأمر، ففى الأيام الماضية انتشرت عمليات نبش القبور، حيث تفاجأ العديد من الأهالى بوجود مقابر ذويهم مهدومة، والجثث مختفية فى مشهد غريب لا يمكن تخيله. وأكد محمد السيد أحد المتضررين من نبش القبور أنه أثناء ذهابه للمشاركة فى دفن أحد جيرانه برفقة بعض أفراد عائلته من أبناء عمومته، وبعد الانتهاء من الدفن، استغل تواجده فى المقابر لزيارة أقاربه فى المقبرتين المالكين لهما، إحداهما فى خط 2 والأخرى فى خط 6 بمقابر سيدى بشر بحرى. وأضاف أنه عند وصوله المقبرة فى خط 2 بداخل مقابر سيدى بشر بحرى، ومعه بعض أقاربه، وجد أن المقبرة منبوشة، وهناك محاولة أيضاً لإزالة اليافطة المتواجدة عليها، فذهب للمقبرة الأخرى فى خط 6 فوجد أن سقف المقبرة مهدومًا واللافتة تمت إزالتها بالفعل، وعند سؤال حراس المقبرة، قال إن هذه اليافطة ليست ملك عائلته، وهى تابعة لأحد الأشخاص، فأكد له أن هذه المقبرة لعائلته وهذا ما يعلمه جيدًا. وتابع: ملكية المقبرتين تابعة للحى من خلال الأوراق الرسمية، ولكن بعد ثورة 25 يناير تم حرق كل المستندات، وكانت طريقة إثبات الملكية من خلال اللافتات الموضوعة على المقابر، وبعد ذلك لجأت إلى قسم منتزه أول لعمل الشكوى، وذهبت للقسم لتحرير محضر برقم 2045 لسنه 2018 جنح المنتزه؛ بسبب قيام المسئولين عن المقابر بهدمها واستخراج الجثث منها وعرضها للبيع، واستكمل: أثناء تواجدى فى المقابر بالصدفة، وجدنا عددًا من المقابر مهدومة وشاهدنا عظامًا لبعض الجثث خارج المقبرة، وبالحصر وجدنا 26 مقبرة تقريبًا فى هذه الحالة ما بين حفر وتضييق وهدم، فقمنا بترميمها لحين صدور قرار الترميم من الحى، وأضاف أنه تلقى تهديدات مباشرة من أفراد بأسرة نباشين القبور المتهمين جاء بها: «لو متنازلتش عن البلاغ هندفنك حى»، بينما أكد تلقى أخيه اتصالات هاتفية من أحد أهالى المتهمين شملت عبارات تهديد فى محاولة لإثنائهم عن البلاغ المقدم. «عصابات سرقة المقابر» قال عبدالله حسن، يقيم بأحد العقارات المجاورة للمقابر: هناك العديد من القبور التى اكتشف الأهالى خلال الفترة الماضية نبشها وعدم وجود جثث الموتى بها، حتى أنهم قاموا بتحرير العديد من المحاضر دون جدوى، مضيفًا أن أحد العاملين فى دفن الموتى حذرهم من أن هناك أشخاصًا غريبين يترددون على المقابر ويسرقون العديد من الجثث، فى انتهاك لحرمة القبور، حيث إن جميع العاملين يعلمون ذلك ولكنهم لا يستطيعون الحديث فى هذا الأمر خاصة فى ظل انتشار تلك العصابات المسلحة التى تجعلهم يخافون من الحديث فى هذا الأمر. مشيرًا إلى أن هناك مقابر معروفة انتشرت فيها هذه الظاهرة من نبش القبور، وتلقت فيها الأجهزة الأمنية العديد من البلاغات بخصوص نبش المقابر بها واختفاء جثث الموتى، أكثر تلك الأماكن هى مقابر «العمود» بكرموز، ومقابر«الدخيلة» غرب الإسكندرية، حيث تتم سرقة الجثة وتشريحها ثم إلقاؤها فى أى مكان. سرقة الجماجم لطحنها لاستخدامها هيروين كشف سعد الفهلوى، أحد سكان المقابر عن قيام مجهولين بنبش القبور واستخراج جثث الموتى للبحث عن الجماجم التى يقال إنها تدخل فى صناعة الهيروين، وهذا ما جعل الأهالى تستغيث فى مكبرات الصوت بالمساجد، من أن هناك عصابات من المجرمين يقومون بطحن العظام وجماجم الموتى ويخلطونها مع مسحوق الهيروين والبرشام من خلال تجار المخدرات الذين يريدون النصب على زبائنهم وتقليل سعر تذكرة الهيروين، فيما قامت مجموعة من الأهالى بتحرير محضر فى هذا الأمر، وتشكيل لجان شعبية من أجل حماية المقابر، بعد نبشها وسرقة الجثث خاصة الجماجم الذين أكدوا أن هناك عصابات من المافيا التى تعمل فى تجارة المخدرات تستخدم جماجم الموتى من أجل صناعة مادة الهيروين المخدرة. حانوتى: سر اختفاء الموتى طلاب كلية الطب الأمر لم يتوقف عند عمليات نبش القبور فقط، بل إن هناك عالمًا من البيزنس الخفى الذى ينتج من خلال انتهاك جثث الموتى، كل أسرار هذا البيزنس، كشفها «حانوتى» بإحدى المقابر، حيث ذهبنا إلى إحدى المقابر وأخذنا نحاول فترة كبيرة من أجل الوصول إلى أحد المدافن حتى تعرفنا على أحد الأشخاص هناك، وطلبنا منه أن يعرفنا على أحد الأشخاص الذين يعملون فى دفن الموتى، وبالفعل ذهبنا إليه، وأوهمناه أننا نريد شراء «مدفن» خاص فى تلك المنطقة، طالبين منه المساعدة خاصة أن المدافن هنا تعتبر شبه كاملة. وبدأ من خلال هذا الأمر الحديث معنا أنه ليس هناك مدافن فارغة، وبعد فترة من النقاش، سألناه عن أمر العمليات التى انتشرت خلالها النبش على القبور، والذى أكد لنا أن تلك العمليات التى تحدث ربما تكون هناك عصابات مختلفة تتاجر فى الأعضاء البشرية أو فى الجثث، خاصة فى المقابر التى لا يوجد حنوتى خاص بها، وذلك ما يجعل تلك العصابات تنشر فى هذه المناطق، وفجر «الحانوتى» مفاجأة قائلًا إن هناك بعض «الحانوتية» الذين يقومون بنبش القبور مدعين أن هناك أفرادًا من العصابات هم من يعملون فى ذلك، حيث إن هناك العديد منهم الذى يعمل فى الاتجار بتلك الجثث وبيعها، مضيفًا أن هناك عددًا كبيرًا منهم يقوم بهذا الأمر ويدعى أن العصابات هى من قامت بنبش الجثث، وأن تلك الجثث تقوم بعد ذلك ببيع أعضاء من تلك الجثث التى لم يمر على وفاتها أكثر من 3 أيام حتى يكون هناك أعضاء مازالت بحيويتها ولا يعلم أهالى المتوفى ما يحدث بهذا الأمر، مشيرًا إلى أن هناك أسعارًا مختلفة للأعضاء تتراوح بين ألف إلى 5 آلاف، حسب الجثة والأعضاء التى يتم أخذها منها، وأضاف أن هناك من يقوم ببيع الجثة كاملة، وهذا له سعر، حيث تتراوح سعر الجثة من 5 آلاف إلى 10 آلاف جنيه، حسب نوع الزبون، وهذا للجثة الحديثة ، كما أن الجثة المتحللة يتراوح سعرها من 5 آلاف جنيه إلى 3 آلاف جنيه، مشيرًا إلى أن طلبة كلية طب هم الزبائن الأساسيين لشراء الجثث، كما أن هناك عصابات متخصصة فى شراء الجثث وهذا الأمر الذى يتم من خلاله شراء العديد من الجثث فى مصر. البلطجية ينتهكون حرمة الموتى وقال إمام مسجد: البلطجية ينتهكون حرمة الموتى بالإسكندرية ويستولون على المقابر ويحولونها إلى أوكار للمخدرات والبلطجة والدعارة وكان الأهالى قد تقدموا بعدة بلاغات لرجال الأمن يطالبون فيه الشرطة بحماية حرمة أمواتهم بعد أن استولى البلطجية على المقابر وأصبحت تدار بمعرفتهم. وأضاف الأهالى فى بلاغهم, أنه منذ أحداث ثورة 25 يناير والمقابر يتم نهبها وانتهاك حرمتها بعد أن قام البلطجية بتحطيم جزء من سورها القصير أو القفز من أعلاه والتواجد ليلًا للسهر وتعاطى المخدرات بأنواعها وأصبح من المعتاد أن يعثر الأهالى فى الصباح على زجاجات خمور فارغة وحقن مستخدمة فى تعاطى المخدرات وهو ما دفعهم إلى جمع أموال من بعضهم البعض لإقامة سور للحفاظ على مقابرهم، إلا أن المفاجأة كانت بتحطيم السور، وأصبحت المقابر تمارس فيها الدعارة، حيث تسمع أصوات منحلة تنبعث منها طوال الليل، كما أصبحت مسرحًا لبيع السلاح للبلطجية ومكانًا لاختفاء قطاع الطرق واللصوص الذين يقومون بدورهم بإرهاب زوار المقابر. البلطجية يفرضون سيطرتهم على المقابر أكد أحمد إسماعيل، موظف، أن مقابر أبوالنور شرق الإسكندرية دائرة باب شرق فحدث ولا حرج، فالأمر يتمثل فى سيطرة هؤلاء البلطجية على المدافن بداية من وضعهم تسعيرة لقراءة الفاتحة على أرواح الأموات، بالإضافة إلى أنهم نصبوا أنفسهم ملاكًا لهذه المقابر عقب قيامهم ببيع مساحات من الأراضى داخل المقابر التى تتمثل فى الطرقات الفاصلة بين المدافن وبعضها وتحويلها لمدافن والبيع بمبالغ عالية وتحولت هذه المقابر إلى مرتع ووكر للخارجين على القانون والأعمال المنافية للآداب وتعاطى المخدرات وإخفائها فى المقابر التى يتم نبشها وسرقة الجثث منها, وذلك بسبب عدم وجود أسوار حول هذه المدافن وكذا يفاجأ العديد من المواطنين باختفاء وسرقة المدافن الخاصة بهم وبعائلاتهم ووضع مسميات لعائلات ومتوفين آخرين واكتشافهم بيع هذه المقابر لأشخاص آخرين، بالإضافة لقيام عدد من الترابية بتقاضى وفرض إتاوة على المواطنين منها100 جنيه مستقلة لقراءة الفاتحة ومن250 إلي650 مقابلًا للرجال الذين يفتحون القبر ولم يظهر ما تمارسه هذه المافيا إلا عقب قيام بعض المواطنين بتحرير محاضر بأقسام الشرطة خاصة عقب ما واجهوه داخل المقابر عند زيارة ذويهم الأموات, الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل امتدت أيادى البلطجية والخارجين على القانون إلى بيع مقابر الصدقة الجارية التى تتبع فى ملكيتها الحي, كما اعترف الحى بأن التربى هو موظف يتقاضى راتبًا من الحى التابع له المدفن، كما أن رسوم فتح المقابر وترميمها والترخيص لها محددة ولكن لا يتم العمل بها واعترف أيضاً بأن هناك بلطجية يقومون بفرض رسوم تعسفية على أهل المتوفى مستغلين موقف حزنهم ووقت الوفاة محولين أمور الموت والدفن وسيلة لتحقيق الربح. الجهة الإدارية فشلت فى الرقابة على التربية أكد أحمد سلامة، منسق حقوق الإنسان، إن الجهة الإدارية فشلت فى الرقابة والتفتيش على التربية فى أداء عملهم وتحدث تجاوزات كبيرة من التربية أحياناً تؤدى إلى ضياع الحقوق الأمر الذى يتطور ويسبب نزاعات وخلافات بين المواطنين أصحاب المقابر الأصليين والذين اشتروا من التربية واختلاط رفات وعظام الموتى ببعضهم البعض يأتى هذا فى الوقت الذى عجزت فيه المحافظة والأحياء فى الدفاع والحفاظ عن الموتى فى قبورهم كما عجزت أيضاً أن تحافظ عليها.