التقسيم، والإقصاء، والفرز، الذى تمارسه جماعة الإخوان، خطر على الدولة وعلى المستقبل، ويدفع ثمنه المواطن العادى من أمنه واستقلاله وحريته وحقه فى المعرفة والعدل. حزنت عندما استمعت إلى مصطلحات غريبة على المصريين لم نسمع عنها من قبل مثل «قضاة المقطم» و«الإعلاميين الإسلاميين» ويقابلهما «قضاة الميدان» و«الإعلاميين الليبراليين». هذه المصطلحات أصبحت تتردد بكثرة هذه الأيام بعد الممارسات البغيضة التى تمارسها الجماعة ضد القضاة والإعلاميين وتشير إلى أن هناك قضاة موالية للإخوان واعلاميين يعملون على تحسين صورتها فى مقابل قضاة مستقلين هم قضاة الميدان نسبة إلى الثورة، واعلاميين ليبراليين نسبة إلى الاعلام المستقل والحزبى.. كل ذلك حدث بعد اختراق الجماعة للإعلام القومى، وجره نحو الأخونة، وسيطرتها على الإعلام الرسمى من تليفزيون وإذاعة وصحافة، وفرض مذيعين ومذيعات ينتمون إلى الجماعة، وإبعاد بعض كبار الكتاب من الصحف والمجلات القومية لإحلال كتاب ينتمون إلى الجماعة بدلا منهم. المسألة هى خطة وضعت فى مكتب الإرشاد بالمقطم لاستهداف قلعتى القضاء والإعلام للسيطرة على العدالة وحرية الرأى والتعبير، وجعل قضاة موالين للجماعة، وإعلام يجمل صورتهم بعد انخفاض شعبيتهم فى الشارع، وانهيار الدولة على أيديهم، وغياب الأمن وارتفاع الأسعار، وتفشى ظاهرة الجريمة والتنوع فى ارتكابها بطرق بشعة. وحاجة الجماعة إلى القضاء والإعلام لتجميل صورتها هى جزء من عملية تجميل كبرى اتفقت عليها الجماعة مع شركات BR عالمية للقيام بأعمال الدعاية لها. ولكنها عملية محكوم عليها بالفشل، لأن منتجاتهم فاسدة، ولن تستطيع شركات الدعاية العالمية تسويقه أو اقناع الجماهير بتعاطيه. الإخوان انكشفوا ولن يستطيعوا خداع الشعب كل الوقت، جميع مشروعاتهم وهمية، وجروا البلد إلى الخلف، وهذه هى أسباب إصرارهم على اختراق الإعلام لتحسين صورتهم، واختراق القضاء لتحليل تجاوزاتهم.. اتهموا الاعلاميين بالكفر وأنهم سحرة فرعون، واغتالوا القضاء، واجتمع وزير إعلام الجماعة بأعداء الاعلام لصياغة ميثاق شرف من منظور التيار الدينى للإعلام المصرى، وزير الاعلام يريد أن يمنح القط مفتاح الكرار. زعيم العصابة التى حاصرت مدينة الانتاج الاعلامى، وأهانت الاعلاميين، وهاجمت الصحفيين، واقتحمت جريدتى الوفد والوطنى يتحدث عن الشرف، أى شرف يقصده، وأى ميثاق شرف يسعى للمشاركة فى وضعه، الذين يكفرون الإعلاميين ويلاحقونهم بالبلاغات الملفقة يشاركون فى وضع ميثاق شرف اعلامى يحققون من ورائه أهدافهم فى احتكار الاعلام وتكميم أفواه الاعلاميين إلا من يسبح بحمد النظام، ويقبل يد المرشد. هم يريدون ميثاق شرف يفسح المجال لكتاب السلطة، يريدون اعلامًا مستأنسًا،ميثاق الشرف الصحفى يضعه الاعلاميون بأنفسهم لا يتدخل فيه وزير الاعلام، ولا يخضع لهوى «المقطم» ميثاق الشرف يضعه أصحاب المهنة وليس أهل الحكم. انتهى عصر كتاب السلطة وولى زمن الخوف