يواصل براين ويتاكر– بقدر ملحوظ من التحامل على الأديان– مناقشة قضية الدين الرسمى للدولة فى كتابه: «عرب بلا رب». يقول ويتاكر إن وجود الأديان الرسميّة بكل أنحاء العالم ليس أمراً غير مألوف أبداً، ووجدت دراسة (2004) أنّ 75 دولةً من أصل 188 (أى 40%) لديها دين للدَّولة، وقد يظهر فى الدُّستور. ووجود دينٍ للدَّولة يعنى أشياء مختلفة ببلدان مختلفة، فتأثير الدين على الحياة اليوميّة ببريطانيا، مثلاً، ضئيل إلى حدّ ما. وبيّن تقرير للأمم المتّحدة حول حريَّة الدِّين والمعتقد (2011) أن: «مجرَّد وجود دين للدَّولة قد لا يتعارض بحدِّ ذاته مع حقوق الإنسان»، و«يبدو من الصعب (إنّ لم يكن مستحيلاً) أنْ نتصور وجود تطبيق لمفهوم «دين الدَّولة» الرسمى من دون آثار سلبيّة على الأقليّات الدينيَّة». وبصرف النّظر عن الجو العامّ للتديّن، هناك تفسيرات سياسيّة لانتشار ديانات الدَّولة بالمنطقة، أحدها أنّ معظم الحكومات غير منتخبة، وبالتّالى تحتاج لمصادر أخرى للشّرعيّة. وعالمياً، للربط بين الدِّين والدّولة تاريخٌ طويلٌ، والفصل ليس كاملاً بأوروبا، رغم الانخفاض الكبير لمرتادى الكنائس، ورغم علمانية المجتمع، وتتمتع كنائس كثيرة بامتيازات رسمية. فى المقابل، يوجد بأمريكا فصلٌ رسمى بين الدِّين والدّولة، لكنها تبقى متديّنة جدّاً. وهذا النّموذج يدحض فكرة أنّ الدِّين ينحسر تلقائيّاً بمجتمع متقدم ومتطور تكنولوجيّاً. ولذا، يجب أنْ يكون هناك تفسير آخر لشعبيّةِ الدِّين بأمريكا وتراجعه بأوروبا نسبيّاً. «عامل الارتياح» قد يكون ذا أهميّة خاصّة، فهنالك أدلة كثيرة، على أنّ انعدام الأمن يجذب النَّاس للدِّين. وخدمات الرّعاية الاجتماعيّة بأمريكا أقلُّ بكثير ممّا فى غالبيّة الدول الأوروبية، فبينما يَقصد الأوروبيون الدَّولة للحصول على الرعاية، فإنَّ الأمريكيين يلتمسونها من الدِّين!!!!. ولا تعليق! وللحديث بقية