فى الفصل الثانى من كتابه: «عرب بلا رب»، وتحت عنوان: «الإلحاد فى التاريخ العربي»، يعود مؤلفه براين ويتاكر إلى الوراء قرونًا. ويُعْتقَدُ أنَّ أقدمَ عملٍ ذى صلة: «الردُّ على الملحد» للقاسمِ بنِ ابراهيم، (عالمُ زيدي، القرن التاسع الميلادي)، وآنذاك لم يكن منطقيِّاً التشكيكُ بوجود الخالق؛ «فكان الطَّعن بالأنبياء والوحيِ» آنذاك «ملائماً أكثر، وهذا ما فعلوه». و»تقومُ الشهادتان على عنصرين أساسيين: رفضٌ قطعيٌ للشركِ بالله، لا هوادةَ فيهِ (لا إله إلا الله)، وإقرارٌ بأنّ (محمداً هو رسول الله) خاتَمُ الأنبياءِ «للبشرية، والإسلام يعترف بأنبياء اليهودية والمسيحية، ولا يعترف اليهود والمسيحيون «بمحمدٍ كنبي»». «ومن الناحية الجدلية» سعى الملحدون لإظهارِ «كلِّ من ادعى النبوةَ على مدى التاريخ بمظهر المتلاعب المحتال». وبحسب الكتاب، يرتبط الإسلام بالنبوة أكثر من المسيحية واليهودية بكثير، وظهور رافضى فكرة النبوة يدل على موقعها المركزى فى الفكر الإسلامي. وأُطلِقت تسميةُ ملحد على شخصيتين بارزتين فى القرنين التاسع والعاشر الميلاديين: ابن الراوندى وأبو بكرٍ الرازيّ وكلاهما فارسي. ولخّص الفيلسوف الوجوديّ المصريّ عبدالرحمن بدوي، وجهتى نظرهما بأنها: «عقلانية إنكار النبوة»، وفرضيتهما المشتركة أنّ: المنطق (أو العقل) كافٍ لتمييز الخير من الشر، ولا حاجة للنبوات. الراوندى وصف القرآن بأنه «كلامُ مخلوقٍ لا يعرف الحكمة»، وأنكر معجزاتِ: إبراهيم ومحمد والمسيحِ، واعتبرها مجرّد حيلٍ؛ أما انتقاداته للنبوة والوحى فاختفت، لكنها كانت ظهرت بعناوين كتبه، ودارت حول: «محتالى النبوة» و»دحض الأديان»، ورغم أنَّ اهتمامه انصب على الإسلام، لكنه هاجم المسيحية واليهودية والزرادشتية والمانوية، ويبدو أنه ناقش فكرة أنْ لو كان الله حكيماً، ما كان ليخُصَّ أناساً بالنبوة ثمَّ يمكِّنهم من التأثير فى الآخرين، ثم يحرّض أتباعَهم للاقتتال فيما بينهم. وللحديث بقية