في منتصف القرن التاسع عشر، بدأت الدعوة إلى البهائية تخرج من بغداد، ويروج لها فى الدول الإسلامية ثم العالم أجمع، وما زال الجدل مثارا حولها إلى الآن في 12 نوفمبر 1817، استقبل عباس بزرك، الذي يشغل منصبا مهما في وزارة المالية بالدولة القاجارية (إيران حاليا)، مولوده الجديد، الذي سماه حسين علي النوري، الذي عاش حياة مترفة، فعائلته تملك أراضي واسعة وعقارات متعددة في إقليم نور في مازندران وتتمتع بمكانة ثرية في المجتمع الفارسي في تلك الحقبة.. نشأ الفتى على مذهب الشيعة الإثنى عشرية، ولكنه وحسب مصادر عدة، لم يتلق تعليمًا كافيًا، فالأسر الإيرانية الثرية في هذا الوقت كانت تهتم بتعليم أبنائها الفروسية، وليس إيفادهم إلى المدارس. وفي سن الثامنة والعشرين، آمن حسين علي بدعوة "الباب"، علي محمد الشيرازي، الذي سمى نفسه "باب الله"، الذي ألقي القبض عليه، ثم ادعى أن له كتابا سماويا، وهو ما جعل الكثيرين ينفضون من حوله، بعدما ظنوه في البداية أنه يقود حركة إسلامية إصلاحية، لكن الدعوة ظلت موجودة لحد كبير في إيران وأذربيجان، ودول أخرى، وحتى وفي سن الثامنة والعشرين، آمن حسين علي بدعوة "الباب"، علي محمد الشيرازي، الذي سمى نفسه "باب الله"، الذي ألقي القبض عليه، ثم ادعى أن له كتابا سماويا، وهو ما جعل الكثيرين ينفضون من حوله، بعدما ظنوه في البداية أنه يقود حركة إسلامية إصلاحية، لكن الدعوة ظلت موجودة لحد كبير في إيران وأذربيجان، ودول أخرى، وحتى بعدما أعدمت السلطات الإيرانية "الباب". بعد وفاة الباب، استمر حسين بالترويج لدعوة الباب وتمتع بمكانة قيادية خاصة بين البابيين، وقد أطلق على نفسه اسم (بهاء الله).. وفي سنة 1852 م قبض على بهاء الله وزج به في سجن سياه جال (النقرة السوداء) بعد محاولة فاشلة لاغتيال الشاه التي اتهم بالضلوع فيها، وزعم أنه يأتيه الوحي في السجن. بعد ذلك أطلق سراح بهاء الدين دون محاكمة، وصودرت ثروته وممتلكاته ونفي على الفور مبعدا من إيران، واختار راضيا النفي إلى العراق، التي كانت تابعة آنذاك للحكومة العثمانية، ليبدأ بدعوته كصاحب رسالة مستقلة في بغداد، ثم انعزل في كردستان العراق، ونتيجة ضغوط من الحكومة الإيرانية، نفي بهاء الله مجددا إلى إسطنبول، وتنقل حتى وصل إلى عكا في فلسطين، وقد نازعه أخوه غير الشقيق خلال تلك الفترة على كنية "من يظهره الله"، التي بشر بها "الباب"، ليلقى الاثنان نفس المصير وهو النفي. دعوته والانتقادات وهناك الكثير من النقد الموجه لدعوته، وعلى رأسها أنه يدعي الإيمان بالرسل من قبل، ومن بينهم الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، فكيف يزعم أنه جاءه الوحي، والرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) هو خاتم المرسلين، كما جاء بنص قطعي في القرآن الكريم، كما قال في حديث صحيح: "لا نبي بعدي". وقد دعا إلى "ستر" مذهبه، أي لا يخرج أتباعه ويبوحون به، كماقال، وبحسب آراء علماء مسلمين، إن القدس من حق اليهود، وأيضًا هناك إشكالات أخرى منها رأيه فيما يتعلق بالديانة المسيحية، وأيضًا ابتداعه في مسألة العبادات وذكر الله، وآراؤه التي تخص الروح وتوحيد الديانات، وهو رأي يحمل الكثير من الغرابة، فكيف يمكن توحيد (الهندوسية والزرادشتية والإسلام والمسيحية واليهودية) في معتقد عالمي واحد، وكل منها تختلف عن الأخرى في العقيدة وغيرها من المسائل الإيمانية. الشيعة الإمامية الشيعة الإمامية أو (الإثنا عشرية) هو المذهب الذي خرجت منه أغلب تلك الدعوات (البابية والبهائية والقاديانية وغيرها) ممن ادعوا النبوة أو غيرها، ودائما ما يكون مرجع تلك المعتقدات ما يسمى بالتفسير "الباطني" للقرآن، أي أن هناك تفسيرين ظاهر وآخر "خفي" للقرآن، وهو قول غريب، فالآيات قاطعة الثبوت لا تحتمل معنى آخر مثل "مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ"، ولكن يلجأ أصحاب هذا المذهب لاختلاق تفسير باطني لبعض الآيات لبناء معتقداتهم، أو تأكيد صوابها. أيا كان ف"بهاء الله"، الذي اعتمد في دعوته على تفسيرات باطنية للقرآن، ثم كنى نفسه بأنه "من يظهره الله"، فالحقيقة أن دعوته لم يكتب لها أن "تظهر"، فظلت مقتصرة على أعداد قليلة حول العالم.