فى الفصل الرابع من كتابه: «عرب بلا رب» يقر الباحث براين ويتاكر بفكرة تبلغ الغاية فى الأهمية والخطورة تؤكد أن الإلحاد ليس نظرية أصيلة بل رد فعل على الأديان، يقول: «الإلحاد ردٌّ على الدّين، فلولا الدّين لن يصبح المرء ملحداً، وسيصبح الله مفهوماً مجهولاً، ولن يكون هنالك سبب محدد لأى كان ليتساءل حول وجوده من عدمه، وبالتالى سيتحول كلٌّ من الإيمان والإلحاد إلى إنكار». وهذه الحقيقة تعنى الاعتراف بأن الإلحاد موقف سلبي! ويرى ويتاكر بوضوح أن دور الدّين فى تطور الإلحاد، بل تعزيزه دون قصد، قد يكون واضحًا جدًا، ومهم إبقاء هذا بأذهاننا عند دراسة إلحاد بعض العرب. وكون الإنسان ملحدًا يعنى أنه لا يؤمن بالله، لكن إلحاده يتضمن رفضاً واعياً لله، وبالتالى يمكن وصف بعض غير المؤمنين بأنّهم ملحدون أساساً (لم يكونوا مؤمنين وقرّروا الإلحاد)، ولأن تأثير الدّين بحياتهم كان محدودًا أو منعدمًا، و«الله» بالنسبة لهم لا يكاد يختلف عن آلهة اليونان. وغالباً يكون الإلحاد خيارًا متعَمدًا حيث الإيمان هو السائد. وبحسب أبحاث أمريكية تلعب البيئة الدينية «دورًا أساسيًا فى تشكيل هوية الملحد»، فبين 40 ملحدًا أمريكيًا أُجريت معهم مقابلة للدراسة، تبين أن 35 نشأوا ببيئة إما «متدينة إلى حد ما» أو «متشددة». وأشارت دراسة بجامعة كولورادو إلى أن «القلة الذين نشأوا فى أُسرٍ ليست متدينة جدًا، أو ليست متدينة أبدًا»، تأثروا «بمستويات مرتفعة من الورع والإيمان الذَينِ كانا حاضرين فى البيئة العامة للثقافة الأمريكية». وحسب دراسة لمركز بيو للأبحاث (2010) يمكن أن يفضى الدّين للإلحاد. وفى الحقيقة فإن ملحدين عرب يتحولون بمجرد اعتناق الإلحاد إلى الهجوم على الأديان بدلًا من تجاهلها! وللحديث بقية.