انخفاض سعر الذهب اليوم وعيار 21 يسجل 3070 جنيهًا    المؤتمر الدولي للنشر العربي يناقش تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على البشرية    رؤساء شركات التوزيع يستعرضون خطط القضاء على سرقة التيار باجتماعات القابضة    الأعاصير تتسبب في مقتل أربعة أشخاص بولاية أوكلاهوما الأمريكية    اسقاط 5 طائرات جوية بدون طيار فوق البحر الأحمر    الجيش الجزائري: القضاء على إرهابي في عملية عسكرية غربي العاصمة    شبانة: الزمالك يحتاج للتتويج ببطولة تشعر لاعبيه بجماهيرية النادي وحجم الانتصارات    السعودية تصدر بيانا بشأن حادث مطار الملك خالد الدولي    الجيش الأمريكي "يشتبك" مع 5 مسيرات فوق البحر الأحمر    يعيش في قلق وضغط.. هل تُصدر المحكمة الجنائية مذكرة باعتقال نتنياهو؟    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 29 إبريل 2024 بالمصانع بعد التحديث الأخير    مواعيد مباريات اليوم لمجموعة الصعود ببطولة دوري المحترفين    أسماء.. الأوقاف تفتتح 19 مسجدًا الجمعة المقبل    ما المحظورات التي وضعتها "التعليم" لطلاب الثانوية خلال الامتحانات؟    تكلف 3 ملايين دولار.. تفاصيل حفل زفاف الملياردير الهندي في الأهرامات    مواعيد مباريات اي سي ميلان المتبقية في الدوري الإيطالي 2023-2024    ميدو: هذا المهاجم أكثر لاعب تعرض للظلم في الزمالك    صحف السعودية| مطار الملك خالد الدولي يعلن تعطل طائرة وخروجها عن مسارها.. وبن فرحان يترأس اجتماع اللجنة الوزارية العربية بشأن غزة    أمير هشام: تصرف مصطفى شلبي أمام دريمز الغاني ساذج وحركته سيئة    المندوه: كان يمكننا إضافة أكثر من 3 أهداف أمام دريمز.. ولماذا يتم انتقاد شيكابالا بإستمرار؟    بعد وفاة والدتها.. رانيا فريد شوقي فى زيارة للسيدة نفسية    مصرع شخص وإصابة 16 آخرين في حادث تصادم بالمنيا    علييف يبلغ بلينكن ببدء عملية ترسيم الحدود بين أذربيجان وأرمينيا    إصابة 13 شخصا بحالة اختناق بعد استنشاق غاز الكلور في قنا    عمره 3 أعوام.. أمن قنا ينجح في تحرير طفل خطفه جاره لطلب فدية    ختام فعاليات مبادرة «دوّي» بكفر الشيخ    خالد الغندور يوجه انتقادات حادة ل محمد عبد المنعم ومصطفى شلبي (فيديو)    سامي مغاوري يكشف سبب استمراره في الفن 50 عامًا    شاهد صور زواج مصطفى شعبان وهدى الناظر تثير السوشيال ميديا    شقيقة الفلسطيني باسم خندقجي ل«الوطن»: أخي تعرض للتعذيب بعد ترشحه لجائزة البوكر    سامي مغاوري عن صلاح السعدني: «فنان موسوعي واستفدت من أفكاره»    تموين الإسكندرية: توريد نحو 5427 طن قمح إلى الصوامع والشون    برلمانية: افتتاح مركز البيانات والحوسبة يؤكد اهتمام الدولة بمواكبة التقدم التكنولوجي    بعد عامين من انطلاقه.. برلماني: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم    بعد طرح برومو الحلقة القادمة.. صاحبة السعادة تتصدر ترند مواقع التواصل الاجتماعي    "السكر والكلى".. من هم المرضى الأكثر عرضة للإصابة بالجلطات؟    تحرك عاجل من الخطيب ضد السولية والشحات.. مدحت شلبي يكشف التفاصيل    فراس ياغى: ضغوط تمارس على الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية للوصول لهدنة في غزة    السفيه يواصل الهذيان :بلاش كليات تجارة وآداب وحقوق.. ومغردون : ترهات السيسي كلام مصاطب لا تصدر عن رئيس    فيديو.. سامي مغاوري: أنا اتظلمت.. وجلينا مأخدش حقه    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    إخلاء سبيل سائق سيارة الزفاف المتسبب في مصرع عروسين ومصور ب قنا    فهم حساسية العين وخطوات الوقاية الفعّالة    العناية بصحة الرموش.. وصفات طبيعية ونصائح فعّالة لتعزيز النمو والحفاظ على جمالها    «حياة كريمة».. جامعة كفر الشيخ تكرم الفريق الطبي المشارك بالقوافل الطبية    ربان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر يحتفل بعيد الشعانين ورتبة الناهيرة    مصرع شاب في انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    ضربة للمحتكرين.. ضبط 135 ألف عبوة سجائر مخبأة لرفع الأسعار    هل يؤثر تراجع الطلب على الأسماك في سعر الدواجن.. مسئول بالاتحاد العام للدواجن يجيب    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    دعاء في جوف الليل: اللهم جُد علينا بكرمك وأنعم علينا بغفرانك    3 حالات لا يجوز فيها الإرث شرعًا.. يوضحها أمين الفتوى    وزير الاتصالات: 170 خدمة رقمية على بوابة مصر الرقمية    البابا ثيودروس الثاني يحتفل بأحد الشعانين في الإسكندرية    الاستعداد للعريس السماوي أبرز احتفالات الرهبان    بالصور.. الوادي الجديد تستقبل 120 طالبًا وطالبة من كلية آداب جامعة حلوان    طريقة تحضير بودينج الشوكولاتة    محمد أبو هاشم: حجاج كثر يقعون في هذا الخطأ أثناء المناسك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خرافة الإلحاد يقدمها ب"بساطة" عمرو شريف

يعرف الدكتور عمرو شريف، مؤلف كتاب خرافة الإلحاد، بأنه ببساطة هو إنكار وجود الإله، ويضيف:" لم يشهد تاريخ البشرية مدًّا إلحاديًّا عارمًا كالذى شهده فى ظل الحضارة المادية المعاصرة. كما لم تعرف بلادنا الإلحاد إلا فى العقود الأخيرة، وقد شهدت البلاد مدًا إلحاديًّا بعد ما أُطلق عليه ثورات الربيع العربى".
ويستطرد شارحًا أشكال الإلحاد، خلفيته التاريخية، حجج الملاحدة وكيف ندحضها، ووفقًا للمؤلف بأنه خلال إحدى المحاضرات أن أحد الحاضرين طرح عليه سؤالًا: مَن منكم يوجد فى دائرة حياته شخصًا ملحدًا؛ هو نفسه، أو جار، أو زميل دراسة أو عمل، أو صديق، أو قريب لصديق، أو.. أو.. رفع عددٌ غير قليل من الشباب أيديهم، وبعد المحاضرة جاءنى عددٌ من كبار السن "من المسلمين والمسيحيين" وقال لى كلٌ منهم: إن ما عرضت من تساؤلات يطرحها الملاحدة؛ مثل لماذا العذاب والألم فى الدنيا؟ وما أصل البشر؟ ومن خلق الإله؟.... لم تخطر لنا على بال، فنحن نحيا حياتنا بفضل الله مؤمنين ولا تساورنا أية شكوك.
يحمل هذان الموقفان رسالة مهمة؛ وهى أن الإلحاد وإن كان قد بدأ يطل برأسه بين الشباب فى بلادنا، فإن الإيمان فطرة يستشعرها الناضجون ويحيون فى ظلها خارج دائرة الشكوك والقلق.
وفي مقدمة الكتاب يطرح السؤال.. لماذا هذا الكتاب؟، وكانت الإجابة "لمَّا كان مشروعى الفكرى يدور حول العلاقة بين العلم والفلسفة والدين، ويهدف إلى تجديد الفكر العلمى وتجديد الفكر الدينى، كان طبيعيًّا أن تتطرق كتبى السابقة لمشكلة الإلحاد، وقد تلقيت عددًا من الطلبات الكريمة لإصدار مؤلَّف متكامل حول الإلحاد، ولعل أجملها كان من الفاضل الشيخ الدكتور محمد العوضى المفكر والإعلامى الكويتى الكبير، الذى لم يتوقف دوره عند حَثِّى وتشجيعى على إخراج الكتاب، لكنه ظل يمدنى بالمراجع والاقتراحات منذ البداية وحتى مثول الكتاب للطبع. وقد دفعنى للاستجابة لهذه الطلبات ما رصدته بنفسى من تزايد أعداد الملاحدة فى بلادنا فى السنوات الأخيرة، حتى إنى ألتقى أسبوعيًّا تقريبًا بشاب ملحد ترسله إلىَّ هذه الجهة أو تلك، لمناظرته والإجابة عن تساؤلاته.
وخلال العام الماضى أدركت أن قضية الإلحاد ينبغى أن تحتل منزلة الرأس فى مشروعى الفكرى. فاستجبت لدعوة المفكر الإسلامى الكبير د. محمد عمارة لتأليف عمل عن الإلحاد يصلح لأن يكون الكتاب الهدية المُرفق بمجلة الأزهر، وقد صدر الكتاب بالفعل مع عدد المحرم العام 1435 ه من المجلة بعنوان »وهم الإلحاد«. كذلك جعلت موضوع مقالاتى الأسبوعية فى جريدة أخبار اليوم بعنوان « فى بيتنا ملحد».، وأكثرت من المحاضرات والندوات فى الجامعات والأوساط المختلفة حول ذات الموضوع. وأخيرًا يأتى الكتاب الذى بين يديك ليتناول القضية بتأصيل وعرض عميقين.
يعالج هذا الكتاب خرافة الإلحاد، من خلال مشروعين فكريين متداخلين شديدى الأهمية والحساسية، وهما: تجديد الفكر العلمى؛ بحيث يدرك العلماء أن ليس بين العلم والدين تعارض، بل هناك توافق عميق بينهما، مصدره أن جذور العلم الحديث مستمدة من الدين، وأن يدركوا أن التوصل لآليات الظواهر العلمية لا يتعارض مع وجود غائية وراءها. وبذلك يُسلمنا العلم فى آخر المطاف إلى القول بالوجود الإلهى الخالق لهذا الوجود ومدبره وحافظه، وجديد الفكر الدينى؛ بحيث يفرز خطابًا دينيًا يمثل عامل جذب بعد أن أصبح الخطاب السائد عامل طرد من دائرة الإيمان. وذلك امتثالًا لحديث رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم : إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ، وبالإضافة لمعالجة خرافة الإلحاد، فإن الكتاب دعوة لأن نتعلم قراءة كتاب الله المنظور (الآفاق والأنفس) كما نقرأ كتاب الله المسطور (القرآن الكريم)، وأن نستمد من كليهما الأدلة على الوجود الإلهى. ودعوة لأن نتقبل الجهود الحثيثة لتجديد أمر الدين، وإلا أغرقنا طوفان المادية الذى لا يُبقى ولا يذر.
وأوضح الكاتب أن من يتصدى لهذه المهمة كالذى يضع نفسه بين حَجَرَىّ الرحى أو بين المطرقة والسندان كما يقولون! فمحاولات تجديد الفكر العلمى لن يرضى عنها العلماء الماديين ومن يسير سيرهم، كما لن تُرضى محاولات تجديد الفكر الدينى جُل علماء الدين المقلدين ومن يهتدى بخطاهم. ومن أمثلة ذلك ما لاقيناه من هجوم بعد كتابتنا عن مفهوم «التطور الموجه للكائنات الحية»، الذى يتمشى مع العلم فى قبول التطور وهو ما يرفضه المتدينون المقلدون، ويتمشى مع الدين فى أن الله هو الخالق من خلال آلية التطور وهو ما يرفضه الدراونة وأيضًا المقلدون من رجال الدين.
ويشير الكاتب إلى أن منهج الكتاب . . كان التصور الأَوَّلى له أن يقوم على تفنيد آراء كبار رجال الإلحاد فى الغرب وبخاصة ريتشارد دوكنز، حيث يعتمد الإلحاد فى بلادنا على إفرازاتهم. ثم أدركت أن ذلك يكون كمن يعطى الفقير الجائع سمكة! بينما الأفضل أن نعلمه الصيد. لذلك فضلت أن يطرح الكتاب القضية كما نتعامل نحن الأطباء مع أحد الأمراض؛ عرض مسببات المرض، وتاريخ ظهوره واكتشافه، وأعراضه وعلاماته، ومضاعفاته، والوقاية منه وعلاجه، بذلك نحقق نجاحًا أكبر فى استئصال شأفة المرض. ولا شك أن هذا التناول يعطى القارئ مناعة أقوى ضد شكوك النفس، وقدرة أكبر على التصدى لما يُطرح عليه من شبهات إلحادية.
وأضاف :"هذا وقد سألنى بعض المهتمين بكتاباتى: نراك تكرر أفكارًا وموضوعات وأحيانًا فصل أو أكثر بين كتبك، ألا يخل ذلك باستقلالية كل كتاب؟، ولهؤلاء قلت:"إن المؤلف الذى يتصدى للكتابة فى مجالات مختلفة يستطيع أن يُفرد لكل موضوع كتابًا، دون تكرار للموضوعات والأفكار. أما «صاحب المشروع الفكرى الحياتى» فيعرض مشروعه من زوايا وجوانب مختلفة حتى يستكمل طرحه، ولا مفر فى عرض المشروع الواحد من تداخل وتكرار الأفكار. وربما كان أستاذانا د. مصطفى محمود ود. عبد الوهاب المسيرى ممن ظهرت هذه السمة بوضوح فى كتاباتهما المتعددة، وأقول ذلك لأنك قارئى الكريم ستجد تكرارًا فى هذا الكتاب لبعض الأفكار من كتبى السابقة، فأرجو أن تلتمس لى العذر".
وحول عنوان "لمن هذا الكتاب" قال الكاتب " كتبت فى حصاد كتابى «رحلة عقل» أنه يخاطب أحد خمسة عقول، لا شك أن القارئ يمتلك أحدها:" متدين يريد أن يرقى بإيمانه، من إيمان الميلاد إلى إيمان اليقين، حتى يمتلئ قلبه بالشعور بأن الله حق، متدين غابت عنه حقيقة الإنسان، كموجود متكامل من جسد وذات غير مادية (روح/نفس/قلب/عقل). ومن ثَمَّ نظر إلى الإنسان نظرة عوراء، لا ترى فيه إلا مادية متدنية أو روحانية منفصلة عن الواقع، ومتدين يظن أن فهمه للدين الذى تربى عليه «تمام التمام»! فلم يُنزل العقل والعلم منزلتهما فى منظومة الإيمان. فغاب عنه الكثير، بل غاب عنه أكثر مما حَصَّل. وربما أسلمه ذلك إلى أن يصبح أحد أفراد المجموعة التالية، ومتدين يبهره ما يردده الملاحدة من (كلام كبير) حول مساهمة العلم فى تأكيد المفاهيم الإلحادية، حتى قالوا: «إن الإله وهم كبير، وإن الدين أفيون الشعوب،...»، فيغمره شعور بالنقص لانتمائه لهذه الطائفة المتخلفة (المتدينين!)، بدلًا من أن يغمره الشعور بالزهو، وملحد أو متشكك، اتَّشَحَ بالعلم، عن كِبر أو عن جهل، ورأى فيه برهان الإلحاد، بدلًا من أن يرى فيه أدلة الإيمان، فَتَوجَّب أن نوضح له الحقيقة حتى ننقذه من نفسه، وبعد أربع سنوات، أخاطب بكتابى هذا «خرافة الإلحاد» ذات العقول الخمسة التى خاطبتها بكتاب «رحلة عقل»، عسى أن تجد فيه العقول المؤمنة اليقين والترقى، وأن تجد فيه العقول الملحدة والمتشككة النور والهداية.
ينقسم الكتاب إلى أربعة أبواب تضم أربعة عشر فصلًا، الباب الأول بعنوان «العلم والدين والإلحاد»، ويشتمل على ثلاثة فصول: الأول «الإلحاد المعاصر» ونتعرض فيه لنشأة الإلحاد المعاصر وسماته، والثانى «طبيعة العلم» ونعرض فيه مفهوم العلم وقدراته وحدوده، ثم يبين فى الفصل الثالث بعنوان «صراع مُتَوَهَّم» أن هناك توافقًا عميقًا بين الدين وجذور العلم، وليس صراعًا كما يتوهم البعض، والباب الثانى بعنوان «بين الإله والإلحاد»، ونطرح فيه أهم الظواهر الكونية والبيولوجية والإنسانية والغيبية، ونبين كيف ينظر إليها كل من المؤمنين بالإله والملاحدة، وحجج كل من الفريقين. لذلك جاءت الفصول من الرابع إلى التاسع تحت عناوين: "الكون بين الإله والإلحاد، الحياة بين الإله والإلحاد، التطور الداروينى بين الإله والإلحاد، التصميم والتطوير بين الإله والإلحاد، العقل بين الإله والإلحاد، الألوهية الدين الأخلاق، بين الإله والإلحاد".
ويتناول الكتاب فى الباب الثالث وعنوانه «مستنقع الملاحدة» أفكار الملاحدة فى الغرب والشرق، وقد خصصنا الفصل العاشر وعنوانه «ريتشارد دوكنز، حادى الملاحدة الجدد» لعرض أفكار زعيم الملاحدة الغربيين الجُدد ومنهجه الفلسفى وللرد عليهما وتفنيدهما، ويتناول الفصل الحادى عشر فكر أشهر أتباع دوكنز وأهم مؤلفاتهم تحت عنوان «شراذم الإلحاد الجديد"، ثم يأتى الفصل الثانى عشر بعنوان «الإلحاد فى العالم الإسلامى»، ونعرض فيه تاريخ الإلحاد فى بلادنا من حروب الردة حتى الإلحاد المعاصر بين شبابنا، والباب الرابع والأخير بعنوان «مع الله»:" ويتناول فى فصله الثالث عشر تحت عنوان «الطريق إلى الله» الرحلات الإيمانية لأربعة من كبار المفكرين، والتى شكلت فيما بينها نسيجًا يشتمل معظم ملامح المنظومة الإيمانية، ويمثل الفصل الرابع عشر والأخير «الخروج من المستنقع» حصادًا لفصول الرحلة، وعرض لخطوات الخروج من مستنقع الإلحاد إلى فردوس الإيمان، مع طرح متوازن لأهم واجبات المسلمين فى هذا الزمان، وهو تجديد الفكر الإسلامى، هكذا تتكامل الرحلة من الإلحاد إلى الإيمان إلى الإسلام. ونسأل الله أن يجعلها عملًا مقبولًا تَثْقُل به موازينُنا، وأن يجعلنا من أهل شهادة «لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله» عليها نحيا، وعليها نموت، وعليها نلقى الله يوم القيامة.
ويوجه الكاتب رسالة إلى القارئ الكريم، وهذا نصها :"«الإلحاد المعاصر صناعة أوروبية»، رأينا فى هذا الفصل كم هى صواب هذه المقولة. وإذا كانت أوروبا قد شهدت أعتى موجة إلحادية فى أعقاب الثورة العلمية، فلا يعنى ذلك أن العلم أب روحى للإلحاد، إذ لا يتعارض أى من الاكتشافات العلمية العديدة مع الوجود الإلهى، لكن ترجع نشأة الإلحاد المعاصر إلى عوامل نفسية صاحبت تلك الثورة.
أما الأب الحقيقى للإلحاد فهو الفكر المادى، الذى أعاد إحياء الفلسفة الوضعية المنطقية بعد موتها! تلك الفلسفة التى تطلب لكل افتراض أو مسألة برهانًا تجريبيًّا أو رياضيًّا أو منطقيًّا مباشرًا، فكان طبيعيًّا أن ترفض تلك الفلسفة جميع العلوم الإنسانية والدينية التى لا تقوم على هذه البراهين!، وقد أفرزت هذه النظرة بداهة الفكر الإلحادى.
وفى الجانب الآخر، أفرز الفكر المادى الحضارة المادية المعاصرة، التى اختزلت الإنسان فى ثالوث الإنتاج والاستهلاك والاستمتاع، فكان بديهيًّا أيضًا أن يتوارى الفكر الدينى والإيمان بالإله.
وقد انطلق الإلحاد الجديد فى الغرب فى معارضته للدين من رفض الكثير من المفاهيم المسيحية التى تتعارض مع المنطق والعلم الحديث، ثم عمم نظرته على الديانات بصفة عامة. وقد اتخذت المعارضة للدين فى البداية شكل «الإنكار»، فأطلق الملاحدة على أنفسهم اصطلاح «اللادينيين Atheists»، ثم تطورت المعارضة إلى «العداء»، واتخذوا موقفًا «ضد الدين Antitheists». وأخيرًا فاجأنا الملاحدة فى الغرب والشرق بتخفيف العداء للديانات بصفة عامة وللمسيحية بصفة خاصة، وتحويل عدائهم وكراهيتهم كلها إلى الإسلام!.
والمُخزى أن يدعى الملاحدة الجدد أنهم يتبنون «إلحادًا علميًّا»، فى الوقت الذى ثبت فيه أن «على رأس أعظم اكتشافات العلم الحديث يأتى اكتشاف أن هناك إلهًا»! كما علقت مجلة تايم الأمريكية على تحول سير أنتونى فلو زعيم ملاحدة القرن العشرين إلى الإيمان بالإله بدافع من البراهين العلمية، وهذا ما سنناقشه فى فصول الكتاب القادمة، ونمهد له بدراسة «طبيعة العلم» فى الفصل القادم".
يعرف الدكتور عمرو شريف، مؤلف كتاب خرافة الإلحاد، بأنه ببساطة هو إنكار وجود الإله، ويضيف:" لم يشهد تاريخ البشرية مدًّا إلحاديًّا عارمًا كالذى شهده فى ظل الحضارة المادية المعاصرة. كما لم تعرف بلادنا الإلحاد إلا فى العقود الأخيرة، وقد شهدت البلاد مدًا إلحاديًّا بعد ما أُطلق عليه ثورات الربيع العربى".
ويستطرد شارحًا أشكال الإلحاد، خلفيته التاريخية، حجج الملاحدة وكيف ندحضها، ووفقًا للمؤلف بأنه خلال إحدى المحاضرات أن أحد الحاضرين طرح عليه سؤالًا: مَن منكم يوجد فى دائرة حياته شخصًا ملحدًا؛ هو نفسه، أو جار، أو زميل دراسة أو عمل، أو صديق، أو قريب لصديق، أو.. أو.. رفع عددٌ غير قليل من الشباب أيديهم، وبعد المحاضرة جاءنى عددٌ من كبار السن "من المسلمين والمسيحيين" وقال لى كلٌ منهم: إن ما عرضت من تساؤلات يطرحها الملاحدة؛ مثل لماذا العذاب والألم فى الدنيا؟ وما أصل البشر؟ ومن خلق الإله؟.... لم تخطر لنا على بال، فنحن نحيا حياتنا بفضل الله مؤمنين ولا تساورنا أية شكوك.
يحمل هذان الموقفان رسالة مهمة؛ وهى أن الإلحاد وإن كان قد بدأ يطل برأسه بين الشباب فى بلادنا، فإن الإيمان فطرة يستشعرها الناضجون ويحيون فى ظلها خارج دائرة الشكوك والقلق.
وفي مقدمة الكتاب يطرح السؤال.. لماذا هذا الكتاب؟، وكانت الإجابة "لمَّا كان مشروعى الفكرى يدور حول العلاقة بين العلم والفلسفة والدين، ويهدف إلى تجديد الفكر العلمى وتجديد الفكر الدينى، كان طبيعيًّا أن تتطرق كتبى السابقة لمشكلة الإلحاد، وقد تلقيت عددًا من الطلبات الكريمة لإصدار مؤلَّف متكامل حول الإلحاد، ولعل أجملها كان من الفاضل الشيخ الدكتور محمد العوضى المفكر والإعلامى الكويتى الكبير، الذى لم يتوقف دوره عند حَثِّى وتشجيعى على إخراج الكتاب، لكنه ظل يمدنى بالمراجع والاقتراحات منذ البداية وحتى مثول الكتاب للطبع. وقد دفعنى للاستجابة لهذه الطلبات ما رصدته بنفسى من تزايد أعداد الملاحدة فى بلادنا فى السنوات الأخيرة، حتى إنى ألتقى أسبوعيًّا تقريبًا بشاب ملحد ترسله إلىَّ هذه الجهة أو تلك، لمناظرته والإجابة عن تساؤلاته.
وخلال العام الماضى أدركت أن قضية الإلحاد ينبغى أن تحتل منزلة الرأس فى مشروعى الفكرى. فاستجبت لدعوة المفكر الإسلامى الكبير د. محمد عمارة لتأليف عمل عن الإلحاد يصلح لأن يكون الكتاب الهدية المُرفق بمجلة الأزهر، وقد صدر الكتاب بالفعل مع عدد المحرم العام 1435 ه من المجلة بعنوان »وهم الإلحاد«. كذلك جعلت موضوع مقالاتى الأسبوعية فى جريدة أخبار اليوم بعنوان « فى بيتنا ملحد».، وأكثرت من المحاضرات والندوات فى الجامعات والأوساط المختلفة حول ذات الموضوع. وأخيرًا يأتى الكتاب الذى بين يديك ليتناول القضية بتأصيل وعرض عميقين.
يعالج هذا الكتاب خرافة الإلحاد، من خلال مشروعين فكريين متداخلين شديدى الأهمية والحساسية، وهما: تجديد الفكر العلمى؛ بحيث يدرك العلماء أن ليس بين العلم والدين تعارض، بل هناك توافق عميق بينهما، مصدره أن جذور العلم الحديث مستمدة من الدين، وأن يدركوا أن التوصل لآليات الظواهر العلمية لا يتعارض مع وجود غائية وراءها. وبذلك يُسلمنا العلم فى آخر المطاف إلى القول بالوجود الإلهى الخالق لهذا الوجود ومدبره وحافظه، وجديد الفكر الدينى؛ بحيث يفرز خطابًا دينيًا يمثل عامل جذب بعد أن أصبح الخطاب السائد عامل طرد من دائرة الإيمان. وذلك امتثالًا لحديث رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم : إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ، وبالإضافة لمعالجة خرافة الإلحاد، فإن الكتاب دعوة لأن نتعلم قراءة كتاب الله المنظور (الآفاق والأنفس) كما نقرأ كتاب الله المسطور (القرآن الكريم)، وأن نستمد من كليهما الأدلة على الوجود الإلهى. ودعوة لأن نتقبل الجهود الحثيثة لتجديد أمر الدين، وإلا أغرقنا طوفان المادية الذى لا يُبقى ولا يذر.
وأوضح الكاتب أن من يتصدى لهذه المهمة كالذى يضع نفسه بين حَجَرَىّ الرحى أو بين المطرقة والسندان كما يقولون! فمحاولات تجديد الفكر العلمى لن يرضى عنها العلماء الماديين ومن يسير سيرهم، كما لن تُرضى محاولات تجديد الفكر الدينى جُل علماء الدين المقلدين ومن يهتدى بخطاهم. ومن أمثلة ذلك ما لاقيناه من هجوم بعد كتابتنا عن مفهوم «التطور الموجه للكائنات الحية»، الذى يتمشى مع العلم فى قبول التطور وهو ما يرفضه المتدينون المقلدون، ويتمشى مع الدين فى أن الله هو الخالق من خلال آلية التطور وهو ما يرفضه الدراونة وأيضًا المقلدون من رجال الدين.
ويشير الكاتب إلى أن منهج الكتاب . . كان التصور الأَوَّلى له أن يقوم على تفنيد آراء كبار رجال الإلحاد فى الغرب وبخاصة ريتشارد دوكنز، حيث يعتمد الإلحاد فى بلادنا على إفرازاتهم. ثم أدركت أن ذلك يكون كمن يعطى الفقير الجائع سمكة! بينما الأفضل أن نعلمه الصيد. لذلك فضلت أن يطرح الكتاب القضية كما نتعامل نحن الأطباء مع أحد الأمراض؛ عرض مسببات المرض، وتاريخ ظهوره واكتشافه، وأعراضه وعلاماته، ومضاعفاته، والوقاية منه وعلاجه، بذلك نحقق نجاحًا أكبر فى استئصال شأفة المرض. ولا شك أن هذا التناول يعطى القارئ مناعة أقوى ضد شكوك النفس، وقدرة أكبر على التصدى لما يُطرح عليه من شبهات إلحادية.
وأضاف :"هذا وقد سألنى بعض المهتمين بكتاباتى: نراك تكرر أفكارًا وموضوعات وأحيانًا فصل أو أكثر بين كتبك، ألا يخل ذلك باستقلالية كل كتاب؟، ولهؤلاء قلت:"إن المؤلف الذى يتصدى للكتابة فى مجالات مختلفة يستطيع أن يُفرد لكل موضوع كتابًا، دون تكرار للموضوعات والأفكار. أما «صاحب المشروع الفكرى الحياتى» فيعرض مشروعه من زوايا وجوانب مختلفة حتى يستكمل طرحه، ولا مفر فى عرض المشروع الواحد من تداخل وتكرار الأفكار. وربما كان أستاذانا د. مصطفى محمود ود. عبد الوهاب المسيرى ممن ظهرت هذه السمة بوضوح فى كتاباتهما المتعددة، وأقول ذلك لأنك قارئى الكريم ستجد تكرارًا فى هذا الكتاب لبعض الأفكار من كتبى السابقة، فأرجو أن تلتمس لى العذر".
وحول عنوان "لمن هذا الكتاب" قال الكاتب " كتبت فى حصاد كتابى «رحلة عقل» أنه يخاطب أحد خمسة عقول، لا شك أن القارئ يمتلك أحدها:" متدين يريد أن يرقى بإيمانه، من إيمان الميلاد إلى إيمان اليقين، حتى يمتلئ قلبه بالشعور بأن الله حق، متدين غابت عنه حقيقة الإنسان، كموجود متكامل من جسد وذات غير مادية (روح/نفس/قلب/عقل). ومن ثَمَّ نظر إلى الإنسان نظرة عوراء، لا ترى فيه إلا مادية متدنية أو روحانية منفصلة عن الواقع، ومتدين يظن أن فهمه للدين الذى تربى عليه «تمام التمام»! فلم يُنزل العقل والعلم منزلتهما فى منظومة الإيمان. فغاب عنه الكثير، بل غاب عنه أكثر مما حَصَّل. وربما أسلمه ذلك إلى أن يصبح أحد أفراد المجموعة التالية، ومتدين يبهره ما يردده الملاحدة من (كلام كبير) حول مساهمة العلم فى تأكيد المفاهيم الإلحادية، حتى قالوا: «إن الإله وهم كبير، وإن الدين أفيون الشعوب،...»، فيغمره شعور بالنقص لانتمائه لهذه الطائفة المتخلفة (المتدينين!)، بدلًا من أن يغمره الشعور بالزهو، وملحد أو متشكك، اتَّشَحَ بالعلم، عن كِبر أو عن جهل، ورأى فيه برهان الإلحاد، بدلًا من أن يرى فيه أدلة الإيمان، فَتَوجَّب أن نوضح له الحقيقة حتى ننقذه من نفسه، وبعد أربع سنوات، أخاطب بكتابى هذا «خرافة الإلحاد» ذات العقول الخمسة التى خاطبتها بكتاب «رحلة عقل»، عسى أن تجد فيه العقول المؤمنة اليقين والترقى، وأن تجد فيه العقول الملحدة والمتشككة النور والهداية.
ينقسم الكتاب إلى أربعة أبواب تضم أربعة عشر فصلًا، الباب الأول بعنوان «العلم والدين والإلحاد»، ويشتمل على ثلاثة فصول: الأول «الإلحاد المعاصر» ونتعرض فيه لنشأة الإلحاد المعاصر وسماته، والثانى «طبيعة العلم» ونعرض فيه مفهوم العلم وقدراته وحدوده، ثم يبين فى الفصل الثالث بعنوان «صراع مُتَوَهَّم» أن هناك توافقًا عميقًا بين الدين وجذور العلم، وليس صراعًا كما يتوهم البعض، والباب الثانى بعنوان «بين الإله والإلحاد»، ونطرح فيه أهم الظواهر الكونية والبيولوجية والإنسانية والغيبية، ونبين كيف ينظر إليها كل من المؤمنين بالإله والملاحدة، وحجج كل من الفريقين. لذلك جاءت الفصول من الرابع إلى التاسع تحت عناوين: "الكون بين الإله والإلحاد، الحياة بين الإله والإلحاد، التطور الداروينى بين الإله والإلحاد، التصميم والتطوير بين الإله والإلحاد، العقل بين الإله والإلحاد، الألوهية الدين الأخلاق، بين الإله والإلحاد".
ويتناول الكتاب فى الباب الثالث وعنوانه «مستنقع الملاحدة» أفكار الملاحدة فى الغرب والشرق، وقد خصصنا الفصل العاشر وعنوانه «ريتشارد دوكنز، حادى الملاحدة الجدد» لعرض أفكار زعيم الملاحدة الغربيين الجُدد ومنهجه الفلسفى وللرد عليهما وتفنيدهما، ويتناول الفصل الحادى عشر فكر أشهر أتباع دوكنز وأهم مؤلفاتهم تحت عنوان «شراذم الإلحاد الجديد"، ثم يأتى الفصل الثانى عشر بعنوان «الإلحاد فى العالم الإسلامى»، ونعرض فيه تاريخ الإلحاد فى بلادنا من حروب الردة حتى الإلحاد المعاصر بين شبابنا، والباب الرابع والأخير بعنوان «مع الله»:" ويتناول فى فصله الثالث عشر تحت عنوان «الطريق إلى الله» الرحلات الإيمانية لأربعة من كبار المفكرين، والتى شكلت فيما بينها نسيجًا يشتمل معظم ملامح المنظومة الإيمانية، ويمثل الفصل الرابع عشر والأخير «الخروج من المستنقع» حصادًا لفصول الرحلة، وعرض لخطوات الخروج من مستنقع الإلحاد إلى فردوس الإيمان، مع طرح متوازن لأهم واجبات المسلمين فى هذا الزمان، وهو تجديد الفكر الإسلامى، هكذا تتكامل الرحلة من الإلحاد إلى الإيمان إلى الإسلام. ونسأل الله أن يجعلها عملًا مقبولًا تَثْقُل به موازينُنا، وأن يجعلنا من أهل شهادة «لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله» عليها نحيا، وعليها نموت، وعليها نلقى الله يوم القيامة.
ويوجه الكاتب رسالة إلى القارئ الكريم، وهذا نصها :"«الإلحاد المعاصر صناعة أوروبية»، رأينا فى هذا الفصل كم هى صواب هذه المقولة. وإذا كانت أوروبا قد شهدت أعتى موجة إلحادية فى أعقاب الثورة العلمية، فلا يعنى ذلك أن العلم أب روحى للإلحاد، إذ لا يتعارض أى من الاكتشافات العلمية العديدة مع الوجود الإلهى، لكن ترجع نشأة الإلحاد المعاصر إلى عوامل نفسية صاحبت تلك الثورة.
أما الأب الحقيقى للإلحاد فهو الفكر المادى، الذى أعاد إحياء الفلسفة الوضعية المنطقية بعد موتها! تلك الفلسفة التى تطلب لكل افتراض أو مسألة برهانًا تجريبيًّا أو رياضيًّا أو منطقيًّا مباشرًا، فكان طبيعيًّا أن ترفض تلك الفلسفة جميع العلوم الإنسانية والدينية التى لا تقوم على هذه البراهين!، وقد أفرزت هذه النظرة بداهة الفكر الإلحادى.
وفى الجانب الآخر، أفرز الفكر المادى الحضارة المادية المعاصرة، التى اختزلت الإنسان فى ثالوث الإنتاج والاستهلاك والاستمتاع، فكان بديهيًّا أيضًا أن يتوارى الفكر الدينى والإيمان بالإله.
وقد انطلق الإلحاد الجديد فى الغرب فى معارضته للدين من رفض الكثير من المفاهيم المسيحية التى تتعارض مع المنطق والعلم الحديث، ثم عمم نظرته على الديانات بصفة عامة. وقد اتخذت المعارضة للدين فى البداية شكل «الإنكار»، فأطلق الملاحدة على أنفسهم اصطلاح «اللادينيين Atheists»، ثم تطورت المعارضة إلى «العداء»، واتخذوا موقفًا «ضد الدين Antitheists». وأخيرًا فاجأنا الملاحدة فى الغرب والشرق بتخفيف العداء للديانات بصفة عامة وللمسيحية بصفة خاصة، وتحويل عدائهم وكراهيتهم كلها إلى الإسلام!.
والمُخزى أن يدعى الملاحدة الجدد أنهم يتبنون «إلحادًا علميًّا»، فى الوقت الذى ثبت فيه أن «على رأس أعظم اكتشافات العلم الحديث يأتى اكتشاف أن هناك إلهًا»! كما علقت مجلة تايم الأمريكية على تحول سير أنتونى فلو زعيم ملاحدة القرن العشرين إلى الإيمان بالإله بدافع من البراهين العلمية، وهذا ما سنناقشه فى فصول الكتاب القادمة، ونمهد له بدراسة «طبيعة العلم» فى الفصل القادم".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.