«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خرافة الإلحاد يقدمها ب"بساطة" عمرو شريف

يعرف الدكتور عمرو شريف، مؤلف كتاب خرافة الإلحاد، بأنه ببساطة هو إنكار وجود الإله، ويضيف:" لم يشهد تاريخ البشرية مدًّا إلحاديًّا عارمًا كالذى شهده فى ظل الحضارة المادية المعاصرة. كما لم تعرف بلادنا الإلحاد إلا فى العقود الأخيرة، وقد شهدت البلاد مدًا إلحاديًّا بعد ما أُطلق عليه ثورات الربيع العربى".
ويستطرد شارحًا أشكال الإلحاد، خلفيته التاريخية، حجج الملاحدة وكيف ندحضها، ووفقًا للمؤلف بأنه خلال إحدى المحاضرات أن أحد الحاضرين طرح عليه سؤالًا: مَن منكم يوجد فى دائرة حياته شخصًا ملحدًا؛ هو نفسه، أو جار، أو زميل دراسة أو عمل، أو صديق، أو قريب لصديق، أو.. أو.. رفع عددٌ غير قليل من الشباب أيديهم، وبعد المحاضرة جاءنى عددٌ من كبار السن "من المسلمين والمسيحيين" وقال لى كلٌ منهم: إن ما عرضت من تساؤلات يطرحها الملاحدة؛ مثل لماذا العذاب والألم فى الدنيا؟ وما أصل البشر؟ ومن خلق الإله؟.... لم تخطر لنا على بال، فنحن نحيا حياتنا بفضل الله مؤمنين ولا تساورنا أية شكوك.
يحمل هذان الموقفان رسالة مهمة؛ وهى أن الإلحاد وإن كان قد بدأ يطل برأسه بين الشباب فى بلادنا، فإن الإيمان فطرة يستشعرها الناضجون ويحيون فى ظلها خارج دائرة الشكوك والقلق.
وفي مقدمة الكتاب يطرح السؤال.. لماذا هذا الكتاب؟، وكانت الإجابة "لمَّا كان مشروعى الفكرى يدور حول العلاقة بين العلم والفلسفة والدين، ويهدف إلى تجديد الفكر العلمى وتجديد الفكر الدينى، كان طبيعيًّا أن تتطرق كتبى السابقة لمشكلة الإلحاد، وقد تلقيت عددًا من الطلبات الكريمة لإصدار مؤلَّف متكامل حول الإلحاد، ولعل أجملها كان من الفاضل الشيخ الدكتور محمد العوضى المفكر والإعلامى الكويتى الكبير، الذى لم يتوقف دوره عند حَثِّى وتشجيعى على إخراج الكتاب، لكنه ظل يمدنى بالمراجع والاقتراحات منذ البداية وحتى مثول الكتاب للطبع. وقد دفعنى للاستجابة لهذه الطلبات ما رصدته بنفسى من تزايد أعداد الملاحدة فى بلادنا فى السنوات الأخيرة، حتى إنى ألتقى أسبوعيًّا تقريبًا بشاب ملحد ترسله إلىَّ هذه الجهة أو تلك، لمناظرته والإجابة عن تساؤلاته.
وخلال العام الماضى أدركت أن قضية الإلحاد ينبغى أن تحتل منزلة الرأس فى مشروعى الفكرى. فاستجبت لدعوة المفكر الإسلامى الكبير د. محمد عمارة لتأليف عمل عن الإلحاد يصلح لأن يكون الكتاب الهدية المُرفق بمجلة الأزهر، وقد صدر الكتاب بالفعل مع عدد المحرم العام 1435 ه من المجلة بعنوان »وهم الإلحاد«. كذلك جعلت موضوع مقالاتى الأسبوعية فى جريدة أخبار اليوم بعنوان « فى بيتنا ملحد».، وأكثرت من المحاضرات والندوات فى الجامعات والأوساط المختلفة حول ذات الموضوع. وأخيرًا يأتى الكتاب الذى بين يديك ليتناول القضية بتأصيل وعرض عميقين.
يعالج هذا الكتاب خرافة الإلحاد، من خلال مشروعين فكريين متداخلين شديدى الأهمية والحساسية، وهما: تجديد الفكر العلمى؛ بحيث يدرك العلماء أن ليس بين العلم والدين تعارض، بل هناك توافق عميق بينهما، مصدره أن جذور العلم الحديث مستمدة من الدين، وأن يدركوا أن التوصل لآليات الظواهر العلمية لا يتعارض مع وجود غائية وراءها. وبذلك يُسلمنا العلم فى آخر المطاف إلى القول بالوجود الإلهى الخالق لهذا الوجود ومدبره وحافظه، وجديد الفكر الدينى؛ بحيث يفرز خطابًا دينيًا يمثل عامل جذب بعد أن أصبح الخطاب السائد عامل طرد من دائرة الإيمان. وذلك امتثالًا لحديث رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم : إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ، وبالإضافة لمعالجة خرافة الإلحاد، فإن الكتاب دعوة لأن نتعلم قراءة كتاب الله المنظور (الآفاق والأنفس) كما نقرأ كتاب الله المسطور (القرآن الكريم)، وأن نستمد من كليهما الأدلة على الوجود الإلهى. ودعوة لأن نتقبل الجهود الحثيثة لتجديد أمر الدين، وإلا أغرقنا طوفان المادية الذى لا يُبقى ولا يذر.
وأوضح الكاتب أن من يتصدى لهذه المهمة كالذى يضع نفسه بين حَجَرَىّ الرحى أو بين المطرقة والسندان كما يقولون! فمحاولات تجديد الفكر العلمى لن يرضى عنها العلماء الماديين ومن يسير سيرهم، كما لن تُرضى محاولات تجديد الفكر الدينى جُل علماء الدين المقلدين ومن يهتدى بخطاهم. ومن أمثلة ذلك ما لاقيناه من هجوم بعد كتابتنا عن مفهوم «التطور الموجه للكائنات الحية»، الذى يتمشى مع العلم فى قبول التطور وهو ما يرفضه المتدينون المقلدون، ويتمشى مع الدين فى أن الله هو الخالق من خلال آلية التطور وهو ما يرفضه الدراونة وأيضًا المقلدون من رجال الدين.
ويشير الكاتب إلى أن منهج الكتاب . . كان التصور الأَوَّلى له أن يقوم على تفنيد آراء كبار رجال الإلحاد فى الغرب وبخاصة ريتشارد دوكنز، حيث يعتمد الإلحاد فى بلادنا على إفرازاتهم. ثم أدركت أن ذلك يكون كمن يعطى الفقير الجائع سمكة! بينما الأفضل أن نعلمه الصيد. لذلك فضلت أن يطرح الكتاب القضية كما نتعامل نحن الأطباء مع أحد الأمراض؛ عرض مسببات المرض، وتاريخ ظهوره واكتشافه، وأعراضه وعلاماته، ومضاعفاته، والوقاية منه وعلاجه، بذلك نحقق نجاحًا أكبر فى استئصال شأفة المرض. ولا شك أن هذا التناول يعطى القارئ مناعة أقوى ضد شكوك النفس، وقدرة أكبر على التصدى لما يُطرح عليه من شبهات إلحادية.
وأضاف :"هذا وقد سألنى بعض المهتمين بكتاباتى: نراك تكرر أفكارًا وموضوعات وأحيانًا فصل أو أكثر بين كتبك، ألا يخل ذلك باستقلالية كل كتاب؟، ولهؤلاء قلت:"إن المؤلف الذى يتصدى للكتابة فى مجالات مختلفة يستطيع أن يُفرد لكل موضوع كتابًا، دون تكرار للموضوعات والأفكار. أما «صاحب المشروع الفكرى الحياتى» فيعرض مشروعه من زوايا وجوانب مختلفة حتى يستكمل طرحه، ولا مفر فى عرض المشروع الواحد من تداخل وتكرار الأفكار. وربما كان أستاذانا د. مصطفى محمود ود. عبد الوهاب المسيرى ممن ظهرت هذه السمة بوضوح فى كتاباتهما المتعددة، وأقول ذلك لأنك قارئى الكريم ستجد تكرارًا فى هذا الكتاب لبعض الأفكار من كتبى السابقة، فأرجو أن تلتمس لى العذر".
وحول عنوان "لمن هذا الكتاب" قال الكاتب " كتبت فى حصاد كتابى «رحلة عقل» أنه يخاطب أحد خمسة عقول، لا شك أن القارئ يمتلك أحدها:" متدين يريد أن يرقى بإيمانه، من إيمان الميلاد إلى إيمان اليقين، حتى يمتلئ قلبه بالشعور بأن الله حق، متدين غابت عنه حقيقة الإنسان، كموجود متكامل من جسد وذات غير مادية (روح/نفس/قلب/عقل). ومن ثَمَّ نظر إلى الإنسان نظرة عوراء، لا ترى فيه إلا مادية متدنية أو روحانية منفصلة عن الواقع، ومتدين يظن أن فهمه للدين الذى تربى عليه «تمام التمام»! فلم يُنزل العقل والعلم منزلتهما فى منظومة الإيمان. فغاب عنه الكثير، بل غاب عنه أكثر مما حَصَّل. وربما أسلمه ذلك إلى أن يصبح أحد أفراد المجموعة التالية، ومتدين يبهره ما يردده الملاحدة من (كلام كبير) حول مساهمة العلم فى تأكيد المفاهيم الإلحادية، حتى قالوا: «إن الإله وهم كبير، وإن الدين أفيون الشعوب،...»، فيغمره شعور بالنقص لانتمائه لهذه الطائفة المتخلفة (المتدينين!)، بدلًا من أن يغمره الشعور بالزهو، وملحد أو متشكك، اتَّشَحَ بالعلم، عن كِبر أو عن جهل، ورأى فيه برهان الإلحاد، بدلًا من أن يرى فيه أدلة الإيمان، فَتَوجَّب أن نوضح له الحقيقة حتى ننقذه من نفسه، وبعد أربع سنوات، أخاطب بكتابى هذا «خرافة الإلحاد» ذات العقول الخمسة التى خاطبتها بكتاب «رحلة عقل»، عسى أن تجد فيه العقول المؤمنة اليقين والترقى، وأن تجد فيه العقول الملحدة والمتشككة النور والهداية.
ينقسم الكتاب إلى أربعة أبواب تضم أربعة عشر فصلًا، الباب الأول بعنوان «العلم والدين والإلحاد»، ويشتمل على ثلاثة فصول: الأول «الإلحاد المعاصر» ونتعرض فيه لنشأة الإلحاد المعاصر وسماته، والثانى «طبيعة العلم» ونعرض فيه مفهوم العلم وقدراته وحدوده، ثم يبين فى الفصل الثالث بعنوان «صراع مُتَوَهَّم» أن هناك توافقًا عميقًا بين الدين وجذور العلم، وليس صراعًا كما يتوهم البعض، والباب الثانى بعنوان «بين الإله والإلحاد»، ونطرح فيه أهم الظواهر الكونية والبيولوجية والإنسانية والغيبية، ونبين كيف ينظر إليها كل من المؤمنين بالإله والملاحدة، وحجج كل من الفريقين. لذلك جاءت الفصول من الرابع إلى التاسع تحت عناوين: "الكون بين الإله والإلحاد، الحياة بين الإله والإلحاد، التطور الداروينى بين الإله والإلحاد، التصميم والتطوير بين الإله والإلحاد، العقل بين الإله والإلحاد، الألوهية الدين الأخلاق، بين الإله والإلحاد".
ويتناول الكتاب فى الباب الثالث وعنوانه «مستنقع الملاحدة» أفكار الملاحدة فى الغرب والشرق، وقد خصصنا الفصل العاشر وعنوانه «ريتشارد دوكنز، حادى الملاحدة الجدد» لعرض أفكار زعيم الملاحدة الغربيين الجُدد ومنهجه الفلسفى وللرد عليهما وتفنيدهما، ويتناول الفصل الحادى عشر فكر أشهر أتباع دوكنز وأهم مؤلفاتهم تحت عنوان «شراذم الإلحاد الجديد"، ثم يأتى الفصل الثانى عشر بعنوان «الإلحاد فى العالم الإسلامى»، ونعرض فيه تاريخ الإلحاد فى بلادنا من حروب الردة حتى الإلحاد المعاصر بين شبابنا، والباب الرابع والأخير بعنوان «مع الله»:" ويتناول فى فصله الثالث عشر تحت عنوان «الطريق إلى الله» الرحلات الإيمانية لأربعة من كبار المفكرين، والتى شكلت فيما بينها نسيجًا يشتمل معظم ملامح المنظومة الإيمانية، ويمثل الفصل الرابع عشر والأخير «الخروج من المستنقع» حصادًا لفصول الرحلة، وعرض لخطوات الخروج من مستنقع الإلحاد إلى فردوس الإيمان، مع طرح متوازن لأهم واجبات المسلمين فى هذا الزمان، وهو تجديد الفكر الإسلامى، هكذا تتكامل الرحلة من الإلحاد إلى الإيمان إلى الإسلام. ونسأل الله أن يجعلها عملًا مقبولًا تَثْقُل به موازينُنا، وأن يجعلنا من أهل شهادة «لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله» عليها نحيا، وعليها نموت، وعليها نلقى الله يوم القيامة.
ويوجه الكاتب رسالة إلى القارئ الكريم، وهذا نصها :"«الإلحاد المعاصر صناعة أوروبية»، رأينا فى هذا الفصل كم هى صواب هذه المقولة. وإذا كانت أوروبا قد شهدت أعتى موجة إلحادية فى أعقاب الثورة العلمية، فلا يعنى ذلك أن العلم أب روحى للإلحاد، إذ لا يتعارض أى من الاكتشافات العلمية العديدة مع الوجود الإلهى، لكن ترجع نشأة الإلحاد المعاصر إلى عوامل نفسية صاحبت تلك الثورة.
أما الأب الحقيقى للإلحاد فهو الفكر المادى، الذى أعاد إحياء الفلسفة الوضعية المنطقية بعد موتها! تلك الفلسفة التى تطلب لكل افتراض أو مسألة برهانًا تجريبيًّا أو رياضيًّا أو منطقيًّا مباشرًا، فكان طبيعيًّا أن ترفض تلك الفلسفة جميع العلوم الإنسانية والدينية التى لا تقوم على هذه البراهين!، وقد أفرزت هذه النظرة بداهة الفكر الإلحادى.
وفى الجانب الآخر، أفرز الفكر المادى الحضارة المادية المعاصرة، التى اختزلت الإنسان فى ثالوث الإنتاج والاستهلاك والاستمتاع، فكان بديهيًّا أيضًا أن يتوارى الفكر الدينى والإيمان بالإله.
وقد انطلق الإلحاد الجديد فى الغرب فى معارضته للدين من رفض الكثير من المفاهيم المسيحية التى تتعارض مع المنطق والعلم الحديث، ثم عمم نظرته على الديانات بصفة عامة. وقد اتخذت المعارضة للدين فى البداية شكل «الإنكار»، فأطلق الملاحدة على أنفسهم اصطلاح «اللادينيين Atheists»، ثم تطورت المعارضة إلى «العداء»، واتخذوا موقفًا «ضد الدين Antitheists». وأخيرًا فاجأنا الملاحدة فى الغرب والشرق بتخفيف العداء للديانات بصفة عامة وللمسيحية بصفة خاصة، وتحويل عدائهم وكراهيتهم كلها إلى الإسلام!.
والمُخزى أن يدعى الملاحدة الجدد أنهم يتبنون «إلحادًا علميًّا»، فى الوقت الذى ثبت فيه أن «على رأس أعظم اكتشافات العلم الحديث يأتى اكتشاف أن هناك إلهًا»! كما علقت مجلة تايم الأمريكية على تحول سير أنتونى فلو زعيم ملاحدة القرن العشرين إلى الإيمان بالإله بدافع من البراهين العلمية، وهذا ما سنناقشه فى فصول الكتاب القادمة، ونمهد له بدراسة «طبيعة العلم» فى الفصل القادم".
يعرف الدكتور عمرو شريف، مؤلف كتاب خرافة الإلحاد، بأنه ببساطة هو إنكار وجود الإله، ويضيف:" لم يشهد تاريخ البشرية مدًّا إلحاديًّا عارمًا كالذى شهده فى ظل الحضارة المادية المعاصرة. كما لم تعرف بلادنا الإلحاد إلا فى العقود الأخيرة، وقد شهدت البلاد مدًا إلحاديًّا بعد ما أُطلق عليه ثورات الربيع العربى".
ويستطرد شارحًا أشكال الإلحاد، خلفيته التاريخية، حجج الملاحدة وكيف ندحضها، ووفقًا للمؤلف بأنه خلال إحدى المحاضرات أن أحد الحاضرين طرح عليه سؤالًا: مَن منكم يوجد فى دائرة حياته شخصًا ملحدًا؛ هو نفسه، أو جار، أو زميل دراسة أو عمل، أو صديق، أو قريب لصديق، أو.. أو.. رفع عددٌ غير قليل من الشباب أيديهم، وبعد المحاضرة جاءنى عددٌ من كبار السن "من المسلمين والمسيحيين" وقال لى كلٌ منهم: إن ما عرضت من تساؤلات يطرحها الملاحدة؛ مثل لماذا العذاب والألم فى الدنيا؟ وما أصل البشر؟ ومن خلق الإله؟.... لم تخطر لنا على بال، فنحن نحيا حياتنا بفضل الله مؤمنين ولا تساورنا أية شكوك.
يحمل هذان الموقفان رسالة مهمة؛ وهى أن الإلحاد وإن كان قد بدأ يطل برأسه بين الشباب فى بلادنا، فإن الإيمان فطرة يستشعرها الناضجون ويحيون فى ظلها خارج دائرة الشكوك والقلق.
وفي مقدمة الكتاب يطرح السؤال.. لماذا هذا الكتاب؟، وكانت الإجابة "لمَّا كان مشروعى الفكرى يدور حول العلاقة بين العلم والفلسفة والدين، ويهدف إلى تجديد الفكر العلمى وتجديد الفكر الدينى، كان طبيعيًّا أن تتطرق كتبى السابقة لمشكلة الإلحاد، وقد تلقيت عددًا من الطلبات الكريمة لإصدار مؤلَّف متكامل حول الإلحاد، ولعل أجملها كان من الفاضل الشيخ الدكتور محمد العوضى المفكر والإعلامى الكويتى الكبير، الذى لم يتوقف دوره عند حَثِّى وتشجيعى على إخراج الكتاب، لكنه ظل يمدنى بالمراجع والاقتراحات منذ البداية وحتى مثول الكتاب للطبع. وقد دفعنى للاستجابة لهذه الطلبات ما رصدته بنفسى من تزايد أعداد الملاحدة فى بلادنا فى السنوات الأخيرة، حتى إنى ألتقى أسبوعيًّا تقريبًا بشاب ملحد ترسله إلىَّ هذه الجهة أو تلك، لمناظرته والإجابة عن تساؤلاته.
وخلال العام الماضى أدركت أن قضية الإلحاد ينبغى أن تحتل منزلة الرأس فى مشروعى الفكرى. فاستجبت لدعوة المفكر الإسلامى الكبير د. محمد عمارة لتأليف عمل عن الإلحاد يصلح لأن يكون الكتاب الهدية المُرفق بمجلة الأزهر، وقد صدر الكتاب بالفعل مع عدد المحرم العام 1435 ه من المجلة بعنوان »وهم الإلحاد«. كذلك جعلت موضوع مقالاتى الأسبوعية فى جريدة أخبار اليوم بعنوان « فى بيتنا ملحد».، وأكثرت من المحاضرات والندوات فى الجامعات والأوساط المختلفة حول ذات الموضوع. وأخيرًا يأتى الكتاب الذى بين يديك ليتناول القضية بتأصيل وعرض عميقين.
يعالج هذا الكتاب خرافة الإلحاد، من خلال مشروعين فكريين متداخلين شديدى الأهمية والحساسية، وهما: تجديد الفكر العلمى؛ بحيث يدرك العلماء أن ليس بين العلم والدين تعارض، بل هناك توافق عميق بينهما، مصدره أن جذور العلم الحديث مستمدة من الدين، وأن يدركوا أن التوصل لآليات الظواهر العلمية لا يتعارض مع وجود غائية وراءها. وبذلك يُسلمنا العلم فى آخر المطاف إلى القول بالوجود الإلهى الخالق لهذا الوجود ومدبره وحافظه، وجديد الفكر الدينى؛ بحيث يفرز خطابًا دينيًا يمثل عامل جذب بعد أن أصبح الخطاب السائد عامل طرد من دائرة الإيمان. وذلك امتثالًا لحديث رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم : إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ، وبالإضافة لمعالجة خرافة الإلحاد، فإن الكتاب دعوة لأن نتعلم قراءة كتاب الله المنظور (الآفاق والأنفس) كما نقرأ كتاب الله المسطور (القرآن الكريم)، وأن نستمد من كليهما الأدلة على الوجود الإلهى. ودعوة لأن نتقبل الجهود الحثيثة لتجديد أمر الدين، وإلا أغرقنا طوفان المادية الذى لا يُبقى ولا يذر.
وأوضح الكاتب أن من يتصدى لهذه المهمة كالذى يضع نفسه بين حَجَرَىّ الرحى أو بين المطرقة والسندان كما يقولون! فمحاولات تجديد الفكر العلمى لن يرضى عنها العلماء الماديين ومن يسير سيرهم، كما لن تُرضى محاولات تجديد الفكر الدينى جُل علماء الدين المقلدين ومن يهتدى بخطاهم. ومن أمثلة ذلك ما لاقيناه من هجوم بعد كتابتنا عن مفهوم «التطور الموجه للكائنات الحية»، الذى يتمشى مع العلم فى قبول التطور وهو ما يرفضه المتدينون المقلدون، ويتمشى مع الدين فى أن الله هو الخالق من خلال آلية التطور وهو ما يرفضه الدراونة وأيضًا المقلدون من رجال الدين.
ويشير الكاتب إلى أن منهج الكتاب . . كان التصور الأَوَّلى له أن يقوم على تفنيد آراء كبار رجال الإلحاد فى الغرب وبخاصة ريتشارد دوكنز، حيث يعتمد الإلحاد فى بلادنا على إفرازاتهم. ثم أدركت أن ذلك يكون كمن يعطى الفقير الجائع سمكة! بينما الأفضل أن نعلمه الصيد. لذلك فضلت أن يطرح الكتاب القضية كما نتعامل نحن الأطباء مع أحد الأمراض؛ عرض مسببات المرض، وتاريخ ظهوره واكتشافه، وأعراضه وعلاماته، ومضاعفاته، والوقاية منه وعلاجه، بذلك نحقق نجاحًا أكبر فى استئصال شأفة المرض. ولا شك أن هذا التناول يعطى القارئ مناعة أقوى ضد شكوك النفس، وقدرة أكبر على التصدى لما يُطرح عليه من شبهات إلحادية.
وأضاف :"هذا وقد سألنى بعض المهتمين بكتاباتى: نراك تكرر أفكارًا وموضوعات وأحيانًا فصل أو أكثر بين كتبك، ألا يخل ذلك باستقلالية كل كتاب؟، ولهؤلاء قلت:"إن المؤلف الذى يتصدى للكتابة فى مجالات مختلفة يستطيع أن يُفرد لكل موضوع كتابًا، دون تكرار للموضوعات والأفكار. أما «صاحب المشروع الفكرى الحياتى» فيعرض مشروعه من زوايا وجوانب مختلفة حتى يستكمل طرحه، ولا مفر فى عرض المشروع الواحد من تداخل وتكرار الأفكار. وربما كان أستاذانا د. مصطفى محمود ود. عبد الوهاب المسيرى ممن ظهرت هذه السمة بوضوح فى كتاباتهما المتعددة، وأقول ذلك لأنك قارئى الكريم ستجد تكرارًا فى هذا الكتاب لبعض الأفكار من كتبى السابقة، فأرجو أن تلتمس لى العذر".
وحول عنوان "لمن هذا الكتاب" قال الكاتب " كتبت فى حصاد كتابى «رحلة عقل» أنه يخاطب أحد خمسة عقول، لا شك أن القارئ يمتلك أحدها:" متدين يريد أن يرقى بإيمانه، من إيمان الميلاد إلى إيمان اليقين، حتى يمتلئ قلبه بالشعور بأن الله حق، متدين غابت عنه حقيقة الإنسان، كموجود متكامل من جسد وذات غير مادية (روح/نفس/قلب/عقل). ومن ثَمَّ نظر إلى الإنسان نظرة عوراء، لا ترى فيه إلا مادية متدنية أو روحانية منفصلة عن الواقع، ومتدين يظن أن فهمه للدين الذى تربى عليه «تمام التمام»! فلم يُنزل العقل والعلم منزلتهما فى منظومة الإيمان. فغاب عنه الكثير، بل غاب عنه أكثر مما حَصَّل. وربما أسلمه ذلك إلى أن يصبح أحد أفراد المجموعة التالية، ومتدين يبهره ما يردده الملاحدة من (كلام كبير) حول مساهمة العلم فى تأكيد المفاهيم الإلحادية، حتى قالوا: «إن الإله وهم كبير، وإن الدين أفيون الشعوب،...»، فيغمره شعور بالنقص لانتمائه لهذه الطائفة المتخلفة (المتدينين!)، بدلًا من أن يغمره الشعور بالزهو، وملحد أو متشكك، اتَّشَحَ بالعلم، عن كِبر أو عن جهل، ورأى فيه برهان الإلحاد، بدلًا من أن يرى فيه أدلة الإيمان، فَتَوجَّب أن نوضح له الحقيقة حتى ننقذه من نفسه، وبعد أربع سنوات، أخاطب بكتابى هذا «خرافة الإلحاد» ذات العقول الخمسة التى خاطبتها بكتاب «رحلة عقل»، عسى أن تجد فيه العقول المؤمنة اليقين والترقى، وأن تجد فيه العقول الملحدة والمتشككة النور والهداية.
ينقسم الكتاب إلى أربعة أبواب تضم أربعة عشر فصلًا، الباب الأول بعنوان «العلم والدين والإلحاد»، ويشتمل على ثلاثة فصول: الأول «الإلحاد المعاصر» ونتعرض فيه لنشأة الإلحاد المعاصر وسماته، والثانى «طبيعة العلم» ونعرض فيه مفهوم العلم وقدراته وحدوده، ثم يبين فى الفصل الثالث بعنوان «صراع مُتَوَهَّم» أن هناك توافقًا عميقًا بين الدين وجذور العلم، وليس صراعًا كما يتوهم البعض، والباب الثانى بعنوان «بين الإله والإلحاد»، ونطرح فيه أهم الظواهر الكونية والبيولوجية والإنسانية والغيبية، ونبين كيف ينظر إليها كل من المؤمنين بالإله والملاحدة، وحجج كل من الفريقين. لذلك جاءت الفصول من الرابع إلى التاسع تحت عناوين: "الكون بين الإله والإلحاد، الحياة بين الإله والإلحاد، التطور الداروينى بين الإله والإلحاد، التصميم والتطوير بين الإله والإلحاد، العقل بين الإله والإلحاد، الألوهية الدين الأخلاق، بين الإله والإلحاد".
ويتناول الكتاب فى الباب الثالث وعنوانه «مستنقع الملاحدة» أفكار الملاحدة فى الغرب والشرق، وقد خصصنا الفصل العاشر وعنوانه «ريتشارد دوكنز، حادى الملاحدة الجدد» لعرض أفكار زعيم الملاحدة الغربيين الجُدد ومنهجه الفلسفى وللرد عليهما وتفنيدهما، ويتناول الفصل الحادى عشر فكر أشهر أتباع دوكنز وأهم مؤلفاتهم تحت عنوان «شراذم الإلحاد الجديد"، ثم يأتى الفصل الثانى عشر بعنوان «الإلحاد فى العالم الإسلامى»، ونعرض فيه تاريخ الإلحاد فى بلادنا من حروب الردة حتى الإلحاد المعاصر بين شبابنا، والباب الرابع والأخير بعنوان «مع الله»:" ويتناول فى فصله الثالث عشر تحت عنوان «الطريق إلى الله» الرحلات الإيمانية لأربعة من كبار المفكرين، والتى شكلت فيما بينها نسيجًا يشتمل معظم ملامح المنظومة الإيمانية، ويمثل الفصل الرابع عشر والأخير «الخروج من المستنقع» حصادًا لفصول الرحلة، وعرض لخطوات الخروج من مستنقع الإلحاد إلى فردوس الإيمان، مع طرح متوازن لأهم واجبات المسلمين فى هذا الزمان، وهو تجديد الفكر الإسلامى، هكذا تتكامل الرحلة من الإلحاد إلى الإيمان إلى الإسلام. ونسأل الله أن يجعلها عملًا مقبولًا تَثْقُل به موازينُنا، وأن يجعلنا من أهل شهادة «لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله» عليها نحيا، وعليها نموت، وعليها نلقى الله يوم القيامة.
ويوجه الكاتب رسالة إلى القارئ الكريم، وهذا نصها :"«الإلحاد المعاصر صناعة أوروبية»، رأينا فى هذا الفصل كم هى صواب هذه المقولة. وإذا كانت أوروبا قد شهدت أعتى موجة إلحادية فى أعقاب الثورة العلمية، فلا يعنى ذلك أن العلم أب روحى للإلحاد، إذ لا يتعارض أى من الاكتشافات العلمية العديدة مع الوجود الإلهى، لكن ترجع نشأة الإلحاد المعاصر إلى عوامل نفسية صاحبت تلك الثورة.
أما الأب الحقيقى للإلحاد فهو الفكر المادى، الذى أعاد إحياء الفلسفة الوضعية المنطقية بعد موتها! تلك الفلسفة التى تطلب لكل افتراض أو مسألة برهانًا تجريبيًّا أو رياضيًّا أو منطقيًّا مباشرًا، فكان طبيعيًّا أن ترفض تلك الفلسفة جميع العلوم الإنسانية والدينية التى لا تقوم على هذه البراهين!، وقد أفرزت هذه النظرة بداهة الفكر الإلحادى.
وفى الجانب الآخر، أفرز الفكر المادى الحضارة المادية المعاصرة، التى اختزلت الإنسان فى ثالوث الإنتاج والاستهلاك والاستمتاع، فكان بديهيًّا أيضًا أن يتوارى الفكر الدينى والإيمان بالإله.
وقد انطلق الإلحاد الجديد فى الغرب فى معارضته للدين من رفض الكثير من المفاهيم المسيحية التى تتعارض مع المنطق والعلم الحديث، ثم عمم نظرته على الديانات بصفة عامة. وقد اتخذت المعارضة للدين فى البداية شكل «الإنكار»، فأطلق الملاحدة على أنفسهم اصطلاح «اللادينيين Atheists»، ثم تطورت المعارضة إلى «العداء»، واتخذوا موقفًا «ضد الدين Antitheists». وأخيرًا فاجأنا الملاحدة فى الغرب والشرق بتخفيف العداء للديانات بصفة عامة وللمسيحية بصفة خاصة، وتحويل عدائهم وكراهيتهم كلها إلى الإسلام!.
والمُخزى أن يدعى الملاحدة الجدد أنهم يتبنون «إلحادًا علميًّا»، فى الوقت الذى ثبت فيه أن «على رأس أعظم اكتشافات العلم الحديث يأتى اكتشاف أن هناك إلهًا»! كما علقت مجلة تايم الأمريكية على تحول سير أنتونى فلو زعيم ملاحدة القرن العشرين إلى الإيمان بالإله بدافع من البراهين العلمية، وهذا ما سنناقشه فى فصول الكتاب القادمة، ونمهد له بدراسة «طبيعة العلم» فى الفصل القادم".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.