فى تحليله لطبيعة علاقة الدين بالسياسة والمجتمع يقول براين ويتاكر إنه يصعُب تجنُّب الدين بالمنطقة، حتى بالنسبة لمن يحاولون «فمآذن الجوامع تصدَح بالأذان للصلاة»، و«لِحى الرجال، وخُمُرَ النساء، والاستخدام المستمر للمصطلحاتِ الدينيةِ فى الأحاديثِ اليوميةِ تظهر مقدار الالتزام الديني». و«لمعظمِ الدول العربية ديانةٌ رسميةٌ» وقوانين صيغت تبعاً «لمفاهيمَ دينية». ولاستحواذَ الدين على الناس بالمنطقة تاريخ؛ ففيها وُلد: «الإسلام والمسيحيةُ واليهودية»، وجميعها تدّعى «أنّها على علاقةٍ خاصةٍ مع كائنٍ عظيمٍ يتصف بأنه أزلى كلِّى القُدرَةِ ومطلقُ الحكمةِ». ويضيف ويتاكر فى كتابه «عربٌ بلا رب» أن العرب غير المؤمنين والملحدين واللاأدريين جزءٌ من ظاهرةٍ جديدةٍ، وأعدادهم تزداد، ومؤخراً ارتفع صوتهم وبدأوا بالظهور، و«هم لا ينادون بحرية الدين فحسب بل بالتحرر من الدين كلياً، وهذه خطوة أكثر راديكالية بكثير». الإيمان أو عدمه، وممارسة الشعائر الدينية أو عدمها مسائلُ داعبتْ أحياناً عقول ملايين الناس قبل اتخاذ القرار بسنوات. يُعتبرُ هذا قراراً شخصياً بكثير من أنحاء العالم، لكن عربياً يُعتبَر التصريح العلنى بالكفر صادماً، وأحياناً خطيراً، ولذا اختار كثيرون الإلحاد سراً. ويتبنى من لديهم الجرأة للمجاهرة بإلحادهم لغةَ المطالبين بحقوق المثليين، وهنالك تشابه بين الإلحاد والمثلية؛ فى التحريم والعواقب. وللدين هنا مناحٍ اجتماعية قوية أساسها مصطلح: «الأمة» «مجتمع المؤمنين»، ويميل المجتمع للنفورِ من «التعبير عن الحرية الفردية، والشذوذ عنه»، فعلى الأفراد التجمع والتصرف «بطرقٍ تتماشى مع روحِ المجتمعِ الإسلامي»، والمخالفة علناً، تعتبر مٌدَمِرةً لتماسك المجتمع. ومرة أخرى «كما أشرت فى مقال سابق» يتعمد ويتاكر التنكر التام للأحكام الشرعية والقيم الأخلاقية، منطلقًا من قناعته بأنها ليست من الدين، بل ثقافة محافظة يرى أنها قيد على الحرية، وبخاصة حرية الإلحاد والشذود. وللحديث بقية