فى كتابه: «عرب بلا رب» يناقش براين ويتاكر تأثير الداروينية فى الثقافة العربية الحديثة، حيث كان لنشر تشارلز داروين كتابَه: «أصلُ الأنواع» (1859) ردود فعلِ متنوعةٌ من قبل المسلمين، وإحدى أوائلِ النقاشات حول الداروينية ببلدٍ عربى شارَكَ فيها مسيحيون أمريكيون بالجامعة الأمريكية ببيروت (1882م)، ففى كلمة ألقاها أشار إدوين لويس، (أستاذ كيمياء)، لعلماء مثاليين أحدهم داروين. لكن مجلس أمناء المؤسسة (اسمها آنذاك: «الكلية البروتستانتية السورية») رأَوْا أنَّه بالغَ بالوصف فاستقال. وأعلن طلاب الإضراب دعمًا للويس، فعاقبتهُمُ الكلية. وأُجْبِرَ الموظفون على توقيع إعلانٍ لدعم: «القيم المسيحية» بقى حتى 1902. و«الجدلَ اللاهوتى حول نظرية التطور فى أوروبا» يمكن استخدمه «لدحضِ مزاعمِ الأوروبيين بالتفوق». وذَهبَ مسلمون لحدِّ ادِّعاء ملكيةٍ جزئيةٍ لنظريته، مستندين لإمكانية العثور على أجزاءَ منها بالثقافة الإسلامية. والمؤيدون والنقاد على السواء يرون أنَّ الفلاسفةَ المسلمين أشاروا قديمًا للفكرة، «وكانت النصوص الفلسفية والكونية الإسلامية المبكرة تُقتبس» كلّما نوقشت النظرية. وقيست على «نظرياتٍ أقدمَ عن التسلسل الهرمى للكائنات»، و«وفّر افتراض بعض مؤلفات العصور الوسطى أنَّ القردة كانت أشكالا أدنى من البشر» أدلة لمسلمى القرن التاسع عشر على أن الداروينية ليست جديدة. وهناك رفض متزايد للنظرية بين مسلمى اليومَ عوامل بينها المسيحيون الأمريكيون المؤيدون لنظرية الخَلْق، واليوم يتم تناول الموضوع بحذر كبير بالمدارس والجامعات والإعلام. ويضرب براين وبتاكر مثالًا على التقارب بين المسلمين وبين المتدينين الأمريكيين، فيما يتصل برفض «نظرية داروين» بمنظمة تركية هى: «مؤسسة البحث العلمى» (BAV) التى تروج دوليًا ما يسميه: «النسخة الإسلامية لنظرية الخَلْق»، وتعتمد على مواد مسيحية ينشرها معهد أبحاث الخلق فى ولاية كاليفورنيا الأمريكية (Institute for Creation Research in California)». وللحديث بقية.