دعت الجماعات الإسلامية الي حصار مدينة الإنتاج الإعلامي ووقف بث جميع القنوات التي وصفوها بقنوات العار والفتنة، متهمين القائمين عليها بالخراب وسفك الدماء. ونادي البعض بحرق مدينة النفاق لأنه عمل ثوري وتضم قائمة الإعلاميين المهددين محمود سعد ويوسف الحسيني وخيري رمضان وريم ماجد ومني الشاذلي ووائل الإبراشي وجابر القرموطي واعتبروهم صهاينة الإعلام وحذروهم من الذهاب الي المدينة حتي لا يتم التحرش بهم. ومن المعروف أن الدعوات بحصار مدينة الإنتاج الإعلامي لم تكن الأولي فقد قامت حركة «حازمون» بمحاصرة المدينة في شهر ديسمبر الماضي لتهديد المتظاهرين أمام الاتحادية، وعلق الإعلاميون في برامجهم علي دعاوي اقتحام مدينة الإنتاج. فانتقد عمرو أديب بشدة دعوات بعض الأحزاب الإسلامية بمهاجمة مدينة الإنتاج الإعلامي، وقال: لو ناويين تحرقوا مدينة الإنتاج الإعلامي، أنا يشرفني أموت في شغلي وللعلم الاستديوهات ملك الدولة ومستثمرين وليست ملكنا. وكشف أديب أنه دعا كل وكالات الأنباء الأجنبية لمدينة الإنتاج الإعلامي لكي يصوروا الفضيحة واقتحام المدينة. وقالت مني الشاذلي: إن الدماء التي أريقت لا فرق فيها بين دماء الإخوان أو المتظاهرين في هذه المعارك الكل مهزوم، الكل خاسر، ويخطئ من يقول إن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار، فالله فقط هو من يحاسبهم والصراع الحالي هو صراع سياسي علي الأرض وليس صراعا دينيا. وأشارت لميس الحديدي الي أن برنامجها يعمل من أجل خدمة المشاهد والتهديدات بقتلنا أو باقتحام مدينة الإنتاج يحدث لأن القانون غائب، وسوف نعمل جميعا كإعلاميين حتي يعود القانون لمصر، وطالبت بمحاسبة المخطئ حتي يستقر الوطن، والإعلام له الحق في كشف الحقائق ورغم هذا أدين أي اعتداء علي المنشآت والأشخاص. واستنكر الإعلامي جمال عنايت دعوات البعض لمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي أمس الأول واصفا ذلك بأنها بداية لحرب أهلية تنساق لها الدولة في ظل حالة العنف الحالية وأن الجماعات بدأت تتكشف واحدة تلو الأخري ورغم إنكارهم بوجود ميليشيات لديهم تحدث اشتباكات دامية متكررة بمحيط الاتحادية والمقطم وغيرهما. وعلق يوسف الحسيني: ما يحدث علي الساحة السياسية المصرية هو محاولات لقصف رؤوس الإعلام وأن تهديد الإعلاميين علي مواقع الانترنت وسبهم وتكفيرهم واتهامهم بالعمالة وخروج أصوات تطالب بحصارنا في مدينة الإنتاج دليل علي أن الجماعات الإسلامية لا تريد إعلاما حرا، وقال إننا لا نخاف أحدا بل سنعمل من أجل مصر وشعبها. وأضاف أنه طلب من الأمن المصري رسميا حماية المدينة وقال: الأمر مقلق وعلي وزارة الداخلية منع حدوث حرب أمام المدينة. وقال اللواء محمود بركات مدير أمن مدينة الإنتاج الإعلامي إنه تم تأمين المدينة باعتبارها مؤسسة عامة والدولة تكفل حمايتها لأنها مهمة قومية ومسئولية وزارة الداخلية التي قامت بالتنسيق مع الأمن الداخلي موضحا أنه لو كانت الوقفة سلمية مثل وقفة «حازمون» السابقة سيكون التأمين علي البوابات الخارجية فقط لا غير، لكن لو حدثت اعتداءات فالشرطة ستتخذ التدابير الأمنية لمواجهتها. وحذر الدكتور صفوت العالم من محاصرة مدينة الإنتاج باعتبارها صوت الإعلام وأي اقتراب منها هو ضرب للاستثمار الإعلامي، ويشير الي أن هناك بوادر حرب أهلية مصر في غني عنها، وعلي الإعلام توخي الحذر في رسالتهم فمصر أبقي من الجميع وعلينا العمل من أجلها، عدم التفريط في استقرارها فانقسام الشعب يؤدي بنا الي طريق ملغم يقضي علي الأخضر واليابس ويعطي الفرصة للتخريب ويبدو أن الإعلام هو الهدف الرئيسي للجماعات الإسلامية وحان الوقت لإصدار قوانين إعلامية حتي نقضي علي فوضي الملكية، كل من يريد أن ينشئ قناة لا يجد من يرفض طلبه ومدينة الإنتاج الإعلامي بها الكثير من القنوات غير المرخصة ولا توجد عليها رقابة من أي نوع ولا يوجد من يحاسب أو يعاقب أحدا. فالقنوات الدينية تفتقد الرؤية والموضوعية وتستضيف شيوخا يتحدثون بحديث لا يليق علي الهواء ويتهمون الناس بالباطل ويصرون علي استضافة شيوخ يثيرون الفتنة والخوف في نفوس الناس وما يحدث علي قنوات مثل الحافظ والأمة ليس خافيا علي أحد، وللأسف أن هؤلاء يتحدثون باسم الدين. وناشد «العالم» الأزهر بمراقبة هذ القنوات وإصدار تشريعات تمنع أي شخصية تتحدث عن الدين إلا من علماء الأزهر حتي لا نقع فريسة لفتوي إرهابية. الدكتورة ليلي عبدالمجيد طالبت بوقف العنف الإعلامي وعدم الخوض في قضايا تقضي علي الوطن، ولابد من تدخل الحكومة لوقف نزيف الدم الذي أصبح بحورا لا تنتهي، فحصار مدينة الإنتاج أو مهاجمة الإعلاميين يؤثر علي السياحة والاستثمار، ويجعلنا ندخل في نفق مظلم لا حدود له، وأناشد كل إعلامي أن يضع ضميره أمامه حتي لا تتحول مصر الي عراق آخر، ولابد من حكماء يجلسون مع الشباب والجبهات السياسية المختلفة لتوحيد الصفوف حتي يعود الأمن الي الشارع المصري وتختفي البلطجة وكفانا قوانين الغاب. أنس الوجود رضوان