أثارت دعوات الحزب الإسلامى وجماعة حازمون بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى يوم 25 يناير بحجة الاحتفال، تخوفات عدد كبير الإعلاميين ورؤساء القنوات الفضائية، جاء ذلك فى أعقاب تصريحات محمد على أبى سمرا، الأمين العام للحزب الإسلامى، الجناح السياسى لتنظيم الجهاد، بأن تنظيم الجهاد مع جماعة حازمون وأكثر من 14 من القوى السياسية سوف يقومون بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى فى ذكرى ثورة 25 يناير، بحجة الاحتفال بالثورة، لكونها كما وصفها تشن حربا إعلامية ضد التيار الإسلامى فى مصر. يرى البعض أن هذا السلوك يأتى فى إطار الرغبة فى إرهاب الإعلاميين من محاولة مساندة الثورة الجديدة إذا ما تطورت الأحداث، ومحاولة استغلال الفضائيات لإعلان أى محاولة انقلاب على الرئيس محمد مرسى، وفى الوقت ذاته محاولة ضمان حيادية القنوات وعدم مهاجمتها لتيارات الإسلام السياسى. وفى تصريحات لجريدة «الصباح» رفض عدد من الإعلاميين ورؤساء القنوات الفضائية تهديدات الجماعات الإسلامية وأكدوا أنهم لن يرضخوا لأى ضغوط من أى جماعة تمنعهم من أداء عملهم وأنهم سينقلون الأحداث على المشاهدين بحيادية. من جانبه أكد الإعلامى الكبير مفيد فوزى أن أنصار أبوإسماعيل لايزالون جاهلين لمفهوم الإعلام ولن يفهموه مادام هناك شعور بالتربص والعداء من الإعلام تجاه التيارات الإسلامية، مؤكدا أن الإعلام ليس دوره حماية السلطة أو إسقاط النظام. وعن توجه الشيخ حازم أبوإسماعيل ناشده فوزى أن يحسن صورته للإعلام وأن يمنع أنصاره من محاصرة المدينة حتى يزيل الآثار السلبية التى تركها للإعلام عندما حاصر أنصاره المدينة ولم يتدخل لفض اعتصامهم. وعلى صعيد متصل قال ألبرت شفيق رئيس قناة «on TV» إنه رافض لمبدأ الحصار بينما يؤيد فكرة الاعتصام السلمى كونه حقا لأى مواطن وفى أى مكان، بصورة سلمية دون أن يُمنع أحد من الدخول أو تهديد أحد من العاملين بالمدينة. وأكد رئيس قناة «on TV» أنه ليس لأى شخص الحق فى أن يمنع أحدا من أداء عمله الإعلامى. وعن نية الجماعات الإسلامية ترويع الإعلام خوفا من نجاح ثورة 25يناير المقبلة أكد شفيق أن نجاح ثورة أخرى شىء فى علم الغيب ولا نعلم هل سيكون هناك اقتحام من أى جماعة للمدينة أم لا وإنما نتحدث فقط عن الوضع القائم. من جانبه أكد الإعلامى شريف عامر، مقدم برنامج «الحياة اليوم» على قناة «الحياة»، أن المسئول الأول عن حماية مدينة الإنتاج الإعلامى هو رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى وعن حماية أى مؤسسة فى الدولة والمسئول أيضا عن فض اعتصام المدينة فى حالة تكراره مرة أخرى من قبل أنصار أبوإسماعيل أو أحد التيارات الإسلامية. وأوضح إبراهيم حمودة، رئيس قناة «النهار»، أن دور الإعلام ليس إسقاط نظام أو مساندته، مؤكدا أنه لن يستطيع أى إعلام فى العالم أن يخمد ثورة كما يدعى أنصار أبوإسماعيل وأيضا لا يستطيع إعلام أن يحدث ثورة إنما الثورة يملكها فقط الشعب وهى فعل على الأرض. وعن دعوة التيار الإسلامى لإخماد الثورة من قبل وسائل الإعلام، أشار حمودة إلى أن إعلام مبارك بما كان يملك من نفوذ لم يستطِع حمايته، والإعلام أيضا لم يستطع حماية شباب الثورة الذى دافع عنها منذ اندلاعها. بينما أكدت الإعلامية رولا خرسا، مقدمة برنامج «البلد اليوم» على قناة «صدى البلد»، أن أنصار أبوإسماعيل لن يوجهوا الإعلام على حسب رغباتهم الشخصية وإنما هناك وقائع وأحداث سيتم نقلها للشارع سواء نالت رضا السلطة أو أزعجتها. وطالبت خرسا السلطات الأمنية بحماية مدينة الإنتاج الإعلامى، بالإضافة إلى الدور الرئيسى للدكتور محمد مرسى بصفته رئيسا للجمهورية فمن مسئوليته حماية مؤسسات الدولة. من جانبه أكد وليد حسنى، رئيس قناة «التحرير»، أن الإعلام دائما لا يقف مع ثورة أو ضدها وإنما ينقل أحداثا ميدانية فقط بحيادية وشفافية ولن يلتفت إلى تهديدات أحد ولن يرضخ لرغبات أو مصالح شخصية لجماعات بعينها سواء تنتمى إلى التيار الإسلامى أو القوى السياسية المعارضة. من جانبه قال الإعلامى الرياضى أحمد شوبير، مقدم برنامج «كورة النهارده» على قناة «مودرن سبورت»، إنه تعرض لتهديدات كثيرة من جماعة الإخوان المسلمين وشباب الأولتراس ولم يرضخ لرغباتهم. وتابع شوبير أنه لم يستطِع الإعلام حماية مبارك، فكيف يحمى مرسى وحكومته، مشيرا إلى أنه لو أراد الشعب ثورة فى 25 يناير المقبل فلن يستطيع أحد إخمادها ولو أراد مساندة مرسى فلن يستطيع أحد إشعال الثورة.