محافظ قنا: فتح المجازر مجانًا للمواطنين لذب ح الأضاحي خلال أيام العيد    الاتحاد الأوروبي: لدينا خطة مكونة من 3 مراحل لوقف دائم لإطلاق النار في غزة    مصر على رأس المجموعة الثانية بمنافسات كرة الهدف في بارالمبياد باريس    علي فرج يتأهل لنهائي بطولة بريطانيا المفتوحة للإسكواش    المشدد 5 سنوات لعامل لاتهامه بتهديد فتاة بنشر صور مخلة بالقليوبية    ل 18 يونيو.. تأجيل محاكمة عصابة التنقيب عن الآثار بعابدين    «لن أصمت».. أول تصريح للشاب صاحب صفعة عمرو دياب    القاهرة الإخبارية: مع إصرار إسرائيل على التصعيد هل اقتربت الحرب مع لبنان؟    وكيل صحة الشرقية يتفقد سير العمل بمستشفى أبو كبير المركزي    طارق الشناوى: نراعى الجانب الإبداعى وحقوق الإنسان فى تقييمنا للأعمال الدرامية    منتخب مصر يتوج ب14 ميدالية في بطولة العالم لليزر رن بالصين    «زراعة القاهرة» تحصل على شهادة الأيزو الخاصة بجودة المؤسسات التعليمية    ننشر أسماء أوائل الشهادة الإعدادية بالأقصر    تعرف علي موعد عرض فيلم "أهل الكهف"    ورش ولقاءات توعوية للأطفال في احتفالات اليوم العالمي للبيئة بأسيوط    أفضل الأدعية في العشر الأوائل من ذي الحجة    "جهز نفسك".. أجر صيام يوم عرفة 2024    هيئة الدواء تكشف حصيلة حملاتها الرقابية في المحافظات خلال شهر مايو    لمرضى السكر.. 8 فواكة صيفية يجب تضمينها في نظامك الغذائي    هالاند يقود هجوم منتخب النرويج فى مواجهة الدنمارك وديا    حسين حمودة.. نزاهة الناقد ورقى الإنسان    تقارير: حارس درجة ثانية ينضم لمران منتخب ألمانيا    تقارير: نيوكاسل يضع حارس بيرنلي ضمن اهتماماته    معيط: نستهدف بناء اقتصاد أقوى يعتمد على الإنتاج المحلي والتصدير    معلومات حول أضخم مشروع للتنمية الزراعية بشمال ووسط سيناء.. تعرف عليها    كيف تحصل على تعويض من التأمينات حال إنهاء الخدمة قبل سداد الاشتراك؟    محافظ الشرقية يشارك في اجتماع المعهد التكنولوجي بالعاشر    أسماء أوائل الشهادة الابتدائية الأزهرية بشمال سيناء    "اهدى علينا".. رسالة من تركي آل الشيخ إلى رضا عبد العال    10 أسماء.. قائمة الراحلين عن الأهلي بنهاية الموسم    سناء منصور تحتفي بنجيب الريحاني في ذكرى وفاته: «كوميديان نمبر وان»    لمواليد برج العذراء.. التوقعات الفلكية في الأسبوع الثاني من يونيو 2024 (تفاصبل)    مصر تواصل جهودها في تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة    #الامارات_تقتل_السودانيين يتصدر "لتواصل" بعد مجزرة "ود النورة"    ما حكم طواف الإفاضة قبل رمي جمرة العقبة؟.. «الإفتاء» تجيب    وزير التعليم يتسلم نتيجة مسابقة شغل 11 ألفا و114 وظيفة معلم مساعد فصل    وزير العمل يشدد على التدخل العاجل لحماية حقوق العمال ضحايا الإحتلال في فلسطين    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية دمشاو هاشم لمدة يومين    لماذا يحتاج الجسم لبكتريا البروبيوتيك؟، اعرف التفاصيل    العثور على 5 جثث في منطقة جبلية بأسوان    أنباء عن هجوم بمسيرة أوكرانية في عمق جمهورية روسية    فتاة بدلا من التورتة.. تفاصيل احتفال سفاح التجمع بعيد ميلاده الأخير    المشدد 5 سنوات لمتهم في قضية حرق «كنيسة كفر حكيم»    وزير الأوقاف: لا خوف على الدين ومصر حارسة له بعلمائها وأزهرها    في خدمتك | تعرف على الطريقة الصحيحة لتوزيع الأضحية حسب الشريعة    وليد الركراكي يُعلق على غضب حكيم زياش ويوسف النصيري أمام زامبيا    وزيرة التخطيط تبحث سبل التعاون مع وزير التنمية الاقتصادية الروسي    نقابة المهندسين تعلن سفر الفوج الثانى من الأعضاء لأداء فريضة الحج    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة خلال مايو 2024    محافظ المنيا: توريد 373 ألف طن قمح حتى الآن    كاتب صحفي: حجم التبادل التجاري بين مصر وأذربيجان بلغ 26 مليار دولار    التشكيل الحكومي الجديد| وزراء مؤكد خروجهم.. والتعديل يشمل أكثر من 18 وزيرًا.. ودمج وزارات    راديو جيش الاحتلال: تنفيذ غارات شمال رفح الفلسطينية مع التركيز على محور فيلادلفيا    إصابة 6 أشخاص فى انقلاب ميكروباص على زراعى البحيرة    رئيس جامعة المنوفية: فتح باب التقديم في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية    النائب علي مهران: ثورة 30 يونيو بمثابة فجر جديد    جولة مفاجئة.. إحالة 7 أطباء في أسيوط للتحقيق- صور    تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري يتصدر المباحثات المصرية الأذربيجية بالقاهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ظاهرة أبوإسماعيل ..وزير الداخلية حاول القبض عليه فطالب بإقالته

لم يكن أوسع الناس خيالاً يتصور أن يتحول حازم صلاح أبوإسماعيل، المحامى والمرشح المستبعد من انتخابات الرئاسة، من رجل دمث يتحدث عن المواطنة وسماحة الإسلام، وحقوق الأقباط، إلى ما يشبه «قاطعى الطرق».
يعتصم ودراويشه مدينة الإنتاج الإعلامى، لمواجهة الرأى بسلاح الترهيب والتهديد باقتحام الفضائيات، ويحاصر أتباعه مقر حزب الوفد «بيت الأمة» ويحرقون مسجده، وتطارده الشرطة، فيهرب تاركا أتباعه، ثم يلقى البيانات ويكتب «التويتات» عن ضرورة إقالة وزير الداخلية، لأنه منحاز ضد التيار الدينى، فيما «ميليشيا» حازمون يهددون بحرق الصحف، ومنها: «الصباح».. ثم يعلن أنه سيتوجه إلى قسم الدقى للوقوف على صحة اتهامه بالتحريض على اقتحام الوفد، وفى الموعد الذى حدده للذهاب يتبخر!
ماذا أصاب الرجل؟
هل كان خروجه الدرامى من انتخابات الرئاسة فوق قدرات جهازه العصبى على التحمل؟
ما الملامح الرئيسية لهذا «البعبع» الذى أصبح فيما يبدو فزاعة يستخدمها تيار الإسلام السياسى لترهيب معارضيهم؟
أبوإسماعيل.. بطل حقيقى وأسد من أسود الإسلام وسيف من سيوف الحق المسلولة أم أنه بطل من ورق.
وزير الداخلية حاول القبض عليه فطالب بإقالته
واقعة إطلاق نار غامضة أمام مكتب "حازم " ليلة اقتحام "الوفد"
عززت وزارة الداخلية الإجراءات الأمنية بمحيط قسم شرطة الدقى التابع لمحافظة الجيزة، وذلك تحسبا للدعوات التى أطلقها أنصار الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل بتنظيم وقفة احتجاجية مساء الأحد.
وارتبكت القيادات الأمنية إثر إطلاق مجهول عددا من الشماريخ والألعاب النارية بالقرب من قسم شرطة الدقى، وبعد التحقق من الأمر تبين عدم وصول أى من أنصار أبوإسماعيل إلى محيط القسم.
وبدت قيادات الوزارة «مرعوبة متوترة» من الدعوات التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى بين أنصار مرشح الرئاسة السابق، حازم أبوإسماعيل، باقتحام مقار الوزارة لتطهيرها من الفساد.
ودفعت الأجهزة الأمنية بعدد من تشكيلات الأمن المركزى بمحيط القسم لتأمينه والحيلولة دون اقتحامه فى حالة تطور الأحداث، بعد ما أعلن «حازمون» أنهم سينظمون وقفة احتجاجية أمام مقر قسم شرطة الدقى احتجاجا على تصريحات قيادات أمن الجيزة الليلة قبل الماضية بأنهم المسئولون عن اقتحام مقر حزب الوفد.
وقام وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين بتفقد قسم شرطة الدقى بالجيزة، وعقد اجتماعا مع قيادات مديرية أمن الجيزة لبحث آخر التطورات حول أحداث اقتحام مقر حزب الوفد، وما توصلت إليه التحريات فى الواقعة وآخر المعلومات عن تتبع المتهمين.
من جانبه أكد الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، المرشح المستبعد من انتخابات الرئاسة، عدم توجه أحد إلى قسم شرطة الدقى، ولا إلى أى منشأة أخرى، قائلا: «وذلك إصرارا على رغبة استعادة أجواء السكينة والهدوء فى البلاد».
وأضاف أبوإسماعيل فى تصريحات أوردتها الصفحة الرسمية له «أما ما وقع من تصرفات مشينة تتسم بالتدبير الخبيث واللؤم، فإن موقفنا منها سنوضحه فى وقت آخر».
وتابع أبوإسماعيل: «سياسة وزير الداخلية الحالى بهذه الصورة وبالفوارق الشاسعة فى إجراءاته الأمنية بين أحداث وأحداث أخرى، هى سياسة تدير خريطة من أخطر ما يمكن باستخدام الترتيبات الأمنية الموجودة فى يديه والمدركة تماما لما تستهدفه، ولذلك إقالته فورا أصبحت ضرورة عاجلة، وبكل وضوح فإن رئيس الجمهورية مخاطب بذلك بأوضح ما يكون».
وفرضت قوات الأمن المركزى وفرق مكافحة الشغب والقوات الخاصة، سيطرتها على ميدان الجلاء من جميع الجهات، لمنع الاقتراب من قسم شرطة الدقى، بعد دعوة الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، أنصاره للتواجد مساء أمس الأول الأحد أمام القسم، بدعوى أن الشرطة عادت لممارستها السابقة.
تهكم أنصار الشيخ حازم صلاح على ما وصفوه بحالة الذعر التى سيطرت على قيادات وزارة الداخلية، إثر إعلانهم أمس الأول، نيتهم الاعتصام أمام قسم الدقى، لخداع الشرطة، ثم اعتصامهم أمام مسجد أسد الفرات، ووجهت صفحات التواصل الاجتماعى المؤيدة للمرشح المستبعد عبارات ساخرة لوزارة الداخلية «المرتعدة من قوة الحق» كما قالوا، وكتبت صفحات: يا وزير الداخلية عليك واحد.
وقال يحيى الشرنوبى، منسق حركة «ثوار مسلمون» إن وقفتهم أمس الأول بعثت رسالة بأن أنصار أبوإسماعيل قادرون على الحشد والرد على أى تعد وانتهاك لحرمة المسجد ويعلمون جيدا أنهم يستطيعون حماية المواطنين والأفراد، مشيرًا إلى أنهم تقدموا ببلاغ موقع من اتحاد محاميى مصر ضد وزير الداخلية؛ للمطالبة بإقالته لتقاعسه عن حماية الأفراد والمواطنين.
.. و«حازمون»: «وسائل إعلام مبارك» تظهر «مرسى» وكأنه فاشل.. وشيطنت الحركات الإسلامية واستهدفت «أبوإسماعيل»
تقدم المحاميان أشرف ناجى الجندى ومحمد سيد الريس من اتحاد المحامين العرب ببلاغ لوزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين للتحقيق فى اقتحام مكتب الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل الذى حدث من قبل مجموعة من قوات الأمن مساء السبت الماضى وإطلاق رصاص حى دون وجه حق ودون الحصول على سند قانونى بذلك ولتقصير رجال الأمن فى حماية المنشآت العامة والخاصة وهو الأمر الذى أدى إلى حرق مقر حزب الحرية والعدالة واقتحام قصر الاتحادية والاعتداء على المصلين وعلى مسجد القائد إبراهيم ومحاصرته لأكثر من 10 ساعات متصلة.
وإتهم المحاميان قيادات التيار الشعبى بأنهم المجرمون الحقيقيون والمحرضون على جميع أعمال العنف وحرق المقار وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، مطالبين وزارة الداخلية بأن تعمل على تطهير نفسها من القلائل أصحاب النفوس الضعيفة الذين يسئيون لها.
وفى الوقت نفسه، قالت حركة «حازمون» كبرى الصفحات المؤيدة للشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك: إنهم رصدوا أن العديد من وسائل الإعلام المختلفة وكثيرا من الإعلاميين المعروفين بولائهم لنظام مبارك يصرون ويحرصون على إظهار الرئيس «مرسى» بأنه ضعيف وفاشل يقرر ثم يعود فى قراراته ولا يستطيع إقالة حكومة أو حتى وزير، محذرة من خطة وسائل الإعلام لإسقاط الوطن أملا فى تدخل غربى ينقذهم من حكم الإسلاميين بزعمهم وهو ما سنمنعه ولو بدمائنا.
وأضافوا «حازمون» إن وسائل الإعلام عملت على إظهار كل المظاهر والأحداث التى تمر بها مصر على أنها مظاهر فوضى وأن مصر لم تعد دولة، وتكرار لفظة «حرب أهلية» باستمرار وبدون داع وتكرار لفظة أن «مصر لم تعد دولة» و«سقطت هيبة الدولة» باستمرار، وعملت على شيطنة الحركات الإسلامية وخاصة حركة «حازمون» و«الإخوان» واستهداف رموزهم خاصة خيرت الشاطر وحازم أبواسماعيل ونعتهم بأوصاف لا تليق، وكذلك تلفيق التهم لهم ولمحبيهم والعمل على الترويج لأحداث معينة وتضخيمها والتهويل منها، بقصد إشاعة الهلع بين المواطنين دون أى مهنية أو حيادية، وكذلك التشكيك المتواصل فى القضاة المشرفين على الانتخابات ورميهم بأكاذيب باطلة.
معارضوه يعتبرونه «بطل من ورق»
أبوإسماعيل.. زعيم «حازمون» يظهر فتراق الدماء.. ثم يختفى
«الشد العضلى» أصابه فتخلى عن أتباعه بالعباسية.. وأشعل التحرير ضد «العسكرى» فاندلعت «محمد محمود»
كل شىء بالنسبة لمرشح الرئاسة السابق، حازم صلاح أبوإسماعيل غامض مبهم، بدءا من جنسية والدته، وصولا إلى لقب شيخ، الذى يضعه أتباعه قبل اسمه، رغم أنه خريج كلية حقوق، وليس أزهريا، وليست له مؤلفات دينية ما تثرى العلوم الدينية، من قريب أو بعيد، باستثناء بحث تقدم به لنيل درجة الماجستير، سنة 1986 تحت عنوان: حق الشعوب فى مقاومة الحكومات الجائرة، بين الشريعة الإسلامية والقانون الدستورى.
هل استحوذ الرجل على لقبه بلحيته الكثة المطلقة بطول قبضتين، أم انتقلت إليه بالوراثة عن أبيه، الشيخ صلاح أحد كبار علماء الأزهر الشريف؟.. لا أحد لديه الجواب.
يصفه معارضوه بالبطل الورقى، الذى لا يمارس الكفاح إلا حنجوريا، لكن أتباعه «حازمون» يعتبرونه «أسد الإسلام» الذى سيبعث الأمة من مرقدها.. فمن هو؟
بعد الثورة، لمع المحامى الخمسينى، وصار ضيفا شبه دائم على القنوات الفضائية، وأخذ يروج لنفسه بأنه كان من معارضى نظام مبارك، غير أن الحقيقة، أن أحدا لم يسمع عنه قبل الثورة، اللهم إلا باعتباره إعلاميا، يقدم برنامجين دينيين، بعنوان «فضفضة» على قناة الناس، و«لقاء» على الشباب.. ولم يكن البرنامجان يقتربان من السياسة، من قريب أو بعيد.
معارضة مبارك
يفسر الرجل ضخم الجثة، هذا الغموض قائلا: إن الشخصيات المعارضة لمبارك كانت من صنع الإعلام، لاستكمال مشهد «كارتونى» أما بالنسبة للمعارضين الصادقين، فلم يكن مسموحا لهم بالظهور فى بؤرة الضوء، ويدعى أنه أعلن العداء الصريح لمبارك، حين خطب سنة 2008، من على المنبر، مطالبا بالاعتصام فى الميادين، لإسقاط نظامه الديكتاتورى، وذلك على خلفية الموقف المتخاذل للحكومة من العدوان الصهيونى على غزة.
موقف عظيم وشريف لاشك.. لكن هل ألقى نظام مبارك القبض على «الشيخ» بعدئذٍ؟
إن المنطقى فى ظل حاكم مثل مبارك، كان يحسب أنه «رب الأرباب» أن يكون مصير من يجرؤ على التفوه بعبارة كهذه أن ينكل به تنكيلا مريرا، والثابت أن شيوخا هاجموه تلميحا، كان جزاؤهم الزج فى غياهب السجون.. فلماذا غض نظام المخلوع، ذو القبضة الأمنية القاسية الطرف عن كلام الشيخ حازم، إن كان قد قاله؟
غموض آخر.. يتوالد من غموض، ومواقف ضبابية، تخرج من رحم الضباب، كما هى كل أمور «الشيخ».
حادثة أخرى رواها المحامى ذو اللحية، ألا وهى أنه فى نهاية الثمانينيات، خطب من على منبر مسجد أسد الفرات، محرضا على الثورة ضد مبارك، حتى حاصرت قوات الأمن المركزى المسجد، وأغرقته بالمياه من كل جانب.. لكن الخطيب الذى لا تأخذه فى الحق لومة لائم، الأسد الضرغام، لم يترك منبره، وأصر على استكمال درسه الدينى.
وماذا بعد؟
هل بكى رجال الأمن المركزى، وعلا نشيجهم من خشية الله، وقرروا أن ينضموا إلى صف الشيخ ضد مبارك الطاغوت، أم أن الله أرسل عليهم طيرا أبابيل، رمتهم بحجارة من سجيل، أم أن الشيخ خرج من المسجد، وتوجه إلى بيته آمنا سالما غانما، بعد أن جعل الله من بين أيديهم سدا، ومن خلفهم سدا؟
غموض آخر، وعلامة استفهام كبرى ومبهمة، لا نجد لها تفسيرا يقبله المنطق، فالروايات دائما مبتورة ناقصة.
حين رشح نفسه لانتخابات الرئاسة، طرح برنامجا إصلاحيا، أخذ يردد أنه سينهض بالدولة، من كل النواحى، وزعم أن خبرته القانونية الطويلة، تؤهله إلى قيادة الدفة، واستئصال الفساد الضاربة جذوره فى أجهزة الدولة، لكن محللين سياسيين واقتصاديين وصفوا برنامجه بأنه مجرد أفكار مهترئة مجتزأة، لا رابط بينها، حتى تقرر «طرده» من السباق الانتخابى، بعد أن قالت المحكمة، إن والدته مزدوجة الجنسية، فأخذ ينفى ويهدد ويتوعد، وزج بأنصاره فى الثانى من مايو الماضى، إلى أتون «محرقة» إذ أخذ ينفخ فى نيران غضبهم، حتى تجمهروا أمام وزارة الدفاع بالعباسية، فما كان من الجيش إلا أن استخدم القوة المفرطة لتفريقهم، ووقع 11 شهيدا من الأبرياء البسطاء، المؤمنين بالرجل، الذى تلاشى وتوارى عن الأنظار، بذريعة أنه مصاب «بشد عضلى».
حجة الشد العضلى دفعت معارضين إلى السخرية، قائلين: إن المرشح المطعون فى ترشيحه دخل حلبة السباق الرئاسى من دون «تسخين»، وكان عليه أن يجرى عملية الإحماء حتى تتمتع عضلاته بالليونة المناسبة!
بحر دماء
وبعد أن أريقت الدماء، وارتفعت أصوات العقلاء، تطالب «الشيخ» بسحب أنصاره، اتهم المرشح المستبعد وسائل الإعلام بالتدليس قائلا: بعض الأشخاص يطالبوننى بوقف الأحداث، وهذا كى يثبت فى أذهان الناس أنى أقف وراءها.. كما نفى صلته بالمتظاهرين، إذ قال: كل من نزل لأجلى عليه أن يعود، ما دفع نشطاء إلى إطلاق المزيد من النكات على «الأسد» الذى ولى يوم الزحف.
ولم يكن هذا مصدر التندر الوحيد على دخول وخروج المحامى الطموح حلبة الرئاسة، فالرجل أغرق مصر ب «بوستراته» التى قيل إنها تكلفت نحو 80 مليون جنيه، بواقع ما نحوه «جنيه لكل مواطن»، وأخذ رسامو الكاريكاتير يرسمونه خارجا من «حنفية المياه»، أو على متن الرحلات الفضائية إلى القمر، وفى أعماق البحار.
وأثيرت تساؤلات كبرى عن مصدر تمويل هذه الحملة، فما وجد الرأى العام، إلا إجابات تدور حول تبرع أهل الخير، من أتباع الشيخ المثير للجدل.
على أن النفى الذى أبداه الشيخ أو المحامى، لمسئوليته عن أحداث العباسية، لم يكن بعيدا عن سياق تصرفات أخرى مشابهة، فالرجل هو المفجر رقم واحد، لأحداث محمد محمود الأولى، إذ دعا أتباعه فى خطبة عصماء إلى إسقاط المجلس العسكرى، الذى وصفه بأنه يتلكأ ولا يريد تسليم السلطة، إلا بعد «طبخ وثيقة السلمى»، واعتلى منصة بالتحرير، ووصف أعضاء المجلس بالقردة والخنازير، ثم عاد ليطلب إلى الثوار الذين كانت كلماته أشعلت نيران الغضب بين عروقهم، بفض الاعتصام، قائلا: على أنصارى مغادرة الميدان، حتى لا تتعرقل انتخابات البرلمان، كما يخطط المجلس العسكرى.
عند هذه العبارة، انفجرت هتافات الثوار: قول يا حازم يا صلاح ليه بتخرب الكفاح، فاعتلى الرجل المنصة مرة ثانية، ليخطب قائلا: «أنا قلت إللى عليا وسأذهب مع أتباعى لحراسة الصناديق».. واندلعت أحداث محمد محمود، حتى حصدت أكثر من أربعين شهيدا.
وقبل أيام، اعتصم حازم ومعه أتباعه الذين يطلقون على أنفسهم «حازمون» عند مداخل مدينة الإنتاج الإعلامى، لترهيب الإعلاميين، الذين يهاجمون الإسلام وشرعية الرئيس محمد مرسى، كما يزعمون، وهدد الرجل بتصعيد «مزلزل» لكنه قرر فض الاعتصام فجأة، وهاجم حازمون بعدها مقر حزب وصحيفة الوفد، وأحرقوا مسجدا وأحدثوا تلفيات جسيمة بالممتلكات، فسارع الشيخ حازم إلى نفى علاقته بالأمر جملة وتفصيلا.. كالعادة!
سياسيون يطالبون الداخلية بالتصدى ل«أولاد أبوإسماعيل»
اعتبر عدد من السياسيين تراجع الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل عن اقتحام قسم الدقى بعد تهديده باقتحامه ونزول وزير الداخلية لتأمينه، يؤكد أن خفافيش الظلام تخشى الأجهزة الأمنية، مطالبين الدولة بالإعلان عن نفسها فى وجه هؤلاء الذين يدهسون القانون تحت أقدامهم، والتأكيد على أن القانون فوق رقاب الجميع.
وقال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، إن تراجع الشيخ حازم أبوإسماعيل عن اقتحام قسم الدقى بسبب الوجود الأمنى، يؤكد أن الدولة لو تحركت ضد كل من يعتدى على المنشآت العامة مثل المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامى سيتراجع المشاغبون عن إثارة الشغب، وهو ما يؤكد أن هناك تواطؤا من الدولة ووزارة الداخلية فى حماية منشآت الدولة.
وطالب «زهران» من وزارة الداخلية أن تحمى منشآت الدولة، كما تحمى الأقسام حتى تردع كل من تسول له نفسه اقتحام منشآت الدولة.
وأضاف «زهران» فى تصريح ل«الصباح» أن على وزارة الداخلية أن تحاسب «أبوإسماعيل» على تصريحاته حتى لا تضيع هيبة الوزارة، مشيرا إلى أن تراجع «أبوإسماعيل» عن الاقتحام أدى إلى سخرية الكثير من النشطاء.
من جانبه، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، أستاذ العلوم السياسية، إنه إذا كان من يهددون أمن واستقرار الدولة من أنصار «أبوإسماعيل»، فالشيخ حازم زعيم هذه العصابة، وهؤلاء يقتدون به؛ لأنهم ينتمون لنفس التيار الذى ينتمى إليه، مشيرًا إلى أن الدعوات التى تطلق على صفحاتهم على شبكات التواصل الاجتماعى غير جدية قائلا: «فيه تهويش جامد ويبلغوا فى قدراته» حتى قاموا بالاعتداء على مقر جريدة وحزب الوفد وكان هذا الاعتداء له إيجابيات رغم التلفيات التى ألحقوها بالمقر لكن تم إظهار الوجه القبيح والإرهابى والعنيف لهؤلاء وكذلك دعوة اقتحام مقر قسم الدقى التى انتهت على «فاشوش»، حسب قوله.
وأضاف «ربيع» لو كان «أبوإسماعيل» ترشح للانتخابات الرئاسية وفاز بها كنّا هننتخب رئيسًا إرهابيّا بامتياز رئيس عصابة «بلطجى» قائلا: تمخض الجبل فولد فأرًا»، موضحا أن استعراض القوة التى تحدث عنها «أبوإسماعيل» وكذلك خيرت الشاطر بامتلاكهم بضعة آلاف من الميليشيات صدقوا فى ذلك ولكن كذبوا فى قدراتهم.
وأوضح «ربيع» أن وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى كان يتعامل معهم بجدية عكس الآن قائلا: «كان حبيب العادلى بينيمهم من المغرب»، وهم ضعفاء للغاية وعلى القيادات الأمنية الآن التعامل مع هؤلاء بجدية وحزم وحسم؛ لأنهم مصدر قلق للشارع المصرى.
حازمون وحازمات حول «أبوإسماعيل»
جيش من الرجال والنساء يقف خلف الشيخ حازم أبوإسماعيل؛ للتصدى للضربات عنه، ونصرته ظالما كان أو مظلوما.
عندما ظهر الشيخ حازم فى فضائية «الناس» قبل سنوات فى برنامج «فضفضة» وكانت لحيته أطول بكثير من الوقت الحالى، حسبه الناس داعية يدعو الناس بالحسنى والموعظة الحسنة، لا يريد السلطان ولا يسعى إليه.
بعد أن دخل «أبوإسماعيل» حلبة السياسة، التف حوله مريدون ومريدات، فى كل المحافظات ودشن شباب عشرات الصفحات التى تتغزل فى عظمة وزهد ومصداقية «حازم».
جمال صابر.. صاحب مصنع البلاط
المنسق العام السابق لحملة المرشح أبوإسماعيل الرئاسية «لازم حازم»، والذى ملأ القنوات الفضائية ووسائل الإعلام بصراخه للمطالبة بتطبيق شرع الله، يملك ورشة لتصنيع البلاط، ويعمل بقناة «الحافظ».
ويعتبر أحد رموز التيار السلفى بمنطقة شبرا وروض الفرج والساحل، يتنقل دوما بين القاهرة والفيوم، وقد خاض الرجل معارك ضارية للدفاع عن «الشيخ حازم» وله تصريحات صحفية مثيرة للعجب، منها تصريحه مؤخرا بعد بناء حمامات بمدينة الإنتاج الإعلامى، أثناء اعتصام «حازمون» بأن الحمامات حق لكل مواطن.. فهل تبرع ببلاط الحمامات من مصنعه؟
خالد حربى.. يد «الشاطر» لضرب «برهامى»
مدير المرصد الإسلامى لمقاومة التنصير، والمتحدث باسم التيار الإسلامى العام، شاب طموح معروف بين أقرانه بحسن الخلق لكنه كتب مقالا على صفحته الشخصية، كان بمثابة الضربة القاضية للشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، عندما انتقده انتقادا لاذعا بعد لقائه بالفريق شفيق، ما أثار حفيظة أنصار برهامى وشنوا هجوما مضادا على «أبوإسماعيل»، الذين اتهموا أنصار «حربى» بأنه يد خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، ضد السلفيين لتفتيت وحدتهم.
صفوت بركات.. دعا «البابا» لاعتناق الإسلام
أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والذراع اليمنى للشيخ حازم، والمعروف أن أبوإسماعيل يرتضى أن يصلى مأموما خلفه فهو يقدره ويجله ويحترمه، من أغرب مواقفه دعوته البابا تواضروس لاعتناق الإسلام عقب تجليسه بطريركا للكرازة المرقسية.
هذه الدعوة فسرها الرجل قائلاً: أؤدى ما أمرنى به الإسلام، ألا وهو الدعوة إلى سبيل الله بالموعظة الحسنة، وقد دعوت البابا صادقا، وعليه أن يرضى وله أن يرفض فى كل الحالات.
الحازمات لا يظهرن ودورهن «دعوى» فقط
الشيخ حازم لم ينس المرأة فى حملته، فقد دشن مجموعة من أنصاره «الرجال»، صفحة على «فيس بوك» باسم حازمات، لكن دور المرأة عند حازم يقتصر على توعية النساء دينيا فقط، ولو تطلب الأمر أية أعمال سياسية فيتم الاعتماد على زوجات المقربين من الشيخ حازم وليس لهن أى دور فى صفحة حازمات بل إن أدمن هذه الصفحة «رجل» وهو أحمد سمير، وينشر بعض المقاطع التى تقنع السيدات بشخصية الشيخ حازم رغم أنهن مقتنعات أصلا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.