بحضور مدبولي.. تدشين الأكاديمية الدولية للعمارة والعمران    99.1% لفني صحي طنطا.. نتيجة تنسيق الثانوية التجارية 3 سنوات كاملة    بالصور.. محافظ أسوان يتفقد مدارس فى كوم أمبو    وسط ترقب قرار الفيدرالي.. سعر الذهب يقفز للمرة الثانية خلال تعاملات اليوم    شعبة الدواجن تتوقع تراجع أسعار الفراخ ل55 جنيهاً خلال 3 أشهر لهذا السبب    السياحة: 22% زيادة في السياحة الوافدة لمصر "يناير - يوليو 2025"    الجيش الإسرائيلي: عملياتنا الهجومية الواسعة تزداد بمدينة غزة    إيران: الموافقة على بيان قمة الدوحة لا يعني الاعتراف بإسرائيل    إسبانيا تستدعى القائم بالأعمال الإسرائيلي للاحتجاج على تصريحات ساعر    "محجوز بالمستشفى".. شوبير يكشف تطورات حالة إمام عاشور ونصيحة الأطباء له    موعد مباريات دوري أبطال أوروبا اليوم الثلاثاء والقنوات الناقلة    قرار عاجل من القضاء بشأن اتهام بدرية طلبة بسبّ الشعب المصري    بالصور.. حادث مروري بين سيارة نقل وملاكي بالطريق السياحي دون إصابات    بيطبع الفلوس في بيته.. تفاصيل سقوط طالب ب23 ألف دولار و88 ألف جنيه مزيفة بالجيزة    بدء مؤتمر "الجونة السينمائي" بالسلام الجمهوري وعرض فيلم قصير يضم لقطات الدورات السابقة    "صيف قطاع المسرح" يختتم فعالياته بالاحتفال باليوم المصري للموسيقى    نادية الجندي تستعيد ذكريات شبابها بصورة بالذكاء الاصطناعي    أمين الفتوى: الشكر ليس مجرد قول باللسان بل عمل بالقلب والجوارح    الإفتاء تحذر من صور متعددة للكذب يغفل عنها كثير من الناس    أسامة قابيل: يوضح معني" وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ": لا يعني مجرد التفاخر    وزير الصحة يبحث مع شركة "أليكسيون" تعزيز التعاون في مجال الأمراض النادرة    نائبة وزير الصحة: استراتيجية لدمج "القابلات" تدريجيًا في منظومة الولادة الطبيعية    الصحة: الخط الساخن "105" حل جميع الشكاوى خلال أغسطس    البيئة واللجنة المصرية الألمانية يعقدان اجتماعا تنسيقيا لتعزيز التعاون في العمل المناخي    دخول عشرات شاحنات المساعدات من معبر رفح إلى كرم أبو سالم    تداول 13 آلاف طن و681 شاحنة بضائع بموانئ البحر الأحمر    محافظ الدقهلية يوجه بتحسين المظهر الحضاري ورفع الأتربة من شوارع غرب وشرق المنصورة    غياب 5 لاعبين.. قائمة أتلتيكو مدريد لمواجهة ليفربول    وزير التعليم العالي ل«الشروق»: تدشين 3 جامعات متخصصة مع وزارات النقل والسياحة والشباب والرياضة    احذر.. انتحال صفة ذوي الإعاقة للحصول على الخدمات يعرضك للحبس    صرف مكافأة مجزية لمديري طارق بن زياد الابتدائية بمرسى مطروح تقديرا لجهدهما    حملت سفاحا.. التحقيق مع طالبة ألقت رضيعتها أمام جامعة القاهرة    جيش الاحتلال: رئيس الأركان عقد اجتماعات مع القوات بشأن عدم الإضرار بالمحتجزين    ترامب يعلن مقتل 3 أشخاص باستهداف سفينة مخدرات من فنزويلا    الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحذر من شخص ينتحل صفة كاهن    سفير إيطاليا بالقاهرة: نتشارك مع مصر في تعاون ممتد في مجال العمارة والعمران    ضبط 110.6 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    مي فريد: المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحي الشامل تشمل 5 محافظات    مهرجان الإسكندرية المسرحي يكرّم عصام السيد ومحسن منصور وعددًا من المبدعين    دراسة: وجبة غنية بالدهون قد تؤثر سلبا على الذاكرة خلال أيام قليلة    إصابة 5 أشخاص في انقلاب سيارة بطريق «رأس غارب- المنيا»    اليوم.. انتهاء العمل بمكتب تنسيق القبول بجامعة الأزهر وغلق تسجيل الرغبات    نقل الأسرى فوق الأرض.. ترامب يتحدث من جديد عن قطر ويحذر حماس "فيديو"    قرارات التعليم بشأن الكتب المدرسية 2025.. تسليم دون ربط بالمصروفات (تفاصيل)    خالد جلال وكشف حساب    قبل أيام من بدء العام الدراسي.. تفاصيل قرارات وزارة التعليم (نظام الإعدادية الجديد وموقف التربية الدينية)    رسمياً موعد صرف مرتبات شهر سبتمبر 2025 للمعلمين.. هل يتم الصرف قبل بدء الدراسة؟ (تفاصيل)    إبراهيم صلاح: فيريرا كسب ثقة جماهير الزمالك بعد التوقف    مسلسلات المتحدة تتصدر نتائج تقييم موسم 2025 باستفتاء نقابة المهن السينمائية.. تصدر "لام شمسية" و"أولاد الشمس" و"قهوة المحطة" و"قلبى ومفتاحه" و"ظلم المصطبة".. كريم الشناوى أفضل مخرج وسعدى جوهر أفضل شركة إنتاج    أول رد رسمي من بيراميدز على مفاوضات الأهلي مع ماييلي    عاجل القناة 12: إجلاء 320 ألفًا من سكان غزة يفتح الطريق أمام بدء العملية البرية    أمين الفتوى بدار الإفتاء: الكلب طاهر.. وغسل الإناء الذي ولغ فيه أمر تعبدي    فيديو أهداف مباراة إسبانيول و مايوركا في الدوري الإسباني الممتاز ( فيديو)    نجم بيراميدز يكشف: تعرضت لحملة ممنهجة في الزمالك    الشيبي: نريد دخول التاريخ.. وهدفنا مواجهة باريس سان جيرمان في نهائي الإنتركونتيننتال    الوقت ليس مناسب للتنازلات.. حظ برج الدلو اليوم 16 سبتمبر    تحذير شديد بشأن حالة الطقس اليوم.. والأرصاد تُناشد: «حافظوا على سلامتكم»    أمين الفتوى: الاقتراض لتجهيز البنات لا يجوز إلا للضرورة القصوى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمارة: مؤامرة زراعية لتركيع الشعب‮
نشر في الوفد يوم 03 - 05 - 2011

قضي سنوات طويلة في الغربة‮.. يعاني كغيره من المصريين في الخارج من سياسات نظام ظل متجاهلا لهم ولمطالبهم طوال فترة حكمه‮.. ففضل هو وكثيرون الهروب من هذا الوطن إلي العيش في أوطان أخري ربما تحتضنهم وتقدر قيمتهم عن بلدهم الأصل‮.. إنه الدكتور محمود عمارة رجل الأعمال ورئيس الجالية المصرية في فرنسا ورئيس جمعية رجال الأعمال المصريين في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية‮.. وهو أول عربي يحصل علي جائزة‮ غرفة التجارة والصناعة لأفضل شركة فرنسية عام‮ 1994.‬‮. عاد إلي مصر منذ سنوات‮.. وكلف بعد ثورة‮ 25‮ يناير بملف شئون المصريين في الخارج من قبل الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء‮.
وعمارة يعشق تراب مصر ويتمني خدمتها في أي وقت وفي أي موقع مهما كلفه ذلك من ثمن‮.. تشعر من خلال حديثه بغيرته الشديدة علي مصر‮.. تحدث كثيرا عن الهموم والمطالب التي ربما لو أخذت علي محمل الجد لكان تغير الوضع واستفادت مصر من طاقات أبنائها،‮ لكن كان هناك نظام يعيش وحده ولا يستمع ولا يقبل فكر الآخر‮.‬
والدكتور عمارة خبير زراعي علي درجة عالية جدا من الخبرة في هذا المجال رغم حصوله علي ليسانس الحقوق جامعة القاهرة وعمل الأبحاث والدكتوراه في الاقتصاد السياسي ولكنه أخذ من الخبرات الغربية الجرأة والتجربة التي لا تعرف المستحيل‮.. لا يكتفي بالنقد فقط مثل آخرين وإنما يضع الحلول النابعة من الرؤية الفكرية الناضجة والمستخلصة من خبرات سنوات الغربة‮.. وإلي نص الحوار‮:‬
‮‬نسمع دائما عن معاناة المصريين في الخارج علي مدار السنوات الماضية وبصفتك كلفت من قبل الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بهذا الملف ما هي مطالبكم تحديدا؟
‮- المصريون في الخارج لهم أربعة مطالب هي حق التصويت في انتخابات رئيس الجمهورية والاستفتاء علي الدستور والحق في التمثيل داخل المجالس النيابية ووجود نواب يمثلوننا إلي جانب عمل مكتب للعائدين من الخارج لتقديم التسهيلات لهم ومراعاة شئونهم وأخيرا ربط الأجيال بأوطانهم الأصلية‮.‬
‮كم عددهم؟
‮- في الحقيقة لا يوجد رقم حقيقي ومؤكد نظراً‮ لعدم وجود أي مميزات للمصريين في الخارج تشجعهم علي الذهاب إلي السفارات لتسجيل بياناتهم ومثال ذلك أن فرنسا بها أكثر من‮ 140‮ ألف مصري والمسجلون فقط قرابة‮ 40‮ ألفاً‮ لكن يمكن إعطاء رقم تقريبي بأنهم قرابة‮ 8‮ ملايين‮.‬
‮‬متي طلبتم هذه المطالب؟
‮- في عامي1983‮ و1984‮ عقدنا مؤتمراً‮ للمصريين في الخارج داخل جامعة القاهرة وحضرة الرئيس السابق حسني مبارك وألبرت برسوم سلامة وزير الهجرة وقتها ولم يحدث أي تغيير ولم يتم تنفيذ الوعود والنتيجة صفر‮.‬
‮ بماذ تفسر ذلك؟
‮- السبب واضح في عدة أشياء لعل من أهمها عدم وجود إرادة لدي النظام البائد في تحقيق المطالب لأننا قوة تصويتية كان يخشاها النظام خاصة لكون هذا العدد يعيش في مجتمعات أكثر ديمقراطية من مصر ولا تصلح معهم محاولات وطرق النظام البائد‮.‬
‮ ولماذا لم تقوموا مرة بأخري بعقد لقاءات مع المسئولين؟
‮- قمنا بعمل ذلك فعلا وكنت ضمن وفد من عشرة أفراد قابلنا رئيس الجمهورية السابق عام‮ 1992‮ ولم يتطور الوضع بل قال لي أحد أهم الشخصيات في الحزب الوطني وقتها بالحرف الواحد‮ "‬انتم صداع بالنسبة لنا‮" وهذا المسئول توفي منذ فترة واكتفي بالحديث عنه بهذا‮.‬
‮ وهل اختلف الوضع بعد ثورة‮ 25‮ يناير أو بمعني أدق وجدتم من يستمع لمطالبكم؟
‮- نعم فقد اتصل بي الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء في اليوم التالي لتوليه المسئولية وكلفني بهذا الملف وأبدي استعداده الكامل في التعاون معنا وحضرت بعض اللقاءات بخصوص هذا الشأن‮.‬
‮ماذا تحقق خلال الفترة الماضية؟
‮- الحمد لله أنجزنا سبل حق التصويت في الخارج وبالفعل سيدلي المصريون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية القادمة ولو توافرت الإمكانيات للتصويت في انتخابات مجلس الشعب لكن هذه الجزئية تحتاج وقتاً‮ طويلاً‮ كذلك تم إنشاء مكتب العائدين بالفعل ومقره‮ 96‮ »‬أ‮« شارع أحمد عرابي بالمهندسين وهو مقر وزارة الهجرة القديم ويجري الآن عمل تشريع جديد لتمثيل المصريين في الخارج بعدد من الأعضاء في المجالس النيابية ربما يكون أول مرة في الانتخابات القادمة بالتعيين علي أن يكون بعد ذلك بالانتخاب وليكن عن طريق إنشاء‮ 6‮ دوائر مثلا في القارات يتم الانتخاب من خلالهم لرعاية شئوننا خارجيا‮.‬
‮وما طريقة التصويت؟
‮- سيذهب كل مصري إلي السفارة المقيد بها ليضع رقم بطاقته ليقوم بالتصويت ويختار مرشح الرئاسة وأنا قلت للرئيس السابق حسني مبارك‮ "‬خلونا زي الجزائريين علي الأقل‮".‬
‮إذا هناك مطلب أخير لم يتحقق بعد وهو ربط الأجيال بأوطانها؟
‮- في هذه النقطة قمنا بالفعل بإرسال خطابات إلي السفارات ومسئولي البعثات لموافاة وزارة العمل والهجرة بالأسماء البارزة والناجحة في المجالات المختلفة والبدء في عمل تصور بعد ذلك للاستفادة من خبراتهم في الخارج وأتمني ان يكون ذلك بمثابة حجر الأساس لإنشاء لوبي مصري في دول المهجر‮.. كل هذه الأشياء تحققت في قرابة شهرين فقط مما يدل علي أن النظام البائد كان متخوفاً‮ منا‮.‬
‮ ألا تري أن هذا الملف يحتاج جهداً‮ ووقتاً‮ منك قد يمنعك من أداء عملك أحيانا؟
‮- بالتأكيد‮.. وأنا طلبت من الدكتور عصام شرف أن يكون هذا العمل تطوعياً‮ خالصاً‮ دون أي وظيفة أو مقابل مادي‮.‬
‮هل هناك مشروعات أخري يتم تقديمها أو تنفيذها؟
‮- قدمت حتي الآن عدة مشروعات ودراسات لبعض الباحثين منها مشروع يهدف إلي استغلال ترعة المنصورية لعمل رحلة نيلية للسياح من ميدان التحرير وحتي نزلة السمان عند الأهرامات ومشروع آخر يهدف إلي زيادة إيراد قناة السويس من‮ 4‮ إلي‮ 30‮ ملياراً‮ دولار،‮ كذلك إمكانية تحويل‮ 2‮ مليار متر مكعب من المياه المالحة الي مياه عذبة وصالحة للزراعة بتكلفة قرابة‮ 50‮ قرشاً‮ للمتر في الوقت الذي يتكلف فيه المتر من المياه الجوفية‮ 30‮ قرشاً‮ وهو مصدر‮ غير دائم،‮ وقمنا بعمل بنك للأفكار وتم تبعيته لمجلس الوزراء ونلتقي عليه أكثر من‮ 100‮ فكرة أسبوعيا نستخلص منها فكرة أو فكرتين جادتين لإمكانية التنفيذ‮.‬

لكن مازلتم محرومين من حق الترشح في الانتخابات؟
‮- هذه أزمة كبيرة وعيب خطير فبأي حق توضع مادة في الدستور تحرم‮ 3‮ أجيال من حق الترشح لكونه يشترط الجنسية المصرية للأب والجد؟‮! وهل يعقل أنني كمصري في فرنسا يحق لي الترشح أمام الرئيس الفرنسي ساركوزي في الوقت الذي أمنع فيه من الترشح في انتخابات المحليات وليس الشعب والشوري في دائرتي الانتخابية وفي موطني الاصلي‮.. كل ذلك يرجع إلي تخلف النظام البائد الذي تعامل معنا كجواسيس ولابد من تصحيح ذلك فلايصح أن تشجعني للعودة بمدخراتي واستثماراتي وتحرمني من حق الترشح لأنك تشك في وطنيتي وأنا قلت الكلام ده في وزارة الخارجية وقلت بالحرف الواحد‮: "‬انتهي عصر الخوف‮".‬
‮‬حضرتك رئيس الجالية المصرية في فرنسا ورئيس جمعية رجال الأعمال في ولاية فلوريدا بأمريكا وقضيت قرابة‮ 27‮ عاماً‮ تقريبا تجولت خلالها عبر الدول‮.. الآن وبعد الثورة المصرية كيف ينظر الغرب للمصريين؟
‮- الأجانب مبهورون بما حدث في هذه الثورة السلمية البيضاء المتحضرة نظرا لتكلفتها البسيطة جدا عند مقارنتها بباقي الثورات في أي دولة لأن‮ 800‮ أو‮ 900‮ شهيد رقم لا يقارن بضحايا أي ثورة والأهم من كل ذلك أن العالم ينتظر الآن ماذا سيفعل أحفاد الفراعنة بعد هذه الثورة لأن مصر بالنسبة للغرب حضارة وثقافة وعلم‮.‬
‮صِف لنا الصورة السابقة عنا قبل الثورة؟
‮- كانت صورة سيئة حيث كان ينظر لنا نظرة تخلف وهم يتوقعون لنا الآن أن نغير وجه التاريخ وهذا يحملنا مسئولية خطيرة وعلينا أن نبدأ من الآن من أجل التعاون والتكاتف وبناء مصر الحديثة ووضعها علي الخريطة العالمية لتتبوأ مكانتها التي تليق بها‮.‬
‮الآن‮.. هل تغيرت الفكرة عن مصر بالنسبة للمصريين أنفسهم وأصبح لديهم شعور بالعودة للعمل والاستثمار في بلدهم الاصل؟
‮- المصريون في الخارج حلم حياتهم هونقل مدخراتهم وخبراتهم لوطنهم الأم،‮ خاصة بعد زوال البؤس والغمة القاتمة التي خلقها النظام البائد وظهرت في إلغاء وزارة الهجرة وسوء اختيار المسئولين عن هذا الملف في الحكومة وانعدام إرادة الدولة في الاهتمام بنا لذلك قلت في اجتماع حضره الدكتور عصام شرف ووزراء العمل والهجرة والخارجية والعدل والتربية والتعليم إن هذا الملف لابد أن يتبع إدارة الهجرة في وزارة الخارجية وليس العمل أو إنشاء وزارة كما كان مسبقا تحت اسم وزارة للهجرة يكون لديها إمكانيات تؤهلها لجذب الخبراء والعلماء والنجوم ومدخراتهم بالخارج‮ .‬
‮‬إذن هناك فعلا من يريد العودة الآن؟
‮- بالفعل هناك أكثر من‮ 8‮ ملايين في الخارج منهم وأنا أقول لك عن يقين إن هناك أكثر من مليون مصري يرغبون في العودة لمصر والاستثمار فيها بدءا من‮ غد وبحسبة بسيطة لو جاء إلي مصر مليون واحد واستثمر بمبلغ‮ 200‮ ألف دولار فقط فسيكون عندنا‮ 200‮ مليار دولار تستطيع بها إنهاء مشاكل مصر كلها وعمل نهضة كاملة والأهم من هذا كله ليس المال وإنما الخبرات المتراكمة التي كان من الأولي أن يقوم بها نظام الحكم ونرجع للتاريخ لنري أن محمد علي قام بإرسال البعثات للخارج واستطاع العائدون تغيير وجه الحياة بعد سنوات قليلة في الخارج فما بالك بمن قضوا عشرات الأعوام‮.‬
‮كيف تري مصر الآن في مجال الاستثمار والاقتصاد بصفتك مستثمراً‮ مصرياً؟
‮- بصراحة هناك تخريب يحدث في مصر سندفع ثمنه باهظا وربما لا نستطيع أن ندفع الفاتورة‮.‬
‮ ماذا تقصد؟
‮- أقصد أنه لا يجوز أن أقول لمستثمر عربي بعد عدة أعوام إن مشاريعك كانت علي أساس خاطئ لأقوم بعد ذلك بتغيير العقود هذا أمر خطر علي الاستثمار‮.‬
‮ أفهم من كلامك أنك تعارض ما حدث في تجديد العقود مع الوليد بن طلال؟
‮- الوليد رجل محترم بل أرفع له القبعة لكونه يقبل ذلك لأن الخطأ ليس خطأه ولكن خطأ المسئولين المصريين الذين أعطوا له مميزات لا تعطي لمصري وأنا كنت أزرع‮ 3500‮ فدان في أمريكا وأعرف الشروط المجحفة التي وضعتها مصر علي المستثمرين،‮ فلا يصح ولا يجوز أن دولة تقوم كل‮ 10‮ أو‮ 15‮ عاما أو كلما تقوم ثورة أن ترجع في كلامها وإنما يجب أن يحاكم كل من تسبب في ذلك وإعدامه داخل ساحة ميدان التحرير وما يحدث يعتبر دماراً‮ للاقتصاد المصري قد يمنع دخول مستثمرين جدد لمدة‮ 10‮ سنوات نتيجة هذا الرعب لكون ذلك لا يتفق مع أي منطق قانوني أو ديني أو أخلاقي‮.‬
‮‬بصفتك خبيراً‮ زراعياً‮ أيضا بماذا تصف حال الزراعة في مصر خلال الفترة الماضية؟
‮- الزراعة في مصر كانت مؤامرة علي هذا الشعب وكان مطلوباً‮ تجويعه وتركيعه خاصة الخمس سنوات الأخيرة‮.. أثناء تولي أمين أباظة للوزارة‮.‬
‮‬وما الحلول من وجهة نظرك؟
‮- الحلول كثيرة من بينها أن مصر تستطيع الاكتفاء ذاتيا من القمح الذي تستورد منه‮ 8‮ ملايين طن سنويا‮.‬
‮‬كيف؟
‮- عن طريق توزيع التقاوي علي الفلاحين حيث نوزع‮ 3‮ ملايين طن لنرفع إنتاجية الفدان إلي‮ 700‮ كيلو وذلك يوفر قرابة‮ 2‮ مليون طن سنويا بالإضافة إلي عمل صوامع للتخزين للإنقاذ‮ 20٪‮ من الإنتاج التي تهدر نتيجة سوء التخزين في الأجولة وبذلك سنوفر‮ 2‮ مليون طن آخرين والباقي سيتم توفيره من خلال مشروع يتم الآن من أجل هذا الغرض‮.‬
‮‬تقصد أن هناك مشاريع حالية من أجل ذلك؟
‮- نعم يوجد الآن مصريون في الخارج خاصة في دول الخليج وأوروبا أنشأوا أكبر شركة مساهمة لزراعة القمح في مصر والذرة في السودان وتنمية الثروة الداجنة والحيوانية والسمكية والتصنيع الزراعي وشركات تسويق للأسواق الخارجية،‮ وهذه الشركة تضمنها الدولة لمنع حدوث تلاعب في أموال المساهمين وللاستخدام مراكز البحوث المصرية،‮ وهذه الشركة تفتح أبوابها للمصريين في الداخل والخارج‮.‬
‮ هل جمعك لقاء مع الدكتور أيمن أبو حديد وزير الزراعة الحالي؟
‮- نعم وللعلم الدكتور أيمن كفء وأعاد الروح للوزارة وقام بعمل إجراءات جيدة منها إصدار تعليماته بالإفراج عن كل الفلاحين المسجونين بسبب مديونيات بنك التنمية والائتمان الزراعي حتي لو وصل إلي‮ 50‮ ألف جنيه كدين أصلي ومن يعرف أحد مازال في السجن لهذا السبب عليه أن يبلغني للإفراج عنه‮ - حسب تأكيدات الوزير لي‮.‬
وتم الاتفاق معه علي طرح‮ 30‮ مليون زريعة سمك في بحيرة ناصر نستطيع من خلالها إنتاج جزء مما نستورده من أسماك تبلغ‮ 250‮ ألف طن من نفايات الأسماك خاصة من أوكرانيا ودول شرق آسيا‮.‬
‮هنا نقف لنعرف الثروة السمكية المصرية إلي أين تتجه؟
‮- طبعا لابد من وقفة فلا يعقل أن بلداً‮ مثل مصر لديها شواطئ تبلغ‮ 3500كم علي الشاطئ ولديها‮ 9‮ بحيرات ونهر النيل بفرعيه أن تظل تستورد نفايات أسماك في الوقت الذي تصدر فيه المغرب ب‮ 2‮ مليار يورو منتجات أسماك مملحة ومطبوخة وطازجة،‮ مع العلم أن لديها نفس مساحة سواحل مصر علي الشاطي ولا تملم بحيرات أو أنهار وللعلم أيضا المغرب تعتبر البلد الأولي عالميا في تصدير السردين ورقم‮ 15‮ في عالمياً‮ في تصدير الأسماك‮.‬
‮‬وما الحل من وجهة نظرك في هذه النقطة؟
‮- نحن قادرون علي تخطي ذلك ولكن مطلوب أولا أن يكون هناك أسطول صيد يماثل أساطيل المغرب أو حتي موريتانيا،‮ لأنه،‮ وبصراحة الأسطول المصري لايصلح إلا للولعة فقط بدون مبالغة،‮ ولابد من إلغاء الصعوبات علي عملية الصيد في الشواطئ المصرية التي تحتاج مئات التصاريح،‮ الأمر الذي يرفضه الصيادون ويقبلون علي الصيد علي شواطئ الدول الأخري لنري بعد ذلك احتجازهم وإهانتهم وهناك شيء آخر أريد توضيحه‮.‬
‮ تفضل؟
‮- الذي لا يعرفه الجميع أن أوروبا تمتنع عن استيراد الأسماك من مصر‮.‬
‮ وما السبب؟
‮- السبب أن هناك قانوناً‮ في مصر صدر عام‮ 1949‮ يقضي بأن يمنع زراعة الأسماك في مياه نظيفة وهذا معناه أننا نزرع الأسماك في مياه سيئة،‮ وبالتالي أوروبا ترفض الاستيراد من مصر وأنا لدي مزارع أسماك وعندما أؤكد للأجانب أنني أزرع في مياه نظيفة يقولوا لي‮ »‬لن نستورد منك هو أنت كمان بتخالف القانون‮«.‬
‮‬الشعب المصري‮.. هل أخطأ في حقه وأهدر حقوقه؟
‮- يجب أن يعاقب ال80‮ مليون مصري بما فيهم أنا وأنت فكيف صمتنا علي نظام استمر‮ 30‮ عاماً‮ بهذا السوء نجح في تجويعنا وتركيعنا داخليا وخارجيا لكنني مازلت أراهن علي أحفاد الفراعنة في النهوض بوطنهم‮.‬
‮ لك العديد من المؤلفات اذكر لنا بعض منها؟
‮- أنا كتبت عدة كتب منها‮ "‬أوراق مهاجر‮" و"أمريكا للبيع‮" و"بلاغ‮ ضد الحكومة‮" و"للأذكياء فقط‮" و"عبد الوهاب مطاوع‮..‬الكاتب والانسان‮" و"لو كنت رئيسا للوزراء‮".‬
‮ بمناسبة أن لك كتاباً‮ بعنوان‮ "‬لو كنت رئيسا للوزراء‮".. ماذا لو كنت ذلك فعلا؟
‮- لو كنت رئيسا للوزراء سأعمل علي تشكيل حكومتين واحدة لتسيير الأعمال وتنفيذها وحكومة أخري تكون بمثابة حكومة خلفية أو حكومة ظل للدراسة والبحث وتقديم الأفكار فقط إلي جانب العديد من الأمور‮.‬
‮ الفترة الحالية كيف تراها؟
‮- الفترة الحالية والعامان القادمان هما أصعب سنتين علي الثورة المصرية بل أسود فترة،‮ إلا إذا تفرغنا لبناء مصر بدءاً‮ من اليوم بعيدا عن تهريج الإعلام المصري الذي لا يعي دوره التنويري والتنموي بدلا من البكاء علي اللبن المسكوب الذي يمارسه الآن وإذا انتبهت الحكومة والمجلس الأعلي للقوات المسلحة لخطورة ما يحدث مع المستثمرين وأنا أقصد المستثمرين المحترمين وليس من سرق ونهب ساعتها ستمر الفترة بخير وسلام‮.‬
‮وما بعد العامين؟
‮- أنا متفائل جدا لأسباب عديدة منها أن لدينا إمكانيات وموارد وعقولاً‮ تستطيع أن تبني‮ 10‮ دول وليس دولة ولا أحد يختلف علي ذلك وفي ظل بناء مؤسسات قوية ودولة قانون أتصور أن يكون لدينا مجلس تشريعي متميز ورئيس جمهورية لديه رؤية وحلم وإرادة وباستكمال باقي المؤسسات نستطيع تحقيق كل طموحاتنا ولدينا من العلماء والخبراء في الخارج والداخل من هم قادرون علي بناء الوطن وتحقيق ما كنا نحلم به قبل ذلك ووضع مصر علي الخريطة العالمية‮.‬
‮كلمة أخيرة؟
‮- أقول وأكرر للمرة الثانية إنني مازلت أراهن علي أحفاد الفراعنة والعالم ينتظرهم بعد أن أعطوا للجميع درساً‮ قاسياً‮ من خلال ثورتهم المجيدة ومصر التي نريدها مرهونة بما سنفعله خلال هذه الفترة الصعبة‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.