في عالم الجريمة لا يوجد شيء يسمي ب بالجريمة الكاملة، ولكن استطاع شخص يدعي "زودياك"، القضاء على هذه الفكرة خلال القرن الماضي، وجعل المخابرات الفيدرالية والشرطة المحلية وال CIA في ولاية سان فرانسيسكو يتعاونون مع بعضهم للمرة الأولى، كي يستطيعوا أن يحلوا لغز Zodiac killer، السفاح الشهير الذي أرعب الولاياتالمتحدةالأمريكية في الستينات حتي وقتنا هذا، حيث كان زودياك يتصل بالشرطة ويرسل إليهم خطابات بعد كل جريمة يرتكبها، ويشرح فيها كيف قتل ضحايا بالتفصيل، ويوقع على الخطابات باسمه. أول جريمة يرتكبها زودياك في 20 ديسمبر عام 1968، كانت أول جريمة يرتكبها زودياك، كان ضحيتها شاب وشابة في العشرينات في عمرهما، قرر هذا الشاب اصطحاب صديقته إلى حفلة الكريسماس، وقرر الثنائي الوقوف بسيارتهم قرب نهر بهدف الاستجمام والاستمتاع بالأجواء. وفجأة تقف سيارة جانبهم، ينزل منها شخص يحمل في يده كشاف متجهًا بأتجاهم بمنتهي الهدوء، وعندما وصل إليهم اخرج مسدس وضرب الشاب طلقه في رأسه، وعندما شاهدت صديقته المظهر ركدت مسرعة وكانت ترتجف من الخوف، ليذهب زودياك خلفها ويطلق عليها 5 رصاصات في ظهرها وتفارق الحياة. وصلت الشرطة وفرقة التحقيقات إلى مكان الحادث، وبحثوا عن كل الأدلة الممكنة ليتمكنوا من معرفة القاتل، ولكن كانت الصدمة عندما اتصل شخص مجهول بالشرطة ويقول لهم أنه القاتل، وحكي لهم عن تفاصيل الحادث ونوع المسدس الذي استخدمه لقتل الضحايا، وفي نفس الوقت أرسل هذا الشخص رسالة إلى 3 صحف تتضمن قصة الجريمة، وكان يختتمها ب 8 أسطر فيهم رموز غريبة، وقام الشخص بتهديهم الصحف بأنه سيقوم بقتل 100 شخص من سكان المدينة، إذا لم يتم نشر القصة في الطبعة الأولى. زودياك يتحول إلى قضية رأي عام نشرت الصحف الرسالة، وأصبح زودياك مكشوفًا للرأى العام، وازدادت مخاوف وقلق الشرطة، وتم تعيين خبراء في مجال فك الرموز، وأستطاعوا معرفة بعض التفاصيل القليلة بينها أن اسم القاتل يدعي " زودياك"، واكتشفوا في الرسائل بأنه يستمتع عندما يقتل الأشخاص ويقول في الرسالة " أن البشر هم أخطر الكائنات على الأرض، وفي الفترة القادمة سأستعد لقتل عدد أكبر من الأشخاص بدر المستطاع". زودياك يرتكب جريمته الثانية في عام 4 يوليو 1969، اوقف زودياك سيارة في منتصف الليل في أحدى الطرق السريعة بالمدينة، وكان يوجد بها شخصان، ترجاهم أن يقوموا بإيصاله لمكان قريب حيث لا يستطيع السير بسبب عطل في سيارته. وبالفعل وافق الشخصان وركب زودياك السيارة معهم، وفي منتصف الرحلة وبكل هدوء وبرود أعصاب أخرج سكينة من جيبه وقام بذبحهم، وخرج من السيار وترك على الباب امضته الخاصة وتاريخ الجريمة ووقتها، ونفس الجريمة الأولى اتصل بالشرطة وحكي تفاصيل الجريمة وأرسل للصحافة رسالة في نفس الوقت يخبرهم فيها عن الجريمة ويجبرهم بنشرها، ولكن هددهم بتفجير باص لمدرسة أطفال وأخبرهم بنوع القنابل. وعندما نشرت الصحف الرسائل انتشرت حالة من الرعب والقلق بين أهالى مدينة سان فرانسيسكو، واغلقت جميع مدارس المدينة بالكامل، ولم تستطع الشرطة الأمساك ب زودياك. زودياك يرتكب جريمته الثالثة في 11 أكتوبر من نفس العام، عثرت الشرطة على جثة سائق تاكسي في سيارته بالمدينة، حيث قام زودياك الإشارة إلى الرجل وركب معه السيارة وجلس في الخلف، واخرج مسدس واطلق النار على السائق في رأسه، وبعد الانتهاء من جريمته البشعة، جلس القاتل بجانب السائق ومزق قطع من القميص الخاصه به ووضعها في ظرف مع الشفرة الثالثة وأرسالها إلى الصحافة، حتي يتمكنوا من معرفه من هو زودياك. شرطة سان فرانسيسكو تعلن عن مواصفات خاطئة ل زودياك بعد هذة الرسالة اعلنت الشرطة عن مواصفات خاطئة للقاتل ، عكس تمامًا المواصفات التي وصفها الشهود الذين شاهدوا زودياك وهو يقتل السائق، وقالوا أن السفاح كانت بشرته بيضاء وممتلئ الجسد، يرتدي نظارة مع كان يعرج. ولكن اعلنت الشرطة عن مواصفات شخص أفريقي ضخم البنية، وقام البنية بالاستهزاء بهم وأرسل إليهم رسالة يقول فيها " كنتم على بعد خطوات من الامساك بي ولكن لم تستطيعوا"، وبعد مرور أيام اتصل زودياك بأحدى البرامج التلفزيونية على الهوا، وقال للمذيع " لدي صداع مزمن ويقل الصداع عندما اقتل أكبر عدد من الأشخاص"، وبعد هذ المكالمة اختفي السفاح الشهير لمدة 4 سنوات. زودياك عود من جديد بعد مدة من الإختفاء في عام 1974 ظهر السفاح زودياك مرة أخرى، وأرسل إلى الصحافة رسالة يقول فيها أنه قتل 37 شخص ولم يشعر به أحد، عندها اجتمعت الشرطة وبدأت في تجميع جميع المواصفات المقربة من القاتل، واعلنت عن شكل الجاني الحقيقي من صورة مرسومة، وانتشرت الصورة في جميع أنحاء أمريكا، وعلى الرغم من كل الرسائل المشفرة التي أرسالها زودياك للكشف عن نفسه إلا أنها فشلت في القبض عليه. علماء يفكون شفرات زودياك بعد 47 عامًا في عام 2016 استطاع المبرمج الأمريكي " ديفيد أورانتشاك"، والمبرمج الاسترالي " فان إيكي"، وعالم الرياضيات البلجيكي " سام بليك"، فك شفره زودياك التي أرسالها عام 1969 والتي تعد من أصعب الشفرات التي أرسالها القاتل، وقالوا أنهم قتربوا من هوية القاتل الحقيقة. الكشف عن هوية زودياك الحقيقة في عام 2021 بعد 53 عامًا من لغز العثور على زودياك قال فريق من المحققين بقيادة عملاء متقاعدين من مكتب التحقيقات الفيدرالي، اليوم الأربعاء، إنهم استطاعوا تحديد هوية السفاح الغامض الذي عرف باسم "زودياك"، لكنهم منعوا من إجراء اختبارات الحمض النووي لمزيد من التأكيد. جاء في بيان للفريق "مُنع فريق من نخبة 'التحقيق في مسرح الجريمة' من جامعتين في ماريلاند من دراسة الشعر الذي تم العثور عليه في قبضة طالب مراهق قُتل منذ أكثر من نصف قرن". وتابع البيان أن الخبراء يعتقدون بشدة أن الشعر يعود إلى مشتبه به يُعتقد أنه السفاح "زودياك" والذي تم الكشف عنه حديثا، غراي إف بوست، الذي يعتقد خبراء الطب الشرعي الآن أنه "مشتبه به قوي جدا". اكتشف الفريق، العديد من الأدلة التي تشير بقوة إلى أن بوست هو القاتل "زودياك"، بما في ذلك ندوب الجبهة التي تتطابق مع تلك التي أبلغت عنها روايات الضحايا والتي تم تصويرها في رسومات الشرطة. الكثير من الأدلة التي يدعي الفريق أنها تشير إلى بوست، جاءت من مشهد جريمة قتل عام 1966 والتي لا تزال تعتبر رسميا غير مرتبطة بالقاتل "زودياك". ويتضمن هذا الدليل ساعة يد، وطلاء وآثار أقدام، والتي تتوافق مع بوست، أم الشعر الذي رغبوا في اختبار الحمض النووي، فتم انتشاله من نفس موقع الجريمة. لمزيد من أخبار المنوعات.. اضغط هنا