حالة من القلق الشديد والخوف من التصعيد تسيطر على دولة الكيان الإسرائيلي في أعقاب وفاة الأسير الفلسطيني "عرفات جرادات" أول أمس السبت نتيجة تعرضه لتعذيب بسجن مجيدو الإسرائيلي، وهو ما يتضح من تصريحات المسئولين الإسرائيليين الذين يحاولون إخماد نيران الانتفاضة الفلسطينية واحتواء الأزمة مهما كان الثمن. فقد ذكرت الإذاعة الإسرائيلية "ريشيت ب" أن رئيس وزراء إسرائيل "بنيامين نتنياهو" يجري في هذه الساعة مشاورات أمنية مع المسؤولين الأمنيين ومن المقرر أن يجتمع في وقت لاحق مع المبعوث الدولي "توني بلير" بغية احتواء الموقف على الساحة الفلسطينية، وأكد "نتنياهو" أن يد اسرائيل ممدودة للسلام إلا إنها تستعد لكافة الاحتمالات. لم يقتصر الأمر على الأقوال بل عمد رئيس وزراء إسرائيل لرمي طعم للفلسطينيين في محاولة منه لشراء سكوتهم بالمال، حيث ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن إسرائيل حولت اليوم مستحقات ضريبة للسلطة الفلسطينية بقيمة 350 مليون شيكل. والواضح أن الفلسطينيين رفضوا الطعم الإسرائيلي للسكوت على قتل "جرادات"، حيث شهد اليوم العديد من أحداث الشغب في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، وانطلقت دعوات من القيادات الفلسطينية والشخصيات العامة بالخروج للشوارع والإعلان عن الانتفاضة الثالثة. فقد شارك اليوم الآلاف في مراسم تشييع جثمان السجين "عرفات جرادات" في قرية "سعير" قضاء الخليل، وشهدت قرية بيت عانون القريبة من سعير أحداث شغب قام بها بضع المئات من الفلسطينيين الذين انبروا لرشق قوات الأمن الإسرائيلية بالحجارة، فضلاً عن أعمال شغب قرب سجن عوفير وفي منطقة طولكرم أيضاً، الأمر الذي حدا بقوات الجيش الإسرائيلي إلى رفع حالة الاستنفار تحسبا لاحتمال وقوع اضطرابات خلال مراسم تشييع جثمان جرادات. من جانبها، ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن القيادي الفلسطيني مصطفى البرغوثي توعد اليوم إسرائيل بقوله "أنتم تشهدون اليوم الأول للانتفاضة"، فيما قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح "عباس ذكي" إن "عرفات جرادات" هو شهيد فلسطين، بل شهيد الأمة العربية كلها، الصهاينة اغتالوه بدم بارد، مخابرات العدو تريد التحقيق في القتل، ولكننا نقول إنه شهيد ملقى أمامنا، لقد انضم إلى شهيد آخر، ياسر عرفات، الذي قتلته إسرائيل". وأضاف " ذكي" أن "العدو الصهيوني لن ينجح في اسكاتنا بالقوة، بحجارة أطفالنا ودماء شهدائنا سننجح في تحرير فلسطين، "جرادات" فتح طريقاً جديداً للمواجهة مع العدو ، ولن نعترف بدولة الصهاينة، وسنجعلها تنسحب من كل أراضينا، والمستوطنات السرطانية ستكون المرحلة الأولى ومن ثم باقى الأراضي الفلسطينية". وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن تشريح جثة جرادات(30 سنة) التي جرت بمعهد الطب الشرعي بأبو كبير بمشاركة طبيب فلسطيني أثبتت بشكل قاطع أن إسرائيل كذبت بادعائها أن سبب الوفاة هو السكتة القلبية، حيث عثر على آثار تعذيب على جسم "جرادات".