تقام مساء اليوم السبت، الإحتفالات الختامية بعيد صعود السيدة العذراء مريم عليها السلام، إلى السماء، بعد صيام نباتي دام 15 يومًا يسبق العيد. في كل الكنائس المسماة باسم سيدة الطهر والعفاف في مصر، يُقام احتفال ديني وشعبي في نهاية الصيام، فضلا عن الصلوات اليومية التي تقام في الكنائس، غير أن الحج إلى درنكة بمحافظة أسيوط لحضور الاحتفالات هناك لا يضاهيه أي احتفال أخر، حيث يقيم الزوار هناك في غرف يتم إيجارها لمن يرغب للبقاء في رحاب أم النور، رغم وعورة الجغرافيا بالمنطقة بالجبل. ينبض جبل درنكة ويبعد عن محافظة أسيوط بنحو 8 كيلو مترات بالحياة ، تتدفق الآلاف من الأسر على الدير الذي يحمل نفس اسم الجبل دير السيدة العذراء بدرنكة لحضور الليلة الختامية للصيام الذي يواكب رحيل السيدة مريم عليها السلام عن الأرض، وتقام مراسم الاحتفال التي تعرف باسم الدورة التي تبدأ من الكنيسة المسماة بكنيسة المغارة حيث يخرج الشمامسة حاملين أيقونة كبيرة للسيدة العذراء، أمامها أطفال صغار يلبسون أيضا ملابس الشمامسة البيضاء، بينما يظهر الرهبان والقساوسة خلف الأيقونة مباشرة مصطفين في صفين، وهم يرددون مديح العذراء .. يا أم النور يا جميلة يا عدرا يا طاهرة يا نبيلة يا بنت دواد يا أصيلة.. جاكي ملاك ببشارة وقالك أنت مختارة. وتنطلق الزغاريد من السيدات، وتدق أخريات الدفوف وترمي الورود على الموكب في مشهد شديد العزوبة. وجبل درنكة مشهور عنه بوجود الكثير من المغارات التي كان يستخدمها الفراعنة في استخراج المعادن، واستخدمها المصريون الأوائل في الإقامة أثناء الفيضانات، ولذلك فالمرجح أن السيد المسيح والسيدة العذراء قضوا تلك الفترة هناك أثناء رحلة العائلة المقدسة. وبعد ظهور الرهبنة انتشرت العديد من الأديرة في تلك المنطقة، وذكر المقريزي الدير في كتابه باسم دير العذراء، وتحول هذا المكان إلي دير في عهد القديس يوحنا الأسيوطي، وكان تلاميذه يعملون في نسخ الكتب المقدسة، لذلك سمي هذا الدير باسم دير النساّخ. وتأتي كنيسة العذراء بقرية السلامية، شمال محافظة قنا، لتكون الأكثر إقبالا بعد عذراء درنكة بمحافظة أسيوط والسلّامية الحائط أو السلمية لا تبتعد سوي كيلومترات عن تجمعات رهبنة الشركة التي أسس لها الأب باخوميوس فى القرن الخامس الميلّادي في فاو والقصر وتخومهما، ربما كانت السلّامية جزءً من التجمعات الرهبانية المندثرة بمرور الزمن أو لحوادث عارضة، هناك ديرين يجاورن عذراء السلامية الأول هو دير أنبا بلامون ببلدة القصر وهو مفتوح للزيارة ويحوي كنيسة أثرية مازالت موجودة، والآخر هو أطلال دير باخوميوس بقرية فاو والديرين يقعان إلى الشرق من مدينة نجع حمادي.