رأى محلل سياسي أن الأراضي الفلسطينية تشهد في الفترة الحالية تطورات خطيرة تعيشها القضية الفلسطينية في ظل التغيرات الجذرية على خارطة التحالفات الاستراتيجية على المستوى الإقليمي والدولي. واكد السياسي، بأن معركة سيف القدس الأخيرة ساهمت بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي والتي دامت لأكثر من 10 أيام في تصدير يحي السنوار كبديل محتمل للرئيس أبو مازن في ظل تضاؤل شعبية هذا الأخير، وتم التسويق ليحي السنوار زعيم حماس في قطاع غزة خلال موجة التصعيد الأخيرة في صورة القائد الوطني والزعيم الجامع صاحب الكاريزما القادر على توحيد مصير غزةبالقدس والضفة الغربية بعد سنوات من الانقسام. وتابع : وقد وساهمت تحركات السنوار بعد اتفاق الهدنة مع إسرائيل في الداخل الغزاوي وتصريحاته في الملتقى العشائري في تعزيز هذه الصورة، إلا أنه وبحسب أخر الدراسات المسحية فقد بدأت الجماهير الفلسطينية وبخاصة في الضفة والقدس تراجع موقفها من السنوار ومن قيادات حماس عامة بعد أن فشلت الحركة المسيطرة على قطاع غزة منذ انقلاب صيف العام 2007 في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي داخل قطاع غزة المحاصر إلى جانب فشلها في إقناع القوى الدولية المانحة لتسريع إدخال المساعدات الموجهة لإعادة إعمار قطاع غزة. في المقابل فقد ساهمت تحركات رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن التي عقبت معركة سيف القدس في توجيه الأنظار لدور رام الله في الحفاظ على مكتسبات الشعب الفلسطيني في الضفة والقدسالشرقيةالمحتلة عبر العمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية والمالية في فلسطين دون إغفال الدور الدبلوماسي الفعال للخارجية الفلسطينية للحشد ضد التجاوزات الإسرائيلية. ورغم التوتر الذي عايشته الضفة الغربية بعد وفاة الناشط نزار خليل بنات لدى تنفيذ وحدات الأمن الفلسطيني مذكرة إيقاف صادر بحقه فقد نجحت السلطة الفلسطينية في امتصاص هذا الغضب الشعبي ومنع استثماره سياسيا من حماس حيث وجه أبو مازن بتكوين لجنة مستقلة يترأسها وزير العدل محمد الشلالدة لكشف ملابسات الحادث الأليم الذي أودى بحياة بنات. ويرى المحلل السياسي حسن السوالمة أن محمود عباس يثبت مرة أخرى محليا أنه الرئيس الفعلي للشعب الفلسطيني القادر على توحيد قراره ومصيره، ودوليا أنه الوجه السياسي الأكثر اعتدالا واتزانا القادر على التفاوض بخصوص الملف الفلسطيني المعلق منذ سنوات مقارنة بباقي القيادات الفتحاوية والحمساوية.