سعدت جداً بمشاركتى فى الجلسة المفتوحة التى نظمها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة الكاتب الصحفى كرم جبر، بالقناطر الخيرية، مع الدكتور محمد عبدالعاطى وزير الموارد المائية والرى، وتأتى أهمية هذا الحوار مع وزير الرى بحضور كوكبة من الإعلاميين وكبار الصحفيين ورؤساء تحرير الصحف، فى أنه جاء بعد ساعات من جلسة مجلس الأمن التى تلاعبت فيها إثيوبيا بالمجتمع الدولى وواصلت المراوغة والتضليل، ورد سامح شكرى وزير الخارجية على هذه المهاترات الإثيوبية قائلا: إن تعنت أديس أبابا يشكل تهديداً وجودياً للمصريين، وأعلنت الدول ال15 الأعضاء فى مجلس الأمن ضرورة إعادة المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الإفريقى وبشكل مكثف لتوقيع اتفاق قانونى ملزم يلبى احتياجات الدول الثلاث. اللقاء مع وزير الموارد المائية والرى الذى عقد بالقناطر الخيرية، جاء فى توقيته للرد على كل التساؤلات فى الشارع المصرى الذى يصطف خلف قيادته السياسية، ويؤمن بأن الرئيس السيسى الذى نجح فى الحرب على الإرهاب والحرب من أجل التنمية، سينجح بالضرورة فى التعامل مع ملف السد الإثيوبى الذى يشغل الرأى العام المصرى، وكما نجحت مصر فى الكثير من الملفات منذ ثورة 30 يونيو حتى الآن، فإنها قادرة تماماً على التعامل مع ملف السد الإثيوبى، أو كما قال كرم جبر إن مصر لن تعطش أبداً، ولن تتنازل عن حقوقها التاريخية فى مياه النيل، وعلى الجميع أن يصطف خلف الدولة المصرية والرئيس السيسى، ونثق أن حقوق مصر محفوظة وتمتلك حق الدفاع الشرعى إذا تعرضت تلك الحقوق لأى خطر يهدد المصريين. وقد قلت مراراً وتكراراً إننى مطمئن للمفاوض المصرى الذى يمسك بتلابيب الأزمة ويعرفها جيداً، وقد استمعت خلال هذه الجلسة المهمة إلى حديث عدد من المفاوضين المصريين وسعدت جداً لأننى تأكدت أن المفاوض المصرى ذكى ويتمتع بكياسة وفطنة، ومصر لن يستطيع أحد مهما كان أن ينال منها أو يعرض مصالحها للخطر، وقد ظهر هذا واضحاً فى حديث الدكتور محمد عبدالعاطى وزير الموارد المائية والرى، الذى أطلق عدة رسائل طمأنة إلى جموع المصريين من القناطر الخيرية.. وأبرز هذه الرسائل أن الدولة جاهزة للتعامل مع أى طارئ فيما يخص قطاع المياه، مشيراً إلى أن وزارة الموارد المائية والرى تؤمن الاحتياجات المائية لكافة الاستخدامات، وتقوم بإدارة المياه بأعلى درجة من الكفاءة لتحقيق الاستفادة القصوى من كل قطرة مياه. كما أن مصر جاهزة للتعامل مع كافة السيناريوهات حول سد النهضة، مضيفاً أن المصريين بكل أطيافهم على قلب رجل واحد، وأن الدولة لن تسمح بحدوث أزمة مياه فى مصر أو حدوث ضرر فى المياه التى تصل إلى مصر، موضحاً أن مصر تؤمن بالتنمية لمصر ولجميع دول حوض النيل. وأوضح أن هناك تنسيقاً كاملاً بين جميع أجهزة الدولة للتعامل حول قضية سد النهضة بلا تسرع فى اتخاذ أى قرار، بل تتم دراسة كافة القرارات التى تخص الأمر بتأنٍ حتى يتم تحديد الوقت لتنفيذ أى سيناريو. وقال الوزير إن السدود على مجرى النيل لا ترعب مصر، بل إن مصر تقدم يد العون لدول حوض النيل لبناء السدود المختلفة، مضيفاً أن أزمة سد النهضة بسبب عدم وجود اتفاق أو تنسيق، ونحن ندعو للسلام والتعاون بين كافة الدول، وقال إن وزارة الموارد المائية والرى تبذل جهوداً كبيرة لتحقيق الإدارة المثلى للموارد المائية فى مصر لضمان الاستفادة القصوى من كل قطرة مياه وتعظيم العائد من وحدة المياه، مؤكداً التأثير الإيجابى الكبير للمشروع القومى لتأهيل الترع لما له من أهمية كبيرة فى توصيل المياه لنهايات الترع، وتحقيق العدالة فى توزيع المياه بين كافة المزارعين على الترع. رسائل الطمأنة التى أطلقها الوزير «عبدالعاطى» تعنى بالدرجة الأولى أن مصر دولة قوية ولن تفرط أبداً فى حق من حقوقها. [email protected]