خيم الحزن على قرية تونسبالفيوم فور وفاة مدام "ايفلين بوريه" والتى يعتبرها أبناء القرية بمثابة أم لجميع أبناء قرية تونس بعد أن حولتها من قرية فقيرة الى قرية محط انظار السياح من جميع أنحاء العالم. محمد عبد الونيس من أبناء القرية يقول : يوم صعب جدا على قرية تونس كلها بوفاة ام انجلو معلمة الاجيال صاحبة الفضل على قرية تونس وتشير اقبال سيد الى ان ايفلين ليست مصرية ولكنها صنعت فى تونس المعجزات وتركت بصمة كبيرة فى القرية وقد رحلت مساء اليوم مدام إيفلين بوريه الخزافة السوسرية إللي أفنت عمرها في تحويل قرية تونسبالفيوم من قرية فقيرة صغيرة إلى مزار سياحي من أهم المزارات في مصر. جاءت مدام إيفلين من حوالي45 سنة لمصر تحديداً في رحلة لبحيرة قارون بالفيوم مع زوجها السابق الشاعر الغنائى الراحل سيد حجاب وقتها، ووقعت في غرام قرية تونس إللي كانت تلفها الخضرة والزرع من كل مكان وفيها عدد قليل من منازل الفلاحين، وقتها قررت إن تكمل حياتها وسط المنظر الخلاب. اشترت مدام إيفيلين قطعة أرض في القرية، وبنت عليه بيتها إلذى عاشت فيه سنوات عمرها حتى رحلت اليوم وكانت تعيش مثل أهالي القرية إذ تنير بيتها ب"لمبة جاز"، وتشرب مياه "الطلمبة"، واستمرت حياتها هناك 10 سنين ، بدون مياه أو كهرباء، إلى أن نظمت أول مهرجان للخزف في تونس مما لفت نظر المسؤولين الذين بدأوا بتوصيل كهرباء ومياه للقرية. وبعد هذا المهرجان، لفت انتباه مدام إيفلين أن الأطفال في القرية دائمًا "بيلعبوا في الطين" ففكرت فى تعليمهم فنها صناعة "الخزف" فقررت فتح مدرسة لتعليم صناعة الفخار، وكانت هذه هى البداية الحقيقية في تحويل قرية تونس الصغيرة إلى قرية سياحية تشارك سنويًا في المهرجانات الدولية للخزف، وتنظم مهرجان خاص بها يحضره كل المسؤولين والفنانين من كافة الجنسيات. كمان أن إنتاج الأطفال والكبار في القرية يشارك في معارض في أكتر من دولة حول العالم، مثل فرنسا وانجلترا، ولا يمكن أن تجدا شخصا واحد من القرية صغير أو كبير لا يعرف من هى مدام إيفلين صاحبة البيت المفتوح للجميع، وصاحبة الفضل على كل واحد في القرية، فأهل القرية أحبوها لأخر لحظة في حياتها. وقد التقى مراسل الوفد بمدام إيفلين فى عام 1989 وأجرى معها أول حوار صحفى تم نشره فى جريدة الوفد وذكرت فى حوارها أنها ابنة أحد كبار رجال السفارة السويسرية فى مصر وأنها وقعت فى غرام تونس وتعيش كالفلاحة المصرية وكانت تمشى حافية وتعيش على لمبة الجاز وتتحدث اللهجة الفيومية فتقول "الشوحة والجنزورة والدحية" – عمود النور- العصفورة- البيضه- وفى اخر لقاء لى معها منذ حوالى عام ونصف قلت لها ايه اخر الكلام الفيومي اللى بتعرفيه قالت " صحف –صحف" وتعنى -افسح - مدام إيفلين كانت لا تحب المقابلات الصحفية أو الاحاديث التلفزيونية، وكانت تهرب منها قائلة "مش فاضية" وبعد إلحاح توافق وما إن تبدأ فى الحوار الصحفى أو الحديث التلفزيونى حتى تندمج وتنسى أنها مشغولة وورائها عمل. ومن جهه أخرى، صرح المحاسب كمال عبد التواب سلومة رئيس مجلس ومدينة يوسف الصديق بالفيوم ، بأنه سيتم تشييع جثمان السيدة ايفلين بورية في العشرة من صباح غد الأربعاء بمقابرة الأخوة الأقباط بالقرية الثانية التابعة لمنشأة قارون بمركز يوسف الصديق. وأشار إلى أنه فور علمه بالوفاة استدعي طبيب الوحدة الصحية بالقرية لمعرفة سبب الوفاه والتي تبين أنها بسبب هبوط جاد في الدورة الدموية. والسيدة «إيفيلين بوريه "السويسرية مؤسسة مدرسة الخزف بقرية تونس ، التابعة لمركز يوسف الصديق ، بمحافظة الفيوم ، والتى توفيت عن عمر يناهز 82 عاما أثر هبوط حاد في الدورة الدموية بمنزلها بالقرية، من أي امراض عضوية وكانت ترافقهم امس واول امس بالورشه للاشراف عليهم وتوجههم. يذكر أن أيفيلين كانت متزوجه من الراحل الشاعر سيد حجاب ثم تزوجت من ميشيل باستور الفرنسى ولديها ولد"انجاو" وبنت "ماريه"، وحولت القرية الفقيرة إلي اهم قرية سياحية يزورها الالاف السائحين طوال العام. كما أضفت فيها عشرات الورش وفتح باب رزق ومشاريع جعلت من أبناء القرية محترفين في صناعة وفن الخزف والفخار ، التي تروجه لهم في أغلب دول العالم، وزرعت الثقافه والعلم في عقول سيدات القرية اللاتي كانت واحدة منهم لما قدمته لهذه القرية وأبنائها.