التدبر فى كتاب الله من صفات المتقين ويرجع سبب نزول سورة الرحمن إلى أنّها ردٌّ على المشركين الذين جاء ذكرهم في سورة الفرقان بقوله -تعالى-: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا}، فكان الردُّ بأن أنزل الله -عزّ وجلّ- سورة الرحمن التي قال في بدايتها بأنّ الرحمن هو من علّم رسوله القرآن وهو من خلق الإنسان وعلمه وذلك في قوله: {الرَّحْمَٰنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ *عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}. وهي تعتبر أيضًا من مقاصد سورة الرحمن، وجاء عن أهل العلم أنّ أبا بكرٍ الصديق -رضي الله عنه- كان يذكر يوم القيامة والحساب والجنة والنار ثم قال: "وددتُ أني كنتُ خضراءَ من هذه الخضر تأتي على بهيمة تأكلني، وأني لم أُخلَق" فنزل قوله -تعالى-: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ، وسورة الرحمن تُعتبر من السور الأوائل في ترتيب نزولها.