تعتبر سورة البروج سورة من السور المكية، فقد أنزلها الله -سبحانه وتعالى- على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في مكةالمكرمة بواسطة الأمين جبريل -عليه السَّلام-، وتعتبر سورة البروج من سو المفصل، يبلغ عدد آياتها 22 آية، وهي السورة الخامسة والثمانون في ترتيب سور المصحف الشريف، ولهذا فهي تقع في الجزء الثلاثين الحزب التاسع والخمسين، وقد نزلتْ سورة البروج بعد سورة الشمس، وبدأها الله تعالى بأسلوب قسم، قال تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ}. و سبب نزول سورة البروج قبل التوغُّل في الحديث عن مقاصد سورة البروج، لا بدَّ من الإشارة إلى سبب نزول سورة البروج، فسبب النزول يرتبط ارتباطًا وثيقًا في مقاصد السورة ومضامينها، وسورة البروج تناولتْ قصة أصحاب الأخدود، وسرد القصص ورد في كثير من سور القرآن الكريم، وإنَّما تكون هذه القصص مضرب مثل للناس حتَّى يعتبروا ويتعظوا بها، وسورة البروج نزلتْ في مكة تثبيتًا للمسلمين الذي أوذوا من قِبل كفار قريش، لذلك عرض الله -سبحانه وتعالى- قصة أصحاب الأخدود الذين لم يكن حالهم أحسن من حال المسلمين في قريش قبل الهجرة، وتتناول قصة أصحاب الأخدود الحديث عن مجموعة من الناس المؤمنين الذي تعرَّضوا للأذى من قبل المشركين، حيث حاول هؤلاء المشركون إجبار المؤمنين على ترك دينهم بشتَّى الوسائل، ولكنَّ المؤمنين صبروا على ما قاسوه من العذاب والأذى، وكان تمسكهم بدينهم عظيمًا، مما دفع بالمشركين إلى حفر حفرة كبيرة وإضرام النار فيها، ثمَّ قاموا بإلقاء كلِّ من لا يرتدُّ عن إيمانه من المؤمنين، فثبتَ أصحاب الأخدود على دينهم وعقيدتهم وماتوا في سبيل إيمانهم، قال تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}.