التدبر فى كتاب الله من اسباب زيادة الايمان ولا تختلف سورة الزلزلة في سبب تسميتها عن كثير من سور القرآن الكريم، فقد سُمِّيت بهذا الاسم لأنه يتناسب مع مطلعها كما أنَّ الزلزلة اسم من أسماء يوم القيامة، والزلزال هو الاهتزاز الشديد السريع، والسورة كاملة تتحدث عن يوم القيامة في آياتها الثماني، فاسم هذه السورة يتناسب مع مضمونها، ويتلاءم مع مطلعها، وهذا شأن كثير من سور الكتاب. وجدير بالذكر إنَّ سورة الواقعة والقارعة والغاشية أيضًا هي أسماء من أسماء يوم القيامة وسُمِّيت بذلك لأنَّها تتناول الحديث عن أهوال هذا اليوم كما أنَّها تتلاءم في اسمها مع مطالعها. لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ سورة الزلزلة لها فضل خاص جاء في بعض الأحاديث النبوية الشريفة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم-، وهذه الأحاديث منها ما هو صحيح ومنها ما هو ضعيف، وفيما يأتي ذكرٌ لهذه الأحاديث كاملة: في حديث ضعيف أورده الألباني في ضعيف الجامع، روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "مَنْ قَرَأَ {إِذَا زُلْزِلَتِ} عُدِلَتْ لَهُ بِنِصْفِ القرآنِ، و مَنْ قَرَأَ قَلْ يَا أَيُّها الْكَافِرُونَ عُدِلَتْ لَهُ بِرُبْعِ القرآنِ، ومَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ عُدِلَتْ لَهُ بِثُلُثِ القرآنِ". وفي حديث حسَّنه الألباني، روى معاذ بن عبد الله الجهني -رضي الله عنه- قال: "إنَّ رجلًا من جُهَينةَ أخبرَهُ أنَّهُ سمعَ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- يقرأُ في الصُّبحِ إذا زُلزِلَتِ الأرضُ في الرَّكعتينِ كلتيْهما، فلا أدري أنسِيَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- أم قرأَ ذلِكَ عمدًا". وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "ما أنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ فيها إلَّا هذِه الآيَةَ الفاذَّةَ الجامِعَةَ: {فمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}.