اندلعت الثورة المصرية فى 25 يناير منذ عامين من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ،وكانت من أهم الجوانب الكارثية على المجتمع المصرى هو ما حدث من انفلات أمنى صارخ . تؤكد كل الدلالات أنه بفعل فاعل مجهول، وأن هناك أيدى خفية تقف وراء جريمة ترويع الشعب وتنفذها مع سبق الإصرار والترصد. ،ورغم تجاوز وزارة الداخلية لأزمتها خلال ثورة يناير، إلا ان الأوضاع الأمنية فى الشارع المصرى تسير من سيئ الى أسوأ ،والاسلحة أصبحت فى كل مكان ،والغياب الأمنى داخل الشارع أصبح يسير على عدة أصعدة ما بين الصعود والعودة مرة أخرى الى الهبوط، رغم ما تقوم به أجهزة الأمن العام من جهود فى ضبط الاسلحة، وحوادث السرقات، وتؤكد دراسات المركز القومى للبحوث الجنائية وكذلك الدراسات الأمنية تطور الجريمة بعد أحداث يناير بصورة لم يسبق لها مثيل، وكذلك دخول عناصر جديدة من البلطجية غير المسجلين ،وانتشار العنف بصورة خطيرة عن طريق استخدام الاسلحة والسطو المسلح وعمليات الاختطاف المتكررة مقابل الفدية، حيث شهدت عدة محافظات طرق انتقامية جديدة فى القصاص من البلطجية بسبب الغياب الأمنى مثلما حدث فى محافظة الشرقية، وكذلك محافظة القليوبية، كما زادت حوادث الاغتصاب والقتل، وخطف النساء، وأشارت الدراسات الأمنية والاحصاءات إلى ان جرائم القتل بالاسلحة زادت فى الاونة الاخيرة ،بنسبة 20 % عن العام الماضى رغم قيام الاجهزة الأمنية بضبط 90% من حوادث القتل ، بينما انحصرت حالات الاختطاف عن مثيلاتها فى العام الماضى 2011 ، والذى شهد طبقا للاحصائيات أعلى معدلات الجريمة حيث أكدت احدى الدراسات عن المركز القومى للبحوث الجنائية أن معدلات جرائم السطو المسلح والسرقة بالاكراه بلغت 3300 قضية، استطاعت الاجهزة الامنية ضبط 994 متهما فى تلك القضايا ،وكانت اعلى المحافظات هى الجيزة والقاهرة ،أما جرائم الاختطاف مقابل فدية فبلغت أعلى المعدلات حيث بلغت 2229 جريمة وكانت اعلى معدلاتها فى الجيزة والقاهرة والقليوبية والغربية ،كما شهدت جرائم القتل زيادة كبيرة حيث وصلت 2774 حادث قتل ،واستطاعت الاجهزة الأمنية كشف غموض 1360 حادثا منها ، كما أشارت الدراسة الى حوادث سرقة السيارات والتى بلغت 17800 حادث سرقة واستطاعت الاجهزة الأمنية اعادة 12 ألفاً و535 سيارة، فى فترة وجيزة، كما تطوت الجريمة بحوادث سرقات السيارات المحملة بالبضائع على الطرق السريعة والصحراوية مقابل فدية، ويؤكد اللواء أحمد حلمى مساعد وزير الداخلية للأمن العام أن الشرطة استطاعت بفضل الله ان تتجاوز مرحلة ما بعد الثورة، واستطعنا خلال فترة وجيزة على بسط السيطرة على كافة المحافظات من خلال الحملات المكثفة، وضبط البؤر الاجرامية، وانحسرت عمليات الاختطاف والسرقات بصورة كبيرة، كما قامت الاجهزة الأمنية بمواجهة عصابات تهريب الاسلحة التى اغرقت مصر ايام الثورة واستطعنا ضبط آلاف الاسلحة الآلية والمدافع والصواريخ والأسلحة الثقيلة فى عدة مواقع، ونقوم الآن بسد المنافذ الخاصة بعمليات التهريب، وكذلك تم فى الفترة الماضية رغم ظهور عناصر جديدة من البلطجية تحجيم عمليات البلطجة التى كانت تروع الشارع المصرى خلال نفس الفترة من العام الماضى، وتم ضبط المئات من البلطجية، ومهاجمة البؤر الاجرامية بكل قوة وحسم وسقوط أكثر من 80 ضابط وجندياً خلال تلك المواجهات ، وأكد مساعد الوزير أن الداخلية ممثلة فى رجال الشرطة ستواصل التضحيات لاسدال الستار عن هذه الفترة المظلمة ،وان الايام القادمة ستشهد استقرارا أمنيا ، وندعو للمشاركة المجتمعية من الشعب المصرى للعبور من هذه المرحلة واعادة هيبة الشرطة الى الشارع المصرى والكفيلة بالحفاظ على أمن الوطن والمواطن ، كما أكد حلمى أن اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية يقوم بنفسه بمتابعة انتظام قوات الشرطة بالشارع المصرى، وتحقيق الانتظام والسيولة المرورية ومتابعة الحملات الأمنية المكثفة لتحقيق الاستقرار داخل الشارع المصرى.