«أبوشقة»: 13 نوفمبر عيد للمصريين فى أول مواجهة حقيقية مع المستعمر البريطاني ثورة «30 يونية» امتداد طبيعى لمبادئ الوطنية فى 1919 من أجل الحرية والكرامة عيد الجهاد رسالة للأجيال القادمة لاستلهام روح التضحية والفداء فى سبيل الوطن ننحاز للدولة الوطنية ولا يعارض إلا للمصلحة العامة وبموضوعية نؤيد الرئيس «السيسي» لبناء دولة حديثة على أسس ديمقراطية مصر تواجه حرباً شرسة تستدعى تكاتف كل أبناء الشعب الوفد خرج من رحم الأمة المصرية معبرا عن كل الأطياف سعد زغلول وعلى شعراوى وعبدالعزيز فهمى عبروا عن توق المصريين للاستقلال إحياء سنة الاحتفال بعيد الجهاد يتفق مع إعادة بناء الوفد وتفعيل دوره مع الناس تحل غداً الذكرى السنوية للاحتفال بعيد الجهاد الوطنى التى توافق 13 نوفمبر وهو العيد الذى كانت مصر تحتفل به منذ سنة 1922، منذ أن نالت استقلالها إلى سنة 1952، وكان يعتبر يوماً قومياً فى عهد المملكة المصرية ويقترن هذا العيد باسم الزعيم سعد زغلول، وكان الشعب المصرى يتوجه فى هذا اليوم بكل طوائفه إلى ضريح سعد زغلول حيث يخطب فيه الزعماء ويضعون الزهور ترحما عليه. وأكد المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس حزب الوفد أن عيد الجهاد الوطنى هو عيد ومفخرة للمصريين جميعاً، حيث يمثل مرحلة من تاريخ كفاح الشعب المصري. وأشار «أبوشقة» إلى أن هذه المناسبة الوطنية رسالة قوية لكل المصريين لأنها تمثل صفحة وطنية رائعة فى تاريخ حرية الشعب المصرى، مشيرا إلى أن هذه المناسبة نستلهم منها روح التضحية والفداء من أجل الوطن، ونذكر بها الأجيال كيف أن مصر منذ أكثر من 100 عام كان بها رجال ضحوا وتحملوا الاعتقال والنفى من أجل مصر. وأضاف «أبوشقة» أن عيد الجهاد عيد قومى مصر تستمد منه الوطنية الخالصة من أجل التصدى للمؤامرات التى مازالت تدبر وتحاك ضد الدولة المصرية، مؤكدا أن المصريين كانوا منذ مائة عام وأكثر ومازاوا هم الصخرة الصلبة التى تحطمت عليها كل المؤامرات والدسائس والفتن التى تنال من الدولة المصرية ومن الشعب المصري. وأشار رئيس حزب الوفد إلى أن الإرادة الصلبة للمصريين تجلت فى خروج 33 مليون مصرى ضد الإخوان فى ثورة 30 يونيو وأن الترابط بين الجيش والشرطة الصخرة الصلبة التى تحطمت عليها المؤامرات، وأن القائد المصرى عبدالفتاح السيسى سيذكره التاريخ بحروف من نور لأنه استجاب لصوت المصريين وتم إسقاط حكم فاشى سعى لإسقاط الوطن واحتلاله. وأضاف «أبوشقة» أن تلك الثورة الشعبية أظهرت عظمة الشعب المصرى الأصيل، وأنقذت الدولة المصرية من مصير بلاد الجوار التى تفتتت، مشيرا إلى أن معدن المصريين دائماً يظهر فى الأزمات ويقف خلف وطنه بقوة مثلما فعل فى يوم الجهاد وفى ثورة «1919». وأكد «أبوشقة» أن الوفد حزب معارض لكنه لا يعارض إلا للمصلحة الوطنية التى فيها مصلحة الدولة والمواطن وأن المعارضة الوطنية لابد أن تكون موضوعية لا أن تتصيد الأخطاء، بل تكون بناءة تطرح الحلول وتضع نفسها مكان المسئولية، مشيرا إلى أن حزب الوفد يؤيد الرئيس السيسى لبناء دولة حديثة. وقال رئيس حزب الوفد إن مصر تواجه حربا شرسة من الداخل والخارج تستدعى تكاتف الشعب المصرى، لأن الأسلحة لو انتهت يبقى الشعب هو الحارس للدولة على مر العصور، مؤكدا أن الثورات المؤسسة للدول هى الثورات الأم وما جاء بعدها فروع. وأضاف «أبوشقة» أن الاحتفال بذكرى عيد الجهاد الوطنى ارتبط باسم الزعيم الراحل سعد زغلول الذى حاز على ثقة أطياف الشعب المصرى المختلفة ليوكلوه للحديث باسمهم فى المحافل الدولية. وقال رئيس حزب الوفد إنه فى مثل هذا اليوم عام 1918 توجه الزعيم سعد زغلول إلى بريطانيا ومعه الرفقاء للمطالبة باستقلال مصر وحدد فى مطالبه مبادئه الأربعة عشر من بينها حق الشعوب فى تقرير مصيرها، وإنشاء عصبة الأممالمتحدة لحل المشكلات الدولية والسلام فكان الرفض من المفاوض الإنجليزى الذى قال ل«الوفد» «بأى صفة تمثلون الشعب» ليجمع المصريون بعدها 3 ملايين توكيل فى وقت كان تعداد المصريين 11 مليونا ونصف المليون، مؤكداً أن ثورة 19 كانت رمزاً للوحدة الوطنية والتى هى الآن «الهلال مع الصليب»، مشيرا إلى أن إحياء حزب الوفد لهذه المناسبة العظيمة إنما لتوجيه رسالة للأجيال الجديدة كيف كان الكفاح لتحذيرهم من الحروب الجديدة فى «السوشيال ميديا» ولذلك لابد من تكاتف الجميع واستلهام روح الجهاد لمواجهة حروب الجيل الرابع. وشدد «أبوشقة» على أن الوفد نشأ من رحم الأمة المصرية وليس ملكا لأحد لكنه ملك الأمة منذ نشأته عام 1918، مؤكداً أن الوفد دائما يحمل هموم الشعب المصرى على عاتقه وهو رمز للنضال المتكامل مع الأمة من أجل تلبية مطالب الأمة فى الحرية وتحقيق العدالة الاجتماعية وقال أبوشقة إنه مع انتهاء الحرب العالمية الأولى ظهرت فكرة اجتماع الحلفاء المنتصرين فى الحرب لتقرير كيفية تقسيم الغنائم «مؤتمر باريس للسلام 1918» قرر الزعيم سعد زغلول وقتها وعلى شعراوى وعبدالعزيز فهمى الذهاب إلى مؤتمر الصلح لتمثيل مصر وطلب الاستقلال، وذهبوا إلى دار الحماية البريطانية لمقابلة المندوب السامى البريطانى السير ريجنالد ونجت، فى مثل هذا اليوم من عام 1918، لطلب السماح لهم بالسفر والمشاركة فى المؤتمر، إلا أن طلبهم قوبل بالرفض وقيل إنهم لا يمثلون سوى أنفسهم فقط، فهب الشعب المصرى بكل فئاته لجمع التوكيلات لسعد زغلول ورفيقيه لتفويضهم للسفر، لتكون تلك هى النواة الأولى لثورة 1919 وتشكيل حزب الوفد. واعتبر 13 نوفمبر من كل عام عيداً للجهاد الوطنى وفى مثل هذا اليوم أيضاً فى عام 1935 خطاب ألقاه السير صمويل هور وزير الخارجية البريطانى فى لندن، تهكم فيه على الدساتير المصرية. حيث وصف دستور 1923 بأنه غير صالح للعمل ودستور 1930 لا يتوافق مع رغبات الأمة، وأضاف أن بريطانيا نصحت بألا يتم إعدادهما من الأساس فاندلعت المظاهرات فى القاهرة، وقابل البوليس هذه المظاهرات بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، وكان أول الذين قتلوا عاملاً فى سرادق الاحتفال بعيد الجهاد، وتجددت المظاهرات فى الأيام التالية، وكانت أهم المظاهرات هى التى قام بها طلبة جامعة «الملك فؤاد» القاهرة حاليًا والتى اندلعت عبر كوبرى عباس وأطلق البوليس النار عليها فقتل عدداً من الطلبة. وأضاف «أبوشقة» أن عيد الجهاد يرمز إلى بدء مرحلة جديدة فى حياة المصريين، وترجع قصة عيد الجهاد الوطنى لعام 1918 عندما ذهب الزعيم خالد الذكر سعد زغلول ورفاقه إلى المعتمد البريطانى وقتذاك السير ونجت معلنين استقلال مصر عن الإنجليز ويطلبون الحرية للبلاد، وكان «سعد» ورفيقاه على شعراوى وعبدالعزيز فهمى مخلصين فى وطنيتهم يعون ما يقولون، فالأحكام العرفية والمحاكم العسكرية واقفة بالمرصاد لكل من تحدثه نفسه عن مقاومة مطامع الاستعمار ولكن الزعيم سعد باشا كان شديد الإيمان بالله وبنفسه وبأمته وحقها فى الحياة فوضع رأسه على كفه ومضى قدما إلى غايته. وكان من جراء ذلك أن تم نفيه إلى مالطة وسيشل وحاربوه بكل سلاح، إلا أنه ظل عالى الرأس مرددا دائماً: سأبقى مخلصا لواجبى الوطني. واعتبر هذا اليوم هو أول مواجهة مباشرة ارتفع فيها صوت الشعب المصرى، معلناً رفض الاحتلال فأصبح ذلك اليوم عيدا للجهاد يحتفل به وصفحة من صفحات تاريخنا الوطني. وظل «سعد» يحتفل بذلك اليوم حتى عام 1926، آخر احتفال شهده الزعيم خالد الذكر، وامتلأ يومها السرادق الكبير الذى أقيم بجوار بيت الأمة برجال الدولة من الوزراء. وقال «أبوشقة»: إن عيد الجهاد هو قصة كفاح شعب من أجل الحرية، نستلهم منه الوطنية والسير على الدرب من أجل مقاومة كل التحديات والمؤامرات التى تدبر ضد الدولة المصرية، واعتبر رئيس حزب الوفد أن ثورة «30» يونيو امتداد طبيعى لمبادئ الوطنية المنبثقة عن ثورة 1919 فى سبيل الحرية والتحرر من أجل تحقيق حياة كريمة للمصريين. وأضاف: فى 13 نوفمبر عام 1918 توجه سعد زغلول وعلى شعراوى وعبدالعزيز فهمى إلى المندوب السامى البريطانى يطلبون منه السماح لهم بالسفر إلى باريس لحضور مؤتمر الصلح عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى لعرض قضية استقلال مصر على هذا المؤتمر. فما كان من المندوب السامى البريطانى إلا أنه قال ل«سعد» ورفاقه: «إنكم لا تمثلون إلا أنفسكم ولا تمثلون الشعب المصرى»، ورفض الاستجابة لمطلبهم وكان رد الشعب المصرى بكل فئاته وطبقاته على ذلك أنه قام بجمع توكيلات لسعد زغلول ورفاقه للسفر إلى باريس لعرض قضية استقلال مصر، كل ذلك جاء بعفوية كبيرة، عبرت عن توق المصريين إلى الاستقلال عن الاحتلال الإنجليزى، وقد كشفت الأحداث والتطورات التى جرت بعد ذلك عن عمق رؤية من قاموا على الثورة ومنهم الزعيم خالد الذكر سعد زغلول ورفيقاه على شعراوى وعبدالعزيز فهمى إلى جانب بقية الزعماء الذين لعبوا دورا بارزا فى الثورة التى اندلعت فى العام التالى 1919 وقد ظل هذا التاريخ عيدا قومياً يحتفل به كل عام. وتشير المصادر التاريخية فى رصد تطورات وأحداث تلك الفترة إلى أن الزعماء الثلاثة توجهوا إلى المعتمد البريطانى السير ونجت ليتحدثوا عن مستقبل مصر، كان حسين باشا رشدى هو الذى توسط بينهم وبين السير لإتمام المقابلة، وتسلسلت الوقائع وأخذت كل خطوة تترتب عليها أخرى حتى اندلعت نيران الثورة، ومن ذلك أن المعتمد البريطانى قال لرشدى باشا رئيس الحكومة: كيف سمح سعد زغلول وعلى شعراوى وعبدالعزيز فهمى لأنفسهم أن يتحدثوا باسم الأمة، فكانت العرائض التى وزعت فى طول البلاد وعرضها وأقبل الشعب بمختلف طوائفه على توقيعها وشاءت الأقدار أن تكون سنة 1919 هى سنة الثورة. وكان اللقاء التاريخى حيث التقى الوطنيون الثلاثة سعد زغلول وعلى شعراوى وعبدالعزيز فهمى مع السير البريطانى الذى بادرهم بالقول «إن الصلح اقترب موعده وان العالم يفيق بعد غمرات الحرب التى شغلته زمناً طويلاً وأن مصر سينالها خير كثير وأن الله مع الصابرين والمصريون هم أقل الأمم تألماً من اضرار الحرب وانهم مع ذلك استفادوا منها بأموال طائلة وأن عليهم أن يشكروا دولة بريطانيا العظمى التى كانت سببا فى قلة ضررهم وكثرة فائدتهم». ورد سعد باشا أن الحرب كانت كحريق انطفأ ولم يبق إلا تنظيف آثاره، وانه يظن أنه لا محل لدوام الأحكام العرفية ولا لمراقبة الجرائد والمطبوعات، وأن الناس ينتظرون بفارغ الصبر زوال هذه المراقبة كى ينفسوا عن أنفسهم ويخففوا عن صدورهم الضيق الذى تولاهم أكثر من 4 سنوات فقال السير ونجت أنه ميال لإزالة المراقبة المذكورة وانه تخابر فعلا مع القائد العام للجيوش البريطانية فى هذا الصدد، ولما كانت هذه المسألة عسكرية فإنه بعد تمام المخابرة والاتفاق مع القائد سيكتب للحكومة البريطانية ويأمل الوصول إلى ما يرضى، ثم استقر قائلاً: يجب على المصريين أن يطمئنوا ويصبروا ويعلموا أنه متى فرغت انجلترا من مؤتمر الصلح فإنها تلتفت لمصر وما يلزمها. وعلق سعد باشا زغلول أن الهدنة عقدت والمصريين لهم الحق فى أن يكونوا قلقين على مستقبلهم ولا مانع الآن من أن يعرفوا ما هو الخير الذى تريده انجلترا لهم، فقال السير: يجب ألا تتعجلوا وان تكونوا متبصرين فى سلوكهم، فإن المصريين فى الحقيقة لا ينظرون للعواقب البعيدة، فقال سعد باشا: إن هذه العبارة مبهمة المعنى ولا أفهم المراد منها، فأوضح السير: أريد أن أقول إن المصريين ليس لهم رأى عام بعيد النظر فرد سعد باشا: لا أستطيع الموافقة على ذلك فإنى إن وافقتك انكرت صفتى، فإنى منتخب فى الجمعية التشريعية عن قسمين: من أقسام القاهرة وكان انتخابى بمحض إرادة الرأى العام مع معارضة الحكومة واللورد كتشنر فى انتخابى وكذلك كان الأمر مع زميلى على شعراوى باشا وعبدالعزيز فهمى ورد السير ونجت أنه قبل الحرب كثيراً ما حدثت حركات وكتابات من محمد فريد وأمثاله من الحزب الوطنى وكان ذلك بلا تعقل ولا رؤية فأضرت مصر ولم تنفعها فما هى أغراض المصريين؟ فقال على شعراوى باشا: اننا نريد أن نكون اصدقاء للإنجليز صداقة الحر للحر لا العبد للعبد، فقال السير ونجت: إذن أنتم تطلبون الاستقلال: فقال سعد باشا ونحن له أهل وماذا ينقصنا ليكون لنا الاستقلال كباقى الأمم المستقلة؟ تلك قصة كفاح وتخليد لذكرى عيد الجهاد الوطنى الذى مثل عيداً وطنياً للمصريين بمختلف طوائفهم. واختتم أبوشقة قائلاً: إن إحياء حزب الوفد سنة الاحتفال بعيد الجهاد الوطنى يأتى فى إطار إعادة بناء حزب الوفد وتفعيل دوره مع الناس فى الشارع، وأن السر فى احتفال الوفد بعيد الجهاد الذى يوافق 13 نوفمبر أنه عيد قومى مصرى خالص لأنه صفحة وطنية رائعة فى تاريخ الحرية للشعب المصري.