الإحسان في العمل، فيكون من خلال صدق الإنسان مع ربّه أوّلًا، ثمّ صدقه مع نفسه ثانيًا، فلا يمكن أن يكون علاقته حسنة وطيّبة مع ربّه، بينما سيئة مع النّاس، كاذب معهم وغاشّ لهم، فاستخلاصًا من تعريف الإحسان. يمكن القول بأنّ العبد المحسِن تكون علاقته حسنة مع العباد كما مع ربّ العباد، فالإحسان في العمل هو إحسانٌ لعباد الله تعالى؛ لأنّ العمل الدّنيوي يخصّ العباد، كما العمل الأخرويّ يخصّ ربّ العباد، ويوجد العديد من الآيات التي تربط العمل بالعبادة، حيث قال الله تعالى: {وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}. فالمؤمن الحقّ يعلم بأنّ الله -تعالى- مراقبٌ له في السّرّ والعلن، فلا يغشّ عباد الله، ولا يخدعهم ولا يكذبهم، ولا يخونهم، ولا يغدر بهم، فيعمل معهم بكلّ صدق وإخلاص حيث قال الله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ}.