هل أقول وداعا يا مصر، يا حبي الكبير وأنا أراكي تترنحين من الألم والهوان كسيفه البال، مهيضة الجناح أوأودع أهلي وأصدقائي المنتشرين بين الإسكندرية والأقصر مرورا بأسيوط والنخيلة والبلينا وهم ينتظرون فرج الله في زوال الغمة التي أظلمت البلاد أو أنسي أن الكذب ليس له قدمان وأن الصدق والوفاء بالعهود مكرمة من الله لا يعطيها إلا للمصطفين، هل أصرخ وداعا يا أرض الفيروز وقد باعوك كهنة آمون وشهدت سماؤك صعود أرواح ضباط وجنود مصر للحفاظ علي قطعة غالية من أرضها ورمالك يا سيناء وقد روتها دماء الشهداء من مسلمين ومسيحيين لنصرة قضية أصدقاء لم يحفظوا لكي الود والسلام فأطلقوا مساجين العقول والضمائر يعيثون شرا في البلاد أقول كل من تسول له نفسه أن يبيعك تقطع يده ورجله لأن في هذا جناية وخيانة عظمي!! وأقول للسؤال الذي كان مطروحا بالأمس وليس له جواب أصبح اليوم له أعظم وأشرف جواب من حشود الشعب الصادقة بين التحرير والاتحادية وهي تزأر وداعا للنظام ورحيلا لرموزه فقد ظهرتم علي حقيقتكم، سبحان مغير الأحوال بين ليلة ونهار ففي الأمس خرج الرئيس يحيي الإخوان واليوم يخرج خجلا من الباب الخلفي للزمان، وكنت منذ أيام حزينا يائسا أما اليوم سعيد أملا وأنا أقول للنظام وداعا أنت وللمتشددين لك.. وإن تكالبت الأحداث وساد العناد وأهملوا مطالب الشعب فكأنهم يعيشون في بلاد نيام نيام.. ألم يسمعوا نداءات الملايين من الشباب وهم يلتقون تلقائيا بدون رشاوي رخيصة من زيت وأنبوبة بوتاجاز.. نداءات صادرة من قلب جريح مهان ودعني أصحبك أخي العزيز في رحلة بين رأسمالية إقطاعية أيام الملكية الي اشتراكية مزعومة أيام جمال ورأسمالية مترنحة استهلاكية أيام السادات وأخيرا رأسمالية متوحشة أيام الإخوان كل هذا خلال 95 عاما.. كيف يمكن لشعب أن يهضم كل هذه التحولات وهو صامد بين ظلم النهار ووحشة الليل؟ ثم أقول: إن الملتحف بأمريكا خسران فليس لهم أمان وانظروا ماذا فعلوا في الفوضي الخلاقة وأخيرا خانوا نصيرهم مبارك ليطاح به من العرش الي البُرش وآخرون من السجن الي الحكم، والحل لإنقاذ البلاد هو طرح العناد والجلوس معا لحل مشاكلنا بهدوء ونيات طيبة وإلا روت الدماء أرض الميادين وشكرا لفترتكم التعسة، وقد أيقظت مصر وشبابها من غفوتهم واليوم أقول إني سعيد ومتفائل فسوف يذهب الشر ويعم الخير. وكلمة أخيرة يعيش الوفد وقد رفع رؤوسنا وأثبت للشعب أنه مازال علي وعده منذ الزمان في أنه شعب آلامه وفي الزمان كنا نقول في المظاهرات: «يحيا الوفد ولو فيها رفت».. وإلي الشباب اليوم إن مصرنا تعاني سكرات الموت فهبوا لنجدتها ونصرتها وإلا ستموتون معها.. والسلام علي من اتبع الهدي. ---- عضو الهيئة العليا