الثلاثاء 6 مايو 2025.. أسعار الأسماك في سوق العبور للجملة اليوم    محافظ الإسماعيلية: توريد 20 ألف طن ونصف من القمح المحلى حتى الآن    مطالب بفتح تحقيق عاجل.. تحرك برلماني حول انتشار البنزين المغشوش    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة ببداية تعاملات اليوم الثلاثاء    مندوب فلسطين ينتقد في رسائل إلى مسئولي الأمم المتحدة استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة    تعليق الرحلات الجوية من وإلى مطار بورتسودان حتى الخامسة من مساء اليوم    مبادرات مشتركة لتسهيل حركة السائحين والاستثمار بين الدول الثماني الأعضاء فى منظمة التعاون الاقتصادي    الخارجية الصينية: الحرب التجارية بدأتها أمريكا وإذا أرادت التفاوض " فبابنا مفتوح"    التشكيل المتوقع لقمة إنتر وبرشلونة في دوري الأبطال    الزمالك يستقر على رحيل بيسيرو    رحيل بيسيرو يكلف خزينة الزمالك 7 ملايين جنيه ومفاجأة حول الشرط الجزائي    السعادة تغمر مدرب جيرونا بعد الفوز الأول بالليجا منذ 3 أشهر    هدوء الرياح وصفاء السماء.. ارتفاع كبير بدرجات الحرارة على الإسكندرية    ضبط 12 طن مصنعات ودواجن منتهية الصلاحية بالقليوبية    النيابة تأمر بإيداع 3 أطفال بدار إيواء بعد إصابة طفل بطلق ناري بكفر الشيخ    النجمة ريانا تستعرض بطنها المنتفخ بعد الإعلان عن حملها الثالث في حفل ميت جالا    مهرجان أسوان يناقش حضور المرأة في السينما المصرية والعربية    وزير الثقافة يعلن إطلاق مشروع «أهلا وسهلا بالطلبة» لإتاحة دخول المسارح والمتاحف بتخفيض 50%    انطلاق اجتماعات وزراء السياحة بمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصاديD8    إعلام جنوب الوادي تشارك في مؤتمر «الابتكار الإعلامي الرقمي وريادة الأعمال»    تامر عبد الحميد: لابد من إقالة بيسيرو وطارق مصطفى يستحق قيادة الزمالك    شوبير: الأهلي استقر على المدرب الجديد من ال 5 المرشحين    "هذه أحكام كرة القدم".. الجزيري يوجه رسالة لجماهير الزمالك بعد التعادل مع البنك الأهلي    حبس وغرامة، عقوبة إيواء طالب اللجوء دون إخطار وفقا لقانون لجوء الأجانب    تعرف على موعد امتحانات الترم الثاني 2025 لكل مرحلة في محافظة الجيزة    «العمل» تعلن عن 280 وظيفة للشباب بالشركة الوطنية لصناعات السكك الحديدية    120 جنيهًا أنهت حياتها.. نقاش أمام الجنايات بتهمة قتل زوجته ضربًا حتى الموت    نشرة مرور "الفجر".. تكدس بحركة المرور في شوارع القاهرة والجيزة    إعلام إسرائيلي: لم تتوفر أي معلومات استخباراتية عن الحوثيين قبل الحرب    توقيع بروتوكول بين جامعة حلوان وشركة التعاون للبترول    كامل الوزير: مصر منفتحة على التعاون مع مختلف دول العالم لتعميق التصنيع المحلي    ما علاقة الشيطان بالنفس؟.. عالم أزهري يوضح    الصحة: حصول 8 منشآت رعاية أولية إضافية على اعتماد «GAHAR»    وزارة الصحة: حصول 8 منشآت رعاية أولية إضافية على اعتماد «GAHAR»    علي الشامل: الزعيم فاتح بيته للكل.. ونفسي أعمل حاجة زي "لام شمسية"    ياسمين رئيس: كنت مرعوبة خلال تصوير الفستان الأبيض لهذا السبب    سعد الصغير ل رضا البحراوي: «ياريتك اتوقفت من زمان»| فيديو    "تمريض قناة السويس" تنظم ندوة حول مشتقات البلازما    19 مايو.. أولى جلسات محاكمة مذيعة بتهمة سب المخرج خالد يوسف وزوجته    طلاب الثانوية العامة يؤدون امتحان مادة التربية الرياضية    محافظ الدقهلية يوافق على إنشاء المعهد الفنى للتمريض ومعهد بحوث الكبد    محافظ أسوان يترأس إجتماع المجلس الإقليمي للسكان بحضور نائب وزير الصحة    إلغاء الرحلات الجوية بعد استهداف مطار بورتسودان بمسيرات للدعم السريع    سعر الذهب اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 وعيار 21 الآن بعد آخر ارتفاع    طرح فيلم «هيبتا المناظرة الأخيرة» الجزء الثاني في السينمات بهذا الموعد؟    باكستان ترفض اتهامات الهند لها بشأن صلتها بهجوم كشمير    انفجارات داخل كلية المدفعية في مدينة حلب شمال سوريا (فيديو)    سقوط تشكيل عصابي تخصص في سرقة المواقع الانشائية بمدينة بدر    هل يجوز الحديث مع الغير أثناء الطواف.. الأزهر يوضح    رغم هطول الأمطار.. خبير جيولوجي يكشف أسباب تأخير فتح بوابات سد النهضة    فرط في فرصة ثمينة.. جدول ترتيب الدوري الإنجليزي بعد تعادل نوتنجهام فورست    إيناس الدغيدي وعماد زيادة في عزاء زوج كارول سماحة.. صور    "READY TO WORK".. مبادرة تساعد طلاب إعلام عين شمس على التخظيظ للوظيفة    مؤتمر منظمة المرأة العربية يبحث "فرص النساء في الفضاء السيبراني و مواجهة العنف التكنولوجي"    جاي في حادثة.. أول جراحة حوض طارئة معقدة بمستشفى بركة السبع (صور)    أمين الفتوى يوضح حكم رفع الأذان قبل دخول الوقت: له شروط وهذا الأمر لا يجوز شرعًا    الإفتاء توضح الحكم الشرعي في الاقتراض لتأدية فريضة الحج    شيخ الأزهر يستقبل والدة الطالب الأزهري محمد أحمد حسن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منذ العثمانيين وحتي 25 يناير
هكذا يصنع الهاتف
نشر في أخبار الأدب يوم 10 - 03 - 2012

نقدم هنا دراسة لهتافات الثورة المصرية، كيف تطورت وما هي أصولها التاريخية. سواء الهتافات الموجهة ضد العثمانيين، أو الهتافات الموجهة ضد الفرنسيين، وحتي نداءات الباعة، كل هذا شكل رافدا للهتافات التي انطلقت يوم 25 يناير 2011. والهتافات عدا عن كونها إبداعاً جماعياً إلا أن هناك كثيرين اشتهروا بإبداعها وتطويرها لتلائم كل مرة هدفا جديداً. هكذا لا يتوقف نهر الهتاف الاحتجاجي علي أيدي الأفراد والمجموعات، وما نقدمه هنا هو مجرد محاولة لتأمل هذا النهر.
لا بارود ومدافع رشاشة ...
ولا خفنا عذاب في جهاد باهر

ننصاب برصاص نربط شاشة..
ع الجرح ونرجع نتظاهر
من هتافات ثورة 1946
حين يصير العالم إلي خلود، سوف نراك من جديد، لأنك صائر إلي هناك، حيث الكل في واحد فضلت أن أبدأ ورقتي بهذا النص الفرعوني القديم، الذي يتنبأ بتلك العلاقة الجدلية الرائعة " الكل في واحد" مؤكدا علي تعددية الناس وتنوعهم ووجهتهم نحو وحدة الرمز والهدف في آن
للهتافات السياسية قدمان:
واحدة في ارض الفنون القولية والإيقاعية ، فالمصريون يعشقون الغناء والايقاع، فلا نعرف مناسبة ولا نشاطا يقوم به المصريون بلا غناء وبلا ايقاع، فهناك اغاني العمل، وهناك اغاني الميلاد والسبوع والطهور والخطوبة والشبكة والحنة والدخلة والصباحية وغيرها، واغاني البيع والمناداة علي السلع والبضائع، ومنذ زمن بعيد شغفتنا حبا أصوات عذبة جميلة تنادي علي سلع بسيطة ورخيصة:
يا قلل الشربات ..
يا قشطة يا جوافة
أو ينادي علي الخس:
الخس عالي ومليجي
أو ينادي علي البلح:
لا تين ولا عنب زيك
وبائع الكتاكيت ينادي:
الملاح الملاح.. ولا يربي الملاح إلا الملاح.. ياملاح الملاح
وحتي قارئة البخت والودع:
أبين زين واشوف البخت ..
والودع .. زين أبين

والقدم الثانية في ارض السياسة والموقف الاجتماعي:
فللهتافات دور سياسي هام فهي اداة من ادوات النضال كالتحليل السياسي والمنشور والتنظيم والتحريض والدعوة، وتتميز الهتافات عن غيرها من ادوات النضال السياسي بأنها تدفع الناس الي التحرك العملي في الشوارع وغيرها من اماكن عامة واماكن العمل مما يعد ابرز أدوات الضغط علي السلطات لتحقيق المطالب، وهو في نفس الوقت يعد تقطيرا وتكثيفا عبقريا للتحليل السياسي بمعناه الشامل ينتقل به من حيز النظر والفكر الي حيز العمل الجماهيري بمعناه الواسع، وتتميز الهتافات كذلك بقدرتها الفذة علي حشد الناس علي اختلاف مستوياتهم الثقافية وغيرها من اختلافات، واخيرا تتميز الهتافات بأنها عمل نضالي بحت ومن الطراز الرفيع إذ إن الهتافات فقط لها هدف ولها قصد وحيد هو النضال في سبيل المبدأ، وليس لها مؤلف يسعي للمكسب أو للشهرة أو حتي يسعي لكي يعرفه أحد0
ويخرج عن سياق البحث للأسف، ما أبدعته القريحة الثرية للشعب المصري وعلي الأخص منه رأس حربته التي صنعت اجمل يوتوبيا نضالية علي مدي أيام طويلة اعتصمت فيها في ميدان التحرير بالقاهرة وغيره من ميادين التحرير علي طول البلاد وعرضها، وهي إبداعات متنوعة شملت: النكات، والتعليقات السريعة، والمشاهدات واللافتات و" البانرات "والاغاني وفنون الجرافيك والرسم علي الأرض وعلي الجدران والحياة اليومية .

أشهر منتجي الهتافات والهتيفة
كما أسلفنا تعد الهتافات عملا نضاليا بحتا لا يهدف لأي هدف آخر سوي النضال وسط صفوف الناس، وبمجرد تأليف الهتاف يتساوي مؤلفه مع أي شاب أو فتاة محمولة علي الأعناق لإلقائه بل ومع جموع الجماهير التي تردده خلف " الهتيف " ومع ذلك فقد عرفت في مسيرتي السياسية التي امتدت منذ دخولي الجامعة في السبعينيات مرورا بانتفاضة الخبز الشعبية 1977، وكثير من التجمعات والمظاهرات التي ارتبطت برفض اتفاقيات السلام والتطبيع مع إسرائيل وكثير من الوقفات التي نظمتها حركة كفاية تضامنا مع الشعب اللبناني ومع الشعب العراقي في مواجهة الاحتلال الامريكي وصولا إلي ثورة يناير المجيدة وما اعقبها من مسيرات واعتصامات علي مدي العام ومنها أحداث ماسبيرو وشارع محمد محمود واعتصام مجلس الوزراء ونهاية بالمسيرات التي تطالب بالقصاص من منفذي وممولي مذبحة إستاد بورسعيد، ومع ذلك مازلت أذكر بعض هؤلاء الهتيفة ومنهم:
المهندس كمال خليل أحد رموز اليسار المصري والذي مازال مناضلا صلبا واشترك بجهد وافر وهتافات ثرية في ثورة يناير
المحاسب كمال ابو عيطة أحد رموز الناصريين منذ السبعينيات وقائد نضالي بارز ومؤسس الاتحاد
المستقل للعمال، والنائب بمجلس الشعب الآن عن حزب الكرامة0
الباحث الاجتماعي محمد حاكم وهو باحث اجتماعي بارز وقد مات رحمه الله منذ سنوات وهو في ريعان الشباب
وقد لعبت الهتافات والشعارات السياسية والوطنية دورا كبيرا وحاسما في الصراع السياسي باعتبارها إحدي الوسائل المتعددة للنضال السياسي والوطني كالمنشورات وأشكال الاحتجاج المتعددة، وإن كانت تتميز بأنها أكثر تلك الأدوات جماهيرية، ومن هنا فلم تخل معركة من معاركنا الوطنية من شعاراتها الخاصة التي تساهم في شحذ الهمم وتجميع الصفوف وتحديد الأهداف، ورغم أهميتها البالغة تلك، فإنها تكاد تكون قد سقطت تماما من حسابات واهتمامات القوي السياسية والمهتمين بالتأريخ للحركة الوطنية، ربما باعتبارها نشاطا جماهيريا فلكلوريا لا يرقي إلي الجهد النظري والتحليلي ذي الطابع الأكاديمي والمدرسي الذي يتناول نشاط القوي السياسية
وقلما اهتمت تلك القوي أو مؤرخوها وكتابها بتجميع وحفظ وتوثيق الهتافات السياسية كما اهتمت بالكتابات النظرية للمفكرين والقادة والمحللين، وربما كان هذا أحد عناصر الانفصال بين النخبة السياسية من مختلف التوجهات وبين الجماهير العريضة التي تشكل العنصر الحاسم في معارك الصراع السياسي، وربما ساهم في تلك النظرة الفوقية والنخبوية للهتافات السياسية أنها تصبح هتافات جماهيرية عامة بمجرد ترديدها ويصعب نسبتها إلي قائد محدد أو فصيل بعينه0
وتتناول الورقة الهتافات والشعارات كأحد أهم الفنون القولية والإيقاعية التي يبتدعها المصريون في مختلف مناشط حياتهم، كما تتناول أهمية الهتافات والشعارات من الناحية السياسية ودورها في الحشد والمناصرة واستنهاض الهمم، وقدرتها علي الوصول إلي القطاع الأعظم من الجماهير، كما يشير إلي ثراء وتنوع إيقاع الهتافات وعلاقته بثراء الشخصية المصرية، ودوره في دعم الشعور بالوحدة والتنوع في آن واحد.
سمات مميزة لهتافات يناير
- تجاوزت اليسار الي ان تكون اكثر شعبية: فقد لاحظت أن الهتافات التي عاصرتها كان ينتجها اليسار المصري سواء كان يسارا ماركسيا أو ناصريا، أما هتافات يناير فقد لاحظت أن كثيرا من الشباب البسطاء والذين لا ينتمون لأي أيديولوجية أو مدرسة سياسية، لديهم قدرة علي إنتاج الهتافات الرائعة بمجرد أن تحمل لنا الأخبار ما يتعلق بالسلطة ومعالجاتها للأحداث0
- دور البنات فيها اكبر، فعلي الرغم من إنني وانا انتمي لصفوف اليسار المصري في السبعينيات، كانت بيننا كثيرات من الزميلات الفضليات المتحمسات إلا إنني لم اجد منهن من تعتلي أكتاف زملائها وتقوم بالهتاف وسط المظاهرات وتقودها، بينما شاهدت في ثورة يناير وفي ميدان التحرير فتيات تقدن المظاهرات ويهتفن باقتدار من سن الطفولة إلي سنوات الشباب والكهولة اكثر ثراء والايقاع فيها ثري متنوع شديد الصلة بالتراث الغنائي والإيقاعي المصري
الهتافات في التاريخ
- في العصر العثماني الذي إمتد من 1517 - 1798 ، والذي كان الحكم فيه يعتمد علي بعض القواعد الفقهية وعلي العرف وبالتالي فقد كان هناك هامش كبير يستطيع أن يتحرك فيه الوالي العثماني، وعندما كان أحد ولاة العثمانيين يتعسف أو يستبد كان المصريون يهتفون:
يارب يا متجلي ... إهلك لنا العثمانلي
ولما دخل الفرنسيون مصر 1798، وعسكروا بقواتهم علي أبواب القاهرة في حي إمبابه وراحوا يصلون القاهرة نارا حامية بمدفعيتهم تمهيدا لدخولهم، ارتج الناس وهتفوا ما أورده الجبرتي ولم نستطع الحصول علي نصه الشعبي:
ياسلام ........ من هذه الآلام
يا خفي الألطاف .. نجنا مما نخاف
وفي أعقاب الحملة الفرنسية شهدت مصر عصرا من الفوضي والتدهور نتيجة سنوات الاحتلال ومعاركه المستمرة، وتنازعت البلاد، في ظل انهيار السلطة المركزية العثمانية والمملوكية، العديد من العصابات المملوكية كانت إحداها يقودها البرديسي الذي راح يفرض الضرائب الباهظة علي المواطنين الذين هتفوا:
يابرديسي يابرديسي ...... إيه راح تاخد من تفليسي
وفي القرن التاسع عشر انتشر ذلك الهتاف الذي يتسم بالمرونه الشديدة التي تسمح بتكييفه تبعا لاسم الباغي ومناسبة البغي، ولذلك يمكننا أن نطوعه ونستخدمه بمناسبة ثورتنا - علي الوجه التالي:
يا مبارك يا وش القملة .... مين قالك تعمل دي العملة
ومع احتلال الإنجليز للبلاد 1882، كان الناس يهتفون كلما جدت مناسبة للتنديد بالاحتلال:
ياعزيز ياعزيز ..... كبة تاخد الإنجليز
وتعد ثورة 1919، الفتيل الذي أشعل الوطنية المصرية بمعناها الحديث، فتجلت فيها قيم المواطنة التي انعتقت تماما من الرعوية العثمانية، وشهدت وحدة جميع عناصر المجتمع علي تنوعهم واختلافهم في سبيل الاستقلال والدستور، كما تحطمت عليها كل محاولات تقسيم الناس إلي مسلمين وأقباط، وظهر العملاق " سيد درويش " يجسد بأغانيه والحانه كل تلك القيم.... التي عبرت عنها هتافات الطلاب والموظفين، والذين نلاحظ فيها أيضا درجة عالية من الرصانة تعبر عن ثقافة ومحافظة مؤلفيها ومنها:
- مصر مصر .... تحيا مصر
- الاستقلال التام .... أو الموت الزؤام
- الجلاء التام ..... أو الموت الزؤام - نموت نموت....... ويحيا الوطن
- الدين لله ........... والوطن للجميع
- عاش الهلال ...... مع الصليب
- سعد سعد ..... يحيا سعد
- تعيش مصر حرة مستقلة
وفي مطلع الثلاثينيات عصف اسماعيل صدقي " جلاد الشعب " بالدستور، واقام بدلا منه دستورا شائها يسلب الشعب ومؤسساته مكاسب دستور الثورة، ويوسع من صلاحيات الملك والإدارة سنة 1930، فراحت مظاهرات الشباب تهتف:
أعيدوا دستور تلاتة وعشرين
وعندما اصدر وزير خارجية بريطانيا في منتصف الثلاثينيات تصريحا، يؤكد فيه علي الاعتماد المتبادل بين إنجلترا ومصر، تمهيدا لدخول مصر الحرب العالمية الثانية إلي جانب إنجلترا، راح المصريون يهتفون:
يسقط هور ..... ابن الطور
كما هتفوا لسقوط معاهدة " صدقي - بيفن " لنفس الأسباب:
بيفن بيفن ..... يسقط بيفن
وشهدت البلاد في الثلاثينيات تبلورحركات العمال الوطنية تحت تأثير ظهور الاتجاهات السياسية اليسارية وفي المظاهرات التي استشهد فيها المناضل الوطني " عبد المجيد مرسي " الطالب بكلية الزراعة، هتف المتظاهرون:
عاش الطلبة ..... مع العمال
وفي اعقاب الحرب العالمية الثانية ( 1939 1945 ) كانت الحركة الوطنية المصرية قد بلغت ذروة لم تبلغها من قبل، تحت تأثير استمرار الاحتلال البريطاني، رغم رهان حزب الوفد علي التعاون مع الإنجليز إبان الحرب، واستقر في أذهان المواطنين أن الديمقراطية وحكم الدستور وهم كبير ، وتفاقمت واستحكمت القضية الاجتماعية وأصبح من الواضح أن الطبقات الحاكمة قد انصرفت عنها تحت تأثير سيطرة كبار الملاك والإقطاعيين علي الأحزاب التي تتداول الحكم، وكانت قوي اليسار المصري قد قطعت شوطا كبيرا في طريق التنظيم والتغلغل بين الفئات الكادحة من العمال والفلاحين، وبين الطلاب أيضا، وشهدت الجامعة نشاطا كبيرا وتعاونا بين الطلبة والعمال، أسفر عن تأسيس " اللجنة التنفيذية للعمال والطلبة" وشهدت مصر مظاهرات عارمة وأحداثا دامية، وفتحت السلطات كوبري عباس لتعوق مظاهرات الطلاب عن الوصول إلي قصر عابدين، وفي مواجهة رصاص السلطات المتعاونة مع الإنجليز في يوم 21 فبراير 1946، وعندما اشتعلت البلاد بالمظاهرات وحاولوا التقدم من الجيزة حيث جامعتهم جامعة فؤاد الأول حاصرهم الإنجليز وفتحوا عليهم كوبري عباس وعندما استشهد الطالب عبد الحكم الجراحي بعد اصابته برصاص الانجليز هتف الطلاب:
عبد الحكم يا جراح .......... أوعي تفكر دمك راح
واتسق هذا الهتاف مع هتاف الطلاب:
لا بارود ومدافع رشاشة ... ولا خفنا عذاب في جهاد باهر
ننصاب برصاص نربط شاشة... ع الجرح ونرجع نتظاهر
ومع نمو الطبقة العاملة المصرية وظهور العديد من الأحزاب والتنظيمات الشيوعية بينها كالحركة الديمقراطية للتحرر الوطني ( حدتو ) ووحدة الشيوعيين، وطليعة الشيوعيين وغيرها، كان العمال يهتفون:
عاش كفاح الطبقة العاملة ....... عاش كفاح الشيوعيين
ومع استمرار أزمة الحكم، واستمرار الاحتلال الإنجليزي، واستمرار الأزمة الاجتماعية، تهيأت الظروف لقيام ثورة يوليو 1952، التي رحبت بها طبقات الشعب الفقير والكادح الذين همشتهم الحركة السياسية قبل الثورة، وكانت سيطرة كبار الملاك والرأسماليين علي الأحزاب والبرلمان مبررا لشعورهم بفقدان الأمل في العدالة الاجتماعية، والذي يهمنا منها هنا هو احتكار للعمل السياسي بإلغاء الأحزاب التقليدية، وذبح تنظيمات اليسار فلم يعد للعمل السياسي سوي منفذ واحد، وهو التنظيم السياسي الوحيد للسلطة0
ومن هنا فقد فقدت الهتافات السياسية معناها النضالي والدرامي، باعتبارها صراعا بين الرؤي والقوي السياسية المختلفة، وأصبحت تلك الهتافات ذات توجه أحادي وطني عام يسلب من الجماهير القدرة علي الفعل والتأثير ويلقيها كلها بين يدي الزعيم البطل المعلم القائد الملهم الكاريزمي، ويتوقف دور الشعب عند حب الزعيم والانصياع لإرادته، وهكذا هتف الناس في ستينيات القرن الماضي:
مكتوب علي قلوبنا ..... عبد الناصر محبوبنا
كما هتفوا:
بالروح بالدم ....... نفديك ياجمال
بالروح بالدم ........ حنكمل المشوار
يا جمال سير سير .... احنا جنودك للتحرير
طبعا المقصود في هذا الهتاف الأخير تحرير الأرض التي احتلتها إسرائيل، وليس " ميدان التحرير " قلب وأيقونة ثورتنا0
ومع هذا لم يخل الأمر من هتافات معارضة، تخرج من هبات عفوية اعتراضا علي بعض السياسات الاقتصادية، ففي وزارة زكريا محيي الدين في منتصف الستينيات، اضطرت الوزارة إلي رفع سعر كيلو " الأرز " خمسة مليمات، ليصبح سعرة ثلاثة قروش بدلا من قرشين ونصف، وأعلن عن ذلك القرار في خطاب له بمدينة المحلة، فخرج الناس في أماكن عديدة من مصر، يهتفون:
نريد الرز في الحلة .... ولا نريد خطب في المحلة
وفي أغسطس 1965،مات مصطفي النحاس، زعيم حزب الوفد، ورئيس الحكومة لمرات عديدة قبل ثورة يوليو، بعد طول حصار وبعد معاناه شديدة مع المرض، وعلي الرغم من هيمنة عبد الناصر المطلقة علي السياسة والحكم في مصر، فقد خرج المئات في جنازة مصطفي النحاس يهتفون:
لا زعيم إلا النحاس
وقبل هزيمة يونيو 1967، كان الشعب المصري يشعر أنه قد أوشك أن يقطف نجوم السماء، فخطط التنمية تنجح وتتقدم، والسد العالي ينجز بخطي سريعة، وتستوي مصر قائدة للأمة العربية ورائدة لدول عدم الانحياز، وتتحدي علنا إسرائيل ومن وراء إسرائيل، وسرعان ما تتفاقم الأمور وتشتد الأزمة مع إسرائيل، وفجأة تشتعل الحرب، في الخامس من يونيو، وعلي أنغام مارشات النصر العسكرية، تحمل البيانات الإذاعية من " صوت العرب " بصوت أحمد سعيد، أخبار التقدم الساحق لقواتنا وتوغلها في أرض فلسطين وتساقط طائرات العدو " كالذباب " وتزف للمواطنين بشري النصر، وتطلب منهم أن يستعدوا " لكي يتعشوا في تل أبيب" كما سمعتها أنا بأذني رأسي، ومازلت أذكرها رغم تلك السنوات البعيدة، وفي المساء غطت البلاد سحابة صيف سوداء خانقة وصمتت المارشات العسكرية وراحت مظاهر الهزيمة الساحقة تتوالي كالمطارق الهائلة علي رؤوسنا، ولم نعرف هول الصاعقة إلا بعد أن شاهد الناس علي شاشات التليفزيون في مساء التاسع من يونيو، زعيمهم جمال عبد الناصر كالأسد الجريح مهزوما مكسورا، وهو يعلن تحمله مسؤلية الهزيمة وتنحيه عن الحكم0
ورغم المظاهرات التي أعادت عبد الناصر، ورغم تمسك الجماهير به، ورغم المحاكمات التي طالت بعض قادة القوات المسلحة باعتبارهم المسئولين عن الهزيمة الساحقة، ولشعور الناس بتفاهة المحاكمة، فقد خرجوا يهتفون:
لا صدقي ولا الغول ..... عبد الناصر هو المسئول
وعطفا علي تلك المظاهرات التي راحت تحتج علي المحاكمات والأحكام الهزلية ، راح السكندريون يهتفون عندما كان شقيق جمال عبد الناصر " الليثي " يشغل منصبا تنفيذيا كبيرا، راحوا يهتفون:
روح ياليثي قول لاخوك ...... مصر مش عزبة أبوك
وبالتأكيد فإن التحليل والتقييم السياسي يخرج عن اهتمام ذلك المقال، ولكن لابد من الإشارة إلي أن جمال عبد الناصر، كان زعيما وطنيا من طراز فريد، نالت سياسته الاجتماعية إجماعا شعبيا منقطع النظير، ومن هنا فعندما مات عبد الناصر سنة 1970، خرجت الجماهير في جنازته تهتف:
الوداع ياجمال ياحبيب الملايين........ الوداع
ثورتك ثورة كفاح عشتها طول السنين ........ الوداع
وبموت عبد الناصر وتولي السادات، جرت في نهر الوطن مياه كثيرة، وراح السادات يبحث لنفسه عن مشروعية تختلف عن مشروعية سلفه الكبير، فتخلص السادات من رجال عبد الناصر الأشداء، في حركة التصحيح، مايو 1971، وقدم دستورا دائما جديدا في نفس العام، وراح هو شخصيا يندد بالمعتقلات وحكم مراكز القوي، ويسمح لقوي الإسلام السياسي بالظهور والحركة، ويوسع هامش الحرية أمام الصحافة والكتاب وحركة الطلاب المستقلة، وهكذا عادت دماء الحياة تجري في عروق وشرايين الجامعة، وازدهرت وتنوعت الحركات والأسر الطلابية التي شملت كل الوان الطيف السياسي من أقصي اليسار ممثلا في " التروتسكيين " مثلا، إلي أقصي اليمين ممثلا في النيابة الإسلامي وغيرها، ومن هنا فقد راحت الأنشطة تتنوع، حلقات نقاش في أبهاء الكليات، ومجلات حائط، ومعارض،
ريان وصابر زرد ومحمود الشاذلي واحمد اسماعيل وغيرهم، ولعبت اللقاءات الغنائية والشعرية التي يقيمها الشيخ إمام واحمد فؤاد نجم ومحمد علي والتي كان الطلاب ينتزعونها انتزاعا من الإدارة الجامعية - أكبر أثر في الروح الثورية للمصريين، وغالبا ما كانت تنتهي الحفلة الغنائية للشيخ إمام بمظاهرة تتجول في أروقة الجامعة، وقد تخرج منها إلي الشوارع المحيطة، وخاصة وإن بعض أغانيه كانت تعتمد علي مقاطع أقرب إلي الهتاف، إنظر مثلا:
عيني عليه ساعة القضا من غير رفاقة تودعه... يطلع أنينه في الفضا يزعق ولا من يسمعه
مافيش بديل مافيش مناص ...... غير بالقنابل والرصاص
ياتجهزوا جيش الخلاص .... ياتقولوا ع العالم خلاص
في منتصف السبعينيات تولي عبد العزيز حجازي رئاسة الوزراء ليتولي تفكيك المشروع
الاجتماعي الناصري، ويؤسس للانفتاح الاقتصادي الذي أطلق العنان لرأسمالية طفيلية فاسدة، عصف بحقوق الفقراء في الاقتصاد الوطني، فخرجنا نهتف:
حكم النازي ..ولا حكم حجازي
يارئيس الجامعة قوللي .. فين عشماوي وفين الشاذلي
كانت المباحث قد اختطفت في وضح النهار ومن أمام أبواب الجامعة الزميل سيد عشماوي المعيد بقسم التاريخ بكلية الآداب، والزميل احمد الشاذلي بكلية العلوم
دولة اختلاسات ودعارة .... في كل حته وكل إدارة
وأحب أن أشير هنا إلي بعض هتافات الحركة الطلابية في السبعينيات، كانت تتسم بالفظاظة والخشونة في جوانب إنسانية وأخلاقية بعيدة عن الموقف السياسي، مقارنة بهتافات ثورة يناير التي لم تتجاوز خشونتها وفظاظتها الساسة والسياسيين والموقف السياسي0
وعندما قامت الشرطة بإلقاء القبض علي شبكة دعارة، قيل وقتها أن مديرتها هي الفنانة ميمي شكيب، وأن الشبكة ينخرط فيها بعض الفنانات ويتصل بها بعض الساسة المتنفذين وأولادهم وسفير مرموق لدولة مجاورة، وانتهت تلك القضية إلي لاشئ، وحفظت القضية من الأساس، وربما استشعر الطلاب أن القضية قد حفظت بضغوط سياسية، فراحوا يهتفون:
- يدوا براءة لميمي شكيب ............... والطلبة سجن وتعذيب
- قولوا للكلب يلم كلابه..................... افتح سجنك وإكسر بابه
- أنور أنور أنور بيه ............................ كيلو اللحمة بقي بجنيه
- يا حا كمنا بالمباحث ................... كل الشعب بظلمك حاسس
- بالطول بالعرض ..حنجيب ممدوح الأرض ..
بالطول بالعرض..حنجيب ممدوح الأرض
- عاوزين حكومة حرة ..... العيشة بقت مره
- سيد مرعي يبقي مين ....... يبقي حرامي الفلاحين
وعندما مرقت بجوار المظاهرة سيارة نقل عسكرية تحمل جنودا بسطاء، سارع كمال خليل طالب الهندسة ذو البديهة الحاضرة بالهتاف مشيرا إلي الجنود البسطاء ، لنتردد خلفه:
والعسكري مظلوم في الجيش ........ يا كل عدس ويلبس خيش
ومع استمرار سياسات السادات الاقتصادية الرأسمالية والتي تزيد الأغنياء غني وتزيد الفقراء فقرا، وتوجتها قرارات وزير المالية عبد المنعم القيسوني مساء يوم 17 يناير 1977، والتي كان مؤداها رفع الدعم عن سلع الفقراء، كالدقيق والأرز والمكرونة والجاز والسكر.. وغيرها
سرعان ما اندلعت في مساء اليوم التالي 18 يناير، انتفاضة شعبية هائلة، في القاهرة ومعظم المدن المصرية، وقد فشل الأمن في مواجهتها، واختفي السادات في أسوان تمهيدا لهروبه خارج البلاد، بينما كان الناس يهتفون:
هما بياكلوا حمام وفراخ .. وإحنا الجوع دوخنا وداخ
هو بيلبس آخر موضة .. وإحنا تاكلنا السوق السودة
هو بيبني في استراحات .. وإحنا نعاني آهات وآهات
هو بيلبس آخر موضة. .وإحنا بنسكن عشرة في أوضة
هو بيسكن في القصور . . وإحنا بنسكن في القبور
يا جيهان قولي للبيه . . جوز الجزمة بستة جنيه
سيد مرعي ياسيد يبه . . كيلو اللحمة بقي بجنيه
ولم تتوقف الانتفاضة إلا بعدما نزل الجيش لحفظ النظام وفقدت الانتفاضة نحو ثمانين شهيدا وفرض حظر التجول علي المواطنين منذ الرابعة عصر يوم 19 يناير، وبعدها أخذ السادات من الإجراءات والاحترازات ما جعله يصادر العمل السياسي العلني العام في مصر، حتي اغتاله تنظيم الجهاد الإسلامي ظهر السادس من أكتوبر 1981
وجاء حسني مبارك، والأرض ممهدة أمامه، قوانين مقيدة للحريات، وقانون طوارئ أصبح لكثرة استعماله يبدو وكأنه القانون الدائم، وتعددية سياسية شكلية، وأحزاب ورقية شكلية محاصرة داخل مقارها المحاصرة بالعشرات من قوات الأمن، ولم يخيم علي البلاد " الظلم " فحسب كما يزعم احمد فؤاد نجم، وإنما خيم عليها الظلم والفساد والاستبداد والجوع والتدهور والبطالة والتزوير واللصوصية والتطرف والإرهاب والتعذيب والاعتقال والنفاق وجاء التوريث ليكون خاتمة تلك الباقة من أسباب الثورة، التي بدأت بانضمام مجموعات عديدة من الشباب إلي صفحة " فيسبوك " تسمي كلنا خالد سعيد، الذي قتلته بعض عصابات الشرطة الرسمية في الإسكندرية، وتحالفت قوي الشر للنظام لتحويل الشاب من مجني عليه إلي متهم مدمن، وقررت تلك المجموعات من الشباب الخروج في مسيرات تندد بالظلم، واختارت يوم الثلاثاء 25 يناير وهو يوم عيد الشرطة للخروج، ولم يكن اختيار هذا اليوم لسر عسكري عبقري، ولكن لمجرد " العكننة " علي قوات الشرطة في يوم عيدها، وجعلهم في حالة طوارئ واستنفار، بدلا من أن يتمتعوا بأجازاتهم الهانئة، بينما ينقل التلفاز مشاهد تسليم رؤساء عصاباتهم وقادتهم الأنواط والجوائز في الحفلات الرسمية التي تبعث علي الاشمئزاز، وإزاء المواجهة العنيفة بالغاز المسيل للدموع من الشرطة لجموع الشباب المتظاهرين، اضطروا للعدو بسرعة إلي ميدان التحرير والاعتصام به لكي يدفئ بعضهم بعضا من برد يناير القارس، ويشدوا من أزر بعضهم بعضا في مواجهة بطش الطاغية الذي يخلو صدره من الضمير ويخلو سلوكه من الشرف0
منذ يوم 25 يناير 2011، رحت أسجل الهتافات، لسببين: الأول: هو سعي وشغف قديم بالتسجيل والتوثيق، والثاني: لوجود ابنتي نسمة وندي خارج البلاد، وتعودت باستمرار أن أنقل لهم مايجري داخل الوطن ومالا تهتم به مصادر الأخبار الرسمية، ليكونوا دائما " في الصورة " المهم إنني سجلت علي مدي الثمانية عشر يوما في الفترة من 25 يناير إلي 11 فبراير 2011، بخلاف التعليقات والكتابات والمشاهدات والرسوم حولي 400 هتاف كلها من ميدان التحرير، لم تكن الأحداث بعد قد تجاوزته إلي محمد محمود ومجلس الوزراء والعباسية وغيرها0
وطبعا تحتاج تلك الهتافات، وخاصة بعد أن لحق بها علي مدي العام المنصرم بعد خلع المتهم " حسني مبارك" من كرسي الحكم وتولية المجلس الأعلي للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد من هتافات تتميز بالسخونة والحدة والدراماتيكية ترتبط بالأحداث العاصفة من قتل وسحل وتعرية وفقء أعين التي ساقنا إليها ذلك المجلس الأعلي، إلي قراءات اجتماعية وثقافية وسياسية عميقة ربما نفرغ لها ذات يوم ونأتي إلي القراءة الأولية:
الإيقاع
عيش حرية عدالة اجتماعية ....
عيش حرية عدالة اجتماعية
الشعب يريد إسقاط النظام
مش حنمشي.. هو يمشي
بالجيش والشعب حنكمل المشوار
الشعب والجيش ايد واحدة
اتجنن اتجنن .. حسني اتجنن

حسني مبارك ....... باطل
مجلس شعب ........ باطل
التوريث ......... باطل

حالّو ياحالّو ... مبارك شعبو ذلو..
دلعو يا دلعو ..... مبارك شعبو خلعو
مع السلامة مع السلامة .. يا ابو ذمة واسعة ........ الليلة الكبيرة
يللا حالا بالا حيوا ابو الفساد ...
حيكون يوم رحيله الليلة أسعد الأعياد

قراءة لبعض قضايا الهتافات
وقد سعيت إلي التركيز في الجزء التالي علي اختيار بعض رؤوس الموضوعات والقضايا والاسماء أو عدد الهتافات التي تناولتها مع توضيح نسبتها المؤية من ال400 هتاف التي جمعتها من الميدان، ثم ذكرت بعض تلك الهتافات تحت كل قضية أو اسم0

القضية الاجتماعية
عدد التكرارات 42 نسبتها 10.5 ٪
كيلو العدس بعشرة جنيه ........ ومتر مدينتي بنص جنيه
ياجلاد للصبر حدود ........... مش لاقيين المش ابو دود
من هتافات السبعينيات
آه يا حكومة هز الوسط ....
اكلتونا العيش بالقسط
باسم العشرة مليون عاطل ...
حكمك يا مبارك باطل
قولوا للحاكم جوه القصر ...
انتو عصابة بتنهب مصر
قضية الحرية
سواء الحرية للوطن او الحرية السياسية
عدد التكرارات 33 ، نسبتها 8 ٪
يا ابن الخال ويا ابن العم .......... الحرية تمنها الدم
قالوا حرية وقالوا قانون .......... والتعذيب جوه السجون
إرفع كل رايات النصر ........... احنا شباب بنحرر مصر
هو عاوز ضرب النار ............. واحنا جيشنا جيش أحرار
وطنية وانتماء وطني ومصر بلدنا
عدد التكرارات 49 ، نسبتها 12 ٪
يا مبارك يا صهيوني ...... مصر حتفضل جوه عيوني
يا مبارك غور غور ........... خلي بلدنا تشوف النور
كل الشعب يقول وينادي ........... حسني مبارك بره بلادي
جيش النصر ياجيش النصر ......... اطرد حسني وطهر مصر
الوحدة الوطنية، مسيحيين ومسلمين
عدد التكرارات 39، نسبتها 10 ٪
إقتل خالد وإقتل مينا ....... كل رصاصة بتقوينا
آدي محمد جنب حنا ........ بكرة مصر حتبقي جنة
لا دينية ولا طائفية ..... عاوزينها دولة مدنية
قول يا محمد قول يابولس ..... مصر طالعة تحصل تونس
أمن الدولة والداخلية والعادلي
عدد التكرارات 25 ، نسبتها 6 ٪
قولوا للكلب العادلي وسيده ............ بكرة الشعب حيقطع ايده
شفت شبابنا يا أمن الدولة .............. صان الأمن وصان الدولة
قولوا لمباحث أمن الدولة .............. فين الأمن وفين الدولة
قولوا لمباحث أمن الدولة .............. عمر الظلم ما قوم دولة
الرحيل
عدد التكرارات 72، نسبتها 18 ٪
ارحل ارحل يا خسيس .............. دم المصري مش رخيص
احنا زهقنا احنا طهقنا ..... يا مبارك غور وفارقنا
ارحل يخرب بيت أبوك ..... المصريين بيكرهوك
ابني عمره ست شهور ...... بيقولك ارحل يللا وغور
الحشد والدعوة
عدد التكرارات 71 ، نسبتها 18 ٪
الجدع جدع والجبان جبان ... بينا يا جدع حنّام في الميدان
تعالي بكرة وهات جيرانك ... وبعد بكرة وهات صحابك
يا اهالينا انضموا لينا ...... الحرية ليكوا ولينا
عللي وعللي وعللي الصوت ... اللي حيهتف مش حيموت
الشهيد والقتل والرصاص والدم
عدد التكرارات 27 ، نسبتها 7 ٪
يادي الذل ويادي العار ...... مصري بيضرب اخوه بالنار
انا مستني رصاصة في قلبي ...... علشان مصر حبيبتي وبلدي
اسمع أم شهيد بتنادي ............. أمن الدولة قتلوا ولادي
اوعي تقوللي نروح بيتنا ...... دم الشهدا في رقبتنا
ابعت هاتلي ميت قناصة ...... لسة ف صدري مكان لرصاصة
مبارك : صفته او كنيته او بضمير الغائب
عدد التكرارات 147، نسبتها 37 ٪
حسني مبارك ياعميل ........ بعت الغاز وفاضل النيل
بكرة نقول كان كلب وغار ....... ارحل ارحل يا سمسار
حسني الواطي ابن الواطي .... عاوز كل الشعب يطاطي
يا مبارك لم هدومك ............ بكرة حندخل أوضة نومك
بنقولها قوية ......... بلدي
فين الحرية ..........بلدي
ارحل يا خسيس ..... بلدي
مافيش توريث ......بلدي
استخدام التيمات الغنائية الشعبية
سوزان
عدد التكرارات 12 ، نسبتها 3 ٪
يا سوزان قولي للبيه ............ كيلو العدس بعشرة جنيه
ياسوزان قولي للبيه ......... امتي حيقول لنا اوكيه
ياسوزان قولي لمبارك ....... المنصة في انتظارك
جمال وعلاء
عدد التكرارات 17 ، نسبتها 4 ٪
ياجمال قول لأبوك ........... يخرب بيت اللي جابوك
يا جمال قول لعلاء ........... ابوك اتجنن ولا فاق
يامبارك ويا جمال ....... حندوسكم تحت النعال
ياعلاء يا ابن مبارك ...... جبت منين ملياراتك
سليمان وشفيق
عدد التكرارات 16 ، نسبتها 4 ٪
لا شفيق ولا سليمان .......... دول عملاء الأمريكان
لا سليمان ولا شفيق ......... ثورتنا عارفه الطريق
لا شفيق ولا سليمان ......... دول عصابة الجبان
لا مبارك ولا سليمان ........... ولا عاوزين شفيق كمان

ناصر
عبد الناصر عود الفل ........ احنا بعدك شفنا الذل
شارون
حسني مبارك هو شارون ....... نفس الشكل ونفس اللون
الجيش والشعب بين عهدين
الجيش والشعب أثناء ثورة يناير
قولها يا جيشنا قولها قوية ....... لا لمبارك والحرامية
هو عاوز ضرب النار ....... واحنا جيشنا جيش احرار
علمونا في المدارس ........... جيشنا المصري هو الحارس
علموكم في الحربية ........ تحموا الشعب والحرية
جيش مصر يحمي ولاده .... مش يحمي الفرعون وكلابه
الجيش والشعب من فبراير 2011 إلي فبراير 2012
اضرب واقتل في الثوار ........ دورك جاي يا مجلس عار
مش حايفيدك كاب وبيادة ...... انتو جهنم واحنا شهادة
أيوه لابسة عباية كباسين ...... ايش عرفني انكوا وسخين
العسكر هما الحرامية ...... والجيش ازفت م الداخلية
ارفعي راسك ارفعي راسك... ضوفرك أشرف م اللي داسك
اكتب علي حيطة الزنزانة .... حكم العسكر عار وخيانة
في الختام
اظن ان المسؤل عن تغيير صورة الجيش كما يراها الشعب من النقيض الي النقيض، في خلال هذا العام ينبغي محاكمته بتهمة الخيانة العظمي، فضلا عن محاكمته بتهم الخطف والقتل وهتك العرض
وفي النهاية اقول:
يا شعب يللي دفع تمن الشوارع دم ...
أحفظ أسامي اللي ماتوا في الشوارع صم
اكتب علي حيطة الزنزانة ....... حكم العسكر عار وخيانة
احرق ااقتل اسرق دمر.. الطنطاوي هو معمر
يسقط يسقط حكم العسكر

يقتصر هذا البحث علي تحليل هتافات موجة الثورة الأولي التي جمعت مادتها من ميدان التحرير في الفترة من 25 يناير إلي يوم خلع المتهم حسني مبارك من سدة الحكم يوم 11 فبراير سنة 2011
للاستزادة انظر:
هتافات ابن إياس ... ايام المماليك والعثمانيين
كتاب سيد العشماوي عن الهتافات ايام المماليك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.