يصادف اليوم ذكرى رحيل قائد المسرح الفكاهي نجيب الريحاني، الذي رحل أثناء تصوير آخر أعماله الفنية فيلم "غزل البنات"، الذي خرج للنور بعد وفاته ب 3 شهور مع أبطاله "أنور وجدي، ليلى مراد". قام الريحاني بدور معلم للغة العربية الذي يُطرد من عمله ليعمل معلم خاص ل ليلى مراد، ليتحرك قلبه تجاهها في صمت، ويجدها أمامه مع حبيب آخر بغرض الطمع في ثروتها. يعتبر عمل الريحاني مع ليلى مراد كان حلم يراوده منذ مقابلتها ليقترح عليها في إحدى الصدف التي جمعتهما بفيلم سينمائي يجمعهما سوياً وعرضت الفكرة على زوجها الفنان أنور وجدي الذي قام بإنتاج الفيلم، وووافق سريعاً على العمل وأدرك قيمة العمل من بطولة الريحاني والمكاسب الجماهيرية والمادية من خلفه ، شارك في كتابة الفيلم الثلاثي"أنور وجدي، بديع خيري، نجيب الريحاني". قام الريحاني بإضافة لمسات فنية بإحضار أحد أهم علامات السينما المصرية يوسف وهبي، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ك ضيوف شرف، وجاء الرفض من الموسيقار عبد الوهاب بسبب اعتزاله التمثيل في هذا الوقت، لكن أتت ليلى مراد بطلبها المدلل عليه قائلة "إحنا عايزين حضرتك تغني يا أستاذ" فيستجيب لها على الفور . "غزل البنات" لم يكن مجرد فيلم سينمائي ومر مرور الكرام في دور العرض السينمائي في ذلك الوقت، بل كان له بالغ الأثر في ذهن المشاهد إلى الآن وخاصة المشهد الختامي الذي جمع بين "ليلى" ودموع حمام الذي قام بدوره نجيب، التي لم تكن مشهد تمثيلي، لكنها كانت بمثابة دموع الوداع للسينما وليلى وللعالم بأكمله. توفى الريحاني في ال8 من يونيو 1949، قبل أن يعيش نجاحه، الأمر الذي جعل أنور وجدي ترك نهاية الفيلم مفتوحة للجمهور، ويوم عرضه ذهبا وجدي وعبد الوهاب لوضع أكاليل الزهور على قبر الريحاني، وخصص وجدي العرض الأول للفيلم في إحدى صالات العرض السينمائية في شارع عماد الدين المقابلة للمقهى الذي اعتاد الريحاني الجلوس فيه، واحتل الفيلم المرتبة التاسعة في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.