كما يكون فني أكون أنا.. هكذا وصف فان جوخ نفسه بكل بساطة ووضوح، هو فينسنت فان جوخ الفنان الهولندي المشهور، صاحب لوحة زهرة الخشخاش الشهيرة، ولوحة ليلة النجوم المحببة للكثيرين. حَظِيَت أعماله بشهرة واسعة بعد وفاته مباشرة، بعد أن جمعتها زوجة أخيه جوانا وأقامت له معرضًا، ونشرت رسائل تبادلها مع أخيه ثيو، مما خلق تعاطفًا عالميًا معه. وبالتأمل في سيرة فينسنت فان جوخ، نجد أن حياته عبارة عن رحلة درامية مليئة بالألم والمعاناة والتمرد والرغبة في تحقيق الذات، حيث وُلد في أسرة فقيرة، لأبٍ عمل كاهنًا بالكنيسة، وأمٍ مارست الرسم، وما بين أبيه وأمه تأرجحت طموحاته. وبرغم معاملتهما السيئة له، إلا أن حياته كلها كانت تتمحور حول كيفية إرضائهما، وربما تتكشف حقيقة مأساته في إجبار والديه له على زيارة قبر أخيه الأكبر، الذي كان يحمل الإسم نفسه فينسنت، ورغبةً في تخليد ذكراه أسمَاه والداه باسم أخيه المتوفى، بل وسجلاه في يوم ميلاده نفسه بسجل الكنيسة! بدأت معاناة فينسنت بتلك الزيارات الإجبارية المنتظمة لقبر أخيه، والذي وجد نفسه مقارنًا به طيلة حياته. ومن ثم أصبحت محاولاته الدؤوبة في التقرب من والديه ونيل رضاهما، من خلال إثبات نجاحاته وسعيه في تحقيق ذاته بشتى الطرق.. سواء في محاولته العمل كاهنًا كأبيه، أو تعلمه الرسم وممارسته كأمه، لم تفلح، بل أصبح كل نجاح يحققه مجرد تهديد وهجوم على ذكرى أخيه المتوفي، ليجد نفسه دائمًا بديلًا غير مُرضٍ لحلمٍ ضائع! على جانبٍ آخر، تلقى فينسنت كل الدعم والحب والاحتواء من أخيه الأصغر ثيو، الذي ساعده في إكمال تعلمه للرسم، ودعمه نفسيًا وماديًا، حتى أصبح فان جوخ أحد أهم فناني المدرسة الانطباعية الأوائل.
بل إنه صُنِّف من رواد مدرسة ما بعد الانطباعية، والتي وجد نفسه فيها متحررًا من قيود النقل والواقعية التي فُرضت عليه لفترةٍ كبيرة من حياته.. وبرغم ذلك، لم يسلم فان جوخ من الانتقادات اللاذعة التي كانت تطارده أينما ذهب، أصبحت كلعنةٍ تترصده من السماء! وقع فينسنت فان جوخ فريسةً للمرض النفسي، والذي شُخِّص قديمًا بالصرع، ولكن عند البحث ومتابعة مواقفه، وبالنظر إلى مجمل أعماله الفنية من وجهة نظر علم النفس، نجد أنه كان يعاني من أكثر من اضطرابٍ نفسي، كان نتيجةً لما مرّ به من معاناةٍ طويلة. فمثلًا، التناقضات بين الكتلة الشعورية في لوحاته تشير إلى وجود اضطراب الاكتئاب ثنائي القطب، والميل إلى المثالية الشديد لديه مؤشرٌ على اضطراب الوسواس القهري.. كل الجمال في لوحات فان جوخ يحمل ألمًا وشحنات وجعٍ تنعكس من خلال رؤيةٍ موازية للرؤية الجمالية لها. فمثلًا، لوحة ليلة النجوم، التي تُصنَّف من أشهر لوحاته وأكثرها انتشارًا حول العالم، ما هي إلا انعكاسٌ لرغبته في الظهور كنجمٍ لامعٍ وسط نجومٍ مبالغٍ في حجمها بالسماء.. وتُعتبر لوحة المتماثلان من أخطر لوحاته، حيث رسم نفسه حاملًا مسدسًا بالمرآة، مصوبًا إياه نحو رأسه، بينما خارج المرآة كان المسدس جانبه، مما يشير إلى رغبةٍ دفينةٍ في الانتحار، لم يلتفت إليها أحد إلا بعد فوات الأوان! قبل طلوع النهار.. هل تراني الآن؟ ليالينا.. كوميديا ساخرة عن الناس اللي تحت الكثير من لوحات فان جوخ تحتاج لمراجعاتٍ فنيةٍ مطوّلةٍ لم يتسع لها الوقت الآن، ربما نستكملها لاحقًا، ولكن يظل فان جوخ رمزًا للإبداع وليد الألم والمعاناة، وتظل أعماله -رغم شحنتها الموجعة- مصدر إمتاعٍ لمحبي فنه، الذين ربما يرونه تجسيدًا لآلامهم، فيتوحدون معه في طقسٍ تطهيريٍّ تلقائي. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا