دفعت أزمة فيروس كورونا الجميع نحو تفعيل منظومة التحول الرقمي والاتجاه نحو الدفع والشراء الإلكتروني حيث أن التحول الرقمي في زمن الكورونا في غاية الأهمية واستخدامه ليس خيارًا أو رفاهية، سواء للأفراد أو المؤسسات والشركات حيث أصبحت التكنولوجيا اليوم، فكرًا مختلفًا ومؤثرًا في خفض تكلفة البيع وتقديم الخدمات أسرع، والوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين والعملاء. وغيرت أزمة كورونا أولويات الدول وظهرت فرص نمو لقطاع الاتصالات والتكنولوجيا وإعادة ترتيب الحياة، وأهم ملامح التغيير الذي حدث في العالم كله الاعتماد على التكنولوجيا والتي ستكون أسلوب حياة وواقعًا يجب التعامل معه، كما أن هناك تحولات كبيرة وعنيفة وما زالت الأزمة ستغير العديد من الأمور على كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية. وفي هذا السياق أكد عدد من الخبراء أن الاستثمار فى تطوير البنية التكنولوجية للشركات والمؤسسات فى مصر يجب أن يكون هدفا أساسيا خلال الفترة المقبلة، حيث أن تشجيع الدفع والشراء الإلكتروني وتجربة العمل من المنزل والتعلم عن بعد والإدارة عن بعد ستكون أهم الأولويات خلال الفترة المقبلة، مشيرين إلى أنه لا يجب العودة إلى الطرق التقليدية التى كنا عليها قبل زمن كورونا، حيث برزت أهمية التكنولوجيا وأصبحت لاعباً رئيساً في كل مجالات العمل كونها تعزز الإنتاجية حيث يصبح الاعتماد على الماكينات والأجهزة الذكية. الدكتورة أماني فاخر، أستاذ الاقتصاد الدولي في جامعة حلوان، أكدت أنه على الرغم من التداعيات السلبية لفيروس كورونا على عدد من القطاعات أبرزها القطاع الطبي والاقتصادي، إلا أنه هناك جوانب إيجابية أخرى يجب الاستفادة منها بحيث تكون بوصلة للمستقبل وعلى رأسها التحول الرقمي. وأشارت فاخر، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد" إلى أن تجربة مصر في التعليم الالكتروني حققت نجاحًا كبيرًا سواء على مستوى وزارة التربية والتعليم أو وزارة التعليم العالي وذلك من تفعيل التعليم عن بعد وإلقاء المحاضرات عبر الانترنت وتفعيل منصات للطلاب للحصول على المعلومات والمراجع القيمة مثل بنك المعرفة وتجربة التابلت. ولفتت فاخر، إلى أن الأهمية الكبرى لذلك أنها عرفت الطلاب كيفية التعامل الرقمي عبر استخدام الانترنت، لذلك فأن هذه الإيجابيات يجب تطويرها والبناء عليها فيما بعد أزمة كورونا، فضلًا عن أنها مميزاتها الأخرى وذلك من تقليل الزحام والتكدس وتقليل استخدام البنزين. وعن التحول الرقمي في القطاع التجاري، أوضحت فاخر، أنه على مستوى العالم وفقًا للإحصائيات فأن التجارة الالكترونية زادت كثيرا بسبب فيروس كورونا، وهو ما يلقي بمزيد من المسؤولية على قطاع الاتصالات في مصر لكي يتم تطويره والاهتمام بسرعة الانترنت وتوفير الخدمات للمستهلكين. وعن توعية المواطنين بأهمية الشراء الالكتروني أوضحت فاخر أن الإعلام يلعب دور هام في ذلك الأمر ولكن يجب أن يكون هناك مسؤولية مجتمعية على الأفراد بحيث كل فرد يساهم في توعية غيره من أقربائه وأصدقائه بأهمية هذا الامر ومميزاته في زمن الكورونا من تقليل الاحتكاك والنزول للشارع وأهميته في المستقبل بعد التخلص من هذا الوباء، فضلًا عن منظمات المجتمع المدني الذي يجب أن يكون لديها دور هام في ذلك. واتفق معه، أحمد الشامي، الخبير الاقتصادي، والذي أشار إلى أن أزمة كورونا أظهرت الجانب المضيء للانترنت وكيفية استخدامه والاستفادة منه في عمليات الشراء والدفع الالكتروني عبر وسائل رقمية، وهو ما يساهم في تقليل نزول المواطنين إلى الشارع وتقليل فرص الاحتكاك مع الوسائل الناقلة لفيروس كورونا. وأوضح الشامي، في تصريح ل"بوابة الوفد" أن الاستثمار فى تطوير البنية التكنولوجية للشركات والمؤسسات فى مصر يجب أن يكون هدفا أساسيا خلال الفترة المقبلة، فضلًا عن أن تشجيع المواطنين على استخدام وسائل الدفع الإلكتروني، يتطلب عدد من الإجراءات أبرزها الاتفاق مع مشغلي التليفون المحمول في مصر على تعزيز استخدام المعاملات الالكترونية، من خلال تقديم عروض تحفيزية على خدماتها المقدمة للمواطنين عند شحن الرصيد باستخدام وسائل الدفع الإلكترونى. وأضاف الشامي، أنه يجب استغلال الفترة الراهنة فى العمل والتدريب على التحول الرقمى والتكنولوجى بمختلف المجالات الأمر الذى يدعو إلى تطوير وسائل الاستثمار بما يخدم التحولات الجديدة التى تشهدها هذه الصناعة وغيرها من الصناعات الأخرى.