لم يتوقع أحد أن يصعد ابنه ل«قائمة» الاثنى عشر طفلا المبشر أحدهم بسحب ورقة القرعة الهيكلية وتحديد اسم البطريرك ال118 من بين مرشحين ثلاثة حصلوا على أعلى الأصوات في الانتخابات البابوية هم «الأنبا رافائيل ،الأنبا تاوضروس ،القمص روفائيل أفامينا». الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الخمس والسبع سنوات لايدركون طبيعة ماجرى في الانتخابات البابوية ،لايعنيهم الصاعد إلى الكرسي البابوي بقدر ما يعنيهم العبور إلى «المذبح» وحضور قداس إلى جوار رأس الكنيسة الأنبا باخوميوس ومعاونيه. لحظات فارقة عاشتها الأسر القبطية ال267 حسبما جاءت استمارات التقدم للقرعة الهيكلية ،إبان قراءة الأنبا بولا «مايسترو» العملية الانتخابية أمس بالمقر البابوي أسماء الأطفال المتقدمين ،تمهيدا لإجراء قرعة مصغرة لاختيار 12من بينهم يحضرون قداس القرعة الهيكلية، ثم تصعيد أحدهم عبر قرعة أخرى يجريها القائمقام أمام المذبح ويعلن بعدها اسم الطفل الذي سيحدد بأصابعه «البطريرك ال118» في تاريخ الكنيسة القبطية. قلق الآباء والأمهات قرابة ساعة أو يزيد قليلا ،لايعدو كونه قلقا فطريا، ممهوراً بأمل منزوع البوح حول عبور الطفل بأسرته إلى ذاكرة التاريخ واقتران اسمه باسم البابا الجديد. لحظات النشوة التي عاشتها اثنا عشر أسرة، كانت «الوفد» فيها قاسما مشتركا لإدراك مراد الآباء من أبنائهم إبان احتمالية وصول الإبن ل«سحب ورقة البطريرك»، ومثلما كانت المشاعر متباينة بين الاكتفاء بنعمة حضور القداس ،ومقاومة شهوة الطمع في الوصول إلى لقب «طفل القرعة» ،كانت الآمال قائمة لاتنقطع تحت مظلة إذا لم تأت الغاية الأخيرة فثمة قناعة ب«بركة» الرب الذي سهل حضور قداس تاريخي لم يكن سهلا حضوره في ظرف طبيعي. تابعت عبر شاشة التليفزيون ،وسعدت فور سماع اسمه ضمن قائمة ال250 اسما ،وتضاعفت سعادتي عندما سمعت الأنبا بولا يذكره في قائمة ال«12طفلا» ،لاشيءيختلف في مشاعر الآباء ، «جرجس مسعد» والد الطفل بيشوي-اكتفى بعبارة «فرحة لاتوصف» تعقيبا على وجود ابنه ضمن أطفال مرشحين ل«إجراء القرعة الهيكلية». قال والد «بيشوي»: إن زوجتي صاحبة فكرة تقديم أوراقه للمقر البابوي ،وهي التي جمعت الأوراق وحفزت على المشاركة في ماراثون أطفال القرعة الهيكلية، انطلاقا من مشاركة إيجابية تتسق مع مشاركتنا في كافة الصيام التي دعت إليها الكنيسة خلال مراحل الانتخابات البابوية . بيشوي الذي لم يبلغ عامه السابع بعد شارك في صوم الكنيسة أملا في وصول راع صالح للكرسي المرقسي ،بينما لم يتوقع والده وصوله إلى قائم ال12 ،واصفا ما حدث بأنه «بركة كبيرة من الله»،والانتظار قائم في حصوله على لقب «طفل القرعة الهيكلية». وأضاف «بيشوي» في الصف الأول الابتدائي ،في مدرسة المارونية بالضاهر، وهو أحد الأعضاء في كورس الكنيسة، ونحن نقيم في الوراق ونصلي في كنيسة مارمينا، وأنا ووالدته خادمان في الكنيسة». وأوضح أن الذي رسم «بيشوي» شماسا، نيافة الأنبا ثيئودسيوس أسقف الجيزة، و«بيشوي» يتمتع بصداقات طيبة مع زملائه المسلمين». يحفظ الترانيم ولعب الكرة والموسيقى، الطفل الذي دخل قائمة الاثنى عشر ،رقم 2 بين إخوته ،ولم يذق للنوم طعما منذ الخامسة من مساء أمس ،وعمل «مطانيات» وهي طقس كنسي معروف فور سماع اسمه على شاشات التليفزيون. أكد «جرجس مسعد» والد «بيشوي» توجيه النصائح لابنه قبيل الذهاب للقداس ،مشددا على تحذيره من الخجل ،وضرورة التجاوب مع التعليمات التي سيتلقاها . والدة «كيرلس» : أتمناه راهبا متوحدا .. نبضات قلبي كانت سريعة ومتلاحقة ،لم أكن أتوقع أبدا ذكر اسم ابني ضمن 12 طفلا المرشحين لاختيار طفل القرعة من بينهم ،كانت تلك الكلمات رد فعل والدة «كيرلس» التي لم تفتأ تنفك عن البكاء فور سماع اسم ابنها على لسان الأنبا بولا. والدة «كيرلس» أدركت أن ابنها على موعد مع التاريخ إذا تم اختياره طفلا للقرعة ،وتدفعها قناعتها إلى مواصلة الليل بالنهار في الدعاء من أجل أن يصعد ابنها للمذبح لسحب ورقة اختيار البطريرك ال118. الأم التي أصابتها نشوة مضاعفة جراء اختيار الابن، وحضور القداس من ناحية أخرى ،أعربت عن أمنيتها في رؤية ابنها في زي الراهب المتوحد ،دون التمني أن يصبح بطريركا بسبب ثقل مسئوليته. والوالد «آرتين توفيق شفيق» عطفا على مشاعر زوجته قال: «تقدمت لولدي مينا وكيرلس باستمارتين لدخول سباق طفل القرعة الهيكلية ،في أعقاب الاستماع لدعوة الأنبا باخوميوس للأسر القبطية بالتقديم لأبنائها». «آرتين شفيق»-الوالد- قدم أوراق ولديه دون توقع مسبق بوصول أحدهما للتصفية من بين 12طفلا ،وأعرب عن أمله الآن في وصول الابن للقرعة الهيكلية . «كيرلس آرتين توفيق شفيق»..الطفل الذي صعد ضمن 12 طفلا رسم شماسا بدير مارمينا بمصر القديمة على يد الأنبا كيرلس رئيس الدير ،وكيرلس يعرف الألحان القبطية ،ويتلقى تعاليمه الكنسية على يد «أبونا عازر» الذي يبدي اهتماما خاصا بالأطفال. أضاف الوالد «أن كيرلس يدرس في مرحلة «كي جي 2»، ومستواه التعليمي متقدم ،ويولي اهتماما خاصا بتعليم اللغة القبطية». الوالد الذي أكد أنه لن يفرض على ابنه مسارا كهنوتيا قال «اصمت، استعدادا لقداس القرعة الهيكلية ،وليس هما ما إذا كان كيرلس طفل القرعة أم لا». والد الطفل «يوسف كرم»: أتمنى أن يصبح ابني «بطريركا» ...وأن يواصل «البطريرك» مسيرة البابا شنودة «كنت قلقان جدا».. ثلاث كلمات افتتح بها «كرم سليمان عقل» والد الطفل «يوسف» أحد الأطفال المرشحين لإجراء القرعة الهيكلية حديثه عن مشاعره إبان مؤتمر الأنبا باخوميوس المنعقد مساء أمس الأول بالمقر البابوي لإعلان الأسماء ال12 لإختيار البابا القادم. قال الوالد الذي لم يتوقع أبدا وصول ابنه لقائمة ال12: «وجدت في يوسف كافة المواصفات المطلوبة لدخول سباق القرعة الهيكلية، حسبما أعلن المقر البابوي». واستطرد قائلا: «يوسف يصلي في كنيسة العذراء بعزبة النخل ،ويتلقى التعاليم الكنسية على يد الكاهن «لوقا نجيب». يوسف ذو ال5سنوات أعرب عن سعادته البالغة بحضوره قداس القرعة الهيكلية بالكنيسة المرقسية، والوالد الذي لا يتوقع وصول ابنه لسحب ورقة البطريرك باعتبار أن الأمر في يد السماء قال: «أتمنى أن يصل ابني إلى منصب البطريرك بعد رحلة روحية مع الرهبنة». قال «كرم سليمان»: نصحت يوسف صباح اليوم بالصلاة، والالتزام بالتعليمات التي تعطى له من القيادة الكنسية، واستطرد قائلا: «يكفيني حضور حدث تاريخي بالكنيسة المرقسية». «يوسف» الذي حضر القداس إلى جوار الأنبا باخوميوس يحرص دائما على الحضور بمدارس الأحد ،وعلاقته جيدة بزملائه المسلمين والمسيحيين». الوالد رفض توقع مرشح يصل ل «الكرسي المرقسي» من بين الثلاثة المرشحين ،وأردف قائلا: «مستقبل الكنيسة في يد الله ،ونتمنى أن يسير البابا القادم على نهج البابا شنودة. والدة «جوزيف»: بكيت لحضور ابني قداس القرعة.. على خطى أسر سابقيه جاءت مشاعر أسرته، زادت والدته عبارتها فطرية الأداء «دي معجزة مش حاجة بسيطة». قالت الأم التي لم ينقطع بكاؤها منذ صباح السبت موعد إعلان الأسماء ال12 «كنت موجودة في البيت أتابع على شاشات الفضائيات تفاصيل مؤتمر الأنبا باخوميوس»، وأمنياتي لم تتوقف باتجاه وجود ابني ضمن أطفال القرعة الهيكلية،واستطردت قائلة: «اللي بيحصل ده معجزة لايتخيلها أحد». روت الوالدة تفاصيل ساعات ماقبل المؤتمر قائلة» جوزيف كان معزوم عند جده ،في مصر الجديدة ،وكانوا يتابعون من هناك مؤتمر القمر البابوي ،وفور إعلان اسمه دخل الجميع في نوبة بكاء». وقالت: «أخذت في تقبيل ابني فور عودته للمنزل ،لافتة إلى أن «جوزيف» طفل محبوب من الجميع خفيف الظل ذو مستوى تعليمي متميز ،وهو في الصف الأول الابتدائي،ورسم شماسا على يد الأنبا لوكاس أسقف أبنوب العام الماضي ،ويحرص الإبن دائما كل جمعة على حضور مدارس الأحد بالكاتدرائية. وأضافت الوالدة الطامحة في حصول ابنها على لقب «طفل القرعة الهيكلية» «إذا وصل ابني لسحب ورقة البطريرك ال118 ،فإن هذا فضل من الله لا أستحقه». «الوالدة» قدمت أوراق طفليها «جوزيف ونشأت» أملا في حصول أحدهما على «لقب طفل القرعة الهيكلية» ،لكنها في الوقت ذاته لن تدفع –جوزيف- للرهبنة – وإنما إذا كان هذا اختياره فلن تقف في وجهه. نصحت الأم ابنها بالحفاظ على هدوئه ،وعدم التطرق إلى أحاديث جانبية ،مؤكدة أن اختياره في القرعة الهيكلية من عدمه يتعلق بإرادة الله. «جوزيف» الذي دخل قائمة اثنى عشر طفلا حضروا قداس اختيار البطريرك ال118 ،يتمنى أن يصبح طبيبا يعالج الناس ،بينما تمنت الأم وصول القمص روفائيل أفامينا للكرسي البابوي. والد «مينا»: بركة من ربنا.. والرهبنة تجري في دمه بذات العبارات التي تختلط عندها الدهشة بالنشوة ،والأمنية بالقناعة ،جاء تعقيب «أشرف بخيت» على اختيار طفله مينا ضمن قائمة ال12طفلا ضمن أطفال القرعة الهيكلية. الهدف من تقديم أوراق مينا –لسباق «طفل القرعة الهيكلية» لم يكن سوى الحصول على بركة المشاركة –حسبما أكد والده الذي تابع مؤتمر إعلان الأسماء عبر شاشات التليفزيون. «مينا» ذو ال6سنوات، يدرك مهمته التي تنتظره في حال اختياره ل«سحب ورقة» من بين ورقات ثلاث تتضمن أسماء المرشحين للقرعة الهيكلية – على حد قول الوالد. في كنيسة العذراء بالدقي رسم «مينا» شماسا على يد الأنبا دوماديوس –مطران الجيزة - منذ 3 سنوات ،ويحرص دائما حضور القداسات مع الشمامسة. نصائح الوالد التي تتجه دائما ناحية الحفاظ على المذاكرة، والالتزام المدرسي ،تغيرت بوصلتها قليلا في أعقاب إعلان اسم «مينا» ضمن الأطفال ال12 ستجرى عليهم قرعة لقيام أحدهم باجراء القرعة الهيكلية ،مينا تلقى من والده عبارة «احنا عملنا اللي علينا،ونشكر ربنا إنك وصلت لحضور القداس التاريخي ،ومش طمعانين في أكتر من كده». المرشحون للمنصب البابوي قبل اختيارأحدهم بمنزلة واحدة لدى «أشرف بخيت»،لكن الثقة في فرز أفضلهم للكنيسة من قبل السماء أمل يبدد حيرة الاختيار بين «أسقفين وراهب». اختتم الوالد ذو الطباع الهادئة حديثه الممهور بالرضا قائلا «لو أصبح «مينا» طفل القرعة الهيكلية يبقى بركة من ربنا منستاهلهاش، وسنذهب للدير مباشرة لتهنئة البابا القادم الذي تأتي به يد ابني». مينا – بحسب رؤية والده- يميل إلى الطقوس الكنسية، والرهبنة رغبة كامنة بداخله ستكبر بالتوازي مع تتابع السنوات ،لكن مسألة وصوله للكرسي البابوي ليست مطروحة على الإطلاق.