يرى الكاتب "روجر كوهين"، فى مجلة نيويورك تايمز، أن التغيير الأكبر فى السياسة الخارجية للولايات المتحدة قد يكون فى مصر نظرًا لوجود جماعة الاخوان المسلمين التى ظلت لسنوات طويلة منبوذة بينما الآن أصبحت "واقع فعلي" أمام الولاياتالمتحدة، بالاضافة الى الجماعة السلفية المتشددة والتى أدت الى ظهور جماعة الإخوان وكأنها جماعة معتدلة . ويعتبر السلفيون الآن زوارًا منتظمين للسفارة الأمريكية، ومن الناحية النظرية من الأفضل احتواؤهم داخل المعسكر وليس خارجه وهم يقومون بزيارة الولاياتالمتحدة لمعرفة كيف تدار الأمور فى دولة ديمقراطية . وقال إنه من المستحيل أن يتفق التفكير الأمريكى الجديد مع السلفيين خاصة فى مجال حقوق المرأة، ولكن هذا لا ينفى أن يكون لها علاقات منفعة متبادلة مع الغرب. وأضاف أن الولاياتالمتحدة تؤيد دائما الرئيس المصرى السابق "حسنى مبارك" الذى قاد حملة لا هوادة فيها ضد الاخوان أثناء وجوده فى الحكم. وقال الكاتب إن الرئيس "محمد مرسى" الذى كان محبوسا فى عهد الرئيس السابق "حسنى مبارك"، الذى أصبح أول رئيس جمهورية مدنى فى يونيو الماضى، قد أطاح بالكثير من الجنرالات الذين كانوا على وفاق مع أمريكا وإسرائيل ووضع مكانهم رجاله. وأشار الى أن الجنرال "صدقى صبحى" قال أثناء دراسته فى الولاياتالمتحدة: إن صانعى السياسة الخارجية الامريكية أظهروا قصورًا فى الفهم والتواصل مع العالم العربى . وأضاف الكاتب أن هناك ما قيمته 1.5 مليار دولار من المساعدات العسكرية ما زالت تتدفق الى مصر رغم هذه الاضطرابات ويرى أن التنبؤ بأى أحداث فى مصر الآن خطر لأن مصر التى تعتبر قلب العالم العربى تعيش حالة تغيير واضطرابات مستمرة . وتابع: "مع ذلك أريد القول إن الولاياتالمتحدة اختارت الأسلوب الأفضل فى التعامل مع التيارات المختلفة وقد حاولت الولاياتالمتحدة قمع الشرق الأوسط لسنوات طويلة باسم الاستقرار لكنها لم تجنِ سوى الإرهاب ومجتمعات محبطة تحت حكم الطغاة". ويرى الكاتب أنه حان الوقت للتغلب على عدم فهم العرب وعدم التواصل معهم والذى يتم من خلال التعامل مع الحقائق وليس مع الأوهام . ويعتقد "رومنى" أن "أوباما" كان سلبيا مع الإسلاميين ويرى أيضا أنه يمكن خفض المساعدات لمصر، ولكن إذا حدث هذا سوف يتحول الاهتمام الأمريكى إلى مكان آخر. ويرى "كوهين" أن "مرسى" الذى درس فى كاليفورنيا، ذهب الى أمريكا بهدف توسيع التجارة وزيادة السياح والقضاء على الفساد ولابد من الفصل بينه وبين جماعة الاخوان فى مصر الجديدة ورغم أن البديل الاستراتيجي أمام واشنطن محدود، إلا أنها مازالت تمتلك السلطة، التي يجب أن تستخدمها لتحريك مرسي عن الإخوان المسلمين، ونحو الوسط الذي يجب أن تكون مصر عليه، خاصة أن "مرسي" مستعد لتقديم تنازلات.