3 محاور رئيسية لاستراتيجية الشركة المستقبلية لا تستطيع أن تعود للوراء لتبدأ من جديد، لكن كن قادراً على أن تبدأ اليوم وتصنع نهاية جديدة، فأجمل ما حولك أمل يتجدد لا ينتهى، إن السعادة تكمن فى متعة الإنجاز وعظمة المجهود، وكذلك الرجل حكمته لا تيأس إذا تعثرت أقدامك، فالطائرة تعاكس الرياح فى طريقها إلى التحليق. كلما ذهبت داخل نفسك زاد نضجك، فقد تمنحك الحياة تجارب تجعلك أكثر صلابة وقوة، اعلم أن البحر مؤلف من قطرات، وأن فى كل قطرة تحمل كل ما فى البحر من معان، وهكذا الأخطاء فى منهجه دروس فى الحكمة، وعلى هذا سطر مشوار رحلته. فايز طهيو رئيس مجلس إدارة شركة تيم لتداول الأوراق المالية.. دستوره قطرة من الحكمة خير من بحر من الثروة، لكونها حماية من الخسائر، الأخلاق والالتزام والصراحة مبادئ فى قاموسه لا تقبل المساومة، النجاح فى منطقه مرهون بالسعادة. لوحة عريضة تملأ حائط المدخل الرئيسى، صممت كشجرة متعددة الأفرع، لكل منها سجل لواحد من الأسرة، مقتنيات تحكى محطات مهمة فى تاريخ العائلة، بعض الديكورات تصطدم بها عند مدخل حجرة مكتبه، محتويات الحجرة تبدو بسيطة، لا شىء يلفت الانتباه، سوى مجموعة من كتب التراث، ومجلد كبير يرتبط بذكريات ومسيرة والده، أجندة ذكريات، تسطر حياته منذ عمله فى مجال الملاحة البحرية، والقطاع المصرفى، حتى استقر به الحال فى صناعة سوق المال. بمنطق العمر يكسب الخبرة، ويكسب العقل الحكمة كان تحليله للمشهد الاقتصادى قائما على ذلك.. «المشهد الاقتصادى تغير تماما، وأصبح فى مكان آخر أفضل من سنوات ماضية، واجه الكل فيها معاناة كبيرة، بالأمس القريب كان الارتباك مسيطرا، والمشهد يحمل التشاؤم، كدنا الدخول فى نفق مظلم، لكن مع الإجراءات الإصلاحية تبدل الوضع، وبدأت خطوات التعافى والانطلاق، مع حزمة إجراءات، ساهمت فى تراجع التضخم، لمستويات مقبولة، واستقرار سعر الصرف، وتعافى العملة الوطنية وخفض الفائدة بعدما حققت دورها» من هنا بدأ الحوار. ذو الخبرة يعلم أكثر، وكذلك محدثى خبرته ودراسته الطويلة منحته دقة فى الحديث وأنه بجانب كل هذا التعافى، تؤكد الحجج بقوة الاقتصاد فى ظل ما اتخذ من إجراءات متكاملة فى البنية التحتية، خاصة بالمدن الجديدة، بما ساهم فى تحقيق التنمية، وأيضاً على الصعيد الصادرات التى شهدت طفرة، والواردات التى تراجعت، بفضل سياسة إحلال محل الواردات. لكن يبقى السؤال الذى لا يزال يمثل جدلاً.. لماذا لم يحصد رجل الشارع ثمار هذه الإصلاحات؟ لحظات صمت وهدوء ترتسم على ملامح الرجل.. يقول إن «الاقتصاد واجه العديد من المطبات والصعوبات، وبسبب سياسات اقتصادية خاطئة، دخل مرحلة النفق المظلم، ومع الإصلاحات الاقتصادية، تحمل رجل الشارع الفاتورة، مما انعكس سلبا على معيشة المواطن، ولكن مع التعافى بدأ يشهد حراكا فى تراجع أسعار السلع، والاهتمام بالإنتاج، ومع زيادة الدخول سوف يشعر بصورة كاملة بهذه الثمار خلال عام، أو عامين». الشجاعة والمصداقية من السمات التى نشأ عليها، وكذلك حينما يتحدث عن السياسة النقدية يتسم بالصراحة، ويصف ما اتخذ بها من إجراءات بالقوة، حيث تسير فى مسارها الصحيح، ونجحت هذه السياسة فى تحقيق التوازن من خلال استخدام أدواتها لكبح معدلات التضخم التى وصلت إلى مستويات مخيفة مع انطلاقة الإصلاح الاقتصادى، ثم تراجعت بصورة كبيرة، وهو ما أتاح للبنك المركزى الفرصة فى الاتجاه إلى تخفيض أسعار الفائدة للعمل على تحقيق النشاط للاقتصاد. إذن هل لا نزال فى حاجة إلى مزيد من عمليات خفض أسعار الفائدة؟ بهدوء وثقة يجيبنى أن «البعض ربط بين نمو ما قبل عام 2010، وخفض أسعار الفائدة، وبتحليل المشهد يتبين أن نمو تلك الفترة لم يقم على اقتصاد حقيقى، وإنما على عمليات بيع للأراضى واستغلالها عقارات، ولم يكن قائما على الإنتاج والصناعة». لا تزال الأموال الساخنة تمثل جدلا بين الخبراء والمراقبين فى كونها مفيدة للاقتصاد أم تمثل عبئا على الدولة، لكن محدثى له وجهة نظر خاصة فى هذا الصدد تبنى على أن مثل هذه الأموال غير مقلقة، باعتبار أنه يتم توجيهها إلى الاستثمار، وتحقق عوائد، ومن خلال هذه العوائد يتم سداد أعباء الدين. العمل الجاد والإتقان من السمات التى تضيف للرجل فى شخصيته، عندما يحلل ملف السياسة المالية، يتكشف من حديثه عدم رضاه عن مسارها، بسبب المغالاة فى عملية الضرائب، وحصرها فى فئة محددة، دون باقى الشرائح الأخرى.. يتساءل قائلا «لمصلحة من يتم فرض ضرائب على الشركات والمستثمرين الذين يحققون خسائر، وليس المحققين أرباحا؟». العهد والالتزام بالكلمة أسلوب حياة للرجل، وكذلك على الحكومة انتهاج ذلك فى ملف القطاع غير الرسمى، بالعمل على تقديم المزيد من المحفزات الضريبية لأصحاب الصناعات العاملة فى هذا القطاع بما يساهم فى تعظيم الإيرادات، ولكن غياب الثقة بين القطاع والحكومة يحول دون الوصول بصورة كبيرة للعاملين بالقطاع، رغم ما يتخذ من عمليات للتحول الرقمى والشمول المالى. خبرته الطويلة فى مجال الاستثمار تعجله أكثر دقة فى تحليل الملف، الذى يتطلب العديد من الإجراءات الخاصة من عمليات ترويج، وتوفير كل متطلبات المستثمرين، حيث أنه غير مقبول ألا تتوافر محفزات للإنتاج فى الصناعات المختلفة، بما يساهم فى نشاط حركة الاستثمار، مع تحسين مناخ البيئة الاستثمارية. يظل قطاع الصناعة والإنتاج من القطاعات القادرة على قيادة الاقتصاد الوطنى ونموه، لما يمثله من كثافة عمالية، وقدرة على الإنتاج وتوفير العملة الصعبة، نتيجة التصدير. لا يخفى الرجل انحيازه إلى قطاع تكنولوجيا المعلومات التى بات يمثل عمودا رئيسيا فى كل القطاعات، والتى تقوم عليه العديد من الصناعات الرئيسية، بالإضافة إلى الاهتمام بالسياحة واللوجستيات. القطاع الخاص يمثل الشغل الشاغل للرجل، لكونه واحدا من الذين كانوا شاهدين على دور القطاع الخاص الذى تغير دوره بعد ثورة 52، وبات يمثل جدلا فى المشهد، بسبب تصرفات قلة، لكن يظل القطاع فى حاجة إلى دعم وتشجيع متواصل من الحكومة، من خلال مشاركته فى المشروعات القومية الكبرى، مع قيام القطاع ذاته إعادة النظر فى نسبة هامش الربح. يظل ملف الطروحات الحكومية صداعا بالرأس، بسبب مرور سنوات على الملف ولم يتخذ بشأنه إجراء فى ظل سوق يسير من السيئ إلى الأسوأ، لكن ذلك لا يمنع من قيام الحكومة بالطرح فى ظل احتياج سوق الأوراق المالية إلى منتجات جديدة، ولابد أن تشهد السوق أطروحات جديدة وليست قائمة بسبب العديد من المشكلات التى تواجهها، ومنها متوسط سعر السهم. يظل الرجل منشغلا بالمشهد فى البورصة، بسبب الضربات التى تتعرض لها فى ظل تجاهل الدولة إنقاذ التعاملات من خلال إلغاء الضرائب المفروضة على البورصة، وهو أمر بات حتميا لانتشال السوق من عثراتها. الثقة بالنفس هو أن تعتقد فى نفسك اعتقاداً راسخاً بإمكانية تحقيق كل طموحاتك، وهو ما سعى الرجل إلى أن نجح فى تأسيس كيان مالى، يساهم فى دعم صناعة سوق المال، من خلال تحديد استراتيجية قائمة على 3 محاور رئيسية قادرة على تحقيق طموحات الشركة، من خلال التوسع فى الفروع، وذلك حال تحسن السوق، وكذلك العمل على التوسع فى قاعدة العملاء الأفراد والمؤسسات. لا يقاس النجاح بالموقع، بقدر ما يقاس بالصعاب التى يتغلب عليها ومن هذا المنطلق يسعى الرجل إلى تحقيق المزيد من النجاح والوصول بشركته إلى الريادة، بحيث تكون فى قائمة الكبار بسوق الأوراق المالية.. فهل ينجح فى تحقيق ذلك؟