3 فروع جديدة مستهدف تأسيسها للشركة خلال 2020 لا توجد شجرة لم يهزها ريح، ولا يوجد إنسان لم يهزه فشل، لكن توجد أشجار صلبة، ويوجد أشخاص أقوياء فكن منهم، اعلم أن الصواعق لا تضرب سوى قِمم الجبال الشامخة، وأما المنحدرات فلا تذهب إليها إلا المياه الراكدة.. هكذا الحكمة، وكذلك محدثى إيمانه أن التجربة الجديدة والمعاناة، مهما كانت نتائجها هى من تصل بك إلى القمة، وهو ما تحقق معه. الأمور التى تعرفها تعادل فى حجمها حفنة الرمل، أما الأمور التى لا تعرفها تعادل حجم الكون، ونفس الأمر فى خوض التجارب، فلها فائدتها، حتى لو مؤذية، بهذا المنطلق بدأ مسيرته منذ نعومة أظافره. رادين شمس العضو المنتدب لشركة «ميدكاب» لتداول الأوراق المالية.. الحكمة فى قاموسه ليست بقياس التجارب، وإنما بقياس استيعابه، وهو ما منحه خبرة منذ سنواته الأولى، يبحث دائما عن الحق، الصراحة ربما يصفها البعض نقطة ضعف، لكنه يعتبرها قوة فى شخصيته، يفتش عن الجديد حتى يضيف لمسيرته. 6 أمتار هى المسافة بين مدخل الباب وحجرة مكتبه، لوحات فنية تتسم بالطابع الغربى، وتفاصيل ترتبط بالمدينة الأوروبية، ربما لذلك سبب، وهو والدته التى تنتمى لإحدى هذه الدول، روايات أدبية معظمها يرجع إلى الأدب الروسى، تتصدر المشهد الأمامى لمكتبه، مقتنيات ذهبية، تماثيل تحكى حضارة بلد والدته، غلب عليها التصميم العثمانى، حاسب آلى وصور لأسرته الصغيرة، هى كل ما يتكشف على سطح المكتب.. سطور متباعدة دونها على سطح حاسبه الآلى، بدأت برسالة وفاء تكشف دور والدته فى حياته، وثقته فى نفسه عند خوض تجربة جديدة. هدوء وترتيب للأفكار عندما يحلل، دقيق فى عباراته، لكونها مكتسبات من والده، صريح فيما يقول، يتكشف ذلك حينما يقيم مشهد الاقتصاد، يبدو متفائلا بصورة كبيرة.. حينما سألته عن سر التفاؤل رغم أن البعض لا يزال يسيطر عليه غموض المشهد.. أجابنى بثبات أن «المشهد قبل سنوات كان مخيفا، ولم يكن هناك مؤشرات أو حتى رؤية لوضع الاقتصاد، ولكن تبدل الحال بعد حزمة من الإجراءات الإصلاحية، ساهمت فى تعافى وتحسن وضع الاقتصاد». يتفاخر محدثى بصراحته عندما يحدد نقاط القوة فى المشهد الاقتصادى الوطنى، يعتبر أن الإصلاحات الاقتصادية كتبت شهادة ميلاد للاقتصاد، فى ظل استقرار لأسعار الصرف، وقوة للعملة المحلية أمام الدولار، وكذلك تراجع البطالة، ومعدلات التضخم، والتوجه نحو الإنتاج والصناعة، من خلال حزمة مبادرات داعمة للقطاعات المهمة، التى تساهم فى النمو. لكن رغم كل هذه الإجراءات الخاصة بالإصلاحات والإشادة الدولية التى تضع التجربة المصرية فى مقدمة التجارب الناجحة، إلا أن رجل الشارع لا يزال يعاني. علامات تعجب ترتسم على وجه الرجل يتساءل قائلا «كيف ذلك؟ وبالفعل بدأ رجل الشارع يجنى ثمار الإصلاحات الاقتصادية»، مبررا ذلك بالتراجع فى أسعار السلع الرئيسية، وأيضاً شبكة الطرق والبنية التحتية التى شملت كل المناطق، وساهمت فى تسهيل العديد من توسيع نطاق الاستثمار، وبمقارنة المواطن لحاله مع ما سبق، يعد الأفضل بمراحل رغم أنه فى انتظار المزيد من ثمار الإصلاحات. «أن يكون لنا حق التجربة والخطأ والصواب» هكذا يبنى الرجل فلسفته، ونفس الأمر بالنسبة لمشهد السياسة النقدية، التى بدأت فى محاولة لتصحيح مسار الاقتصاد، ورغم المخاوف من تعثرها، إلا أنها نجحت فى التعامل مع العديد من التحديات من خلال أدواتها المالية، خاصة فى مواجهة غول التضخم، برفع أسعار الفائدة، التى نجحت فى أمرين، أولهما وقف نمو التضخم، والآخر استقطاب الاستثمارات الأجنبية فى أدوات الدين سواء سندات أو أذون خزانة، وبالتالى تعظيم الاحتياطى النقدى الأجنبي. إذن البنك المركزى اختار الوقت المناسب لتنفيذ سياسة توسعية. يجيبنى قائلا: «إن البنك المركزى اتبع سياسة توسعية بسبب تراجع مؤشر معدلات التضخم، وانخفاض أسعار الفائدة المستمر بهدف العمل على تنشيط الاستثمار، واستقطاب المزيد من الأموال المحلية والأجنبية». إصرار الرجل على موقفه ورؤيته ليس من منطلق إثبات الذات، وإنما استنادا إلى مبررات حينما يتحدث عن استثمارات الحافظة أو أدوات الدين، يعتبرها شرا لابد منه خاصة مع بداية الإصلاحات الاقتصادية للدول، بالإضافة إلى أنها تعزز الثقة فى الاقتصاد، وهو ما يمنح قدرة للمستثمرين على توجيه عوائدها إلى الاستثمارات المباشرة. رغم أن البعض لا يزال يخشى مخاوف التوسع فى الاقتراض الخارجى، ووصول الدين الخارجى إلى مستويات مقلقة، إلا أن محدثى له وجهة نظر خاصة فى هذا الصدد تبنى على أن مثل هذه القروض توجه إلى استثمارات، ولا خوف من ارتفاعها، حيث أنه بتحليل العديد من اقتصاديات الدول، يتبين أن مستويات الديون لديها مرتفعة، ورغم ذلك تسير فى مسارها الصحيح، من خلال نموها الاقتصادى، ولكن مطلوب من الدولة العمل على تخفيض الاقتراض وإعادة النظر، خاصة فى ظل تعافى وتحسن الإيرادات الدولارية. الحرص على ترتيب الأفكار عند الحديث عن الملفات المهمة، هو ما يسعى إليها الرجل، حينما يتحدث عن السياسة المالية، يعتبر أن لها دورا كبيرا فى عدم إحساس رجل الشارع بثمار الإصلاحات الاقتصادية، خاصة أن المواطن لا يحصل مقابل هذه الضرائب التى يتحملها على خدمات جيدة، من هنا يكون الاعتراض، ولمحاولة التخفيف عن الشرائح المنتظمة فى سداد الضرائب، بجذب فئات جديد، وكذلك العمل دخول الاقتصاد الموازى ضمن منظومة الدولة، سوف يساهم فى زيادة الإيرادات بصورة كبيرة، ولكن هذا الملف يعتبر من الملفات الصعبة لتحقيق الدولة لخطتها، التى قد تستغرق وقتا لضم هذا القطاع. خوضه لتجارب البيزنس منذ سنوات عمره الأولى، وتشجيع والده له، منحه قدرة على تحليل الأمور بموضوعية وصراحة، والفرص المتاحة فى مثل هذه التجارب، يعتبر أن ملف الاستثمار من الملفات المهمة، التى أشارت إليها القيادة السياسية مرارا وتكرارا، ومن هنا يتطلب جهدا مضاعفا من الحكومة، من خلال الترويج، وإعلان أفضل الفرص الاستثمارية، وكذلك العمل على فض المنازعات بما يحقق الاستقرار للمستثمرين والاطمئنان على استثماراتهم. إذن هل توجد قطاعات بعينها لديها القدرة على تشجيع الاستثمار، وجذب المزيد من المستثمرين الأجانب؟ البحث عما يفيد الاقتصاد، دائما هدف الرجل.. يقول إن «القطاع الصناعى العمود الفقرى لتحقيق نمو اقتصادى سريع، لما يحققه من توفير فرص عمل، والعمل على زيادة الصادرات، وتخفيض الواردات». ليس قطاع الصناعة فقط فى اهتمامات الرجل وإنما أيضاً القطاع السياحى الذى يتطلب عملا مستمرا، وتطويرا دائما، وكذلك التعدين والبترول الذى يمثل ماردا فى حلقة الاقتصاد، بالإضافة إلى اللوجستيات الذى تعتمد عليها الدول. يمثل القطاع الخاص الشغل الشاغل للرجل، ربما بسبب عمل والده الحر، وأيضاً خوضه مجال البيزنس منذ نعومة أظافره، وخوض العديد من التجارب التى واجه مطبات معها، يعتبر أن القطاع الخاص فى حاجة إلى مزيد من الدعم، وتعظيم الثقة بينه وبين الحكومة، خاصة أنه يقوم بواجبه بالالتزامات المقررة عليه، كما فى حاجة إلى تقديم خدمات للمواطنين، ودعم دوره فى التنمية الاقتصادية، والمجتمعية، كما أن الحكومة بدأت تتيح الفرصة أمام القطاع بالشراكة فى المشروعات. الإصرار على تحقيق الهدف، من السمات الممنوحة للرجل، وكذلك حينما يتحدث عن ملف الطروحات، يتكشف من حديثه رغبة الشديدة فى السوق لدخول طروحات، خاصة مع خفض أسعار الفائدة، التى تعمل على جذب المستثمرين، مع سرعة طرح الشركات الحكومية، خاصة الجديدة، مع العمل على دعم البورصة من خلال المزيد من المنتجات الجديدة، وإعادة النظر فى الضرائب، وتكثيف العمل على الترويج. استوعب طموحه وأحلامه منذ وقت مبكر، فحقق ما يريد فى كل مرحلة من حياته، بالعمل فى القطاع المصرفى، ثم مجال صناعة سوق المال، منذ تولى مسئوليته بالشركة، مع مجلس الإدارة حرص على تحديد استراتيجية تقوم على 4 محاور توسعية، باستهداف 3 فروع جديدة، غير القائمين، على أن يتم فتح هذه الفروع فى واحدة من محافظات الصعيد، سواء المنيا أو أسيوط، وكذلك فرع بالقاهرة الجديدة، والمنصورة بالدقهلية بنهاية 2020، وكذلك التوسع فى المنتجات المستحدثة، سواء شورت سيلينج، أو شراء بالهامش، وإدخال نشاط البحوث، بما يساعد على تقديم خدمة مميزة للعملاء، بالإضافة إلى توسيع قاعدة العملاء الأفراد والعرب، والمؤسسات المالية الكبرى، المحلية والعربية. للوطن عشق خاص فى حياته، يحرص على المعرفة والبحث عن كل كبيرة وصغيرة طالما لها علاقة بتراب بلده، محطات اتسمت بالتجربة، والاستفادة من دروسها فى رحلته، لا ينسى الفضل لكل من قدم له العون، عاشق للمعرفة، بكل مجالاتها، مغرم بالرياضة، ومحب للألوان التى تمنحه الصفاء والهدوء، والنماء، يظل يبحث عن المزيد حتى يصل إلى مرحلة الرضاء عن النفس والوصول بالشركة للصدارة فى مجال صناعة الأوراق المالية.. فهل ينجح فى ذلك؟