الكابلات المكشوفة.. مصائد الموت (2)

أعمدة متهالكة بالدقهلية.. والضغط العالى يمر وسط الكتلة السكنية فى الغربية.. والمواشى صُعقت فى المنوفية
ما زالت عشرات القرى بمحافظات مصر تعانى من الأسلاك المتهالكة وكذلك أعمدة الإنارة التى أصبحت تهدد أرواح المواطنين، ناهيك عن أسلاك الضغط العالى التى تمر داخل الكتلة السكنية، مما يعرض الأهالى إلى العديد من الأمراض وانتشار الأمراض الخبيثة والسرطانية، أما أعمدة الإنارة المتهالكة فحدث ولا حرج، نجد الأعمدة آيلة للسقوط فى أى وقت، ناهيك عن تعرض العديد من الأطفال والأهالى للموت صعقاً، خصوصاً فى فصل الشتاء والتى تتعرض فيه الشوارع للغرق بسبب الأمطار مما يزيد من حالات الصعق بالكهرباء بسبب المرور بجوار هذه الأعمدة أو لمسها.
وترصد «الوفد» بمحافظات مصر تهالك الأعمدة والمحولات المكشوفة التى تعرض حياة المواطنين للهلاك.
أعمدة الإنارة وأبراج الضغط العالى بمحافظة الدقهلية لازالت صداعًا فى رأس المسئولين حيث كانت ولا تزال مشكلة غاية فى الخطورة نظرًا لأن تعاقب المسئولين لم يهتموا بالصيانة والتطوير لإنقاذ أرواح الأبرياء من مواطنى المحافظة.
فقد شهد العام الماضى وتحديدا مع بداية فصل الشتاء حالات تسببت في إزهاق أرواح بشر وحيوانات ومن بينها مصرع محمود محمد يوسف محمد شاهين 25 سنه من قرية «دماص» بمركز ميت غمر؛ نتيجة صعق كهربائى من أحد أعمدة الإنارة العامة بالشارع، وأكد شهود العيان أن الشاب لمس أحد أعمدة الإنارة العامة فى الشارع أثناء توجهه إلى منزله ووصل إلى المستشفى جثة هامدة.
فى شهر ديسمبر الماضى لقى أحمد عرابى 20 عاماً طالب بالفرقة الثانية بكلية الهندسة مصرعه بالدقهلية، صعقا بالكهرباء إثر لمس عمود إنارة بالشارع على «ميزانية ميت فارس» أثناء هطول الأمطار .
يقول مصطفى العش رئيس لجنة الوفد بمركز ميت غمر: إن لدينا الكثير من التحفظات نتيجة الإهمال ليس من اليوم ولكن هذا على المدى البعيد، فمعظم الطرق المؤدية لقرى مركز ميت غمر تحتاج للصيانة والأعمدة تحتاج لمصابيح إنارة، فعلى سبيل المثال «عزبة واصف» الأعمدة بها متهالكة للغاية، وكذلك الأعمدة الموجودة على جانبى الطريق المؤدى إلى كوبرى الصافورية فى ميت غمر، والتى تهدد حياتهم وحياة أهالى العزب المجاورة لهم.
حيث شكا أهالى العزبة، أن الطريق المؤدى إليها من كوبرى الصافورية حتى مدخلها، يمثل خطرًا عليهم ويهدد حياة أبنائهم، حيث إن معظم الأعمدة على جانبى الطريق يكسوها الصدأ، وتسقط تلك الأعمدة يومًا بعد يوم، ما يتسبب فى زيادة أعداد الحوادث، وكذا الأسلاك العارية التى تسبب الموت السريع لأى شخص يلامسها أو حتى المرور بجانبها أثناء هطول الأمطار.
ويضيف مصطفى النجار رئيس لجنة الوفد بكفر الصلاحات بمركز بنى عبيد إن مشكلة الكهرباء هو تهالك الأعمدة الموجودة،والأسلاك بدون عوازل، منذ أكثر من 8 سنوات، حيث لم يطرأ عليها أى تغير باستثناء عزبة «الادايمة»، والتى تم عزل السلوك بها على حساب الأهالى بمعرفة الوحدة المحلية،هذا بالإضافة إلى ان معظم الطرق ليس بها أعمدة إنارة رغم أهميتها على الطرق الرئيسية مثل طريق ميت فارس الصلاحات والذى لا يوجد به أى عمود للإنارة،
رغم انه يربط بقرى الوحدة المحلية بميت سويد.
ويضيف عاطف الموندى عضو لجنة الوفد ببنى عبيد، قائلاً: طريق قرية غازى مصبح لا يوجد به أى عمدان للإنارة، وهو طريق يربط بين الدقهلية والشرقية، وقرية التحسين لا يوجد بها أى أعمدة إنارة، وتعتمد على الحصول على التيار الكهرباء من الضغط العالى مباشرة إلى المحول، وكذا عزبة عامرية تابعة الوحدة المحلية بالصلاحات جميع الأعمدة متهالكة.
كما أن قرية الطلمبات ببنى عبيد بها «محول كهرباء» اختفى الباب الخاص بتأمينه ليصبح الآن بدون باب وبدون عازل عن يد الصغار، وفى ارتفاع قريب من يد الأطفال مما يعرضهم للخطر الداهم وما نحتاجه على وجه السرعة أعلاقة لحماية أطفالنا.
وأكد محمود عبدالله جاد من قرية الجنينة بمركز منية النصر بضرورة إنقاذهم من وجود أسلاك الضغط العالى داخل القرية وسط مساكنهم، وهو بالطبع يعرض أولادهم وحياتهم للخطر سواء من مشكلة الشتاء والإخطار لسقوط تلك الأسلاك،أو الخطر من الذبذبات التى تضر بالصحة العامة للأطفال، مدللا على وجود 10 حالات ماس كهرباء وقعت فى نهاية شهر ديسمبر الماضى، أضف إلى ان الطريق التى تعد شريان الحياة بين طريق الجنينة دكرنس وطوله 15 كيلو لا يوجد به عامود إنارة واحد رغم انه طريق يصل بين ميت فارس الواصل لمحافظة دمياط، الأمر الذى يجعل السير، والتنقل بعد المغرب شيئًا صعبًا لانتشار البلطجية والسرقة، وما نطالب به محول كهرباء ونقل الضغط العالى من القرية، وزرع أعمدة كهرباء لإنارة الطريق حماية لأهالينا وخاصة الطلبة من الفتيات والنساء وموظفينا من الذين يخرجون لأعمالهم يوميا وقد تضطرهم الظروف للتأخير.
على جانب آخر أكد الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية الجديد على أن لديه رؤية لهذا الملف، حيث يتابع التنسيق فيما بين خطة عمل شركة الكهرباء بالمحافظة بالتعاون مع الوحدات المحلية، فى شن حملات لمراجعة جميع الأعمدة وخصوصًا أمام أماكن التجمعات ومجمعات المدارس للتأكد من عزلها جيدًا.
وتواصل المحافظة تشكيل لجان لإعداد تقارير عن حالة أعمدة الإنارة، بجانب أعمال الصيانة اللازمة والتأكد من جاهزيتها لمواجهة السيول.
وفى محافظة الغربية يتجرع الأهالى مرارة امتداد أسلاك الضغط العالى داخل الكتلة السكنية وفى مقدمتهم قرية شبرا النملة مركز طنطا، وقرية المعتمدية وكفر دمتنوا مركز المحلة الكبرى، مما يشكل خطرا كبيرا يهدد أرواح الأهالى ويعرضهم للمرض خاصة بعد أن أثبتت الدراسات العلمية خطورة المجال المغناطيسي التى تصدره تلك الأبراج ذات الضغط العالى ومسئوليتها عن انتشار الأورام الخبيثة والسرطانية.
تعتبر قرية شبرا النملة مركز طنطا من أكثر القرى امتداداً للأسلاك الضغط العالى وهو ما يتسبب فى ملاقاة العشرات
من المواطنين والحيوانات مصرعهم جراء الصعق بالتيار الكهربائى.
قال السعيد لطفى من أهالى القرية: أسلاك الضغط العالى قنبلة موقوتة تهدد حياتنا كل لحظة ونخشى على الاستيقاظ كل يوم على كارثة يذهب ضحيتها فلذات أكبادنا وأعز ما نملك.
وطالب لطفى من المسئولين بسرعة التخلص من تلك الأبراج الخطيرة واستبدالها بكابلات أرضية حفاظاً على أراح المواطنين.
كما قدم أهالى قرية العتمانية نداء عاجلًا واستغاثة إلى رئيس الوحدة المحلية ومجلس المدينة ومحافظ الغربية وذلك لتهديد حياة المواطنين من خلال وجود أسلاك كهربائية عارية فى الشارع.
وطالب الأهالى بتغطية الأسلاك فى الأعمدة الخاصة بالإنارة حتى لا يتسبب ذلك فى وفاة أحد المواطنين إلا أنه لم يتم الاستجابة لشكواهم والرد عليهم.
واشتكى أهالى قرية المعتمدية من انتشار أعمدة الإنارة المتهالكة بطول مدخل القرية وشوارعها وتعرض كثير من الأهالى للصعق خاصة فى موسم الشتاء.
وقال المهندس الحسينى مرسى، مدير الإنارة العامة لمركز ومدينة طنطا: إن هناك مخصصات مالية معتمدة لكل محافظة من قبل وزارة الكهرباء للاستبدال الاعمدة ذات الضغط العالى بكابلات أرضية وأن هناك كثيرًا من القرى تم الانتهاء منها إلا ان المخصصات المالية لم تكف باقى القرى ومن المقرر إدراجها الفترة المقبلة للمحافظة على أرواح المواطنين.
وأشار الحسينى إلى وضع خطة للاستبدال الأعمدة المتهالكة بأعمدة سليمة وجار العمل بها على قدم وساق.
وتسببت الأعمدة المتهالكة بمحافظة بنى سويف فى وقوع حوادث عديدة للأطفال وإزهاق أرواح العديد من المواشى نتيجة الصعق الكهربائى ومع تقلبات الجو وسقوط الأمطار فى فصل الشتاء أصبحت أعمدة الكهرباء المنتشرة بالشوارع كابوس مخيف يهدد حياة المارة.
وباءت جميع المحاولات لتغيير خطوط الضغط العالى او تغيير مسار أسلاك الكهرباء المارة عبر الشوارع والمنازل بحجة صعوبة نقل الاسلاك والكابلات تحت الأرض بدلاً من مدها عبر الشوارع للتكلفة العالية ولا يتحرك المسئولون إلا إذا وقعت حادثة بصعق العديد من الأرواح.
يقول خالد توفيق، مدرس: إن ظاهرة الاسلاك العارية بأعمدة الإنارة المنتشرة بالشوارع مخيفة جدا وعقب سقوط الامطار لولا ستر الله لصعق ابنى بعدما لحقه احدالماره تصادف مروره بالشارع الامر الذى دفعنى للاتصال بالكهرباء والوحده المحلية خوفاً على أبنائنا ووضع عوازل على الاسلاك ضد الامطار وعندما سالت مسئول الكهرباء عن بدائل للأسلاك الممتدة من الأعمدة أو نقلها اجابنى بالرفض.
وأضاف محمد الملاح، تاجر أن ترك الأسلاك بهذا الشكل خطر على حياتنا وإهدار لمال الدولة ويدفع اصحاب النفوس الضعيفة لسرقة التيار الكهربائى.
من جانبه كشف مصدر بكهرباء الريف والوحدة أن نقل أعمدة الكهرباء والاسلاك باهظ التكاليف ولابد من قرار حكومى موجه لشركات الكهرباء لانه مرتبط بالبنية التحتية ولا حلول حالية للأسلاك المارة بأعمدة الشوارع سوى المتابعة المستمرة لانقطاع الكهرباء أو توصيل الأسلاك بالأعمدة.
وانتشرت كابلات الكهرباء وأسلاك الأعمدة المكشوفة فى الكثير من قرى محافظة المنوفية حيث تمثل خطورة فى فصل الشتاء ومع سقوط الأمطار الغزيرة تشكل خطراً كبيراً وتهدد حياة الأهالى التى قد يتعرضوا للصعق والموت مثلما حدث فى الموجة الأخيرة منذ أسبوعين، حيث شهدت محافظة المنوفية حالات موت صعقا بالكهرباء نتيجة ملامسة أعمدة الإنارة وكالات الكهرباء المكشوفة حيث راح ضحيتها الكثير من المواطنين والأطفال.
وقد حذر ديوان عام المنوفية عن طريق جميع الوحدات المحلية بمناشدة المواطنين بالبعد عن أعمدة الإنارة خلال سقوط الأمطار وبعد انتهاءها حتى لا يتعرض احد للصعق والموت كما حدث من قبل فى الموجة الأخيرة، كما حذرت من استخدام الهواتف المحمولة للتصوير أثناء وجود الرعد والبرق وذلك من أجل سلامة المواطنين وعدم تعرض أحد للموت صعقاً.
وشدد اللواء إبراهيم أحمد أبوليمون محافظ المنوفية على جميع الوحدات المحلية بالمحافظة بعمل صيانة دورية لجميع أعمدة الإنارة بالقرى ومتابعتها وذلك للحفاظ على سلامة أهالى محافظة المنوفية بعد تعرض المواطنين للصعق الكهربائى خلال موجة البرد الشديد والأمطار الماضية.