ضبط شخصين لتوزيع دعاية انتخابية غير قانونية بمحيط لجان البحيرة    وزير الاستثمار يبحث مع نائبة وزير التجارة الإندونيسي سبل تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين    مدبولي: معرض إيدكس نجح في جذب عدد كبير من الدول والشركات العالمية    حقيقة استبعاد محمد شريف من معسكر منتخب مصر في قطر    الطب الشرعي يُثبت اعتداء عامل على 4 أطفال داخل مدرسة دولية بالإسكندرية    في يومهم العالمي.. 5 رسائل من الأزهر لكل أسرة ترعى طفلا من ذوي الإعاقة    الاحتلال يكثف اعتداءاته في نوفمبر.. أكثر من 2100 انتهاك و19 محاولة لإقامة بؤر استيطانية جديدة    سكرتير عام المنوفية يشهد افتتاح معرض «ابتكار مستدام»    رومانو: برشلونة سيجدد تعاقد جارسيا لمدة 5 مواسم    كأس العرب - مؤتمر مدرب فلسطين: خسارة تونس من سوريا لا تعكس مستوى نسور قرطاج    رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بالزراعة: لا توجد دواجن مريضة في الأسواق.. واتهامات السردة إشاعات    دراما الأعلى للإعلام: نرفض أكاذيب قوائم الممنوعات.. وإجراءات قانونية ضد مروجي الأخبار غير الصحيحة    المفوضية الأوروبية تتقدم باقتراح بشأن قرض لتمويل تعويضات لكييف    صحة الإسماعيلية تجري الكشف على 916 مواطنًا في قافل طبية بقرية أم حبيب بالقصاصين    عاجل- الحكومة: 6.3 مليون مواطن استفادوا من خدمات هيئة الرعاية الصحية خلال 6 أشهر    الداخلية تضبط 3 أشخاص يوزعون أموال بمحيط لجان بأخميم    6 قرارات جديدة للحكومة.. تعرف عليها    زينة: "ماشوفتش رجالة في حياتي وبقرف منهم"    "القاهرة الإخبارية": إسرائيل ترسل وفدا سياسيا إلى لبنان لأول مرة وسط ضغوط أمريكية    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 3ديسمبر 2025 فى المنيا.. اعرف مواقيت صلاتك    وكيل لجنة مراجعة المصحف ورئيس منطقة الغربية يتفقدان مسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم    الداخلية تضبط طالبًا طمس لوحات سيارته فى البحيرة    محافظ الجيزة يتفقد أعمال تطوير حديقتي الحيوان والأورمان (صور)    فحص أكثر من 6.1 مليون طالب للكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم بالمدارس الابتدائية    ريهم عبدالغفور تحيي ذكرى وفاة والدها الثانية: "فقدت أكتر شخص بيحبني"    في عيد الكاريكاتير المصري الخامس.. معرض دولي يحتفي بالمتحف المصري الكبير    7 ديسمبر.. الإدارية العليا تنظر الطعون على نتيجة المرحلة الثانية لانتخابات النواب    انعقاد الاجتماع الرابع للجنة الفنية المصرية – التونسية للتعاون الاستثماري    الصليب والهلال الأحمر الدولي: فيضانات جنوب شرق آسيا كارثة إنسانية تتطلب دعما عاجلا    محافظة الجيزة ترفع 500 حالة إشغال خلال حملة بشارع عثمان محرم.. صور    عاجل- رئيس الوزراء يهنئ منتخب مصر للكاراتيه على الإنجاز العالمي التاريخي    مدرب تونس: طوينا صفحة الخسارة أمام سوريا وجاهزون لفلسطين    مراسل إكسترا نيوز: 18 مرشحا يعودون للمنافسة فى الفيوم بعد قرار الإلغاء    دونالد ترامب يحضر قرعة كأس العالم 2026    الأرصاد: استمرار انخفاض درجات الحرارة الملحوظ على مختلف أنحاء البلاد.. فيديو    ضبط سيدتين بحوزتهما كروت دعاية انتخابية بمحيط لجنة في دمنهور قبل توزيعها على الناخبين    بداية شهر رجب 1447 هجريًا... الحسابات الفلكية تكشف موعد ظهور الهلال    السيدة انتصار السيسي تحتفي بيوم أصحاب الهمم: قلوب مليئة بالحب    مصر تنضم رسمياً لمجموعة أصدقاء «عملية هيروشيما للذكاء الاصطناعي»    مصر السلام.. إيديكس 2025.. رسائل القوة بقلم    الصحة تعلن ضوابط حمل الأدوية أثناء السفر| قواعد إلزامية لتجنب أي مشكلات قانونية    لاول مرة فى مستشفي شبين الكوم بالمنوفية..استخراج ملعقة من بطن سيدة مسنة أنقذت حياتها    تفاصيل جريمة غسل أموال بقيمة 30 مليون جنيه    على رأسها رونالدو.. صراع مشتعل على جائزة مميزة ب جلوب سوكر    ستوري بوت | لماذا احتفى الشعب المصري والعربي ب «دولة التلاوة»؟    طلاب ثانية إعدادي يؤدون اختبار مادة العلوم لشهر نوفمبر بالقاهرة    هالاند: الوصول ل200 هدف في الدوري الإنجليزي؟ ولم لا    محافظ القاهرة يوجه بوضع خطة عاجلة لتطوير الحديقة اليابانية بحلوان    محافظ الإسكندرية يتفقد لجان الاقتراع بدائرة الرمل    وزير البترول والثروة المعدنية يستعرض إصلاحات قطاع التعدين ويبحث شراكات استثمارية جديدة    مجلس حكماء المسلمين يشارك بجناح خاصٍّ في معرض العراق الدولي للكتاب 2025    احتفاءً بأديب نوبل، القاهرة للكتاب والوطني للقراءة يطلقان مسابقة لإعادة تصميم أغلفة روايات محفوظ    أسعار الفراخ والبيض اليوم الاربعاء 3-12-2025 في الأقصر    الأمم المتحدة تحتفل باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة    الرئيس الكولومبي يحذر ترامب: مهاجمتنا تعني إعلان الحرب    دعاء صلاة الفجر اليوم.. فضائل عظيمة ونفحات ربانية تفتح أبواب الرزق والطمأنينة    «الوطنية للانتخابات»: إعادة 19 دائرة كانت قرارًا مسبقًا.. وتزايد وعي المواطن عزز مصداقية العملية الانتخابية    «السيدة العجوز» تبلغ دور ال8 في كأس إيطاليا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«أهالى تحت الضغط» فى انتظار الموت صعقاً بالكهرباء
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 25 - 02 - 2016

أن يلقى طفل مصرعه صعقًا بالكهرباء؛ إثر سقوط أحد كابلات الضغط العالى عليه بعزبة «سعد ميزار»، التابعة لقرية قحافة بالفيوم، أصبح أمرا طبيعيا بعدما تواجدت المساكن بالقرب من كابلات الكهرباء والضغط العالى، دون وجود مسافات فاصلة، وهو الأمر الذى أدى لوفاة الطفل عبدالرحمن 11 سنة إثر سقوط أحد كابلات الضغط العالى من أعلى شجرة كان موضوع عليها، خلال تواجده أسفلها.

تعددت حوداث كابلات الضغط العالى فلقيت ربة منزل مصرعها صعقا بالكهرباء، أثناء وجودها على سطح منزلها بمنطقة المنتزه، شرق الإسكندرية، إثر انقطاع كابل كهرباء الضغط العالى المار أعلى منزلها وسقوطه فوقها، لتتحول «اعتماد» 46 عاما، لجثة هامدة مصابة بحروق بمختلف أنحاء الجسم.
حالات الوفاة
وعلى جانب آخر، مع زيادة الأمطار وغياب عمليات الإحلال والتجديد لكابلات الكهرباء وعواميدها، توفى طالب عقب تعرضه للصعق الكهربائى نتيجة ملامسته عمود إنارة بمنطقة مساكن الحرمين فى الإسكندرية، ليلحق أمجد ، 15 عاما طالب، نتيجة الصعق بالكهرباء لملامسة العمود بعد هطول الأمطار.
وبالمثل توفى مسعود عبدالمقصود، 45 عاما، مزارع بقرية النوباربة بصعق كهربائى نتيجة سوء الأحوال الجوية وملامسة لأحد أعمدة الإنارة المتهالكة والتى لم يتم تجديدها، لينضم لقائمة الموتى بالصعق الكهربائى.
وطبقا لإحصائيات وزارة الكهرباء فقد وصل عدد حالات الذين توفوا نتيجة الصعق الكهربائى مع بداية شتاء 2016 حوالى 18 حالة وفاة.
لتتعدد أوجه الأزمة ما بين مناطق تم البناء بها على مقربة من حرم كابلات الضغط العالى، وقرى ونجوع تعانى من كابلات وخطوط الكهرباء المتهالكة، وتتشابه المشاهد ما بين أسلاك عارية وأبراج الكهرباء المكشوفة تحيط بالمنازل وقريبة من مداخل وشرفات المنازل.
قرية الزمرونية
وداخل قرية الزمرونية بمحافظة القليوبية، يعانى سكانها من تلك المشلكة فأغلب المنازل تحتضن كابلات الكهرباء، وارتفاعها لا يتعدى الدور الأول بشكل يهددهم ولا حل أمامهم سوى الابتعاد عنها وبالأخص أيام سقوط الأمطار.
تقول نعيمة محمد، ربة منزل، وإحدى سكان القرية إن أسلاك وكابلات الكهرباء لا يفصلها عن المنزل سوى مترين، وقريبة من شرفة المنزل، حتى إنهم يضطرون لتهوية الغسيل بالأدوار العليا خشية الصعق بالكهرباء، خاصة وأنها متهالكة وقديمة منذ قرابة 50 عامًا ولا يتم صيانة أو تجديد لها.
وتابعت «مع بداية الشتاء سقط أحد الكابلات ولكن لولا وجود شجر بالشارع، لسقط فوق المارة، واتصلنا بموظفى الوحدة المحلية وتم تركيبه مرة أخرى».
«الأطفال لا يعون خطورة تلك الكابلات، وبعضهم يلعب ويلهو بالقرب من الكابلات المكشوفة، وتقدمنا بشكاوى لنقلها للأرض، ولكنهم أكدوا أن التكلفة باهظة وحتى الآن القرية لا يوجد بها شبكة للمياه والصرف الصحى، فكيف يتم نقل الكابلات أولا، موضحا أحد أهالى القرية أنه «لا يوجد صرف صحى، وبالتالى عند سقوط الأمطار، تغرق القرية وتتساقط تلك الكابلات، ويستمر انقطاع التيار الكهربائى خشية أن يتعرض أحد للصعق نتيجة المرور على مقربة من الأسلاك الغارقة فى مياه الأمطار، والاستجابة ربما تأتى بعد عدة أيام، وتستمر المعاناة مع كل شتاء». وقال كرم محمد عوض الله، أحد سكان القرية وتسائل: «قمنا بانتخاب نواب جدد وعلى رأسهم النائب خالد يوسف، وكان أهم مطالبنا هى تغيير الأسلاك المتهالكة وعمل صيانة واستبدالها بكابلات أرضية، خاصة بالقرب من المدارس والمعاهد الأزهرية، فالطلاب يضطرون للسير على مقربة من تلك الكابلات المتهالكة، ونخشى أن يصابوا بمكروه ومجلس المدينة يرد علينا بأن تلك الأمور هى من اختصاص الشركة القابضة.
تلك الأعمدة تحولت إلى مصدر خطر ورعب على حياتهم، حيث تآكلت معظمها من الصدأ، وأصبحت مصدرا يهدد حياة المارة بالخطر وتمثل تهديدا خطيرا للمواطنين.
ويعيش أهالى العديد من القرى والأحياء مخاطر الحياة بالقرب من كابلات الضغط العالي، فمنطقة أم بيومى بحى شبرا الخيمة تواجدت بها الكابلات منذ 50 عاما ولكن الأهالى استوطنوا وبنوا داخل حرم الضغط العالى وأصبحوا عرضة للموت صعقا، خاصة أن بعض العقارات تحتضن كابلات الضغط وبعضها أغلق نوافذه المطلة عليها، خشية التعرض للصعق.
ويحكى عصام عبدالحميد، أن الشقق تحت الضغط سعرها رخيص وهو ما تسبب فى السكن هناك والكهرباء هناك بالمحاضر لأن ممنوع البناء ولكن كل فترة تأتى لنا غرامة كهرباء بقيمة ما تم استهلاكه ولا بد من دفعها وإلا السجن، وطالبنا مسئولى الحى بإزالة الكابل ولكنهم أكدوا أن الأزمة أزمتنا لأننا من قمنا بالسكن بجواره.
وتخشى «أم عصام» من استخدام شرفات منزلها المطلة على كابلات الضغط، بعد أن تعرضت جارتها للموت حرقا منذ عدة أعوام بسبب سقوط الكابل عليها أثناء الوقوف بالشرفة.
«أغلبها تجاوزت العمر الافتراضى بالمدينة»، مطالباً الحاج عبدالقادر أحد سكان أم بيومى، بحل سريع لهذه المشكلة وضرورة الكشف عليها وإزالة أعمدة الضغط العالى المنتشرة بطريقة عشوائية خاصة أنها مجاورة للمنازل وأصبحت قنبلة موقوتة تهدد أرواح الصغار قبل الكبار بأمراض خطيرة وعديدة من بينها سرطان الدم.
تحذير الائتلاف
من جهته حذر ائتلاف مهندسى محطات الكهرباء من انهيار الأبراج الكهربائية المنتشرة فى البلاد، والتى يزيد عددها على 170 ألف برج، مطالباً الحكومة ممثلة فى وزارة الكهرباء والمالية بالقيام بعمليات إحلال وتجديد لتلك الأبراج، ورفع المتهالك منها قبل فوات الأوان، لأن الدولة غير قادرة على عملية الإحلال مرة واحدة، لكون البرج الواحد يكلف الدولة أكثر من 3 ملايين جنيه، وتعانى معظم أبراج كهرباء الضغط العالى المنتشرة فى ربوع مصر من الإهمال وانتهاء عمرها الافتراضى، وهو ما يهدد بانهيارها نتيجة التآكل والصدأ الذى أصابها، وبحسب مسئولين فى كهرباء مصر، فإن هناك أبراجا زاد عمرها على مائة عام.
لافتين إلى أن: «انهيارها يؤدى إلى مقتل العشرات صعقاً بالكهرباء فى المناطق التى يتجمع حولها الأهالى فى بعض المدن أو أثناء سير بعضهم، بالإضافة إلى انقطاع التيار، ومعظم أبراج كهرباء الضغط العالى تعانى من الإهمال وانتهاء عمرها الافتراضى، وتحولت تلك الأبراج سواء فى الصحراء أو فى الحضر إلى شبح يهدد حياة المواطنين، وكانت قد تسببت سرعة الرياح فى مصر خلال الأيام الماضية إلى انهيار ثلاثة أبراج كهرباء فى محافظات الصعيد فى أسيوط والوادى، وتسبب انهيار تلك الأبراج بانقطاع التيار الكهربائى فى عدد من المناطق والتجمعات السكنية، وذلك بعد انقطاع أسلاك الكهرباء، كما تأثرت حركة السير على الطرق بشكل كبير.
وطالب ائتلافى مهندسى محطات الإنتاج والعاملين بالكهرباء بسرعة تشكيل لجان للصيانة الفورية للمرور على تلك الأبراج، خاصة أن أكثر من 70% منها داخل صحراء مترامية الأطراف يصعب الوصول إليها، وذلك بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية والمحليات، كما أن أحد أسباب ضعف الاستثمار فى مصر هو وضعية قطاع الكهرباء واستمرار انقطاعها، وعدم قيام الحكومة بعمليات إحلال وتجديد لهذا المرفق الحيوى وأكثر من 40% من محطات الكهرباء الموجودة بالمحافظات، أصبحت غير قادرة على العمل ومهددة بالتوقف خلال السنوات القادمة، خاصة مع ارتفاع الضغط على تلك المحطات خلال فترة الذروة فى فصل الصيف.
دراسة
وحول مخاطر الحياة بالقرب من تلك الكابلات يشرح دكتور محمد سعد عبد اللطيف، أستاذ الطب الوقائى، أن الإرهاق النفسى والعصبى هو الظاهرة الأولى التى تنتاب المعرضين لأسلاك ومحطات الضغط الكهربائى العالى، يليها السهر والأرق، وقد لاحظ الباحثون على المدى الطويل زيادة الإصابة بسرطان الدم والأوعية اللمفاوية عند الأطفال الذين تقع منازلهم بالقرب من أبراج وخطوط الضغط العالي، وتبين لهم من دراستهم لأربعمائة ألف شخص يسكنون بالقرب من خطوط وأبراج الضغط العالي، إصابة العديد منهم بعدد من الأمراض والاضطرابات، من بينها بعض الأورام وسرطانات الدم والدماغ.
وتابع: «وكشفت دراسة للمركز القومى للبحوث بالقاهرة، أن خطوط الضغط العالى للكهرباء تؤدى إلى جملة من الأمراض الخطيرة، على رأسها أمراض القلب، وتشوه الأجنة، وسرطان الثدى، إضافة إلى تدمير البناء الكيميائى لخلايا الجسم، والمادة الوراثية وتعطيل وظائف الخلايا، واضطراب إفراز الأنزيمات فى الجسم، واضطراب الدماغ، والخمول والكسل وعدم الرغبة فى العمل، واضطراب معدلات الكالسيوم، والشرود، والهذيان، ومصدر الخطر فى خطوط الضغط العالى الكهربائية، يكمن فى زيادة المجالات الكهرومغناطيسية، حيث تصدر المجالات الكهربائية لمجرد وجود جهد كهربائى على الأسلاك، أما المجالات المغناطيسية، فهى تصاحب مرور التيار فى الأسلاك، ويزداد المجال الكهربائى بزيادة الجهد، والتأثير قد يصل ل2500 متر، ونظراً لخطورة المجالات الكهرومغناطيسية على صحة البشر، فقد قامت بعض الدول الأوروبية بسن التشريعات التى تحدد حد الأمان بالنسبة للموجات الكهرومغناطيسية التى يتعرض لها الإنسان، وهو200 ميكروات، وهذا هو الحد الأقصى المسموح به».
وأوضح: «شركات الكهرباء من جانبها تنفى دائماً وجود أى أخطار مؤكدة من خطوط الضغط العالى، ولا تحاول البحث عن حلول للتعامل مع خطوط الضغط العالى وتقليل الحقل المغناطيسى الناتج عن خطوط الكهرباء والمحطات والمحولات، وتتمثل أهم هذه الحلول فى وضع درع حماية يتكون من صفائح من النيكل والحديد والنحاس حول أسلاك الضغط العالي، ولكنها طريقة باهظة التكاليف، ولا توفر الحماية إلا لمنطقة محدودة، كما يمكن لهذه الشركات زيادة ارتفاع أبراج الضغط العالى، مما يقلل ضررها على السكان القاطنين بالقرب منها».
موقف وزارة الكهرباء
وحول موقف وزارة الكهرباء أفاد المهندس محمد اليمانى أن الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة أصدر تعليمات واضحة إلى جميع شركات توزيع الكهرباء على مستوى المحافظات وبالتنسيق مع المحليات بإعادة دفن جميع الكابلات تحت الأرض وغلق جميع الأكشاك وتأمين اللوحات، وأن جميع المهندسين والفنيين بوزارة الكهرباء لديهم من الكفاءة والتدريب ما يمكنهم من القيام بعمل وأداء واجباتهم الوظيفية بشكل سليم، الأمر الذى ينفى وقوع حوادث نتيجة ترك كشك كهرباء مفتوح أو كابل كهرباء عار فوق سطح الأرض، ولابد من الإبلاغ سريعًا عن أى فعل مماثل لهذا أيا كان مرتكبيه خاصة أن كان من قبل الباعة الجائلين الذين يقومون بسرقة التغذية الكهربائية من أعمدة الإنارة بالشوارع أو من أكشاك الكهرباء لأنهم سوف يتركونها ويرحلون، وقد وجه وزير الكهرباء تعليماته برفع حالة الطوارئ وفصل التيار الكهربائى لحين الانتهاء من شفط المياه، حتى لا تتعدد حالات الوفاة.
وقال المتحدث الإعلامى لوزارة الكهرباء، إن الوزارة خصصت قنوات اتصال مع العديد من المحافظات للتكامل والتعاون فى الأيام المقبلة وتحديد فرق صيانة وطوارئ للأعطال والظروف الاضطرارية التى تحدث فى فترة الشتاء من سقوط الأمطار والتى تتسبب فى حدوث الماس الكهربائى، والشبكة الكهربائية بها جزء هوائى من الممكن أن يتعرض للأعطال بسبب العواصف والأتربة والأمطار، وتقوم الشركة المصرية لنقل الكهرباء على الفور بإجراء مناورات ونقل الأحمال على مسارات أخرى لتفادى حدوث أزمة وكارثة حال سقوط الكابلات والأسلاك الكهربائية، وطلبت الوزارة من شركات التوزيع فصل الأحمال لحماية المواطنين فى جميع المناطق التى تتواجد بها الأمطار حتى لا تغرق غرف المحولات وبالتالى تتسبب فى كارثة، ولكن هناك من يقومون باستخدام وصلات غير قانونية من أعمدة الإنارة ويتركون الأسلاك مكشوفة، وبالتالى يحدث ماس كهربائى.
وتابع: «الوزارة خصصت ميزانية لكل شركة من شركات التوزيع لإجراء الصيانة السنوية وإحلال وتجديد واستبدال الكابلات العادية بأخرى معزولة للحفاظ على استقرار التغذية الكهربائية، وكل شركة تختلف عن الأخرى، فعلى سبيل المثال الإسكندرية لتوزيع الكهرباء بدأت خطة الصيانة السنوية للشبكات والكابلات بقيمة 100 مليون جنيه منذ شهر أكتوبر الماضى، كما تم تخصيص 100 مليون جنيه لشرق الدلتا لتوزيع الكهرباء، وعدد آخر من الشركات بدأت أعمال الصيانة والإحلال والتجديد».
توصيات
وأنهى حديثه بأن على المحليات ضرورة الاهتمام بعمليات الصيانة لأعمدة الإنارة للحد من حالات الوفاة فى مثل هذه الظروف، وعلى رؤساء الأحياء أن يراجعوا توصيلات أعمدة الإنارة والأسلاك الموصلة لها، وإغلاقها بالمكبس المخصص لذلك، لتلافى أى أعطال أو سرقات أو حدوث ماس كهربائى، ومنع حصول الأفراد على الكهرباء بطريقة غير شرعية، عبر فتح المكبس الموجود فى عمود الإنارة للحصول على وصلة لسرقة التيار، ثم يتركونها مفتوحة، وهذا كفيل بحدوث ماس كهربائى فى الدائرة الكهربائية للجهد المنخفض، وتنتج عنه وفاة الشخص المحيط بذلك المكان.
مناطق الضغط
جدير بالذكر أن هناك حوالى 625 محطة ضعط عالى و40 ألف كيلو متر خط ضغط عالى، وتم التعدى من قبل المواطنين على بعض القرى المخصصة للكابلات بالعديد من المحافظات، خاصة بمحافظة سوهاج وأسوان، وتبلغ حالات التعدى هذه فى محافظة القاهرة 2014‏ عقارا ومبنى مطلوب إزالتها، ويقطنها 6000‏ أسرة وتصل تكلفة توفير بديل لها نحو 300‏ مليون جنيه‏، بينما تبلغ قيمة تكلفة استبدال الكابلات نحو 179 مليون جنيه‏، وفى محافظة الجيزة أسفرت الإحصائيات عن وجود 2961‏ منزلا وإجمالى التكلفة‏ 94.7 مليون جنيه للإسكان وتحويل الكابلات الهوائية إلى الأرضى‏، وفى محافظة القليوبية يبلغ عدد الوحدات‏ 10 آلاف‏ وحدة،‏ وتتكلف المبانى البديلة 464‏ مليون جنيه والفترة الزمنية أربع سنوات وتكلفة دفن الكابلات‏ 298‏ مليون جنيه‏، وليس ذلك هو حجم المشكلة فقط‏،‏ فهناك وجود للمشكلة فى 19‏ محافظة من محافظات مصر‏،‏ وستتكلف مبالغ باهظة لحل.
خبير تخطيط
بدوره أوضح دكتور أحمد شميس، أستاذ التخطيط، أن القانون 63 لسنة 1974 الخاص بمنشآت القطاع الكهربى حدد حرمًا لخطوط الكهرباء، ومنع التعدى عليها مطلقا ففى حالة وجود خطوط الجهد الفائق حدد القانون 25 مترا كحرم للخط، و13 مترًا للجهد العالى والمتوسط، وحظر البناء على حرم الخط، ولكن عشوائية البناء والسلوكيات الخاطئة، ورغم التزام مباحث الكهرباء وشركات الكهرباء بالمتابعة والرقابة وتحرير المحاضرت وغرامات تتعدى آلاف الجنيهات والسجن إذا تعذر السداد، إلا أنه لا يمكن أن تقنن الأوضاع لغياب دور المحليات الأمر الذى أدى لتفاقم أزمة المناطق التى تعانى من أزمة الضغط العالى.
ويتابع «هناك طريقتان للتخلص من خطورة هذه الكابلات الهوائية الأولى تعنى إزالة جميع المساكن الكائنة أسفلها والثانية هى استبدال هذه الخطوط الهوائية بخطوط أرضية وهذا يتطلب حصرا لجميع المساكن والوحدات التى تقع أسفل خطوط الضغط».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.