ما بين خطوط التيار العالى وتجاهل الحكومة، يعيش آلاف المواطنين فى خطر داهم نتيجة تعرضهم للمجال الكهربى المغناطيسى الذى تحدثه تلك الخطوط. قصص وحكايات عن ضحايا الضغط العالى تموج بها القرى التى تم بناؤها كاملة تمت أسلاك التيار العالى فى محاولة البحث عن أماكن للمأوى رغم الكوارث التى تنتظرهم. واللافت للنظر أن معظم هذه المبانى دخلتها المرافق وخصوصا الكهرباء برغم حظر القوانين.. فكيف تم البناء ومن المسئول وكيف دخلت الكهرباء لهذه المنازل؟ وكشفت دراسة للمركز القومى للبحوث عن أن خطوط كهرباء الضغط العالى تؤدى إلى العديد من الأمراض الخطيرة على رأسها أمراض القلب وتشوه الأجنة وسرطان الثدى إضافة إلى تدمير البناء الكيميائى لخلايا الجسم واضطراب الدماغ والخمول والكسل واضطراب معدلات الكالسيوم، وان مصدر الخطر فى خطوط كهرباء الضغط العالى يكمن فى زيادة المجالات الكهرومغناطيسية والتى تصاحب مرور التيار الكهربائى فى الأسلاك. ففى العام الماضى بمنطقة الشرابية فى القاهرة اشتعلت النيران بسبب ماساً كهربائى فى الكابل الرئيسى للمنطقة.وادت إلى وفاة وإصابة المئات حيث امتدت النيران خلالها إلى العقارات المجاورة، وأدت إلى احتراق جميع محتوياتها بالكامل. و منطقة عزبة بلال تعرضت هى الأخرى لنفس الواقعة منذ عام، حيث بدأت النيران من أمام مسجد التوحيد مرورا بمغالق الخشب وانتهت بتدمير عدد كبير من المنازل المجاورة، تسببت فى تشريد مئات الأسر. خطر الموت وفى محافظة الغربية تقع عدة قرى تحت خطوط الضغط العالى وأهمها قرية «محلة أبوعلي» التابعة لمركز المحلة الكبرى وقرية سبرباى التابعة لمركز طنطا وقرية نواج وقرية منشأة الأوقاف التابعة لطنطا وقرية بنوفر التابعة لكفر الزيات، ويعيش معظم سكان هذه القرى بدون كهرباء ويتعرضون لخطر الموت يوميا، وأكثرهم حظا الذين تمكنوا من إدخال الكهرباء لمنازلهم فهم يعيشون تحت خطر داهم يتهددهم بين لحظة وأخرى لدرجة أن الغالبية منهم لا يستطيعون عمل أى شىء فوق أسطح منازلهم حتى لا تخطفه الكهرباء. وفى البحيرة أصبحت مشكلة خطوط الضغط العالى هى الشغل الشاغل للشعبيين والتنفيذيين معا، فقد ناقش المجلس المحلى للبحيرة هذه المشكلة، لأن هذه الخطوط تمر على العشرات من قرى البحيرة مما يشكل تهديدا لأرواح المواطنين وممتلكاتهم ويتسبب فى قطع التيار الكهربائى كثيرا. وفى محافظة المنيا تعانى عشرات القرى من مرور خطوط الضغط العالى فوق منازلها مما يسبب إضرارا مادية للمواطنين وحوادث يومية ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه قامت المحافظة بتنفيذ خطة لتحويل مسار خطوط الضغط العالى بعيدا عن المنازل. وفى القليوبية وبالتحديد منطقة شبرا الخيمة تمر خطوط الضغط العالى على عدة قرى أبرزها عزبة رستم وعبدالله بيه التى تسببت فى انقطاع التيار عن القاهرة الكبرى مرات عدة بسبب عبث بعض الأطفال بطائرات ورقية لامست أسلاك الكهرباء كما أشار مسئولو الكهرباء وأصبحت عزبة رستم تحديدا من أكثر النماذج العشوائية التى لفتت النظر لضرورة وضع حل حاسم لهذه المشكلة. ولم تكتف هذه المخاطرحول الانعكاسات الصحية على سكان هذه المنازل بل تمتد الخطورة فى وقوع المستشفيات أيضا بالقرب من هذه الخطوط، وهذا يؤثر قطعا على عمل الأجهزة الطبية، علاوة على تأثيره القاتل على المرضى فى مناطق تعانى أصلا التلوث الصناعى. أعمال الصيانة يقول محمود سليمان أحد أهالى مصر القديمة: نعيش فى قلق وخوف دائمين من ملامسة تيار الضغط العالى لمنازلنا وما يشكله من تهديد مباشر للجميع فى حال سقوطه فجأة. وأضاف قائلا: حان الوقت لتغيير مسار الاسلاك التى أصبحت متهالكة وطالب شركة نقل الكهرباء وشركة مصر العليا لتوزيع الكهرباء بصيانة خطوط الضغط العالى تفاديا لوقوع كارثة. مستغربا فى الوقت نفسه من ضعف جانب التوعية من قبل الشركات المعنية من خطورة الاقتراب من مصادر الضغط العالى التى أصبحت الطابع المميز لكل منطقة. ويقول محمد سلامة أحد سكان قرية خاطر التابعة لمركز مطوبس بكفر الشيخ ان التيار العالى ما زال يسير وسط القرية مما ادى ذلك الى تهديد حياة السكان رغم شكوانا المتكررة للمسئولين إلا أنهم لم يضعوا فى الاعتبار كل هذه المخاطر اضافة الى أن اعمال الصيانة غير موجودة بالمرة فمنذ تركيب هذه الخطوط منذ 25 سنة لم يحدث تجديد لها على الرغم من وجود ميزانيات لعمليات الإحلال والتجديد. فيما يقول محمد حميدة من حلوان: نتعرض يوميا لمخاطر مرور كابلات وخطوط الكهرباء الضغط العالى من فوق المنازل مما يعرض الأهالى إلى خطر الموت، مؤكدا أن هذا الوضع مستمر منذ عشرات السنين وبالرغم من طرق أبواب المسئولين لم نجد مغيثا للنكبة التى نعيشها يوميا. ويقول إن معظم بلدان العالم لديها الخطط الخمسية فى مجالات التنمية ولا نعرف أن شركات الكهرباء فى مصر مثلا لديها استراتيجية لمد كابل الضغط العالى أو كابل التيار الكهربائى للمنازل بالمواصفات العالمية رغم أنها الأقل تكلفة والأكثر أمانا. ويضيف مصطفى عبد العال أن أكثر حالات الرعب التى نشاهدها من التيار الكهربائى فى فصل الشتاء عندما تتجمع حبات الندى فوق هذه الأسلاك فتسقط كرات اللهب وتحدث فرقعات ضخمة تضئ المكان بكامله، والغريب أن معظم المنازل مكونة من دور واحد ولا مجال لأهلها للصعود لسطوح المنازل ذلك خوفا من أن تجتذبهم الاسلاك وتصعقهم الكهرباء ويقول الدكتور هشام منصور أستاذ الفيزياء بعلوم القاهرة أن أسلاك التيار العالى لها تاثير على كافة الخلايا الحيوية لجسم الإنسان حيث إن المجال الكهربائى الذى ينتج من أسلاك الضغط العالى ما بين 1000 إلى 7000 فولت له تأثيرات خطيرة من الممكن أن تؤثر على الحامض النووى للخلية البشرية، فضلا عن تسببها للكثير من الأمراض مثل سرطان المخ والدم والغدد الليمفاوية، بالإضافة إلى بعض الأعراض التى تؤثر على أجهزة الجسم المختلفة ومنها الجهاز المناعى وأمراض المناعة الذاتية وغيرها من الأمراض والإشعاع الكهرومغناطيسى غير المتأين الذى يصدر عنها إلى جانب بعض الأعراض الضارة التى تنتج على المدى البعيد مثل الصرع ونقص كفاءة جهاز المناعة دون سبب وحدوث حالات من الإجهاد دون سبب واضطرابات المزاج العام والنوم.