تعد عشوائية التعامل مع المواطنين وعدم المرونة في ايجاد الحلول البديلة واحدة من المشكلات التي خلفها لنا النظام البائد رغم مرور تسعة اشهرعلى قيام ثورة يناير؛ فقد تعالت اصوات سكان منطقة القنطرة بمدينة كفر الشيخ مطالبين مسئولي وزارة الكهرباء بانقاذهم من الخطر المحلق فوق رءوسهم بسبب مرور اسلاك الضغط العالي فوق اسطح المنازل داخل الكتلة السكانية رغم وقوع الحوادث المتكررة والاضرار الجسيمة التي نجمت عنها سواء في الارواح او اشتعال الحرائق في المنازل ولكن كعادتهم مسئولي الكهرباء يرون ان تعريفة الكهرباء اهم بكثير من أرواح المواطنين. البداية مع "محمد عبيدو" مدرس وأحد سكان المنطقة فقد اشار الى دراسة للمركز القومي للبحوث بالقاهرة التي كشفت أن خطوط الضغط العالي للكهرباء تؤدي إلى جملة من الأمراض الخطيرة، على رأسها أمراض القلب، وتشوه الأجنة، وسرطان الثدي، إضافة إلى تدمير البناء الكيميائي لخلايا الجسم، والمادة الوراثية وتعطيل وظائف الخلايا، واضطراب إفراز الأنزيمات في الجسم، واضطراب الدماغ، والخمول والكسل وعدم الرغبة في العمل، واضطراب معدلات الكالسيوم، والشرود، والهذيان. وأكدت الدراسة ان مصدر الخطر في خطوط الضغط العالي الكهربائية، يكمن في زيادة المجالات الكهرومغناطيسية الناجمة عنها مما يؤدي الى تدهور صحة الانسان. وقال عبيدو ان القنطرة هى منطقة سكانية عشوائية يقطنها عدد كبير من السكان غالبيتهم من ذوي الاعمال اليومية والذين يعتمدون بشكل رئيسي على صحتهم كما دخولهم متفاوتة تخضع لقانون السوق من العرض والطلب وبالرغم من ذلك لا ترحمهم شركة الكهرباء. واكد رفعت اسماعيل على 59 سنة عامل ان الشركة قامت بالتعدي على الاهالي حين وضعت ابراج الضغط العالي في قلب الكتلة السكانية ومررت الاسلاك من فوق اسطح المنازل وذلك في اوائل الثمانينيات بعد بناء الاهالي لمنازلهم وبررت ان الاسلاك لا خطورة منها على الاهالي. وذكر ايضا انه حدثت حالات وفيات بمعدل حالة كل سنة تقريبا واشتعلت العديد من الحرائق في المنازل بسبب حوادث اسلاك الضغط العالي وكما ان الاهالي يعيشون في ذعر مستمر نتيجة مرور هذه الاسلاك من فوق رؤوسهم وعدم تأمينها بشكل جيد مشيرا الى وجود اسلاك ملحومة ومعرضة للانقطاع والسقوط على الاهالي وليس لهم مأوى بديل. اما جوهر فتحي طه 29 سنة صنايعي فقد فقال بمرارة انه يعيش في بيت مكون من ثلاث طوابق وقد تقدم بطلب الى شركة الكهرباء لادخال العداد وتم القبول وعمل عقد بينه وبين الشركة وبموجبه قام بدفع الفاتورة بالشكل الطبيعي الا انه فوجئ ان الشركة تحمله غرامات للادوار العلوية وترفض عمل عدادات لها وتعامله على انه مخالف رغم ان دخله يكفيه يوما بيوم في ظل الاسعار المرتفعة وتحمله ما لا يطيق من الغرامات التي يطالب بدفعها بشرطة الكهرباء فهل هذه معاملة الدولة لاحد مواطنيها. وايده في الشكوى ذاتها مصطفى اسماعيل النمر 36 سنة عامل حيث قال ان الشركة تعامله كسارق من خلال مطالبتها اياه بدفع غرامات وترفض عمل عقد له مشيرا لما الكيل بمكيالين مطالبا بمعاملته بالمثل وان يتساوى مع غيره في الدفع بايصالات عادية. وطالب محمد عبد القادر فرج احد السكان الشركة باتمام عملها وتحويل هذه الاسلك الى كابلات ارضية كما حدث من قبل او القيام بعملية منشر للاسلاك من خلال نقل الابراج الى خارج الكتلة السكنية.