قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الأحداث التي شهدتها مصر مؤخرا حولت الانتباه مرة أخرى عن القضايا الملحة التي تحتاجها مصر خاصة اقتصادها، فقد أدت تلك الاضطرابات التي جاءت ردا على الفيلم المسيء للإسلام ونبيه الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى تعالي الأصوات في الغرب لوقف المساعدات المالية التي كان يعتزم الغرب منحها للقاهرة للمساعدة في إنعاش اقتصادها المحتضر حتى تبقي الحكومة شعبها تحت السيطرة. وأضافت الصحيفة أن اقتحام السفارة الأمريكية حول الانتباه مرة أخرى عن القضايا الحقيقية التي تحتاجها مصر، وضاعف مشاكل الذين يريدون إقناع الشعب بقبول قرض من صندوق النقد الدولي لإنقاذ الاقتصاد، وكذلك زاد من تعقيد الأمور للحكومات الغربية التي تسعى لتصوير قرض صندوق النقد الدولي والمساعدة المالية التي ستبدأ قريبا بالتدفق وقيام الشراكة بين القطاعين العام والخاص ومناطق التجارة الحرة المزمع تنفيذها بأنها هبة للشعب المصري، ولكن في الأيام الأخيرة، تصاعدت انتقادات شديدة بسبب حادث السفارة الامريكية لسحب هذه "الهدايا"، حتى تتمكن الحكومة من إبقاء شعبها تحت السيطرة. وتابعت أن القرض يسبب مناقشات ساخنة في مقاهي القاهرة وعلى المدونات، فصندوق النقد الدولي يقول إنه غير أساليبه منذ العمل مع مبارك لإعادة هيكلة الاقتصاد المصري عام 1990، ومع ذلك، كثير من الناس لا تزال متشككة حول جدول أعمال صندوق النقد الدولي فمازال شبح الخصخصة والضرائب غير المباشرة رفع الدعم يخيم على أذهان المصريين. ونقلت الصحيفة عن "عمرو عدلي" من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية قوله في مؤتمر لمكافحة الخصخصة: "السؤال هو ليس الحصول على القرض.. ولكن هل سيساهم في تشغيل على مدى السنوات الخمس المقبلة"، وخطة صندوق النقد الدولي تتحرك للأمام، وفي 8 سبتمبر وصل فريق من ممثلي الشركات الامريكية للقاهرة، يضم 100 رجل أعمال لمناقشة سبل تحرك الحكومة لاتخاذ مزيد الإجراءات لتسهيل الاستثمار، وقال رئيس الوزراء هشام قنديل: "إننا نريد أن تستثمر وتحقق أرباحا"، متعهدا بتسهيل إعادة عمل الشركات الأجنبية.