قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الاضطراب فى مصر يمثل إلهاءً عن الأجندة الاقتصادية لصندوق النقد الدولى، داعية إلى ضرورة ألا تعرقل التوترات السياسية والدينية القضايا الاقتصادية الأعمق. ورأت الصحيفة أن الهجوم على السفارة الأمريكية فى القاهرة قد شتت الانتباه من جديد عن القضايا الحقيقية التى تواجه مصر، موضحة، أنّه لم يكن ليأتى هذا الحدث فى وقت أفضل من هذا بالنسبة للراغبين فى إقناع الشعب المصرى بقبول قرض صندوق النقد الدولى والاستمرار فى سياسة التحرير الاقتصادى التى بدأها الرئيس المخلوع حسنى مبارك. وفى حين أن وسائل الإعلام العربية والسياسيين يرون مصر فى إطار الحقوق السياسية ضد الإسلام، فإن المشكلات الاقتصادية للثورة وموجة الإضرابات والمطالب الاقتصادية للنشطاء لم يتم مناقشتها تقريبا، وهو ما يسمح للحكومات الأمريكية والأوروبية بتصوير قرض صندوق النقد الدولى المقترح لمصر والساعدات المالية التى ستبدأ فى التدفق ومناطق التجارة الحرة المخطط لإقامتها، على أنها هدايا للشعب المصرى، ومؤخرا تم التهديد بسحب الهدايا ما لم تبق الحكومة المصرية شعبها تحت السيطرة. وشددت الصحيفة على أن الاقتصاد الذى يفيد الشعب المصرى يعتمد على استراتيجية التنمية الوطنية والإقليمية مشابهة لتلك التى شهدتها دول أمريكا اللاتينية، وقد أثبتت دول مثل بوليفيا والإكوادور أن هذه السياسات لا تؤدى فقط إلى خلق المزيد من النمو، ولكن تؤدى إلى توزيع أكثر إنصافا للثروة فى المجتمع وتراجع الفقر، كما أن تلك الأفكار أقرب إلى الفكر الإسلامى. وخلصت الصحيفة فى النهاية إلى القول بأن الطريق الحقيقى للتنمية مفتوح من خلال وسائل عديدة، ولن تأتى أبدا أى بدائل أفضل أو أوضح.