شمس مصر.. ثروة قومية

الطاقة الشمسية هدف يتجه إليه العالم كبديل للطاقات التقليدية المتوفرة حاليا, بهدف الحفاظ على البيئة, والطاقة الشمسية هى ببساطة تحويل الطاقة من أشعة الشمس إلى كهرباء.
وتسعى مصر فى الفترات الأخيرة فى الاعتماد إلى الطاقة الشمسية, وذلك لتوافر الشمس الساطعة شديدة الحرارة بساعات طويلة نهارا والتى تعد إحدى الثروات الضخمة ونجحت الحكومة فى استغلال هذه الثروة من خلال توليد الطاقة عبر محطات طاقة شمسية, حيث تم افتتاح أكبر منصة للبحوث والطاقة الشمسية التابعة لأكاديمية البحث العلمى بميزانية تبلغ 22 مليون يورو, ويشمل ذلك الأجهزة والمعدات التى تم تركيبها فى المحطة.
خريطة طريق لتوطين صناعات الطاقة الشمسية.. والبداية مصنع لإنتاج الخلايا
رئيس هيئة الطاقة المتجددة: المكونات الأساسية للصناعة متوفرة فى الرمال المصرية
وتم افتتاح أول مدينة شمسية فى العالم (المدينة الشمسية بنبان) بمحافظة أسوان ومن المنتظر أن يضم المشروع 40 محطة شمسية ستنتج ألفي ميجاوات بواقع 50 ميجاوات من كل محطة بإجمالى 2000 ميجاوات بما يعادل 90% من الطاقة المنتجة من السد العالى لتدعم الشبكة القومية الموحدة للكهرباء.
وتصل مساحة المشروع إلى 8843.3 فدان، وتشارك فى المشروع 39 شركة مصرية وعربية ودولية باستثمارات تصل لحوالى 3.4 مليار دولار.
وتسعى الحكومة فى الوقت الراهن، لتوطين صناعة مكونات محطات الطاقة الشمسية، حيث عقد الدكتور محمد سعيد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربى، هانى النقراشى، أحد علماء الطاقة المصريين بألمانيا، بحضور المهندس أسامة كمال، رئيس مجلس إدارة شركة «سمارت» للحلول الهندسية، لبحث إمكانية التعاون لتطبيق التكنولوجيات الحديثة حول مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وتم الاتفاق على ضرورة وضع خارطة طريق للخطوات المقبلة للبدء فى اتخاذ خطوات جادة نحو تنفيذ هذا المشروع الضخم.
تناول اللقاء بحث توطين تكنولوجيا جديدة، وهى الطاقة الشمسية المركزة بمصر وتصنيع مكونات هذه المنظومة بشركات ووحدات الإنتاج الحربى، حيث قام الدكتور هانى النقراشى، أحد علماء الطاقة المصريين بألمانيا، بإجراء عرض تقديمى عن محطة «جيما سولار» المقامة بالقرب من مدينة إشبيلية بجنوب إسبانيا والمعروفة «بالجوهرة الشمسية» والتى تم افتتاحها عام 2011 لتوليد الطاقة الكهربائية.
وقال إنها تعد المحطة الشمسية الأولى فى العالم، التى لها القدرة على توليد الطاقة الكهربائية أثناء ساعات الليل، حيث يتم تخزين الطاقة لمدة 15 ساعة، وأضاف أن هذه التكنولوجيا تعتمد على استخدام مجموعة من المرايا توضع بتنظيم معين وبزاوية ميل معينة، بحيث تضمن انعكاس الأشعة الشمسية على بؤرة محددة تستقبل هذه الأشعة، وتحولها إلى طاقة حرارية يتم استخدامها فى توليد الكهرباء عن طريق مجموعة من المحولات، وبذلك يمكن إنتاج الكهرباء على مدار (24) ساعة.
وتابع أنه يمكن إقامة هذه المحطات فى صعيد مصر والمناطق النائية لتوليد الكهرباء لمجموعة مدن متقاربة وعدم تحميل الشبكة الرئيسية بجهد كهربائى عالٍ، كما يمكن استخدام هذه التكنولوجيا فى إقامة محطات على السواحل المنتشرة بمصر لتحلية مياه البحر بالإضافة لتوليد الكهرباء.
وأشار المهندس أسامة كمال، رئيس مجلس إدارة شركة «سمارت» للحلول الهندسية، إلى أهمية تطبيق تكنولوجيا الطاقة الشمسية المركزة (CSP) لما لها من فائدة فى زيادة نسبة استخدام الطاقة البديلة، لافتًا إلى أن سعر تكلفتها أفضل بالمقارنة مع الطاقة الذرية والطاقة الحرارية على المدى الطويل.
وأكد «كمال» على أهمية البحث عن أهم المصنعين لهذه
التكنولوجيا حول العالم لعقد شراكة معهم لتوطين هذه التكنولوجيا فى مصر من خلال شركات ووحدات الإنتاج الحربى، كما تم عرض الإطار المالى والزمنى لتنفيذ هذا المشروع الضخم، مع تقديم مقترح أن يتم تمويل هذا المشروع من خلال البنوك المصرية.
وقال الدكتور محمد الخياط، رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، إن وزارة الإنتاج الحربى تدرس إنشاء مصنع لإنتاج الخلايا الشمسية، وليس مشروع طاقة شمسية، لافتا إلى أن المصنع سوف يكون لتصنيع مكونات صناعة الطاقة الشمسية، والتى يعتمد على أن مصر لديها المكونات الأساسية لتلك الصناعة وأهمها السيليكون بنسبة نقاء عال، مضيفا أن ذلك مرتبط بالتطور الذى يحدث فى السوق المصرى فى الطاقة الشمسية، لافتا إلى أن مصر لديها أحدث محطة طاقة شمسية فى بنبان بأسوان تضم 32 مشروعا بإجمالى استثمارات 2.2 مليار جنيه، كما أن هناك مشروعات أخرى يتم التخطيط لها سواء فى القطاع الخاص أو هيئة الطاقة المتجددة.
وأكد أن إقامة مصنع لتصنيع مكونات الطاقة الشمسية سوف يكون عاملا جديدا فى المستقبل لتوفير الاحتياجات المحلية لإقامة محطات الطاقة الشمسية بالتالى تقليل الاستيراد، وتوفير العملة الصعبة، كما أنه سوف يحقق عائدا ماليا من خلال تصدير مكونات تلك الصناعة، كما أنها سوف تساعد فى تشغيل العمالة المصرية.
وأوضح أن إنتاج مصر من الكهرباء المولدة من محطات الطاقة الشمسية يبلغ 1600 ميجا يعمل مع سطوع الشمس لحد الغروب، وذلك بحسب القدرة المركبة، مضيفا أن الكهرباء تقاس بالقدرة المركبة وحسب الاستخدام اليومي، لافتا إلى أن مصر تسعى بأن يكون لديها إنتاج كهرباء من الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة 20% من استخدام مصر للكهرباء بحلول عام 2020.
وأوضح أن هناك عددا من المشروعات تخطط الهيئة للانتهاء منها قبل نهاية العام الحالى، منها مجمع بنبان للطاقة الشمسية بإجمالى قدرات 1465م.، كما تم التعاقد على إنشاء أول محطة إنتاج الكهرباء من الرياح بقدرة إجمالية 250 ميجا وات فى خليج السويس، حيث تم طرح مستندات المناقصة الخاصة بالمشروع، وجارٍ تحليل العروض الفنية لشركات القائمة المختصرة المقدمة بتكلفة إجمالية حوالى 267 مليون يورو تقريباً والممولة من 3 تحالفات، لتبيع الكهرباء للشبكة بسعر ثابت لمدة 20 سنة، بالإضافة إلى التعاقد على مشروعات 50 ميجا وات بالطاقة الشمسية بالزعفرانة، ومحطة خلايا شمسية 26 ميجا وات بمدينة كوم أمبو.
وأكد أن حجم استثمارات الهيئة فى العام المالى الجديد، يبلغ حوالى 8 مليارات وتشمل مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وأوضح أنه يمكن لبعض المواطنين، إنشاء محطة طاقة شمسية أعلى الأسطح، من خلال آلية صافى القياس، يمكن للمواطنين ومستهلكى الكهرباء من الشبكة تركيب نظم خلايا شمسية وإجراء «مقاصة» بين ما يستهلكه من الشبكة وما ينتج من محطة الخلايا، مما يخفض من قيمة فاتورة الكهرباء والاستفادة من انخفاض
أسعار الطاقة المتجددة، ويمكن للمواطن الاطلاع على قائمة الشركات المؤهلة لتركيب أنظمة خلايا شمسية من خلال الموقع الإلكترونى للهيئة، ومن خلالها يمكن اختيار إحدى هذه الشركات أو مخاطبة مجموعة من هذه الشركات، لإجراء معاينة للموقع المراد التركيب به والحصول على عرض فنى ومالى، ومن ثم اختيار شركة والتعاقد معها، وعند اختيار شركة يجب التأكد من وجود الضمان على النظام، وضمان على المكونات، بالإضافة إلى تقديم الشركة لخدمة التشغيل والصيانة للنظام بعد انتهاء فترة الضمان.عضو اللجنة الاقتصادية فى مجلس النواب:
مطلوب مراكز بحثية لتطوير تكنولوجيا الطاقة
قال النائب أشرف العربي، عضو اللجنة الاقتصادية بالبرلمان، إن الاهتمام بالطاقة الشمسية سواء بصناعة مكوناتها أو إنشاء محطات طاقة شمسية، شىء مهم جدا، لافتا إلى أننا لدينا طاقة تعتمد على مياه السد العالى، وطاقة تعتمد على المحروقات، وطاقة النووية، وإنما الطاقة النظيفة هى التى تأتي من الرياح والشمس والتى تعتبر غير ملوثة ومتجددة ونظيفة.
وأكد أن مصر تمتلك ثروة هائلة من الشمس، والتى نستطيع أن نستفيد منها لتوليد طاقة شمسية، لافتا إلى أن الطاقة الشمسية تعتمد على التكنولوجيا، التى تتقدم يوما عن الآخر، مطالبا بأن تكون هناك مراكز بحثية لتطوير تكنولوجيا الطاقة الشمسية، مضيفا أن تخزين الطاقة الشمسية شيء مهم، لاستخدامها ليلا فى توليد الكهرباء.
قال النائب علاء سلام، عضو لجنة الطاقة والبيئة بالبرلمان، إن مشروع توطين الطاقة الشمسية من المشروعات الهامة فى الوقت الحالى، والتى تسعى الدولة لتنفيذها، لاستغلال الطاقة الشمسية التى رزقنا الله بها مصر، لافتا إلى أن استغلال الشمس لتوليد الكهرباء شيء سوف يكون له مردود إيجابي على الاقتصاد المصري، بخلاف أنها الأقل تكلفة وسوف توفر الكهرباء دون تلوث.
وأكد أن تصنيع الألواح من الثروات المعدنية المتواجدة في جميع المحافظات وخاصة فى سيناء، سوف يكون دافعا لسد احتياجاتنا وتصديرها، لافتا إلى أن مصر تشهد فى السنوات الأخيرة اهتماما ملحوظا فى إنشاء محطات الطاقة الشمسية فى العديد من المحافظات، مضيفا أن سوهاج بدأت إنتاج الطاقة الشمسية من المحطة المتواجدة بها، كما أن هناك أكثر من محطة للطاقة الشمسية سوف يتم إنشاؤها فى مصر فى الفترات القادمة لتوفير الكهرباء بسعر أقل ودون تلوث، لافتا إلى أن محطات إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية هو مشروع متكامل يستطيع تخزين الكهرباء لاستخدامها ليلاً.وكيل لجنة الطاقة والبيئة فى البرلمان:
قانون الطاقة المتجددة ينظم آليات الاستثمار
قال النائب عصام بركات، وكيل لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، إن استخدام الطاقة الشمسية أحد مصادر توليد الكهرباء، بل إنها الأفضل لكونها الطاقة النظيفة، والتى تسعى إليها كل الدول فى الوقت الحالى للحفاظ على البيئة من التلوث، والابتعاد عن المازوت والغاز فى توليد الطاقة الكهربائية، والاعتماد على الطاقة المتجددة والنظيفة.
وأوضح أن مصر تتمتع بالشمس طوال العام، مما يجعلها تزيد من الدخل القومى لمصر، وإقامة العديد من المصانع والألواح الشمسية، وتوفير العملة الصعبة، لافتا إلى أن أسوان فى الوقت الحالى تمتلك أكبر محطة طاقة شمسية فى الشرق الأوسط، لافتا إلى أن توطين صناعة مكونات الطاقة الشمسية، لها العديد من المزايا أولاها توفير فرص عمل للشباب بالشراكة مع الصين، مضيفا أن لجنة الطاقة بالبرلمان وافقت على كل التعاقدات والمنح التى تأتى فى هذا المجال.
وأكد أن مصر تعتبر صعيدا فعالا لاستخدام الطاقة الشمسية وإنتاج الطاقة الكهربائية والحرارية، وأنه بدأ التعاون مع حكومات البلاد الصديقة الأوروبية والآسيوية في إنشاء بعض المشروعات الريادية الصغيرة في محافظات مصر للطاقة الشمسية وطاقة الرياح بالنسبة للغردقة، وتحولت مصر إلى الشق التجاري وإنشاء مجمع الزعفرانة لطاقة الرياح ومجمع جبل الزيت لطاقة الرياح.
وأوضح أن صدور قانون للطاقة المتجددة لتنظيم آليات الاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة، كان عاملا قويا فى الاهتمام بالطاقة المتجددة، سواء في مشروعات حكومية من خلال هيئة الطاقة المتجددة أو مشروعات القطاع الخاص من خلال مجمع بنبان للطاقة الشمسية والذي يعد أحد المشروعات الريادية على مستوى العالم وحاز على جائزتين عالميتين في عام 2017 و2018، بالإضافة إلى مجمع خليج السويس لطاقة الرياح.