أصيب 5 أشخاص بالرصاص المطاطي أثناء تفريق قوات الأمن التونسية لمظاهرة احتجاجية في مدينة سيدي بوزيد، التي تعتبر مهد الثورة التونسية التي أطاحت بنظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في 14يناير العام 2011. وقال الناشط النقابي منعم العمامي اليوم الخميس، إن قوات الأمن استخدمت القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي بكثافة في سابقة لم تعرف مدينة سيدي بوزيد مثلها حتى أثناء آخر أيام حكم الرئيس السابق بن علي. وأوضح العمامي أن أكثر من 4 آلاف شخص تجمعوا اليوم في مظاهرة إحتجاجية وسط الشارع الرئيسي لمدينة سيدي بوزيد للتنديد بالحكومة التونسية المؤقتة برئاسة حمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة الإسلامية، والمطالبة برحيلها. وأشار إلى أن المتظاهرين رفعوا شعارات منددة بأداء الحكومة، منها "دمرتم الفلاحين، وسكتم عن الفاسدين"، و"لا للتهميش ولا للتعطيش"، كما رفعوا لافتتات كُتب عليها "كلنا يد واحدة لكنس الثالوث الفاسد"، وذلك في إشارة إلى الإئتلاف الثلاثي الحاكم بقيادة حركة النهضة. وأضاف أن قوات الأمن التي كانت متواجدة بكثافة، قابلت المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، ما أسفر عن إصابة 5 أشخاص على الأقل تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، ومع ذلك "إقتحمت قوات الأمن المستشفى لإعتقال الجرحى". وهذه المرة الأولى التي تلجأ فيها قوات الأمن التونسية إلى إستخدام الرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين. يُشار إلى أن المظاهرة الإحتجاجية التي شهدتها مدينة سيدي بوزيد (365 كيلومتراً جنوبتونس العاصمة) تأتي تلبية لدعوة كانت جبهة 17 ديسمبر قد دعت إليها تحت شعار "تحرير سيدي بوزيد من قبضة الحكومة". وقال لزهر الغربي عضو جبهة 17 ديسمبر، إن هذه التظاهرة تأتي للتأكيد على رفض أهالي محافظ سيدي بوزيد لسياسة الإئتلاف الحاكم في البلاد تجاه محافظتهم، خاصة بعد الإعتقالات التي شملت العديد من شبان المنطقة على خلفية مشاركتهم في مظاهرات إحتجاجات على إنقطاع الماء والكهرباء. وإعتبر الغربي في تصريحات إذاعية سابقة أن النهج السياسي الذي تتبعه الحكومة المؤقتة الحالية يسير نحو "الديكتاتورية الناشئة وإعادة تنظيم المحاكمات السياسية المقنّعة وتلفيق التهم".