"لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك"، هكذا تتعالى أصوات الحجاج داخل الاراضي المقدسة بمكةالمكرمة بالتلبية والتكبير والتهليل خلال رحلة تصعيدهم من مكة إلى منى يوم التروية. ويوم التروية يوافق الثامن من ذي الحجة وهو اليوم الذي يذهب فيه الحجاج إلى منى للمبيت بها، إذ سمى ذلك اليوم بهذا الاسم لأنهم كانوا يرتوون من الماء فيه ويعدونه ليوم عرفة. وقيل سمى بذلك لان سيدنا إبراهيم عليه السلام رأى تلك الليلة في المنام ذبح ابنه"إسماعيل" عليه السلام فأصبح يروي في نفسه أهو حلم أم من الله فسمي بيوم التروية. ويوم التروية هو أحد الايام العشر الفاضلة التي أقسم بها الله عز وجل في كتابه العزيز إذ قال "وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ"، والعمل فيها أفضل من العمل في غيرها، كما روى ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما العمل في أيام أفضل منها، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: "ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه، وماله فلم يرجع بشيء". وفي هذا اليوم يبدأ الحجاج بالاستعداد لهذا النسك العظيم، ويتأهبون فيه للوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى في يوم عرفة الذي يعد يوم المغفرة والمباهاة والعتق من النيران. ومن الاعمال المستحبة يوم التروية التي يقوم بها الحجاج في يوم التروية: الإحرام في منى إذا لم يكن الحاج محرمًا بعد، أما إذا كان الحاج قارنًا أو متفردًا فإنه يذهب لمنى محرمًا، كما أنه يستحب للحاج أن يبيت بمنى يوم التروية، وأن يصلي فيها الخمس فروض " الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر"، ثم التوجه إلى عرفات، والإكثار من الدعاء والتلبية أثناء التوجه إلى منى والجهر بها.