عمت الأفراح والاحتفالات العاصمة السودانية الخرطوم ومدنا أخرى فى البلاد عقب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق كامل بشأن الوثيقة الدستورية. ورغم تأخر الإعلان حتى الساعات الأولى من فجر أمس، إلا أن مئات السودانيين خرجوا فى الخرطوم للتعبير عن فرحتهم الكبرى بهذا الاتفاق الذى طال انتظاره، والذى من المتوقع أن يكون بداية صفحة جديدة فى تاريخ البلاد، بعد سقوط النظام السابق. وأطلق المواطنون عبارات وأهازيج تعلن تأييدهم الاتفاق الذى جرى التوصل إليه بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكرى الانتقالى، مطالبين بالمزيد من التقدم بشأن كافة نقاط الخلاف مثل نسبة المجلس التشريعى وضم قوات الدعم السريع إلى المؤسسة العسكرية. وكان مبعوث الاتحاد الأفريقى إلى السودان، محمد حسن لبات، أعلن فى مؤتمر صحفى فى الساعات الأولى من صباح أمس أن المجلس العسكرى الانتقالى والمعارضة اتفقا على وثيقة دستورية تمهد الطريق أمام تشكيل حكومة انتقالية. ويكمل الاتفاق على الوثيقة الدستورية اتفاق المجلس العسكرى وقوى الحرية والتغيير فى 17 يوليو على «الإعلان السياسي» لتشكيل مجلس عسكرى مدنى مشترك يؤسس لإدارة انتقالية تقود البلاد لمرحلة تستمر 39 شهرا، ما يمثل أحد المطالب الرئيسية للمحتجين. وقال مدنى عباس مدنى، المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير فى السودان إن الوثيقة الدستورية التى تم الاتفاق بشأنها تؤسس لنظام حكم برلمانى يعطى صلاحيات واسعة للسلطة التنفيذية. وأوضح «مدنى» أن «مجلس الوزراء سيتكون من 20 وزيرا على الأكثر، مضيفا أن 67% من أعضاء المجلس التشريعى المقبل ستختارهم قوى الحرية والتغيير».