"اللي مش محجبة..هتتحجب"، "واللي بتشتغل..هتعد في البيت"، "والراجل هيتجوز أربعة.. ومافيش واحدة تقدر تقول لا".. شائعات وأقاويل ترددت خلال الفترة الماضية عن حال الفتيات والسيدات بعد وصول الدكتور محمد مرسي للرئاسة ممثلا لجماعة الإخوان المسلمين.. لكن كثيرات يرفضن تلك الأقاويل، وعلى العكس هناك من تعيش حالة من القلق بسبب القرارات التي قد تتخذ بشأنهن سواء في المظهر أو العمل.. "مش بالغصب" "مرسي رئيس مثقف وعمره ما هيجبرنا على حاجة غصب عننا"، هكذا قالت رانيا أيمن، 23 عاما، واضافت: "الرئيس في الأصل أستاذ جامعي وعلى درجة من الوعي والثقافة التي لا تسمح له إجبار أي فتاة على الحجاب أو أن تجلس في المنزل وتكف عن العمل، وهذا ما صرح به في كثير من مؤتمراته أثناء مرحلة الانتخابات، فقد ركز على حرية العقيدة، وأنه لن يجبر المرأة على الحجاب غصب عنها، وأنا أصدقه". أما بوسي محمد، 22 عاما، فقالت: "محدش يقدر يحجبني غصب عني، ولن أسمح لأي شخص بفعل ذلك حتى وإن كان الرئيس، وإن أصدر قوانين بشأن هذا الصدد، سوف أنزل ميدان التحرير وأتظاهر ضده، فمن مبادئ الثورة الحرية، والتى تشمل المرأة والرجل وليس الرجل وحده، ثم إن والدى بذاته لم يجبرني على إرتداء الحجاب، وهو الوحيد الذي يملك هذه السلطة، فكيف أنصاع لأمر شخص غيره حتى وإن كان الرئيس". "لا يمسك عصا" صفية الدمرداش، 25 عاما، تقول: "الناس متخيلة إن د.مرسي لأنه ذات مرجعية دينية، سوف يمسك عصا لكل فتاة في الشارع، بالطبع لا، فهناك كثير من الأمور تحتاج إلى ضبط أكثر من إرتداء الحجاب أو عمل الفتاة، فمن الأولى أن يقضي على ما يحدث داخل "الكباريهات"، وأن يحد من الفجور الذي يقدم في أفلام السينما وما تقدمه من مشاهد خارج حدود الدين والأخلاق". وتدخلت صديقتها منى فتحي، محامية، في الحوار قائلة: "مصر يوجد بها العديد من المشاكل المهمة التى تخص الشباب، فلا يجب أن يترك الرئيس مشاكل البطالة وأزمة السكن والعنوسة ويتفرغ لحجاب الفتيات، ثم إن كثير من الفتيات غير المحجبات يرتدون ملابس غير لافتة للنظر، ونرى كثير من المحجبات يرتدون ملابس ملفتة جدا للنظر، فالحجاب ليس مقياس للتدين الآن، إنما المظهر العام ككل". الجوهر أهم من المظهر وترى سوزان أحمد مدرسة، 29 عاما، أن الفتاة الآن لا يستطيع أحد أن يجبرها على فعل شئ لا ترغبه، وفكرة جلوس الفتيات في البيت والعمل للولاد فقط كلام ليس له أى جانب من الصحة، "لأن الفتاة أثبتت جدارتها في العمل، ومن المفروض أننا شعب متقدم ونتقدم للأمام لا أن نعود إلى الوراء، ولكننا للأسف نفتقد لكثير من الثقافات، ففي الستينيات كانت المرأة ترتدي المينى جيب وتسير في الشارع ولا أحد يتعرض لها ، أما الأن التحرش يلاحق الفتاة المنقبة والمحجبة، فالمشكلة ليست في الفتاة، بل في ثقافة المجتمع ككل". وتؤكد على كلامها، أختها نور، 25 عاما، بقولها: "ديننا يسر وليس عسر، والإجبار ليس من سمات الإسلام، فالعلاقة الدينية دائما بين العبد وربه ولا يجب أن يتدخل فيها أي شخص ويتحكم بها، فالاهتمام بالجوهر أهم، والتركيز على القيم والمبادئ والأخلاق هو ما نحتاجه الآن، حتى نكون شعب متقدم مثقف وواعي".