أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال في لبنان سعد الحريري اليوم الأحد أمام عشرات الآلاف من مناصريه وسط بيروت: أنه بات من المستحيل القبول بوصاية خارجية جديدة على لبنان أو بوصاية سلاح حزب الله لحساب الخارج". وقال الحريري في مهرجان شعبي ضخم في الذكرى السادسة لانتفاضة الاستقلال التي تلت اغتيال والده رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري العام 2005، "من المستحيل لأحد منا أن يقبل للبنان أن يقع تحت أي وصاية مجددا ان كانت وصاية من الخارج، أو وصاية السلاح من الداخل لحساب الخارج". وأضاف "مستحيل أن يبقى السلاح مرفوعا في وجه إرادة الشعب الديمقراطية وفي وجه الحق وفي وجه الحقيقة". ووجه الحريري وسط التصفيق الحار والهتافات سلسلة أسئلة الى الحشود، وقال "أريد أن يسمع العالم كله جوابكم: هل تقبلون بوصاية السلاح؟ هل تقبلون بوصاية السلاح وأن يكون بأيدي أحد غير الدولة؟ هل تقبلون بتشكيل حكومة تأتي بها وصاية السلاح ؟". وكانت الجموع تصرخ عند كل سؤال: "لا" بأعلى صوتها وسط تلويح بالأعلام اللبنانية والحزبية. وتابع الحريري "هل تقبلون أن تتشكل حكومة مهمتها إلغاء علاقة لبنان بالمحكمة الدولية؟ هل تقبلون ان تشكل حكومة تكون مهمتها محاولة شطب المحكمة الدولية من الوجود؟ هل تقبلون حكومة توقف التمويل عن المحكمة الدولية؟". وردا على تشكيك حزب الله بالمحكمة الدولية المكلفة بالنظر في اغتيال والده، قال سعد الحريري: "مستحيل أن يستطيعوا الاستمرار، كلما قال أحد كلمة يقولون عنه إنه خائن اسرائيلي ويقولون إن شهداءنا اسرائيليون قتلتهم اسرائيل، وان المحكمة اسرائيلية". وقال: "مستحيل أن ننسى أن اسرائيل عدوتنا وان الذي يريد أن يحررها يجب أن يوجه سلاحه الى اسرائيل وليس الى بلده، ويعطل دولة اسرائيل وليس دولته، ويضعف اقتصاد اسرائيل وليس اقتصاد لبنان". واحتشد عشرات ألوف اللبنانيين من أنصار قوى 14 آذار اليوم في وسط العاصمة تحت شعار "لا لديكتاتورية السلاح". وجاء هذا التجمع وسط تصعيد سياسي ارتفعت وتيرته خلال الاسابيع الماضية بعد سقوط حكومة الحريري في 12 كانون الثاني/يناير بضغط من حزب الله وحلفائه، على خلفية انقسام حاد حول المحكمة الخاصة بلبنان التي يتوقع ان توجه الاتهام في الجريمة الى حزب الله. وتحمل قوى 14 آذار الحزب مسئولية عدد كبير من الاحداث الامنية وتعطيل مؤسسات الدولة خلال السنوات الماضية، لا سيما أحداث السابع من مايو التي اجتاح خلالها حزب الله شوارع في غرب بيروت خلال معارك بين أنصاره وأنصار سعد الحريري.