أكد مصدر إسرائيلي مسئول لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن رئيس مصر المنتخب، الدكتور محمد مرسي، لن يتنصل من اتفاقيات السلام مع إسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات الأمنية بين مصر وإسرائيل ستظل قائمة، وأن إيران والإرهاب سيظلان العدو المشترك. واستطرد المصدر الإسرائيلي في نقل الرسائل المطمئنة للإسرائيليين، مؤكداً أن العلاقات بين الدولتين ستظل قائمة على أساس المصلحة المتبادلة، وأنه لا يرى أن هناك احتمالاً معقولاً لتنصل مرسي من اتفاقيات السلام، مدللاً على كلامه بالمباحثات التي أجراها الرئيس مرسي مع الإدارة الأمريكية. وأضاف المصدر أن إسرائيل لا تتوقع تغييرا جوهريا في حجم عمليات تهريب السلاح عبر سيناء إلى القطاع، كما أنها ليست قلقة في هذه المرحلة من احتمالية فتح معبر رفح بالشكل الذي يتيح انتقال البضائع والأفراد بين مصر وغزة، مؤكداً أن هذه فرصة لإسرائيل للتخلص من تبعية غزة. ورغم ذلك، أشار المصدر الإسرائيلي أن التوجه الواضح من فوز الإخوان المسلمين ليس إيجابياً لإسرائيل لكن لا يمكن اعتبار ذلك "ضربة مصرية"، مشيراً إلى أن انتقاص المجلس العسكري من صلاحيات الرئيس يمثل إلى حد كبير عودة بمصر إلى بداية الثورة قبل قرابة عام ونصف، متوقعاً استمرار الصراع بين الرئيس الجديد والمجلس العسكري على الصلاحيات. وأضاف المسئول الإسرائيلي: "لن أندهش إذا لم يزر مرسي القدس، فمبارك أيضاً لم يزر القدس إلا في جنازة إسحاق رابين"، مشيراً إلى أنه يتوقع برودة في العلاقات مع البرلمان ومكتب الرئيس، إلا أن العلاقات مع المؤسسة الأمنية ستظل قائمة. ورأت الصحيفة الإسرائيلية أن الخطر الرئيسي يتعلق بتصعيد الوضع الراهن بسيناء التي وصفتها بأنها أرض مشاع، الأمر الذي يتيح بحسبها حرية عمل مطلقة لخلايا الإرهاب الإسلامية المتطرفة، بمساعدة منظمات فلسطينية من القطاع، زاعمة أن العمليات من سيناء على المدى البعيد ستؤدي إلى تصعيد في العلاقات بين مصر وإسرائيل. وأضافت الصحيفة أن مصدر القلق الآخر الذي يؤرق إسرائيل يتعلق بمطالبة مصر بفتح الملحق الأمني لاتفاقية السلام بين الدولتين بحجة تحقيق الاستقرار في سيناء، الأمر الذي تراه إسرائيل ثغرة خطيرة. وترى الصحيفة أن إسرائيل يمكنها الموافقة على تعزيز معين للقوات الأمنية المصرية هناك، شريطة عدم تغيير الملحق الأمني.