توحدت مع الأغانى والأداء.. والصورة ظلمها العرض التليفزيونى لأنها صُنعت للمسرح فقط أتمنى تكرار التجربة تحت سفح الأهرامات وأبوالهول أغيّر جلدى للكوميديا فى «فكرة بمليون جنيه».. وأستعد لفيلم إنسانى إنتاج فرنسى - إماراتى نحن فى مرحلة «فك الحزام».. وما يتم إنجازه من مشروعات مبشر وعظيم غياب الدولة عن الإنتاج خطر بعد خمسين عاما من الرحيل، عادت كوكب الشرق سيدة الغناء العربى أم كلثوم للحياة من جديد على مسرح مدينة «الفلا» السعودية، فى مهرجان شتاء مهرجان طنطورة الشتوى بالمملكة العربية وجسدت أم كلثوم على المسرح فى سابقة أولى من نوعها بطريقة «الهيلوجرام» النجمة صابرين، التى جسدت دور أم كلثوم منذ 20 عاماً وتربت على مدار شهر على تقنية «الهيلوجرام» وكانت النتيجة هى إبهار وانبهار ضيوف المهرجان بالسعودية ومن السعوديين بأداء صابرين فى أربع أغان وبالتقنية الجديدة، وسجلت كالعادة أم كلثوم وصابرين النجاح الفنى المعروفة به مصر واعتبرتها صابرين رسالة للعالم بأن مصر هى الريادة الفنية وأن المملكة السعودية هى الشقيقة والسند وتستحق أن نقدم لهم فن أم كلثوم، كنوع من الدعم فى أول مشروعاتهم السياحية والثقافية وتكريمهم للفن المصرى.. صابرين بعد تجربة أم كلثوم عبرت عن سعادتها بالتجربة وأكدت أنها تتواجد فى دراما رمضان ب«فكرة بمليون جنيه» فى دور كوميدى لم تقدمه من قبل وفى السينما تتواجد برواية إنسانية ترصد أزمة عالمية فى إنتاج فرنسى - إماراتى لأول مرة، وكان معها هذا الحوار تحت شعار «تحيا مصر»، وقالت: متفائلة بالمستقبل وسعيدة بالمشروعات التى يتم إنجازها ليشعر الشعب بالرخاء إن شاء الله.. وإلى نص الحوار: كف ترين تجربة استدعاء شخصية أم كلثوم على مسرح الفلا، بطريقة الهيلوجرام؟ - بصراحة نجاح التجربة جعلنى أشعر بالفخر والنشوة وسعادتى لا توصف بنجاحها لأنه نجاح مؤكد للهوية والفن المصرى لأن المملكة العربية السعودية الشقيقة بحجمها التاريخى والثقافى والحضارى عندما أرادت أن تقدم نفسها للعالم كدولة سياحية وثقافية استعانت بالفن المصرى والقوى الناعمة المصرية، ورأت أن أم كلثوم هى الأجدر لما لها من تاريخ وعظمة ونجاح أن تقدمها على مسرح «الفلا» فى أول تجربة لتقنية «الهيلوجرام»، بعد 50 عاما من رحيلها حيث ظهرت بشكلها الحقيقى وطربها الرائع فى أربع أغان من أجمل وأروع ما غنته كوكب الشرق، وكونى جسدت شخصيتها التى قدمتها فى مسلسل منذ 20 عاما جعلنى أشعر بالفخر وأن هذه الشخصية هى ملكى وباسمى وستظل علامة مسجلة وهذا شرف عظيم وتاريخ كبير فى حياتى أن أجسد أم كلثوم على المسرح، وهى بمثابة الهرم الرابع لمصر مع عظماء الطرب العربى مثل عبدالوهاب والعندليب. وكيف لمست رد فعل الجمهور السعودى والعربى تجاه هذه التجربة؟ - بصراحة شديدة كان استقبال الجمهور السعودى لأم كلثوم على مسرح مهرجان «طنطورة» استقبالاً مرعباً فى وصفه جعلنى أشعر بالفخر لأنه كشف حجم الحب والعشق لهذا الجمهور الذواق لفن وطرب أم كلثوم لدرجة أن الجمهور كان يصرخ بصوت عال من شدة الانبهار والإبهار والأداء فى غناء أربع من أجمل ما شدت به كوكب الشرق، وهذا النجاح جعلنى أنسى المجهود الجبار الذى قمت به على مدار أكثر من شهر كامل وتحمل الكاميرات الثقيلة على رأسى ونجحت تجربة «الهيلوجرام» لأول مرة فى تطبيقها من خلال قناة mbc والشركة الراعبة N.6 والحقيقة أنها تجربة شيقة ومثيرة وتم تطبيقها بتقنية عالية وشديدة الإحكام والحرفية والتنظيم وكان كل شىء مبهراً سواء فى تناغم الإضاءة والصوت وحركة الأيادى والمنديل والشفايف.. الحمد لله أننى نجحت فى الحفاظ على توكيل أم كلثوم. وما أهم الصعوبات التى واجهتها للوصول لهذا التناغم؟ - الكاميرات التى كانت تركب الوجه على الجسد كانت ثقيلة جدا كذلك التناغم بين الصوت وحركة الأيادى والمنديل والشفاه مع الإضاءة والصوت احتاجت لتدريب أكثر وهى مسألة صعبة، إنك تمثل الجمل بإيدك وتمثيل المعانى والكلمات باليد وحركة الجسد مع تركيب الكاميرات حتى يظهر وجه أم كلثوم مع جسدى والتعبير عنها كان أصعب بكثير من المسلسل الذى قدمته منذ 20 عاما لأننى كنت أظهر بوجهى لكن على المسرح كان يظهر الجسد بوجه أم كلثوم الأقرب جدا للحقيقى كان يحتاج لتناغم وتوافق بين كل عناصر المسرح، والحمد لله نجحت فى التعبير الحقيقى عن شخصية أم كلثوم على المسرح وحافظت على اسم أم كلثوم لأنهم فى المملكة عندما عرضوا علىّ هذه التجربة تيقنت أن الموضوع صعب والنجاح لا يولد إلا فى الظروف الصعبة وأعتبر أن التجربة أعظم تكريم لى فى حياتى لنجاحى فى الحفاظ على شخصيتى فى أهم أعمالى. البعض رأى أن تقنية «الهيلوجرام» قدمت أم كلثوم بشكل مشوه.. ما رأيك؟ - فعلا الناس انزعجت من الشكل بعرض الحفلة على شاشات الفضائيات لأن هذه التقنية مفترض أنها تقدم على المسرح فقط وتظهر الملامح «الوش» على الجسد من بعيد بعض الشىء مع الإضاءة والصوت وحركة اليد والمنديل والجسد يكون التناغم واضحاً لكن عندما تظهر الصورة بهذه الإضاءة على الشاشة تظهر بشكل مشوه، بعض الشىء، كما وضح ويظهر أن «الوش» مختلف، وفى رأيى الشخصية اتظلمت بسبب النقل على الشاشة لكنها على المسرح عظيمة فى أول تجربة فى العالم العربى. وما الذى ينقصنا فى تطبيق التجربة فى مصر. - لا شىء على الإطلاق فنحن نملك التاريخ والحضارة والآثار العظيمة والفن الراقى وعظماءه وأتمنى تكرار التجربة نصا تحت سفح الأهرامات وأبوالهول أعظم آثار العالم أو فى الأوبرا المصرية وهى أمنية حياتى أن أكرر التجربة فى مصر لكن بالأغانى الوطنية العظيمة، وكذلك تكرارها مع عظماء الفن الآخرين مثل عبدالوهاب وحليم.. تخيل كيف يكون المشهد.. وأضافت: عندما أرادت المملكة أن تعلن عن نفسها كدولة ثقافية وحضارة وتاريخ وسياحة رأت فى دعم الطرب والفن المصرى أكبر وأهم وسيلة فاستعانت بنجوم مصر وقدمت عمر خيرت فى حفل عظيم واستدعت أم كلثوم للحياة من خلالى، وأعتبر هذا أهم تكريم للفن والريادة المصرية ولى شخصياً من أهم دولة بالنسبة لنا حليف اقتصادى وأخوى وما قدمناه لهم واجب علينا لا يستحق الشكر. بما خرجت من هذه التجربة المثيرة وعودتك لعباءة أم كلثوم؟ - بعد هذا النجاح والتوحد فى المشاعر والحركة والأداء لأعظم مطربة فى العالم العربى خرجت بمضمون «تحيا مصر» فنا وريادة وصداقة وتحيا السعودية شقيقة وعميقة لكونها لجأت للفن الحقيقى الذى تحبه، وخرجت أيضاً أن تجربة أم كلثوم فى حياتى تحدٍ كبير! وهل نجحت فى كسر حاجز نجاح أم كلثوم بعد 20 عاماً من أدائها؟ - بعد نجاحى فى أم كلثوم شعرت بالمعاناة للخروج منها لكن الحمد لله كسرت هذا الحاجز فى أعمال كثيرة على مدار ال20 عاما منها مثلا «صالحة» فى «شيخ العرب همام» و«زينب الغزالى» فى «الجماعة 2»، و«أفراح القبة» و«الشك» وغيرها من الأعمال، 20 عاما كان بينها مشاعر من الفرح والخوف والترقب للنجاح. بعيدا عن نجاح تجربة «الهيلوجرام» ما الجديد لدى صابرين؟ - لأول مرة فى مشوارى أقدم كوميديا مختلفة تماما وتغييراً شاملاً لجلدى فى «فكرة بمليون جنيه» تجربة ستكون شديدة الثراء مع مخرج أشعر معه أننى فى أيد أمينة هو وائل إحسان، ومع ممثل صاروخ كوميديا هو على ربيع.. لرمضان القادم مع إنتاج سخى ومحترم لصادق الصباح وهو دور شيق تمنيته من زمان لأسرة تعيش فى شكل كارنفالى وأكون أنا كبيرة هذه الأسرة خلال شاب غاوى اختراعات. وكيف ترين تجربة تقليص الأعمال الدرامية فى رمضان القادم؟ - هى تجربة كما أشرت علينا الحكم عليها بعد الانتهاء منها وإذا كانت لصالح الجودة فهذا سيكون شيئاً مهماً رغم أنها ستظلم الكثير ممن لا يجدون فرصة للتواجد فى الدراما الموسم القادم فهى فى مرحلة «الفلترة»، لكنها ربما تفتح شهية الإنتاج للأعمال الجيدة بعد هذه «الغربلة» وتكشف عن الصدق الغائب فى الفن والفنان وتعود أعمال بحجم «ليالى الحلمية»، و«أم كلثوم»، و«المال والبنون» وغيرها وربما تفتح شهية قطاعات الدولة الغائبة فى جهات قطاع الإنتاج وصوت القاهرة والمدينة الذين قدموا أعمالا تستحق التقدير وما زالت باقية. هل ترين فى غياب الدولة عن الإنتاج تأثيراً كبيراً؟ - أكيد وهذا له مخاطر كبيرة وإهدار للدراما الحقيقية لأن دور دراما الدولة هو تقديم أعمال قيمة ذات مضمون راق يساعد الدولة فى دورها وتوجهاتها ويعيد الشخصية المفقودة والانتماء الغائب عن الدراما وهى رمانة الميزان، فى الحفاظ على صعوبة وثقافة المجتمع المصرى لأن المنتج الخاص مهما كانت ثقافته فهو يسعى فى المقام الأول للربح المادى لكن الفن الذى ترعاه الدولة يهدف فى المقام الأول للربح الفنى والمضمون وخدمة قضايا الدولة وتوجهاتها، وهو ما نادى به رئيس الجمهورية لأن الدراما والسينما والمسرح القوة الناعمة وسلاح مصر فى مواجهة التطرف والغلاء الدينى والمجتمعى. وما التجربة القادمة لصابرين فى السينما؟ - خطواتى فى السينما قليلة لأننى لا أقبل إلا أن أكون فى أعمال مميزة، والحمد لله أستعد لتجربة سينمائية متميزة خلال الأيام القادمة تأخذ الشكل العالمى من خلال قضيتها الإنسانية والإنتاجية من خلال فيلم جديد مع هند صبرى للمخرج شريف البندارى وهو إنتاج فرنسى - إماراتى عن قضية إنسانية صعب أفصح عنها الآن لكنها ستكون تجربة شديدة الثراء، وتستحق الصبر على غيابى عن السينما لفترات وأترقبها بشغف وأتمنى لها النجاح والتوفيق خاصة أنها مع فريق تمثيل وإخراج وإنتاج متميز. بعين الفنان كيف ترين الواقع فى مصر؟ - أنا الحمد لله دائما متفائلة وأرى أننا على وشك مرحلة «فك الحزام» وسيكون صيف 2019، هو البداية لأننا انتهينا من مرحلة حرث الأرض وتقليبها لإكسابها نوعا من الجودة ونحن الآن فى مرحلة «التشميس» وهناك على أرض الواقع مشروعات لمستقبل أولادنا وعلى خطى قريبة من واقع سيحدث فيه انفراجة من الغلاء فى الأسعار وصعوبة فى المعيشة أثرت على شريحة كبيرة فى المجتمع المصرى لكن القادم سيكون خيرا لجميع المستويات.. مصر تسير للأفضل والأمل فى الرخاء بات قريبا وهى تجربة مررنا بها ومر بها كل العالم كانت تحتاج للصبر والتحمل وأوشكنا أن نعيدها للأفضل وعلينا أن نكون إيجابيين لأن ما تحقق من مشروعات فى سنوات قليلة كان يحتاج عشرات السنوات، حتى الفن والدراما اتجه للأفضل تحت شعار «قلل وحسّن».